Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
تأثير الاكتئاب على الأعصاب

تعرف على تأثير الاكتئاب على الأعصاب والدماغ

لا يمكن النظر إلى الاكتئاب إلى أنه حالة من الإحباط والتقليل من شأن النفس فقط، بل لا بد من أخذ الأمر بنوع من الجدية لما له من تأثير على الصحة الجسدية بما في ذلك الأعصاب والدماغ.

إن كان أحد الأشخاص المقربين يعاني من الاكتئاب، فقد تساهم هذه المقالة في معرفة كيفية تأثير ذلك على دماغه وما يمكن أن يساعده.

 

تأثير الاكتئاب على الأعصاب والدماغ

على الرغم من عدم معرفة العلاقة المباشرة بين الاكتئاب والأعصاب والدماغ، إلا أن العلماء قد توصلوا إلى فهم منظور عام حول هذه العلاقة.

كما أنهم يؤكدون أن المعرفة والحصول على العلاج المبكر قبل تفاقم أعراض الاكتئاب وتحول الحالة إلى مزمنة أو حادة يساعد في الحماية من التعرض للتأثير المحتمل أو الحد من التغيرات التالية:

التأثير على حجم الدماغ

يتكون الدماغ من مجموعة من الخلايا العصبية المترابطة مع بعضها البعض. ويظهر تأثير الاكتئاب على هذه الخلايا العصبية والمناطق الدماغية من خلال تقلص هذه المناطق وصغر حجم المادة الرمادية فيه. 

ومن ضمن الأجواء الدماغية الأكثر عرضة لتقلص المادة الرمادية:

  • الحصين: للحصين الكثير من الوظائف الدماغية. فهو مسؤول عن التعلم والذاكرة طويلة الأمد والعواطف والتوتر (الاستجابة لهرمونات التوتر). بالنسبة لمن يعاني من الاكتئاب المزمن أو المتكرر، أظهرت الدراسات أن الحصين يتقلص باستمرار. ولحسن الحظ، يمكن شفاء هذا الجزء من الدماغ وعكس التأثير من خلال الحصول على العلاج المناسب للاكتئاب.
  • القشرة الجبهية: قشرة الفص الجبهي مسؤولة إلى حد كبير عن التفكير والتخطيط عالي المستوى. لكن هذا الأمر يبدو أنه يتغير لدى الشخص المصاب بالاكتئاب، حيث تظهر صور الدماغ لديه أن قشرة الفص الجبهي صغيرة بشكل غير طبيعي عند مقارنتها مع الحالات غير المصابة بالاكتئاب. ومن الملاحظ أن شدة الاكتئاب ترتبط بمدى الانخفاض الفعلي في نشاط قشرة الفص الجبهي.
  • المهاد: يعد المهاد جزء الدماغي المسؤول عن الحصول على معظم المعلومات الحسية. كما أنه يشارك في العديد من الوظائف عالية المستوى مثل الكلام والتفكير وإظهار ردود الفعل السلوكية والتعلم والحركة. فهو يقوم بربط المدخلات الحسية بالمشاعر الإيجابية أو السلبية. ولأن الاكتئاب يؤثر على المهاد، حيث يصبح أصغر حجماً، فمن الطبيعي أن يلاحظ إظهار هذا الشخص الكثير من الأعراض المتعلقة بهذه الجوانب.
  • النواة المذنبة: هناك الكثير من الأدلة على أن هذا الجزء من الدماغ يصبح أصغر حجماً. حيث يلاحظ أن الشخص المكتئب تصبح حركته أبطأ ويعود ذلك لارتباط هذه المنطقة بالحركة. كما أن لها دور في التعلم والذاكرة والتحفيز والعاطفة والتفاعلات الرومانسية. مما يجعل الشخص يعاني من مشكلات متنوعة في حالة تأثير الاكتئاب على الأعصاب أو الخلايا في هذه المنطقة.
  • القشرة الجزيرية: تعمل هذه المنطقة على ربط التجارب بالاستجابة العاطفية، كما أنها تنظم جهاز المناعة لدى الشخص. لذلك من الطبيعي أن يصبح الشخص في هذه الحالة أكثر شعوراً بالألم أو الرغبة الشديدة بالبكاء والقابلية للإدمان.

وتظهر الدراسات أن فقدان هذه المادة يكون في أعلى مستوياته لدى الأشخاص الذين يعانون من اكتئاب منتظم أو مستمر مع أعراض خطيرة.

