ما ستجده في هذا المقال:
يعاني الجميع من القلق النفسي بين الحين والآخر، حيث أن المواقف الحياتية غالباً ما يكون لها تأثيرها الخاص على الشخص. لكن قد يكون الأمر أكثر صعوبة عندما يعاني الشخص من نوبات متكررة من هذا القلق النفسي حيث يشعر أن ما يعانيه من أعراض يستمر لفترات طويلة قبل أن يتجاوز ذلك. فهل فعلاً نوبات القلق تستمر لفترات طويلة أم أن الشخص يشعر بذلك بسبب ما يعانيه؟
تعرف معنا على طول فترة بقاء نوبة القلق والعوامل التي تعتمد عليها.
كم يستمر القلق النفسي؟
يعتبر القلق أمر فردي ويتعامل الأشخاص مع المواقف الحياتية بطرق مختلفة. حيث ما يمكن أن يسبب القلق لشخص معين قد لا يسبب لشخص آخر. وكذلك الحال لمدة بقاء القلق النفسي لدى الشخص، فلا يوجد إطار زمني محدد يمكن تعميمه على جميع الحالات. حيث يمكن أن يستمر القلق النفسي لدى شخص ما ساعات بينما يبقى لدى آخر لأيام أو حتى أسابيع. وعلى الرغم من ذلك قد تستمر نوبة القلق النفسي لحوالي (20 – 30) دقيقة في كل مرة.
إن كنت تسعى لمعرفة مدة استمرار نوبة القلق النفسي لديك فمن الأفضل مراقبة مدة ثلاث نوبات قلق منفصلة لتحديد مدة استمرار الأعراض الفردية.
قد يظن البعض أن نوبة القلق هي ذاتها نوبة الهلع، إن كنت كذلك فقد حان الوقت لاكتشاف الفرق بينهما.
قد يهمك: اكتشف كيف يؤثر القلق على جسدك
كيف تختلف نوبة القلق النفسي عن نوبة الهلع؟
غالباً ما تستمر نوبات الهلع عادةً ما بين (5 -30) دقيقة وتبلغ الأعراض ذروتها خلال الدقائق القليلة الأولى. وفي بعض الأحيان قد تستمر أعراض الهلع المزعجة لمدة تصل إلى ساعة بعد انتهاء النوبة، أو في حالات نادرة لفترة أطول.
وفي الوقت الذي تكون فيه جميع نوبات القلق خفيفة، فإن نوبات الهلع تكون شديدة لدرجة أن يشعر الشخص بأنه قارب على الهلاك. بالإضافة إلى أن مدة بقاء نوبة القلق أطول بكثير من نوبة الهلع في بعض الأحيان.
على الرغم من تشابه الأعراض بشكل عام، إلا أن شعور الشخص بالقلق لا يعني أنه مصاب بأحد اضطرابات القلق. تابع القراءة لتتعرف على الفرق بينهما.
كيف يختلف القلق عن اضطراب القلق؟
تعتبر نوبات القلق العرضية أمر يمكن السيطرة عليه ولا تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية. أما اضطراب القلق فهو قلق يمنعك من ممارسة الحياة بالشكل الطبيعي، وغالباً ما لا يتناسب القلق مع الموقف المسبب له.
ولكي يتم تشخيصك بأحد أنواع اضطرابات القلق لديك لا بد أن تعاني منه في معظم الأيام لمدة ستة أشهر أو أكثر على الرغم من تجنب المواقف المرتبطة بهذا الخوف.
هناك عدة أنواع من اضطرابات القلق. منها:
- اضطراب القلق العام: وهو القلق أو التوتر المستمر والمفرط الذي يتعارض مع الأنشطة اليومية.
- اضطراب الهلع: يمتاز بحدوث نوبات هلع مفاجئة أو متكررة، يصاحبها ضيقة نفسية وجسدية.
- اضطراب القلق الاجتماعي: وهو القلق الشديد والانزعاج في المواقف الاجتماعية، مع الخوف من الإحراج أو الرفض أو التعرض لحكم من الآخرين.
- الرهاب: وهو خوف شديد ومستمر من شيء أو موقف معين، بشكل لا يتناسب مع التهديد الفعلي لها.
- اضطراب قلق الانفصال: الخوف الشديد من الانفصال عن شخص ما أو الخوف من حدوث شيء مخيف لشخص عزيز عليه.
هناك الكثير من العوامل التي تحدد المدة التي ستعاني فيها من أعراض القلق. تعرف عليها ولاحظ مدى تطابقها معك.
عوامل يستمر القلق النفسي بناءً عليها
يمكن أن تختلف المدة التي يستمر بها القلق النفسي لدى الشخص ذاته بين باختلاف الظروف. حيث أن هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر على الأمر منها:
- عمر الشخص: حيث أن الانتماء إلى فئة عمرية أكبر يؤثر في مدة استمرار القلق النفسي لديه.
