Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
ما هو الذهان العقلي

ما هو الذهان العقلي لدى الأطفال؟ كل ما يهم الوالدين

هل تلاحظ أن طفلك أصبح يتصرف بشكل غير معتاد في الآونة الأخيرة؟ أو هل كان منظم ومنفتح ومشارك بجميع الأنشطة المتاحة لكنه أصبح على العكس تماماً؟ هل لديه بعض الأفكار الغريبة؟ إن كان طفلك كذلك فقد يكون يعاني من الذهان العقلي. 

تعرف على ما يهمك بصفتك أحد الوالدين، وتصرف بالشكل المناسب والضروري في أسرع وقت للتمكن من مساعدة طفلك.

 

الذهان العقلي لدى الأطفال

قد تكون على دراية كافية بما يعنيه الذهان العقلي بشكل عام، لكن الأمر مختلفاً بشكل كامل عندما يعاني الأطفال من حالة الذهان. عندما يعاني الطفل من نوبة ذهانية فإنه يواجه مجموعة من الأفكار والأحاسيس غير المطابقة للواقع، كما يفقد أيضاً قدرته على التمييز بين ما هو موجود في الواقع وما هو ليس كذلك.

عادة ما يتم الربط بين الذهان والصورة النمطية لشخص أشعث يتحدث إلى نفسه أو يصرخ بصوت عالٍ.

 

أعراض الذهان العقلي المبكرة لدى الأطفال والمراهقين

من الأعراض الأساسية التي يجب على الوالدين الانتباه إليها هي إبداء الطفل امتلاكه للأوهام (وهي معتقدات زائفة مثل أنه يتحكم به شخص آخر أو أن لديه قدرات خاصة) أو حدوث بعض الهلاوس لديه (وهي سماع الطفل أو رؤيته لأشياء أو الشعور بأحاسيس غير موجودة). 

كما يمكن ملاحظة ظهور بعض الأعراض الجسدية مثل صعوبات النطق وتدني الحافز والتجمد أو الثابت دون تحرك.

وعلى الرغم من أن الأعراض في بداية الأمر قد تكون غير ملحوظة، إلا أن هذه الأعراض قد تختلف باختلاف الفئة العمرية للطفل على النحو التالي:

قد يهمك: تشخيص الحالة النفسية للأطفال

الأعراض الذهانية للأطفال

في هذه الأثناء يمكن للوالدين أن يلاحظوا:

  • سماع أو رؤية أو تذوق أو تصديق أشياء لا يراها الآخرون.
  • امتلاك بعض الأفكار والمعتقدات المستمرة وغير العادية التي لا يمكن تغييرها والتي لا تبدو طبيعية للأخرين.
  • الشعور بمشاعر قوية وغير مناسبة، وفي حالات أخرى يفقد الطفل مشاعره على الإطلاق.
  • الانسحاب من العائلة والأصدقاء والرغبة بالبقاء وحيداً بعيداً عن الجميع.
  • تدني مستوى الرعاية الذاتية.
  • مواجهة الطفل صعوبة في التفكير بوضوح أو التركيز.

أعراض الذهان لدى الأطفال الأصغر سناً

في حالة الأطفال الأصغر سناً، قد تبدو أعراض الذهان العقلي لديهم بتأخر اللغة، والزحف المتأخر أو غير المعتاد والمشي في وقت متأخر، وسلوكيات حركية غير طبيعية أخرى مثل على سبيل المثال، التأرجح أو رفرفة الذراع.

بعض هذه الأعراض شائعة أيضاً لدى الأطفال الذين يعانون من التوحد. ولهذا السبب فإن الخطوة الأولى في تشخيص الذهان هي استبعاد اضطرابات النمو.

أعراض الذهان لدى المراهقين

كلما تقدم الطفل في العمر كانت الأعراض الذهانية لديه أقرب للأعراض لدى البالغين، حيث يعاني المراهق من:

  • الانسحاب من الأصدقاء والعائلة.
  • تدني الأداء في المدرسة وتراجع العلامات.
  • مواجهة مشكلة في النوم.
  • الانفعال أو التهيج أو امتلاك مزاج مكتئب.
  • انعدام الحافز.
  • إبداء سلوك غريب بالنسبة للآخرين.
  • الاعتماد على المخدرات أو الكحول للتعامل مع ما يعانيه.