التهاب الدماغ

لم يستطيع العلماء تحديد ما إذا كان الاكتئاب أم التهاب الدماغ يحدث في البداية. لكن ما تم التأكد منه أن حالات الاكتئاب الشديدة أو الإصابة بالاكتئاب لفترة تزيد عن 10 سنوات دون الحصول على العلاج المناسب من شأنه أن يزيد من بروتين TSPO المرتبط بالتهاب الدماغ وخلاياه العصبية.

يمكن أن يؤدي التهاب الدماغ هذا إلى:

  • إيذاء خلايا الدماغ أو قتلها.
  • منع خلايا الدماغ الجديدة من النمو.
  • التسبب في مشاكل في التفكير.
  • تسريع شيخوخة الدماغ.

تعتبر اللوزة الدماغية مسؤولة عن الشعور بالخوف والتوتر. وبسبب تقلص حجم اللوزة الدماغية عند الإصابة بالاكتئاب، فإن الشخص يزداد خوفه وتوتره.

 

الأعراض الناتجة عن تأثير الاكتئاب على الأعصاب والخلايا الدماغية

يمكن للتأثير الذي يحدثه الاكتئاب في الأعصاب الدماغية أن تؤدي إلى تغييرات كثيرة في السلوكيات أو عمليات التفكير التي يبديها الشخص. حيث يمكن ملاحظة أن الشخص يعاني من:

  • زيادة القلق.
  • مشاكل في الذاكرة.
  • الشعور باليأس.
  • الشعور بالذنب أو لومه لنفسه.
  • مواجهة صعوبة في التفكير بوضوح.
  • حدوث الكثير من مشاكل النوم.
  • المبالغة في رد الفعل.
  • وجود مشاعر سلبية مفرطة.
  • اضطراب الشهية ومن ثم حدوث تغيرات على مستوى الوزن.
  • التغيير هو أنماط الكلام (فمثلاً يمكن ملاحظة تحدث الشخص ببطء أكثر).

فقدان الدافع والتحفيز للقيام بالنشاطات المختلفة من الأعراض الشائعة والواضحة عند الإصابة بالاكتئاب.

 

هل تأثيرات الاكتئاب على الأعصاب دائمة؟

على الرغم من التأثيرات الكبيرة السابقة، إلا أنها لا تعتبر تأثيرات دائمة تبقى مع الشخص طوال حياته. والدليل على ذلك أن الشخص المكتئب يمكنه التخلص من أعراض اكتئابه من خلال الحصول على المساعدة المتخصصة والعلاج المناسب.

ويمكن أن تساعد العلاجات التالية في الحد من التأثيرات السلبية على الأعصاب والدماغ:

  • مضادات الاكتئاب: تساعد الأدوية في إعادة التوازن للمواد الكيميائية الموجودة في الدماغ، وبالتالي التحكم في التوتر أو إدارة العواطف. كما يمكن لهذه الأدوية أن تساعد الدماغ في تكوين روابط عصبية جديدة والتقليل من الالتهاب.
  • العلاج المعرفي السلوكي: يرى الأخصائيين النفسيين أن للعلاج المعرفي السلوكي القدرة في تعزيز المرونة العصبية

في بعض الحالات قد يكون تأثير الاكتئاب على الأعصاب الدماغية طويل الأمد أو دائم خاصة في حالة الاكتئاب الشديد غير المعالج أو التعرض المستمر لنوبات انتكاسية من الاكتئاب. حيث أن هذه التأثيرات قد تلاحظ أيضاً بعد سنوات من حدوث نوبة الاكتئاب الأخيرة.

ومع ذلك قد يكون تأثير الاكتئاب على الأعصاب المكونة للحصين الدماغي ذات تأثير طويل الأمد قد تستمر لفترات أطول بعد العلاج.

 

كلمة من عرب ثيرابي

لتفادي التعرض لمثل هذه التأثيرات لا بد من الانتباه بشكل دقيق لأي أعراض قد تبدو أنها غير طبيعية أو مستمرة لمدة تزيد عن أسبوعين.

حيث أن الحصول على المساعدة المتخصصة والمتضمنة للعلاج النفسي والدوائي يعد أمراً كفيلاً في تجاوز الحالة واستعادة الوضع الطبيعي من جديد.

كما يرى الاخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن الاستفادة من الخطة العلاجية المتكاملة سواء كان للاكتئاب الخفيف أو الشديد له دور فعال في التمتع بالعافية النفسية. وتتضمن هذه الخطة:

  • العلاج النفسي:
  • مضادات الاكتئاب.
  • استخدام الكيتامين على المدى القصير.
  • تحفيز الدماغ.
  • ممارسة التمارين الرياضية.
  • التأمل.
  • اتباع النظام الغذائي الصحي.