ما ستجده في هذا المقال:
يستخدم بعض الناس مصطلح (نوبة القلق) و(نوبة الهلع) بالتبادل نظراً لوجود عوامل مشتركة بينهما وفي ذات الوقت بينهما اختلافات كبيرة. فنوبة القلق ترتبط بشكل رئيسي بحالات الصحة النفسية مثل اضطراب الوسواس القهري. في حين تؤثر نوبات الهلع على المصابين باضطراب الهلع.
تعد اضطرابات القلق من أكثر حالات الصحة النفسية شيوعاً بينما يعد اضطراب الهلع نوعاً محدداً من اضطرابات القلق. وما يميز نوبة الهلع هو حدوثها المفاجئ وغير المتوقع على عكس نوبة القلق. ويمكن التعرف أكثر على الاختلافات بين النوبتين في الفقرة التالية.
ما هي الاختلافات الرئيسية بين نوبة القلق ونوبة الهلع؟
يمكن الحديث عن الفرق بين نوبة القلق والهلع كما يأتي:
- وقت الحدوث: تحدث نوبة القلق تدريجياً على عكس نوبة الهلع التي تحدث فجأة.
- الأعراض الرئيسية: من أبرز أعراض نوبة القلق الأرق أو التعب أو التهيج أو الشد العضلي. بينما تصاحب نوبة الهلع أعراض مثل الارتجاف أو الهبات الساخنة أو ألم الصدر.
- المدة: قد تستمر نوبة القلق لعدة أشهر بينما تستمر نوبة الهلع لعدة دقائق.
- الحالة النفسية المصاحبة لها: ترتبط نوبة الهلع بشكل رئيسي باضطراب الهلع.
عادة ما تبلغ نوبات الهلع ذروتها في حوالي 10 دقائق بينما يمكن أن يستمر القلق لعدة أشهر.
تختلف الأعراض التي يمكن أن تنجم عن نوبة القلق ونوبات الهلع، كما تختلف هذه الأعراض في شدتها ودرجاتها اعتماداً على عوامل مختلفة. فما هي أبرز أعراض هاتين النوبتين؟
ما هي أعراض نوبة القلق ونوبة الهلع؟
يمكن الحديث عن أبرز الأعراض كما يأتي:
أعراض نوبة القلق
تنشأ نوبة القلق بشكل عام تدريجياً وعلى مدى فترة من الزمن. وترتبط بالقلق المفرط من بعض المخاطر المحتملة سواء كانت حقيقية أم متخيلة. ومن أبرز الأعراض:
- صعوبة في التركيز أو التهيج.
- الأرق أو اضطرابات النوم.
- الدوخة أو التعب.
- زيادة معدل ضربات القلب أو الشد العضلي.
- العصبية أو التنفس السريع.
- الارتجاف أو التعرق.
- الشعور بخطر وشيك.
أعراض نوبة الهلع
تعد نوبات الهلع شعوراً شديداً ومفاجئاً بالخوف أو الرعب أو الانزعاج وتكون مصحوبة بأعراض جسدية أو نفسية أخرى. وغالباً ما تكون شديدة لدرجة أنها تسبب اضطراباً حاداً. ومن أبرزها:
- مشاعر الانفصال عن الواقع أو الشعور بالانفصال عن الذات.
- الخوف من فقدان السيطرة أو الخوف من الإصابة بالجنون.
- الخوف من الموت.
- ألم في الصدر أو القشعريرة.
- زيادة التعرق أو الشعور بالاختناق.
- الشعور بالدوار وعدم الثبات أو الإغماء.
- خفقان في القلب أو تسارع في ضربات القلب.
- الهبات الساخنة أو الغثيان.
- اضطرابات المعدة أو الارتجاف.
- الخدر أو الوخز.
- الإحساس بضيق التنفس أو صعوبة في التنفس.
تشبه بعض أعراض القلق بعض أعراض نوبات الهلع، إلا أنها أقل حدة. وقد تكون أعراض القلق مستمرة لأيام أو حتى أشهر عكس نوبة الهلع.
لا تعد الأسباب الدقيقة لنوبات القلق أو نوبات الهلع معروفة ولكن هد تنشأ هذه النوبات نتيجة أسباب أو عوامل مختلفة. فما هي أبرز هذه الأسباب والعوامل؟
ما الذي يسبب نوبة القلق ونوبة الهلع؟
يمكن أن تنشأ النوبات عن العوامل والأسباب التالية:
أسباب نوبة القلق
من أبرز أسباب نوبة القلق ما يأتي:
- التاريخ العائلي للقلق أو التعرض للصدمات سابقاً.
- الأمراض المزمنة أو تجار محددة مثل الطلاق أو وفاة أحد أفراد الأسرة.
- صعوبات مالية أو سمات شخصية محددة.
- الآثار الجانبية لبعض الأدوية أو التعرض لمحفزات الصدمة.
- الإفراط في استخدام المنبهات مثل الكافيين.
