ما ستجده في هذا المقال:
ليس من الغريب أن نرى الشخص الذي يعاني من الاكتئاب يشعر بالوحدة، حيث أن الانسحاب الاجتماعي غالباً ما يكون من أعراض الاكتئاب الشائعة. كما أن كل من الاكتئاب والوحدة يؤثران على بعضهما البعض بشكل كبير، فإن كنت تعاني منهما فلا بد أن تفكر في أفضل الطرق لتتخلص منها وتستعيد حياتك من جديد.
فهم العلاقة بين الوحدة والاكتئاب لتتخلص منهما
في البداية لا بد من معرفة كيفية تأثير كل من الاكتئاب والوحدة على بعضهما البعض، حيث أن شعور الشخص بواحدة منهما كفيل بأن يعاني من الأخرى أو زيادة حدتها. ويظهر ذلك من خلال:
- تساعد ممارسة سلوكيات الانسحاب الاجتماعي التي يقوم بها الشخص خلال مرحلة اكتئابه من الشعور بالوحدة، ومن ثم زيادة أعراض الاكتئاب حدة.
- هناك المزيد من أعراض الاكتئاب الأخرى التي تؤدي إلى الشعور بالوحدة. فمثلاً يمكن لمشاعر مثل الحزن المستمرة والشعور بالفراغ واليأس أن تزيد من عزلة الشخص وبالتالي شعوره بالوحدة.
إذا شعر شخص المكتئب بأن الآخرين يحكمون عليه بسبب أعراض الاكتئاب التي يعاني منها، فقد يتجنب التواصل معهم. مما يبعده عنهم ومع مرور الوقت يزيد شعوره بالوحدة.
كيف تتخلص من الوحدة والاكتئاب بأكثر الطرق فاعلية؟
قد يكون من الصعب الاندماج مع الآخرين خلال فترة الاكتئاب، مما يزيد من الشعور بالوحدة. لكن من خلال بعض الاستراتيجيات يصبح التعامل مع الآخرين أكثر تقبلاً، وبالتالي تتمكن من التواصل معهم وتقلل من الشعور بالوحدة الذي ينتابك. ومن ضمن هذه الاستراتيجيات:
الانضمام إلى مجموعات الدعم
لست مضطراً للتعامل مع أشخاص تخشى أن يقوما بالحكم عليك سلباً بسبب ما تعاني، أو قد لا يفهمونك بالشكل الصحيح. حاول المشاركة في مجموعات الدعم التي دائماً ما يكون أفرادها أشخاص يعانون من المشكلة ذاتها أو قد تمكنوا من التخلص من الاكتئاب والوحدة. استفد من نصائحهم ونتائج تجاربه.
المشاركة في نشاطات اجتماعية جديدة
من أفضل الأساليب التي تساعد الشخص في التخلص من اكتئابك هو ممارسة النشاطات الممتعة أو الجديدة. فعلى الرغم من صعوبة البدء فيها أو امتلاك الطاقة والتحفيز المطلوبين لذلك. إلا أن تشجيع النفس على البدء يساعدك في أن تتخلص من الاكتئاب والوحدة بالوقت ذاته. حيث أن هذه النشاطات غالباً ما تتيح لك المجال لمقابلة أشخاص جدد يمكنك التواصل معهم وتكوين علاقات اجتماعية.
التواصل مع الأصدقاء
يكفي التحدث مع شخص واحد مقرب إليك أو تشعر معه بالراحة. حيث أن الحديث دون قيود أو الخوف من إصدار الأحكام يساعد الشخص الذي يعاني من الاكتئاب من تفريغ مشاعره السلبية. بالإضافة إلى الشعور بأن هناك بعض الأشخاص الداعمين الذين يمكن الاعتماد عليهم. الأمر الذي ينعكس بالإيجابية على النفسية والتقليل من مشاعر الوحدة القاتلة.
التحدث مع المعالج النفسي
إن كنت تخضع لجلسات العلاج النفسي، فإن الانفتاح والتحدث مع المعالج بصدق بشأن مدى الشعور بالوحدة غالباً ما يأتي بنتائج إيجابية. حيث أنه يمتلك بعض الأساليب التي تجعلك تتغلب من هذه المشاعر بطرق واستراتيجيات تساعدك في تغيير السلوكيات الداعمة للوحدة.
لكن هل ترتبط الوحدة بحالة الإصابة بالاكتئاب فقط، أم لها المزيد من التأثيرات الأخرى التي تستدعي محاربتها للتقليل من احتمالية التعرض لها؟ تابع القراءة للتعرف على تأثيرات الوحدة السلبية.
