ما هو تأثير عدم تقدير الذات؟

تتأثر نظرة الشخص لذاته بالظروف الحياتية التي يمر بها، فمثلاً علاقته مع أصدقائها أو نتيجة الاختبار الذي قام به، ففي حال كانت نظرته لنفسه إيجابية كان تقديره لذاته مرتفعاً، وإن كانت هذه النظرة سوداوية فهو في هذه الحالة يعاني من عدم تقدير الذات، وما يترتب عليه من تأثير سلبي على نفسه.

 

ما هو تأثير عدم تقدير الذات؟

يعود عدم تقدير الذات بالعواقب الكبيرة على الحالة النفسية للشخص، مما يزيد بالتالي من عدم تقديره لذاته والدخول في حلقة محكمة من المشاعر السلبية، حيث أنه يساهم في:

المشكلات النفسية

بسبب الصوت الداخلي للشخص ونقده لذاته بشكل مستمر، فقد يعاني من مجموعة من المشاعر والمشكلات النفسية تتمثل بما يلي:

• الشعور بالتوتر والقلق.
• العزلة والشعور بالوحدة، واحتمالية الإصابة بالاكتئاب.
• الدخول في نوبات من الحزن.
• الشعور بالخجل أو الذنب لعدم كفاءته.
• الغضب المستمر.

مشكلات العلاقات الاجتماعية

قد تقل العلاقات الاجتماعية لدى الشخص عند عدم تقديره لذاته لخوفه من الخوض في تجارب فاشلة، أو يواجه بعض المشكلات في العلاقات العامة أو الخاصة، حيث يمكن أن:

• يتسامح مع السلوكيات غير المقبولة بسبب شعوره بعدم استحقاقه للحب.
• التنمر على الآخرين بسبب علاقاته السيئة مع الآخرين.
• لا يشارك في النشاطات الاجتماعية أو الجماعية لخوفه من حكم الآخرين عليه.
• عدم القدرة على الثقة بالآخرين أو الشعور بالأمان معهم.

تذبذب التطور المهني

تراجع الأداء الوظيفي والأكاديمي، مما يؤثر سلباً على مدى تطور الحياة المهنية للشخص، أو قد يزيد من عمله بشكل كبير ليصل إلى الكمال في محاولة لتعويض ما ينقصه.

غالبًا ما يعتمد الأشخاص الذين يعانون من ضعف احترام الذات على ما يفعلونه في الوقت الحاضر لتحديد ما يشعرون به تجاه أنفسهم.

السلوكيات الخطيرة

عند ارتفاع مستويات عدم تقدير الذات لدى الشخص فهو يقوم بالكثير من السلوكيات الخطيرة أو المؤذية للذات، حيث نجده:

• يتعاطى تعاطي المخدرات أو الكحول.
• تراوده الأفكار الانتحارية.
• يعاني من اضطرابات الأكل.
• يقلل من الرعاية الذاتية، مما ينتج عنها الكثير من الأمراض الجسدية.

كره الذات

قد يعود الأفكار السلبية عن النفس بكره الشخص لذاته، وما يترتب على ذلك من الكثير من السلوكيات الخاطئة والإهمال في جميع نواحي الحياة.

يعتمد تقدير الذات الصحي على قدرتنا على تقييم أنفسنا بدقة والاستمرار في قبول هويتنا.

الشعور بالفشل

غالباً ما يشعر الشخص عند عدم تقديره لذاته أنه فاشل باستمرار، مما يولد لديه إحباطاً وعدم الرغبة بالقيام بالمهام أو التحفيز للانطلاق من جديد، كما يؤمن بعدم امتلاكه لما يمكنه تقديمه.

قلة المرونة النفسية

لن يتمكن هذا الشخص من التعامل مع الضغوطات الحياتية بمرونة أكثر، حيث أنه دائماً ما يشعر بعدم جدوى المحاولة وعدم الرغبة بتغير الحال.

 

هل يعتبر عدم تقدير الذات اضطراباً نفسياً؟

لا يعتبر عدم تقدير الذات اضطراباً نفسياً بحد ذاته، ولكن يرتبط بالمشكلات النفسية بشكل وثيق، حيث أنه:

• قد يدل على وجود مشكلة نفسية إذا استمر لفترة طويلة وإذا ترافق مع الشعور بالإحباط ولوم النفس بشكل مستمر أو قام الشخص بإيذاء نفسه أو شعر بعدم قدرته على القيام بأي عمل.
• يؤدي الكثير من المشكلات النفسية إلى عدم تقدير الشخص لذاته، كما يصعب عليه بتحسين نظرته لنفسه في هذه الأثناء.

 

ما الفرق بين تقدير الذات والثقة بالنفس

على الرغم من اختلافهما، إلا أنهما يرتبطان معاً، حيث لا بد من أن يقدر الشخص ذاته ليتمتع بالثقة بالنفس، إلا أن عدم القدرة على إنجاز أمر معين أو عدم الثقة بالقدرات لن يقلل من تقدير الذات لدى الشخص، وذلك يعود لاعتماد الثقة بالنفس على الظروف الحالية.

 

أهمية التخلص من عدم تقدير الذات

عند شعور الشخص بتدني تقديره لذاته فلا بد من السعي الحثيث لتحسين النظرة الذاتية لنفسه، مما يساعده في:

• تحسين علاقاته مع الآخرين، وبالتالي القدرة على وضع الحدود الشخصية والاهتمام بإرضاء النفس أكثر من إرضاء الآخرين، بالإضافة إلى القدرة على تحديد نوعية العلاقات التي يرتبط بها.
• اكتساب المزيد من المرونة النفسية، مما يساعد في التعامل مع صعوبات الحياة بشكل أكثر تأقلماً.
• اتخاذ القرارات الشخصية والحزم في المواقف المتبعة.
• يقلل من التوتر والقلق المصاحب للكثير من المواقف الحياتية، حيث أن إيمان الشخص بقدرته على تجاوز الأمور يجعله أقل توتراً.
• عدم المسامحة في الإساءات التي يتعرض لها، فهو على علم بأنه يستحق الأفضل.
• تحقيق الأهداف، وعدم الخوف من الفشل أو التعلم من الأخطاء.

يمكن من خلال إيمان الشخص بنفسه ورفع مستوى تقديره لذاته أن يحميه من إيذاء نفسه أو التقليل من احتمالية الانتحار، فلا تقلل من أهمية الموضوع واسعى جاهداً في تحسين نظرتك لنفسك.

 

نصيحة عرب ثيرابي

بسبب الارتباط الوثيق بين عدم تقدير الذات والمشكلات النفسية، فإننا في عرب ثيرابي ننصح في اللجوء إلى أخصائي نفسي متمرس للتمكن من معرفة الأسباب الحقيقة وراء هذا الأمر، ولتعلم استراتيجيات جديدة للتأقلم مع الأمور وتغيير نظرة الشخص لذاته.