 

دور الوالدين في السيطرة على الذهان العقلي لدى الأطفال

إذا بدأت حقاً بملاحظة الأعراض الذهانية لدى طفلك، فلا بد أن تتحلى بالحكمة والصبر عند التعامل معه. حيث يوصي معظم الأخصائيون النفسيون باتباعك ما يلي:

  • القيام بطرح ملاحظاتك مع طفلك في مكان هادئ. من المهم أن تظل متحكماً وهادئاً أثناء المحادثة. ضع في اعتبارك إن مشاعره ومعتقداته حقيقية جدا بالنسبة له، إن كان طفلك يعاني بالفعل من الأوهام.
  • التعاطف وعدم الحكم على الطفل. لا تحاول تسمية الأمور بمسمياتها العلمية أو الحقيقية.
  • الاستماع إلى ما سيقوله طفلك بالهدوء والحكمة ذاتها. 
  • التوضيح للطفل أنك قلق عليه، واشرح له أنك تريد أن يتحدث إلى أخصائي نفسي.
  • تحديد موعد لإجراء تقييم طبي كامل للتأكد من سلامة الطفل العضوية.

 بصفتك أحد الوالدين، فإنك تؤدي دوراً أساسياً في التعرف على الأعراض والحصول على علاج مبكر.

 

أهمية الكشف المبكر عن الأعراض الذهانية لدى الأطفال

على الرغم من الفصام والذهان العقلي بمختلف أنواعه غالباً ما تبدأ بالظهور في بداية العشرينيات من العمر، إلا أنها قد تظهر في سن مبكر أيضاً. حيث يُعتقد أن الأعراض الذهانية تتطور استجابة لمجموعة من العوامل الوراثية والبيئية التي تحدث خلال مراحل نمو الدماغ الحرجة.

وكلما طالت الفترة الزمنية بين ظهور الأعراض وتلقي العلاج، فمن المرجح أن يكون العلاج أقل فعالية. وهذا يعني أن ملاحظة العلامات والأعراض المبكرة للذهان العقلي يعتبر أمراً ضرورياً للمساعدة في تلقي الطفل العلاج الفعال

حيث تظهر الدراسات أن العلاج المبكر غالباً ما يكون فعالة خلال العامين الأولين من بداية الذهان. ففي هذه الحالة يتم تقليل خطر حدوث نوبة ذهانية لاحقة بنسبة 50٪. بالإضافة إلى ذلك، فإن 52% من الأفراد الذين يتلقون تدخلات مبكرة يتعافون جزئياً أو كلياً.

(%5) من البالغين الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض الفصام أفادوا أنهم عانوا من الأعراض الذهانية قبل سن 15 عاماً.

 

دلالات الذهان العقلي لدى الأطفال والمراهقين

غالباً ما يتم ربط الذهان العقلي ببعض الاضطرابات النفسية مثل الفصام والاضطراب الفصامي العاطفي والاضطراب ثنائي القطب. ومع ذلك، هناك العديد من الارتباطات الأخرى بما في ذلك:

  • تناول بعض المخدرات مثل الأمفيتامينات والمهلوسات والتي من آثارها حدوث أعراض ذهانية.
  • اضطرابات المناعة الذاتية مثل التصلب المتعدد في مرحلة الطفولة أو الإصابة بمرض الذئبة.
  • مشاكل الغدد الصماء مثل فرط أو قصور نشاط الغدة الدرقية.
  • الإصابة بالأمراض المعدية مثل مرض لايم أو فيروس نقص المناعة البشرية أو الزهري.
  • تناول بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب أو البنزوديازيبينات، أو المواد الأفيونية.
  • الأمراض العصبية مثل الصرع أو صدمات الرأس.
  • الاضطرابات العصبية والنفسية مثل مرض هنتنغتون أو ويلسون.
  • نقص التغذية، مثل انخفاض مستويات المغنيسيوم أو فيتامين A أو فيتامين D أو فيتامين B12.

كما أن هناك اضطرابات نفسية أخرى ترتبط بالذهان العقلي، ومنها:

  • الانسحاب من الكحول.
  • اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
  • التوحد.
  • اضطراب اكتئابي حاد.
  • اضطراب الوسواس القهري.
  • اضطراب ما بعد الصدمة.
  • التعرض للإجهاد الشديد.

 

كلمة من عرب ثيرابي

يعد الذهان العقلي المرتبط ببعض المشكلات النفسية مثل الفصام من الحالات المزمنة والتي تتطلب العلاج مدى الحياة. لذلك فإن البدء بالعلاج في أقرب وقت يمكن يساهم في تحسين حالة طفلك على المدى الطويل بشكل كبير.

وغالباً ما تكون العلاجات الدوائية أساسية في السيطرة على الأعراض التي يعاني منها الطفل. بالإضافة إلى ذلك يفضل الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي باللجوء إلى العلاج النفسي الشخص والعلاج الأسري والبرامج المتخصصة لتعلم المزيد من السيطرة على الحالة.