Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
ما هو اجترار الأفكار؟

ما هو اجترار الأفكار؟

قد يندمج الشخص في التفكير، ليجد نفسه وسط مجموعة من الأفكار المتتالية والمتسلسلة عن الأمر، ولكن اتباع هذه الطريقة للتفكير بطريقة سلبية يعني أن الشخص يعاني من اجترار الأفكار.

 

ما هو اجترار الأفكار

اجترار الأفكار (Rumination) هو عملية ممارسة التفكير بشكل متكرر بالأمور السلبية دون التوصل إلى نهاية، وغالباً ما تستنزف هذه العملية الكثير من الوقت والعاطفة، وفي كثير من الأحيان يرافق الاجترار بعض الاضطرابات النفسية أو يساعد في تفاقمها.

أسباب اجترار الأفكار

يقع الأشخاص تحت تأثير اجترار الأفكار لأسباب عدة، منها:

    • مواجهة مشكلة والظن أن التفكير بها بشكل متكرر قد يساعد في إيجاد حل لها.
    • تعرض الشخص لصدمة نفسية أو مواقف عصبية تؤدي إلى التفكير بالأمر باجترار.
    • تلعب السمات الشخصية للشخص في التأثير على طريقة تفكيره، ومن أهم هذه السمات العصبية أو حب الوصول إلى الكمال.
    • محاولة الشخص التركيز الدائم على العلاقات مع الآخرين، حيث يقدم التضحيات الشخصية في سبيل الحفاظ على هذه العلاقات.
    • الضغوطات الحياتية التي يواجهها الشخص، مثل مشكلات العمل أو المشكلات العائلية.
    • قلة احترام الشخص لذاته.
    • القلق بشأن أمور يخافها الشخص.
    • قلق الشخص بشأن الأمور المستقبلية، مثل عروض العمل أو السفر.
    • قلق الشخص بشأن الأمور الصحية.
    • لجوء الشخص إلى هذا الأسلوب من التفكير كمحاولة للتأقلم السلبي للأحداث التي عانى منها بالصغر.
    • يرتبط اجترار الأفكار بانخفاض الذكاء العاطفي لدى الشخص.

     

    أعراض اجترار الأفكار

    غالباً ما يرتبط اجترار الأفكار بالاكتئاب، حيث إن العلامات الدالة على الاكتئاب هي نفسها تدل على الاجترار، ومنها:

      • دائماً ما يكون اجترار الأفكار بطريقة سلبية، حيث يتم التركيز على الجوانب المعتمة من الموضوع والنظر إليها بتشاؤم.
      • يتم الإفراط بالتفكير بالأمور المؤلمة.
      • الشعور بالحزن بعد التفكير بشكل أكبر.
      • شعور الشخص بالخدر.
      • يعاني الشخص من التقلبات المزاجية.
      • عدم قدرة الشخص على التركيز.
      • يفقد الشخص طاقته ودافعيته للأمور.
      • حدوث اضطرابات في شهية الشخص.
      • شعور الشخص بتدني القيمة وعدم احترام الذات.
      • عدم تمكن الشخص على التوصل لحل أو نتيجة.

       

      متى يصبح اجترار الأفكار مشكلة

      معظم الأشخاص يمارسون اجترار الأفكار، ولكن هذا الأمر يصبح يشكل مشكلة لدى الشخص عندما:

        • يتكرر تفكير الشخص بهذه الطريقة.
        • تستمر طريقة التفكير هذه لفترات طويلة من وقت الشخص.
        • يشعر الشخص بالضيق نتيجة التفكير بطريقة سلبية بشكل مستمر.
        • لا يتمكن الشخص من تجربة المشاعر الإيجابية بسبب تركيزه على السلبية بشكل دائم.
        • تؤثر هذه الأفكار السلبية على تواصل الشخص مع الآخرين.
        • لا يستطيع الشخص من ممارسة حياته بشكل الطبيعي، وتؤثر على قيامه بمهامه اليومية.

         

        ارتباط اجترار الأفكار بالاضطرابات النفسية

        يرتبط اجترار الأفكار مع بعض الاضطرابات النفسية بعلاقة متبادلة، حيث إن بعض الاضطرابات تساهم في حدوث الاجترار لدى الشخص، كما أن الاجترار يساعد في تطور الحالة النفسية، ومن هذه الاضطرابات النفسية:

        القلق

        عند شعور الشخص بالقلق بشأن أمر محدد، فيبقى يفكر به بشكل مستمر، وهذا التفكير بحد ذاته يعمل على زيادة القلق بشأن الأمر، سواء كان الأمر قابلاً للحل أو غير قابل للتغير، حيث يستمر طرح أسئلة مثل:

          • ماذا لو…..
          • ما هي أسوأ النتائج……

          الاكتئاب

          يتعلق ما يتم اجتراره من أفكار عند إصابة الشخص بالاكتئاب، بالأمور المتعلقة بتدني احترام الذات، وشعور الشخص بعدم كفاءته في الحياة، فكلما زاد اكتئابه زاد تفكيره بهذه الطريقة، وكلما زاد تفكيره زاد بالتالي اكتئابه.

