Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الانسحاب الاجتماعي: كل ما تحتاج معرفته

الانسحاب الاجتماعي: كل ما تحتاج معرفته

هل تحب أن تقضي معظم الوقت بمفردك؟ أو تعتقد أنه لا يوجد أحد يفهمك أو يشعر بما تمر به في حياتك؟ أو تتجنب الآخرين لأنك “لست بحاجة لأحد”؟ ربما تعاني من الانسحاب الاجتماعي أو العزلة الاجتماعية.

 

الانسحاب الاجتماعي

وهو  تجنب الأشخاص أو الأنشطة التي عادة ما تستمتع بها، والذي بالنسبة لبعض الأشخاص يمكن أن يتطور إلى عزلة اجتماعية. وهي حين ترغب حتى في تجنب الاتصال بالعائلة والأصدقاء المقربين وأن تكون بمفردك معظم الوقت.

وقد ترغب في أن تكون بمفردك لأنك تشعر أنه من المتعب أو المزعج أن تكون مع أشخاص آخرين، وأحيانًا يمكن أن تتطور إلى حلقة مفرغة. حيث كلما زاد الوقت الذي تقضيه بمفردك، قل شعورك بأن الناس يفهمونك، وكلما قل شعورك بأن الناس يفهمونك، زاد الوقت الذي تريد أن تقضيه بمفردك.

يُظهر بعض المحاربين القدامى علامات الانسحاب الاجتماعي أو العزلة الاجتماعية أثناء الانتقال من الحياة العسكرية إلى الحياة المدنية أو خلال تغييرات الحياة الرئيسية الأخرى

أعراض الانسحاب الاجتماعي 

من أبرز الأعراض أو العلامات التي تدل على أنك في حالة انسحاب اجتماعي:

  • تخطي المدرسة أو الهروب من المدرسة بالنسبة للأطفال أو المراهقين.
  • الخوف من الآخرين، وغالبًا ما يُشخص الانسحَاب الاجتِماعي على أنه “رهاب بشر” وهو خوف شديد من الآخرين.
  • يشعر بعض الناس بالقلق حيال مظهرهم للآخرين، وخاصة في الأماكن العامة أو وسائل النقل العام.
  • قد يكون لدى البعض نفور شديد من دخول أشخاص آخرين إلى منازلهم ويختبئون في غرفهم.
  • غالبًا ما يكون الأشخاص مصابين في اضطراب الوسواس القهري (OCD)، أو من الأفكار القهرية.
  • محاولة لوم الأهل أو الوالدين على ما يعاني منه الشخص أو ما سبب له انسحاب اجتماعي.
  • يعتبر الأرق وعكس الليل والنهار من العلامات الشائعة للانسحاب الاجتماعي؛ سواء كان لأسباب فسيولوجية أو نفسية.
  • تراجع الشخص الناضج إلى مرحلة أقل نضجًا من التطور الشخصي حتى لو كان بالغًا.
  • المعاناة من أفكار الاضطهاد مثل القدرة على سماع شخص خارج المنزل يقول أشياء عنهم أو قيام الجيران بنشر الشائعات عنهم.
  • الشعور بالاكتئاب أو اليأس، والتي قد تتطور نتيجة العزلة والملل وحقيقة عدم تمتعهم بأي مكانة حقيقية في المجتمع.
  • تطوّر أو امتلاك أفكار انتحارية، أو أفكار حول إيذاء النفس.
  • الإفراط في تناول الطعام أو رفض تناول الطعام، والتي قد تتطور إلى اضطراب في الأكل بعد فترة طويلة من الانسحاب.
  • التهاب المعدة وارتفاع ضغط الدم نتيجة الإجهاد أو أنماط النوم غير المنتظمة.
  • السلوكيات الإدمانية سواء كان ذلك بسبب المخدرات، أو الكحول، أو ألعاب الفيديو، أو الطعام.

يميل الأشخاص المنسحبون اجتماعيًا إلى حبس أنفسهم في غرفهم بدلاً من التجول في المنزل، ومن ثم تجنب أفراد أسرهم حتى في المنزل.

 

أسباب الانسحاب الاجتماعي 

تتضمن بعض الأسباب الرئيسية للانسحاب الاجتماعي:

حالات الصحة النفسية

يمكن أن يكون الانسِحاب الاجتماعي أحد أعراض العديد من حالات الصحة النفسية، ومنها:

  • القلق.
  • اضطراب طيف التوحد.
  • الاكتئاب.
  • اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
  • فُصام.
  • اضطرابات استخدام المواد المخدرة.

الخجل

الأشخاص المنعزلين اجتماعيًا يميلون إلى أن يكونوا أكثر خجلًا؛ حيث غالبًا ما يتجنب الأشخاص الخجولون المواقف الاجتماعية لأنهم قلقون جدًا أو غير مرتاحين في هذه الأوضاع. بينما يرى البعض أن السلوك الخجول والانسحابي هو عجز اجتماعي، والذي يمكن أن يؤدي بعد ذلك إلى مزيد من الرفض والاستبعاد.

