ما ستجده في هذا المقال:
الجميع يكون حساسًا أو هش عاطفيًا بين الحين والآخر، ولكن البعض قد يكون أكثر حساسية من غيره، ولكن الحساسية المفرطة قد تكون مؤذية ولها آثار سلبية في بعض الأحيان، ولذلك يجب التخلص منها.
كيف أتخلص من الحساسية المفرطة؟
حتى تتخلص من الحساسية العاطفية المرتفعة اتبع ما يلي:
تعلّم كيفية تنظيم عواطفك
التنظيم العاطفي هو القدرة على التحكم في عواطفك و أفكارك وسلوكياتك، والذي يتيح لك إدارة مشاعر الضيق والعواطف المبالغ بها. وذلك من خلال الشعور بحساسية أقل ووضع المشاعر في منظورها الصحيح قبل التصرف بناء عليها.
ممارسة اليقظة
اليقظة هي ممارسة تنطوي على تعلم كيفية التركيز بشكل كامل على اللحظة الحالية، والتوقف عن القلق بشأن الماضي أو المستقبل. كما أن اليقظة تساعد في تعزيز الوعي الذاتي، وتحسين قدرتك على تنظيم عواطفك.
اكتب اليوميات
التدوين وكتابة اليوميات حول تجاربك العاطفية طريقة رائعة حتى تعرف أكثر حول ما تشعر به وكيف تستجيب للأحداث في حياتك، كما تساعدك على:
- فهم ما تواجهه بشكل أفضل.
- تمنحك مسافة أكبر من عواطفك.
- اكتساب وجهة نظر أكثر موضوعية وواقعية للمواقف.
- تحديد مشاعرك وتسميتها مما يقلل من تأثيرها عليك.
لا تأخذ الأمور على محمل شخصي
“الشخصنة” هو أن تأخذ جميع الأمور على محمل شخصي وكأنها موجهة لك، ولكن الشخصنة قد تجعلك تلوم ذاتك على أشياء لست مسؤولًا عنها. وللتخلص من الشخصنة عند حدوث أي موقف اسأل نفسك الأسئلة التالية:
- هل هناك عوامل أخرى يقع عليها اللوم؟
- هل تقفز إلى الاستنتاجات حول الكثير مما يفعله أو يقوله الآخرون؟
- ما هي بعض الطرق البديلة للتفكير في الموقف؟
ممارسة قبول الذات
قد تكون كثير النقد الذاتي، وتبحث كثيرًا عن أخطائك، ولذلك من المهم أن تمارس قبول الذات للتخلص من الحساسية المفرطة، وذلك من خلال:
- احتضن نفسك لما أنت عليه بجميع صفاتك الإيجابية والسلبية.
- تعرّف على نقاط قوتك، ولكن لا تحاول مقارنة نفسك بالآخرين.
- ضع حدود واضحة لما أنت على استعداد لقبوله وما لا ترغب في قبوله.
- حافظ على نظرة إيجابية، واستخدم الحديث الذات الإيجابي، والتأكيدات الإيجابية لتعزيز نفسك.
- سامح نفسك على الأخطاء التي ربما تكون قد ارتكبتها في الماضي.
إعادة صياغة الأفكار
من خلال إعادة صياغة الأفكار يمكنك التفكير في تفسيرات مختلفة أو بديلة للسلوكيات التي تحصل من حولك، وبالتالي تقل حساسيتك تجاهها، وذلك مثل:
- أنت لست مسؤولًا عن إصلاح عواطف ومشاعر الآخرين، ولست السبب في الطريقة التي يشعرون بها.
- اسمح للآخرين بامتلاك عواطفهم الخاصة، وحافظ على عواطفك الخاصة والطريقة التي تشعر بها.
- افصل الحالة المزاجية عن السلوكيات؛ حيث أن الآخرون يعرفون سلوكياتك، بينما أنت وحدك تعرف ما هي عواطفك.
- الخيبات أو الفشل، أو التراجُع أمور لا بد وأن تمر بها، ولكن لا تسمح لها بالسيطرة عليك أو منعك من ممارسة أنشطتك الروتينية والسعي خلف أهدافك.
استراتيجيات التخلص من الحساسية المفرطة
إليكَ بعض الاستراتيجيات التي تساعد في تقليل الحساسية العاطفية:
تعلّم إخفاء مشاعرك
قد لا يكون القدرة على التخلص من مشاعرك أو التحكم بها، ولكن لديك كامل القدرة على عدم التعبير عنها أو التحدث عنها. والذي قد يكون مهمًا في بعض المواقف للتخلص من الحساسية المفرطة، ولكن احرص على أن تعترف بمشاعرك ولا تقمعها، ولكن لا تعبر عنها.
الأشخاص الذين لديهم حساسية مفرطة هم على وعي تام بأنفسهم وبالآخرين.
