ما ستجده في هذا المقال:
لا يمكن السيطرة على المواقف المسببة للقلق، حيث أصبحت هذه الحالة من الحالات الشائعة في وقتنا الحاضر. لكن هناك فرق بين كون الشخص يمتلك شخصية قلقة وبين القلق اليومي الطبيعي، حيث أن الأول يتسم بمجموعة من السمات المميزة له.
تعرف على سمات الشخصية القلقة وكيف يمكن أن تؤثر السمات الشخصية على مستويات القلق لدى الشخص.
أكثر سمات الشخصية القلقة وضوحاً
على الرغم من أن الباحثين وجود أن بعض السمات الشخصية تظهر بشكل متكرر بين الأشخاص الذين تم تشخيصهم بشكل فعلي بأحد اضطرابات القلق، إلا أن امتلاكك لهذه السمات لا يعني حتماً أنك معرض للقلق سواء المزمن أو أن قلقك الخفيف سيتحول إلى نوبة قلق حادة.
اعرف إذا كانت لديك شخصية قلقة: اختبار قلق مجاني
ومع ذلك، فإن أكثر السمات التي تميز الشخصية القلقة هي:
التفكير المفرط
التفكير بحد ذاته من الأمور المطلوبة والجيدة، لكن كلما زاد تفكيرك عن الشكل الطبيعي أو أصبحت مفرط التفكير فأنت أكثر عرضة للقلق بشأن ما تفكر به. فغالباً ما يأخذ التفكير في هذه الحالة تركيز غير صحي على الأمور.
كما أن الشخصية القلقة من أهم السمات التي تتميز بها عدم قدرتها على التوقف عن التفكير في المخاوف والمواقف المزعجة.
يعتبر مفرط التفكير مخطط كبير. لكن عندما يتم إحباط خطته، يمكن أن يؤدي ذلك إلى حالة من الفوضى العاطفية، مما يؤدي إلى أعراض القلق.
السعي وراء الكمال
من الحقائق الموجودة في الحياة وجود الأخطاء والنواقص، حيث أن الوصول إلى الكمال أمر لا يمكن تحقيقه دائماً. ومع أن الأشخاص الذين يسعون للتحلي بالكمال يدركون حقيقة الأمر، إلا أنهم يستمرون في الوصول إليه ويبذلون قصارى جهودهم عبثاً. مما يجعلهم أكثر عرضة لخيبات الأمل.
ويرتبط هذا السعي نحو الكمال بأعراض القلق من خلال:
- التوتر المستمر في البحث والسعي نحو المثل الأعلى.
- الخوف من الفشل في تحقيق الأهداف.
إن الرغبة في أن تكون الأفضل هي سمة مثيرة للإعجاب، ولكن عدم رغبتك في قبول ذاتك أو المستوى الذي حققته يمكن أن يثير القلق.
مقاومة التغييرات
قد يجد البعض أن حدوث تغيير ما على الحياة الروتينية أمراً صعباً، لكن حدة الصعوبة هذه ترتفع إلى مستويات القلق لدى الشخصية القلقة.
فمثلاً تعاني الشخصية القلقة من القلق عند حدوث بعض التغيرات البسيطة، مثل وجود جار جديد في المنزل المجاور أو استخدام برنامج جديد في العمل. حيث أن مستويات القلق في هذه الحالة تتعدى المستويات الطبيعية التي قد يشعر بها الغالبية العظمى.
يمكن أن تؤدي التغييرات الكبيرة مثل فقدان الوظيفة أو أحد المقربين إلى أعراض القلق الرئيسية للأشخاص الذين يعانون من التغيير.
التعاطف مع الآخرين
من الجميل أن تبدي تعاطفك مع الآخرين، ففي هذه الحالة تضع نفسك في مكان الشخص الآخر وتشعر بما يشعر به وتصبح حساساً لمشاعر الآخرين.
لكن قد يسبب هذا التعاطف الذي تبدي القلق في بعض النواحي، حيث أن سمات مثل الحساسية المفرطة للمشاعر والاستجابات العاطفية القوية يصعب التعامل معها لدى الشخصية القلقة.
مشاعر مثل الخوف والقلق يمكن أن تصبح شديدة لدرجة يجد فيها الشخص صعوبة في السيطرة عليها.