تدني احترام الذات

في بعض الحالات يبتعد الناس عن الآخرين بسبب ضعف احترام الذات؛ نظرًا لأنهم لا يحترمون أنفسهم كثيرًا فقد يخشون أن يكونوا ضعفاء حول الآخرين أو يعتقدون أنه سيتم رفضهم. كما يمكن أن يساهم ضعف تقدير الذات في ظهور أعراض مشاكل الصحة النفسية الأخرى مثل القلق أو الاكتئاب، مما قد يؤدي إلى تفاقم الانسحاب الاجتماعي.

العوامل البيئية والشخصية

يمكن أن تلعب العوامل البيئية أو الشخصية أيضًا دورًا في الانسحَاب الاجتماعي، ومنها:

  • ديناميكيات الأسرة الصعبة أو المسيئة قد تجعل الأشخاص ينسحبون من العائلة.
  • امتلاك تاريخ عائلي للإصابة بمرض نفسي أو اضطرابات القلق، أو الإصابة بها.
  • تجارب الطفولة الصادمة مثل سوء معاملة الأسرة
  • قد ينسحب الناس لمجرد أنهم يفضلون قضاء الوقت بمفردهم، مثل الأشخاص الانطوائيين.

الرفض الاجتماعي

بالكثير من الأحيان ينسحب الشخص اجتماعيًا لأنه مرفوض احتماعيًا ولا يمكنه الاندماج مع المجتمع، ومن الأسباب المحتملة لذلك:

  • التفاعلات السلبية بين الأشخاص بسبب سوء الفهم أو ضعف المهارات الاجتماعية.
  • استبعاد الأشخاص أحيانًا لأنهم ليسوا أعضاء في مجموعة اجتماعية ما.
  • العنصرية أو التحيز ضد الأشخاص الذين ينتمون إلى مجموعات عرقية، أو جنسية، أو قومية، أو دينية.
  • الذين يظهرون سلوكيات عدوانية أو تخريبية أو مفرطة النشاط هم أكثر عرضة لتجربة الرفض الاجتماعي. 

 

آثار الانسحاب الاجتماعي 

للانسحاب الاجتماعي العديد من الآثار على الصحة النفسية والجسدية، وأبرزها:

  • يمكن أن يؤدي إلى  صعوبة القيام بالأشياء التي تستمتع بها عادةً  أو تفعلها طوال اليوم.
  • الشعور بالوحدة أو مشاكل العلاقات.
  • مشاكل  الكحول أو المخدرات وصعوبة  النوم .
  • إذا تُرك دون علاج قد يؤدي إلى الاكتئاب أو الاضطرابات النفسية الأخرى.
  • ضعف الجهاز المناعي والصحة النفسية بشكل عام بسبب الألم العاطفي.
  • زيادة مخاطر الإصابة بالخَرف أو الزهايمر.
  • زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض الجسدية مثل أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم.

وجد أحد التقارير أن أكثر من 33٪ من الأشخاص فوق سن 45 يشعرون بالوحدة، وتقريبًا 25٪ ممن تزيد أعمارهم عن 65 عامًا معزولون اجتماعيًا

 

كيفية التخلص من الانسحاب الاجتماعي 

للتخلص من أعراض الانسحاب الاجتِماعي وتجنب تأثيره عليك فعل الآتي:

  • وظيفة بدوام جزئي: احصل على وظيفة بدوام جزئي لمساعدتك على مواجهة المجتمع مرة أخرى تدريجيًا.
  • شارك اهتماماتك: انضم إلى مجموعات أو منظمات للأشخاص الذين لديهم هوايات مماثلة، سوف يساعدك ذلك على التواصل مع الآخرين والتفاعل معهم.
  • العلاج: إذا كنت منسحبًا اجتماعيًا بسبب أحد الاضطرابات أو المشاكل النفسية اطلب المساعدة واحصل على العلاج اللازم.
  • الرعاية الذاتية: خصص وقتًا للرعاية الذاتية والاهتمام بنفسك؛ سوف يمنحك ذلك إحساس بالهدف لمواجهة العالم الخارجي.
  • الانخراط بالأنشطة الاجتماعية: مثل نوادي الكتب أو الفرق الرياضية، أو نشاط اجتماعي تشعر أنه يسعدك.
  • التواصل: حافظ على التواصل مع الأصدقاء والعائلة، واخرج معهم في مواعيد منتظمة، أو اتصل بهم هاتفيًا باستمرار.

 

نصيحة عرب ثيرابي

من الطبيعي أن تشعر بالحاجة لأن تبقى لوحدك بين الحين والآخر، أو أن تفعل بعض الأنشطة منفردًا، أو حتى أن تنفرد مع نفسك وأفكارك حتى تتمكن من الاسترخاء والهدوء، ولكن عليك التفكير في استشارة أخصائي أو معالج نفسي في الحالات التالية:

  • الأفكار المرتبكة، أو الأوهام، أو الهلاوس.
  • الشعور بالغضب أو الخوف المفرط.
  • تقلبات شديدة في المزاج.
  • عدم القدرة على التعامل مع المشاكل اليومية أو أنشطة الحياة اليومية.
  • تغييرات كبيرة في أنماط الأكل أو النوم.
  • الإصابة بالعديد من الأمراض الجسدية غير المبررة.