ما ستجده في هذا المقال:
يمكن أن تنشأ الكآبة والحزن بعد التوقف عن الرضاعة الطبيعية وهذا قد يؤدي إلى تقلبات مزاجية شديدة ومشاعر الكآبة والحزن. وقد يحدث اكتئاب ما بعد الفطام بالتزامن مع اكتئاب ما بعد الولادة. ولكن ما هو سبب الكآبة والحزن أثناء الفطام وبعده؟
قد يؤثر اكتئاب ما بعد الفطام على الأمهات اللاتي يخترن الفطام بإرادتهن أو بسبب الظروف ولا يعتمد على مدة استمرار تجربة الرضاعة الطبيعية. وتختلف أسباب هذا الحزن والكآبة ولا تعتمد على سبب واحد. تعرفي على الأسباب في الفقرة التالية.
سبب الكآبة والحزن بعد الفطام
يمكن أن تحدث الكآبة والحزن أثناء أو بعد الفطام لعدة أسباب يمكن أن نذكر منها ما يأتي:
الفطام المبكر
وذلك كما يأتي:
- إذا كان يجب أن تفطمي طفلك في وقت أقرب مما هو مخطط له، فقد تشعرين بالحزن وخيبة الأمل لاضطرارك إلى التوقف عن الرضاعة الطبيعية.
- قد تشعرين أيضاً بالغضب أو الذنب لأن طفلك لن يتمكن من الحصول على فوائد الرضاعة الطبيعية وحليب الثدي طوال المدة التي تريدينها.
- لذلك إذا كان التوقف خارجاً عن إرادتك فستشعرين بالحزن والاكتئاب وهو أمر طبيعي. ولكن إذا استمر لفترات أطول فقد يتحول إلى الاكتئاب.
يرتبط اكتئاب ما بعد الفطام بمرور الوقت مع انتهاء الرضاعة الطبيعية، في حين يرتبط اكتئاب ما بعد الولادة (PPD) بولادة طفل (وحتى عام بعد الولادة).
فقدان علاقة الرضاعة الطبيعية
وذلك كما يأتي:
- تتشكل عادة رابطة بين الأم وطفلها أثناء الرضاعة الطبيعية. لذلك عندما يتوقف طفلك عن الرضاعة الطبيعية يمكنك أن تشعري بالفراغ ثم تحزنين على فقدان هذه العلاقة الوثيقة.
- حاولي تذكير نفسك بأن هناك أشياء أخرى إلى جانب الرضاعة الطبيعية يمكنك القيام بها أنت وطفلك معاً للحفاظ على هذه الرابطة الوثيقة.
- اقضِ بعض الوقت مع طفلك بطرق أخرى مثل الضحك سوياً أو قراءة قصة معاً.
قد يهمك: هل اكتئاب الحمل يؤثر على الجنين؟
تغيرات في الجسم
وذلك كما يأتي:
- تمر الهرمونات في جسمك بتغيرات مختلفة عند فطام الطفل.
- تبدأ الهرمونات مثل البرولاكتين والإستروجين والبروجستيرون في العودة إلى المستويات التي كانت عليها قبل الحمل والبدء في الرضاعة الطبيعية.
- يمكن أن تؤثر هذه التغييرات إذا حدث الفطام فجأة على مشاعرك أكثر مما لو كان الفطام تدريجياً.
يمنح الفطام التدريجي جسم المرأة بعد الولادة المزيد من الوقت للتأقلم مع التغيرات الهرمونية.
أسباب الكآبة والحزن الأخرى
تشمل أبرز الأسباب الأخرى ما يأتي:
- عودة الدورة الشهرية: إذا لم تعد الدورة الشهرية إلى الآن فقد تعود بعد الفطام بوقت قصير وهذا يعد من التحولات الهرمونية الكبيرة لكِ أيضاً.
- الشعور بالذنب: قد تشعرين بالذنب عند الفطام حتى لو كان أمراً تنتظرينه بفارغ الصبر وهذه المشاعر إذا لم يتم حلها فقد تؤدي إلى الاكتئاب.
- طفلك يكبر: قد تشعرين أن طفلك لم يعد بحاجة إليك ولكن هذا خاطئ فهو لا يزال يحتاجك بغذائه وشرابه وأمور أخرى كثيرة.
إن مشاعر الحزن أو القلق أو الاكتئاب موجودة وصحيحة، لكن تذكرك أنها مؤقتة قد يساعدك على اجتياز هذه المرحلة الانتقالية.
تظهر أعراض الكآبة والحزن على الأمهات بشكل مختلف، ولكن تعاني معظم النساء من مشاعر الحزن أو التعاسة العامة أو القلق. ويمكن الحديث أكثر عن أبرز أعراض الكآبة والحزن هذه في الفقرة التالية.