انطوائية
أظهرت الدراسات أن الأشخاص الانطوائيين هم أكثر عرضة لتشخيص اضطراب القلق من الأشخاص المنفتحين. فغالباً ما تتنبأ الانطوائية المفرطة باضطرابات القلق المستمرة، وخاصة الرهاب الاجتماعي ورهاب الخلاء، وما ينتج عن ذلك من اجترار للأفكار المرتبط بالقلق.
ويمكن تفسير اتسام الشخصية القلقة بسمة الانطوائية إلى أن:
- الانطوائيين يميلون إلى الاحتفاظ بأفكارهم ومشاعرهم في الداخل.
- شعورهم بالتوتر يؤدي إلى كبت المزيد من الأفكار والعواطف وجعلها تتراكم مولدة بذلك المزيد من القلق.
عدم الضغط على الانطوائي يساعده في إدارة مشاعره وأفكاره بشكل أفضل.
كيف تؤثر السمات الفردية في ظهور الشخصية القلقة؟
هناك الكثير من الدراسات التي تناولت التفاعل الحاصل بين السمات الشخصية والاضطرابات النفسية. حيث لاحظت هذه الدراسات أن التداخل الموجود بين العصبية المفرطة والانطوائية يزيد من احتمالية تعرض الشخص للإصابة بالاكتئاب والقلق.
يساعد فهم هذا الترابط بين السمات والقلق على إيجاد طرق أفضل لتحسين الأساليب العلاجية التي تحد من أعراض القلق لدى الشخص أو تمنع حدوث انتكاسات مستقبلية.
سمات أخرى للشخصية القلقة
في بعض الأحيان يتم ملاحظة المزيد من السمات التي تتصف بها الشخصية القلقة، والتي من ضمنها:
- العصبية: ترتبط العصبية بالكثير من اضطرابات القلق، حيث يكافح الشخص الذي يعاني من درجة عالية من العصبية من أجل إدارة مشاعره ويرى أن الضغوطات العادية ساحقة. ففي هذه الحالة يفتقر الشخص إلى المرونة النفسية ويزيد شعوره بالعار ولا يستطيع تنظيم عاطفته بالشكل الصحيح.
- الشعور بالخجل: غالباً ما يتجنب الشخص الذي يعاني من مستويات عالية من الخجل في التفاعل الاجتماعي بسبب الانزعاج والتوتر والحرج. وهناك عدة عوامل تساعد في الشعور بالقلق في هذه الحالة، حيث أن اجترار الأفكار والانطوائية والقلق الاجتماعي.
- الضمير الحي: أو المستويات المرتفعة من الانضباط الذاتي. فإن كنت تتمتع بضمير حي، فأنت لن تتصرف أو تقوم بشيء دون وجود خطة محكمة لذلك.
غالباً ما يؤدي الاجترار إلى تعزيز المشاعر السلبية والنقد الذاتي، مما يؤدي إلى تفاقم أعراض القلق بدلاً من تخفيفها.
هل هناك نوع معين من الأشخاص أكثر عرضة للمعاناة من القلق؟
خلال الدراسات التي أجريت على الأشخاص الذين عانوا من أشكال خفيفة إلى شديدة من القلق، وجد الباحثون ما يلي:
- النساء أكثر عرضة للإصابة بالقلق مرتين من الرجال. هذا الميل المتزايد للقلق بين الإناث هو عالمياً.
- الشباب أيضاً أكثر عرضة للإصابة، فغالباً ما يؤثر القلق على الشباب الذين تقل أعمارهم عن 35 عاماً.
أما بالنسبة للسمات الأكثر ارتباطاً بالقلق، فإن بعضها يظهر مرارًا وتكرارًا بين الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم باضطراب القلق. كما أن هناك بعض سمات الشخصية التي تجعل أعراض القلق أسوأ.
كلمة من عرب ثيرابي
القلق من الحالات النفسية الأكثر شيوعاً بين الأشخاص، إلا أن الكثير منهم قادرين على التعامل مع الحالة وإدارتها بشكل ذاتي.
لكن في حال أصبحت أعراض القلق التي تعاني منها تتداخل مع مهامك في الحياة اليومية، أو أصبحت غير قادر على السيطرة عليها أو لاحظت تفاقم الأعراض بدلاً من تراجعها، فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي يرون أن الوقت قد حان للحصول على المساعدة النفسية المتخصصة.