- مشكلات الصحة النفسية الأخرى مثل الاكتئاب أو ثنائي القطب أو القلق.
أسباب نوبة الهلع
من أبرز أسباب نوبة الهلع ما يأتي:
- الوراثة أو التاريخ العائلي لاضطرابات القلق والهلع.
- مشكلات أو تشخيصات أخرى تتعلق بالصحة النفسية مثل اضطرابات المزاج.
- استخدام بعض المواد الممنوعة أو حالات طبية محددة.
- المعاناة من بعض اضطرابات الصحة النفسية الأخرى مثل الاكتئاب أو ثنائي القطب أو القلق.
- ضغوطات الحياة الرئيسية.
- الرهاب أو التعرض لبعض محفزات الصدمة.
كيف تشخص نوبة القلق ونوبة الهلع؟
تشخيص نوبة القلق
تتطلب اضطرابات القلق معايير مختلفة للتشخيص الرسمي، وقد تشخص هذه الاضطرابات بناء على سبب حدوث الأعراض. فتشخص نوبة القلق إذا كانت الأعراض ناجمة عن تهديد محتمل أو استجابة له.
تشخيص نوبة الهلع
من أبرز المعلومات ما يأتي:
- لا تشخص نوبة الهلع عادة في المستشفيات بل إن الأعراض الظاهرة قد تؤدي إلى هذا التشخيص.
- لا تهدد نوبات الهلع الحياة عموماً ويمكن للأطباء بداية استبعاد الحالات الأخرى مثل أمراض القلب.
- بعد استبعاد الحالات الأخرى يمكن للطبيب أن يشخص نوبة الهلع واضطراب الهلع.
- للتشخيص يجب أن تحدث نوبة مفاجئة من الخوف الشديد أو الانزعاج الذي يصل ذروته خلال دقائق ويكون مصحوباً بأربعة أعراض جسدية أو نفسية أخرى على الأقل.
- أما اضطراب الهلع فيشخص بعد حدوث نوبات متكررة وقلق مستمر بشأن النوبات القادمة وعواقبها مما يؤدي إلى تغيرات سلوكية ذات صلة.
يمكن علاج نوبة القلق والذعر باستخدام واحد أو أكثر من علاجات مختلفة اعتماداً على شدة النوبة ومدتها والشخص نفسه. فما هي أبرز العلاجات التي يمكن استخدامها؟
كيف يمكن علاج نوبة القلق ونوبة الهلع؟
يمكن علاج نوبات الهلع والقلق بواحد أو أكثر من الطرق التالية:
الأدوية
يمكن وصف هذه الأدوية إذا كانت الأعراض شديدة، والأدوية الأكثر شيوعاً هي مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) أو مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين (SNRIs). ومنها:
- إسكيتالوبرام (Escitalopram) أو فلوكستين (Fluoxetine).
- باروكستين (Paroxetine) أو سيرترالين (Sertraline).
- فلوفوكسامين (Fluvoxamine) أو دولوكستين (Duloxetine).
- فينلافاكسين (Venlafaxine).
العلاج النفسي
تظهر الدراسات أن العلاج النفسي فعال مثل الدواء في تقليل أعراض القلق واضطراب الهلع بما فيه نوبات الهلع. ومن أبرز الأساليب النفسية الشائعة:
- العلاج المعرفي السلوكي: الذي يقوم على التعرف ثم تغيير أفكار الشخص وسلوكياته غير القادرة على التكيف.
- العلاج النفسي الديناميكي الذي يركز على الذعر: يستكشف هذا العلاج آليات الدفاع غير القادرة على التكيف والصراعات المتعلقة بالمشاعر التي تساهم في القلق والذعر.
- تقليل الضغط القائم على العقلانية: يعلم هذا النهج الشخص أن يصبح واعياً بالعلاقة بين المشاعر والجسد في اللحظة الحالية.
تغيير نمط الحياة
قد تساهم بعض الأنشطة أو السلوكيات أو العوامل البيئية في تفاقم القلق أو تسبب نوبات الهلع ولذلك فإن تحديد المسببات يمكن أن يساعد قليلاً. ولذلك يمكن اتباع ما يأتي:
- تجنب الكافيين قدر المستطاع.
- الإقلاع عن التدخين.
- النوم الجيد.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- استرخاء العضلات التدريجي.
قد يصف الطبيب البنزوديازيبينات كعلاج قصير الأمد، ولكن هذا الدواء غير آمن للاستخدام على المدى الطويل.
نصيحة عرب ثيرابي
إذا كنت تعاني من نوبات القلق أو الهلع فعليك أولاً أن تعترف بها ثم تذكر أن هذه الأعراض ستمر خلال وقت محدد. ثم يمكنك ممارسة تقنيات التنفس المختلفة لتخفيف الأعراض. وإذا لم تكن تستطيع السيطرة عليها يمكنك طلب المشورة الطبية من المختصين. ويمكنك ذلك بالاستعانة بالمختصين في عرب ثيرابي للمساعدة والعلاج.