آثار الوحدة على الصحة الجسدية والنفسية
للوحدة الكثير من الآثار السلبية على الصحة النفسية والجسدية على حد سواء. فبالإضافة إلى الاكتئاب المرتبط بها ارتباطاً وثيقاً، فهي تعمل على:
- الصحة الجسدية: ربطت العديد من الدراسات بين الشعور بالوحدة والاكتئاب وضعف الصحة بشكل عام والشعور بالرفاهية. لذلك فإن الأشخاص الذين يعانون من الوحدة يكونون أكثر عرضة لمجموعة متنوعة من المشاكل الصحية. كما أن الأبحاث أظهرت أن المناطق الدماغية المسؤولة عن التعامل مع الانسحاب الاجتماعي هي نفسها المناطق التي تعالج الألم الجسدي. مما يقدم تفسيراً علمياً أوضح لفكرة “القلب المكسور”.
- المشاكل النفسية: عند الشعور بالوحدة بشكل دائم فإن مشاكل مثل القلق والمشاكل المعرفية وإيذاء النفس والانتحار تصبح أكثر واقعية. وفقاً للدراسات فإن زيادة التواصل الاجتماعي يساعد في تقديم حماية قوية ضد من هذه الأمور.
- مشاكل كبار السن: ترتبط الوحدة بارتفاع معدلات الإصابة بالخرف وأمراض القلب والسكتة الدماغية. بالإضافة إلى الوفاة المبكرة بين كبار السن.
وجدت دراسة نشرت عام 2021 في مجلة لانسيت للطب النفسي ارتباطات بين الوحدة وأعراض الاكتئاب لدى مجموعة من البالغين الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا فما فوق.
ممارسات تساعدك في أن تتخلص من الوحدة والاكتئاب
هناك المزيد من الأنشطة والممارسات التي تمكنك من أن تتخلص من مشاعر الوحدة الناتجة عن الاكتئاب، فما عليك إلا أن تجربها واختر ما يناسبك منها. فمثلاً:
- تطوع في النشاطات الخيرية: بالإضافة إلى الإيثار قد يجلب المزيد من المعاني إلى الحياة، كما أن مشاعر الرضا والسعادة الناتجة عن مساعدة الآخرين غالباً ما تنعكس على احترامك لذاتك والشعور بالامتنان لما تمتلكه. كما أن هذه النشاطات تساعد في الحد من الوحدة. حيث أن ممارسة هذه النشاطات يوفر لك فرصة التعرف على أشخاص جدد إن لم تكون ترغب في التواصل مع مع علاقاتك الحالية.
- تربية الحيوانات الأليفة: إن تربية الحيوانات الأليفة مثل الكلاب والقطط تساعد في محاربة الشعور بالوحدة بحد ذاته. حيث أن تربية هذه الحيوانات تساعد في الشعور بأن كيان آخر موجود بالقرب منك. كما أن تقرب الأشخاص المحبين لهذه الحيوانات منك بشكل أكبر، مما يتيح مجال التعرف على الآخرين. كما أن الخروج في جولة مشي مع هذا الحيوان يساعد في الحد من الاكتئاب بشكل كبير.
- إعادة تقييم العلاقات: قد تكون بعض علاقاتك تسبب لك الرغبة بالابتعاد عنها. أعد تقييم ما لديك من علاقات وحاول التخلص من السلبية منها وتقوية أو تعزيز العلاقات الإيجابية قدر الإمكان. حيث أن لشبكة الدعم النفسي تأثيرها الكبير على حالة الاكتئاب والوحدة على حد سواء.
إذا وجدت أنك توبخ أو تنتقد نفسك باستمرار لشعورك بالإحباط، ففكر فيما ستقوله لصديق يمر بشيء كهذا وما ستفعله لمساعدته على الشعور بالتحسن.
نصيحة عرب ثيرابي
تعتبر مشاعر الوحدة والاكتئاب من المشاعر الصعبة التي يجب أن تحاول أن تتخلص منها في أقرب وقت لتفادي تفاقم الحالة. لذلك فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي ينصحون بممارسة كتابة اليوميات، حيث أنها تساعد في:
- التفريغ من الأفكار والمشاعر التي تزيد من حدة الأعراض سوءاً.
- اكتشاف المشاعر والأفكار السلبية بشكل أفضل، حيث يصبح الشخص أكثر اضطلاعاً على ما يجول بداخله، وتحديد الأنماط غير المرغوب بها.
- ملاحظة المحفزات التي تساعد في تكون مثل هذه الأفكار والمشاعر.