          وفقًا لدراسة أجريت عام 2015، فإن العلاج المعرفي السلوكي الذي يركز على اجترار الأفكار قد يفيد الأشخاص المصابين بالاكتئاب والذين يعانون أيضًا من اجترار الأفكار.

          اضطرابات الأكل

          يعاني الشخص المصاب بأحد أنواع اضطرابات الأكل من اجترار الأفكار المتعلقة بالأنظمة الغذائية والتمارين الرياضية، الأمر الذي يؤثر بطريقة سلبية على الحالة المزاجية للشخص.

          اضطراب الوسواس القهري

          في الوقت الذي يظن البعض أن السلوكيات هي الممارسة القهرية التي تميز الوسواس القهري، ولكن في بعض الحالات:

            • يصبح فيها اجترار الأفكار هو الممارسة القهرية.
            • تعمل هذه الأفكار على تقليل الشعور بالضيق على المستوى القريب، لكنها تزيد الحالة سوءاً مع مرور الوقت.

            اضطراب ما بعد الصدمة

            على الرغم من عدم فاعلية النتائج، فإن اجترار الذكريات المؤلمة التي يعاني منها الشخص في اضطراب ما بعد الصدمة قد تساعد في فهم الصدمة الحاصلة ومحاولة حلها.

             

            التعامل مع اجترار الأفكار

            عندما يلاحظ الشخص مدى تأثر حياته اليومية والنفسية باجترار التفكير الذي يتبعه، فإنه تلقائياً يرغب في التخلص منه، ويمكن ذلك من خلال:

            تحديد السبب للممارسة

            غالباً ما يظن الشخص أن الموقف الذي يؤدي إلى اجترار التفكير هو السبب الأساسي في الأمر، ولكن يوجد هناك أسباب أخرى، منها:

              • إصابة الشخص باضطراب قلق لم يتم تشخيصه.
              • محاولة الشخص الوصول إلى الكمال، أو بسبب السمات الشخصية الأخرى.
              • في حال كان الشخص يعاني من اكتئاب.

              الإحساس بالمشاعر

              في بعض الأحيان يتجنب الشخص بعض المشاعر من خلال التفكير فيها بطريقة غير منطقية، ووضع المسببات الوهمية لها، في محاولة لإبعاد هذه المشاعر قدر الإمكان، ولكن إتاحة المجال لهذه المشاعر قد يشجع الشخص في إيجاد الحل المناسب لها والتخلص منها.

              تحديد نقاط التحكم

              عند التفكير بالمشكلة أو الأمر المقلق باجترار، يمكن التركيز على النقاط التي يمكن للشخص التحكم بها بشكل واضح، والعمل عليها للتقليل من الأمور التي يمكن أن تثير التفكير في الدماغ.

              زيادة النشاط البدني

              لا تتزامن الأفكار الاجترارية مع النشاطات البدنية، لذلك يمكن التخفيف من هذه الأفكار من خلال ممارسة التمارين الرياضية، أو القيام ببعض الهوايات المفضلة.

              تشتيت التفكير

              عند ملاحظة الشخص بدء التفكير، يمكن لتشتيت الانتباه والتركيز على الأمور الأخرى أن يحد من تسلسل الأفكار المتتالية، حيث يمكن مشاهدة التلفاز أو إجراء مكالمة هاتفية.

              اجترار الأفكار يمكن أن يكون “معديًا” بطريقة ما. لذلك من المهم التواجد حول أشخاص إيجابيين لا يعززون الاجترار.

              التفكير بحلول

              يجب تجريب التفكير بحلول للمشكلة أو الأمر المقلق بدلاً من التفكير بالجوانب السلبية لها، بحيث يتم تجزئة المشكلة إلى تفاصيله الصغيرة والتركيز على كل منها.

              تحسين النظرة الذاتية

              كلما تدنى تقدير الشخص لذاته زاد اجتراره للأفكار، لذلك يمكن من خلال التركيز على نقاط القوة التي يمتلكها الشخص ، أو عن طريق اللجوء إلى الطبيب النفسي تحسين نظرة الشخص لذاته.

              العلاج النفسي

              عندما لا تفيد الاستراتيجيات المتبعة في التقليل من اجترار التفكير، يمكن اللجوء إلى الأخصائي النفسي لمساعدة الشخص في إدارة أفكاره، حيث يمكن اتباع أحد العلاجات التالية:

               

              نصيحة عرب ثيرابي

              يمكن أيضاً للعلاج النفسي المبني على العلاج المعرفي السلوكي أن يتخلص الشخص من اجتراره للأفكار، حيث يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن هذا العلاج يمكن الشخص من التعرف على الأنماط الفكرية السلبية لديه والعمل على تغييرها لأنماط أكثر إيجابية.