- الحالة المالية: فمثلاً عدم وجود دخل ثابت أو وظيفة يمكن الاعتماد عليها.
- الشعور بالوحدة: وجود الشخص بمفرده دون إحاطته من قبل أشخاص يهتمون به يزيد من مشاعر القلق لديه، كما لا أنه يجد من يخفف عنه أو يقوم بتهدئته.
- المشكلات الصحية: كلما كانت الحالة الصحية أسوأ كلما طال الشعور القلق النفسي لدى الشخص.
- الحصول على العلاج: على الرغم من القدرة على تجاوز الكثير من نوبات القلق بشكل منفرد، إلا أنه في بعض الحالات يحتاج الشخص إلى التشخيص ومن ثم العلاج ليتمكن من التغلب على الأمر.
- نوع اضطراب القلق: هناك بعض الاضطرابات المتعلقة بالقلق تستمر لمدة أطول من اضطرابات أخرى. كما أن الإصابة باضطرابات القلق المتعددة غالباً ما ينعكس سلباً على استمرار أعراض القلق التي يعاني منها الشخص.
يميل اضطراب القلق الاجتماعي إلى أن يستمر لمدة أطول واستجابة أبطأ للعلاج من باقي اضطرابات القلق الأخرى.
علامات وأعراض نوبة القلق النفسي
على الرغم من أن أعراض نوبة القلق تختلف باختلاف نوع القلق الذي يعاني منه الشخص، إلا أن القلق يمتاز بمجموعة من المشاعر مثل الذعر والخوف وعدم الارتياح.
أما الأعراض الأكثر شيوعاً والتي يمكن ملاحظتها خلال جميع أنواع القلق هي:
- تسارع ضربات القلب.
- الارتجاف.
- الشعور بالغثيان.
- الحاجة المفاجئة أو الرغبة القوية للتبول.
- اتساع حدقة العين.
- الشعور بالدوخة.
- ضيق في التنفس.
- التنفس السريع.
- الشعور بالصداع.
- الشعور بالتعب؟
- صعوبة النوم.
- حدوث شد عضلي.
- التعرق المفرط.
- ظهور طفح جلدي.
- جفاف الفم.
- ألم في الصدر.
الخبر السار أن نوبات القلق يمكن التخلص منها، تعرف معنا على أفضل الاستراتيجيات الشخصية التي تساعدك في التغلب على قلقك.
قد يهمك: أعراض القلق النفسي عند الأطفال
كم يستمر التعافي من نوبة القلق النفسي؟
لا يمكن تحديد الفترة اللازمة للتعافي من نوبة القلق، حيث أنه أيضاً تختلف باختلاف الأشخاص وطريقة التفاعل الفردية مع الأمر. فبينما لا يحتاج البعض إلى علاج متخصص ويستطيع التعامل مع أعراضه بشكل ذاتي، قد يتطلب الأمر من الآخرين الحصول على المساعدة المتخصصة للتمكن من إدارة أعراض القلق لديهم.
إلا أنه يمكن للشخص مساعدة نفسه من خلال مجموعة من الاستراتيجيات الذاتية والتي يساعد اتباعها على الشعور بالتحسن. ومن هذه الاستراتيجيات:
- تجنب الأطعمة غير الصحية.
- الابتعاد عن محفزات القلق.
- ممارسة التمارين الرياضية أو زيادة النشاط البدني.
- الاعتماد على أنواع الأعشاب التي يمكن من خلالها الحد من القلق أو زيادة الاسترخاء.
- ممارسة تقنيات الاسترخاء المناسبة مثل التنفس العميق أو التأمل.
- الانخراط بالتفكير الإيجابي قدر الإمكان.
- التحدث مع أحد المقربين أو الأصدقاء الذين يمكنهم تقديم الدعم النفسي في هذه الأثناء.
لا تتردد في طلب المساعدة المناسبة من أحد المقربين في حال كانت نوبة القلق التي تعاني منها شديدة.
القلق النفسي في الكثير من الأحيان يكون مجرد عرض لاضطراب نفسي آخر. اعرف إذا ما كانت حالتك النفسية مستقرة أو بحاجة لاستشارة نفسية في اختبار الحالة النفسية.
كلمة من عرب ثيرابي
تعتبر حالات القلق المختلفة من الحالات النفسية القابلة للعلاج في حال تلقي المساعدة المتخصصة. حيث تظهر الأبحاث أن العلاج المعرفي السلوكي (CBT) فعال جداً في علاج اضطرابات القلق ومن ثم تحسين نوعية الحياة. لذلك يفضل الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي الإسراع في الحصول على الاستشارة النفسية للتمكن من المساعدة في تحديد سبب قلقك والعمل معاً لتطوير آليات التكيف والسلوكيات الصحية للتغلب عليه.