أعراض الكآبة والحزن بعد الفطام
تشمل أعراض الكآبة والحزن أثناء وبعد الفطام ما يأتي:
- القلق أو الاكتئاب.
- البكاء أو الحساسية الزائدة.
- الحزن أو الشعور بالذنب.
- التهيج أو عدم وجود الحافز.
- عدم الاهتمام بالأنشطة التي كانت ممتعة سابقاً.
- تقلب المزاج أو مشكلات في النوم.
- تغيرات في الشهية.
تمر الكآبة والحزن بعد الفطام عادة دون علاج وذلك عندما يتأقلم الجسم والعواطف، ولكن مع هذا يجب أن تحاولي القيام ببعض الأمور لجعل هذه الفترة أسهل وأكثر قابلية للإدارة. ولكن ما هي هذه الأمور؟
علاج الكآبة والحزن بعد الفطام
تشتمل هذه الطرق والاستراتيجيات على ما يأتي:
تناولي طعاماً جيداً
حاولي أن تتناولي الطعام الغذائي الصحي وشرب الكثير من السوائل حتى تساعدي جسمك على التأقلم مع التغيرات الهرمونية الجديدة. واحصلي أيضاً على أكبر قدر ممكن من الراحة وابذلي جهدك للاعتناء بنفسك حتى تكوني بصحة أفضل.
تواصلي مع طفلك
حاولي أن تتواصلي مع طفلك وقومي بملامسة الجلد بالجلد أثناء الرضاعة الصناعية أو أثناء القيام بالأمور الأخرى. لأن التلامس بينك وبين طفلك قد يساعدك على تجاوز هذه المرحلة ثم الشعور بالتحسن.
حاولي ممارسة الرياضة لمدة (20) دقيقة يومياً؛ مثلاً جربي أن تأخذي طفلك معك في نزهة قصيرة في المناطق القريبة من المنزل.
اطلبي المساعدة من المعالج
إذا لم تتحسن الأعراض فحاولي تحديد موعد مع أخصائي الصحة النفسية. ويمكن لبعض المعالجين مساعدتك على المدى القصير في العلاج وإذا شعر المعالج أن الأدوية ستكون مفيدة فمن المحتمل أن يصفها لك.
يمكن أن يساعدك التعرف على اكتئاب ما بعد الفطام على التخطيط المسبق لأي أعراض قد تظهر. ويمكن أن يساعد في تقليل احتمالية تعرضك لها. في الفقرة التالية نذكر لك أبرز الوصايا أو النصائح لإدارة خطر اكتئاب ما بعد الفصام.
اعرفي المزيد: نصائح الطبيبة النفسية للمرأة الحامل للتمتع بالعافية النفسية
الوقاية من الكآبة والحزن بعد الفطام
تشمل أبرز النصائح التي يمكنك اتباعها ما يأتي:
- الفطام التدريجي: لا تفطمي طفلك فجأة بل تدريجياً لأسباب ذكرناها سابقاً.
- تحدثي عما تشعرين به: يمكن أن يكون التحدث إلى شخص آخر وسيلة مفيدة للاعتراف بمشاعرك والتحقق من صحتها الأمر الذي يساعد في حل المشكلات.
- افطمي عندما تكونين مستعدة: ركزي على ما هو مناسب لك ولطفلك وما هو صحي لكما اعتماداً على أقوال أو نصائح طبيب الأطفال.
- ركزي على الإيجابيات: ركزي على الإيجابيات التي تنجم عن الفطام ولا تركزي على السلبيات حتى لا تجعلي الأمر أصعب وأسوأ.
يمكنك ممارسة هواية جديدة أو تجربة التأمل لعلاج الاكتئاب، أو البدء في كتابة يومياتك، أو محاولة تناول وجبات مغذية.
نصيحة عرب ثيرابي
إذا كنت تظنين أنك مصابة بالكآبة والحزن المرضيين بعد انتهاء الرضاعة الطبيعية، وكنتِ:
- تبكين طوال الوقت.
- كان حزنك كبيراً لدرجة أنه يؤثر على حياتك اليومية.
- تعانين من أعراض الاكتئاب الشديد.
فقد حان الوقت لطلب المساعدة من الطبيب أو الأخصائي النفسي. ولكن إذا كنت لا تملكين الوقت للخروج والذهاب إلى العيادات يمكنك تجربة العلاج النفسي عبر الإنترنت. استعيني بالأطباء والمختصين في عرب ثيرابي والموجودين على مدار الساعة لمساعدتك.