أخّر رد فعلك العاطفي
كلما تم تحفيزك عاطفيًا قم بتأخير استجابتك العاطفية لأي موقف، وعلى الرغم من أنه ليس أمرًا سهلًا ولكن مع الممارسة يصبح سهلًا. عندما تجد نفسك في موقف يثير حساسيتك أو عاطفتك حاول أن تفكّر بالمنطق بعيدًا عن العاطفة، وأن تحلل الموقف، بحيث أن تأخير رد فعلك العاطفي يساعدك على رؤية الأشياء من منظور الشخص الآخر.
لا تظهر أي رد فعل
عندما تشعر أنك تتعرض للهجوم حاول ألّا تتفاعل أبدًا؛ لأنك عندما تتفاعل تمنح الآخرين القدرة على الوصول لأعماقك والتأثير عليك. ولكن عندما لا تُظهر أي رد فعل عاطفي على المواقف المختلفة سوف تظهر بشكل أقوى بكثير، وسوف تحب هذا الشعور وتتمسك به.
تخلّص من الشعور بعدم الأمان
غالبًا ما تكون الحساسية المفرطة بسبب الشعور بعدم الأمان؛ حيث أنك تكون مزعزع من داخلك ولا تشعر بالأمان أو الاستقرار، وبالتالي يمكن لأي موقف تحفيزك عاطفيًا بطريقة سلبية. وحتى تزيد من شعورك بالأمان قم بتغيير ما تستطيع تغييره، وتقبل ما لا يمكنك تغييره.
تعلّم كيفية التعامل مع النقد
من الأمور التي قد تكون صعبة ولكنها مهمة للغاية في التعامل مع الحساسية المفرطة؛ حيث أنك بالأغلب لا تتقبل النقد، ولذلك عليك أن تعمل جاهدًا حتى تصبح متقبلًا للنقد البناء من الآخرين، ولكن إذا شعرت أن النقد غير مبرر أو ليس في مكانه عليك أن تضع حدودًا للأشخاص حتى لا يسببوا لك الأذى.
دماغ الشخصية الحساسية يرى الانتقادات على أنها هجمات شخصية وتضعه في وضع دفاعي استمر.
نصائح للتخلص من الحساسية المفرطة
إليك مجموعة من النصائح المهمة والفعالّة في التخلص من الحساسية المفرطة:
- مارِس تمارين التأمل واليقظة بانتظام؛ حيث يمكن أن تساعدك على التحكم وإدارة استجابتك للعواطف.
- حاول التركيز على الاعتراف بمشاعرك وقبولها دون الحكم عليها أو إطلاق الأحكام على نفسك.
- تقبّل الأفكار والأحاسيس التي تختبرها، ولكن لا تحكم عليها أو تصنفها بأنها “جيدة” أو “سيئة”.
- احرص على تعلم طرق التواصل الفعال مع الآخرين؛ حتى تتمكن من التعبير عن نفسك وعن مشاعرك دون أن تكون حساسًا.
- لا تتردد في قول “لا” أو رفض أي أمر قد يسبب لك الأذى أو الإزعاج.
- اطرح الأسئلة على الآخرين في حال لم تفهم شيئًا محددًا، ولا تقفز إلى الاستنتاجات.
- لَا تفترض أبدًا أنك تعرف ما يحدث، وامنح الآخرين الفرصة لمشاركة أفكارهم وتجاربهم.
- اعترف بأن الآخرين لديهم تجارب مختلفة عنك، ولذلك لا بأس من امتلاك وجهات نظر مختلفة عن الآخرين.
- انتظر حتى تهدأ مشاعرك وعواطفك قبل أن تتصرف أو تقوم بأي رد فعل أو استجابة لأي موقف يحفزّك عاطفيًا.
- تعاطَف مع نفسك ومع الآخرين، وحاول أن لا تتصرف سلوكيات التجنب بشكل كبير حتى لا ينتهي بك الأمر منعزلًا.
- إذا كنت تعاني من مشاعر مؤلمة أو شخص ما سبب لك الأذى احرص على أن تخبره بذلك عندما تكون هادئًا في حوار مفتوح.
- ابتعد عن انتقاد الأشخاص الآخرين حتى لو ارتكبوا الأخطاء.
- احترم خصوصية الأشخاص الآخرين والحدود التي يضعونها ويشعرون أنها مناسبة لهم، ولا تجبّر أي شخص على خوض حوار أو التحدث عن مشاعره.
استخدم عبارات تبدأ بـ “أنا” للتعبير عن مشاعرك وعن نفسك؛ هذا لا يجعلك تظهر كأنك تلقي اللوم على الشخص الآخر.
نصيحة عرب ثيرابي
إن كنت تعاني من الحساسية المفرطة واتبعت جميع الأساليب الممكن للتخلص منها دون جدوى، فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي ينصحونك باللجوء إلى العلاج النفسي الذي يساعدك من خلال:
- التعرف على أنماط تفكيرك وطرق استجاباتك.
- تعلم المزيد من مهارات إدارة المشاعر السلبية.
