Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الشعور بالحزن بدون سبب

أعراض الشعور بالحزن بدون سبب لدى الأطفال | اختلافات عمرية

لا ينحصر الشعور بالحزن بدون سبب على الأشخاص البالغين، بل أيضاً الأطفال الصغار يمكن أو يواجهوا الأمر ذاته. حيث يمكن أن يظهر هذا الحزن من خلال مجموعة كبيرة من الأعراض. لكن من خلال معرفة هذه الأعراض يمكن للوالدين التعامل مع الأمر بالشكل الصحيح. 

تعرف على أعراض الشعور بالحزن بدون سبب لدى الأطفال وكيف يمكن أن يختلف الأمر حسب الفئة العمرية.

 

أعراض الشعور بالحزن بدون سبب لدى الأطفال

عند تعرض الطفل لمواقف تستدعي الشعور بالحزن أو التعرض للصدمة فإن أي تغيير في الظروف المحيطة بالطفل يمكن أن يؤدي إلى ردود جديدة ومعالجة للحزن بشكل جديد. فقد يصبح سلوكه غير طبيعي ويتأخر في التعلم والنمو، وتظهر عليه أعراض مختلفة. ومن ضمن الأعراض التي يمكن أن يظهر بها الطفل حزنه:

الأعراض الجسدية

غالباً ما يمكن للوالدين أو مقدمي الرعاية للطفل أن يلاحظوا الأعراض الجسدية المرافقة لشعوره بالحزن، والتي من ضمنها:

  • الخدر: ما أن يتعرض الطفل للموقف المحزن أو الصادم حتى يبدي عدم القدرة على الحركة وكأن جميع الأفكار توقفت لديه.
  • ضيق التنفس: حيث يشعر الطفل بأنه حلقه يضيق ولا يستطيع التنفس بالشكل الصحيح إلا من خلال إصداره للأنين والتنهدات.
  • تغير أنماط النوم: يعاني الطفل من صعوبة في النوم وغالباً ما يستيقظ ليلاً، وربما يبكي أو يشعر بالذعر الليلي.
  • الشعور بالتعب: سواء كان لعدم القدرة على النوم أو استنزاف الطاقة أثناء الحزن، فإن الطفل يبدو متعباً طوال الوقت.
  • تغيرات في الشهية: ويظهر ذلك بعدم امتلاك الطفل شهية على الإطلاق، وفي بعض الحالات يأكل الكثير من الحلويات والوجبات الخفيفة على الرغم من عدم وجود شهية له.
  • اضطراب الجهاز الهضمي: يشعر الطفل وكأن معدته مضطربة ويشعر بالحاجة إلى القيء.
  • التبول الليلي: قد يبدأ الطفل في التبول في الفراش مرة أخرى، حتى لو توقف عن القيام بذلك منذ فترة طويلة.
  • الأوجاع: يصبح الطفل دائم الشكوى من آلام في أجزاء مختلفة من جسمه أو في كل مكان.

غالباً ما يشكو الطفل من ألم في رأسه، غالباً في الأمام والجانبين. ولكن يمكن وصف الألم أيضاً على أنه ثقل وحساسية للضوء.

الأعراض النفسية

يمكنك أن تدرك مدى معاناة طفلك وشعوره بالحزن من خلال المجموعة التالية من الأعراض النفسية:

  • قلق الانفصال: غالباً ما يصبح الطفل أكثر تعلقاً بوالديه. مما يؤدي إلى شعوره بالوعك عندما يضطر إلى ترك أحد الوالدين بسبب العمل والمدرسة.
  • الخوف من موت أحبائه الآخرين: قد يشعر الطفل بالرعب من فكرة وفاة أحد والديه أو إخوته.
  • امتلاك أفكار تتعلق بالموت: قد يفكر الطفل في كيفية موت الأشخاص، وماذا يحدث عندما يموتون، وماذا يحدث لهم بعد الموت.
  • صعوبات التعلم: في معظم الأحيان يظهر الطفل صعوبة في التركيز وإكمال المهام المدرسية المطلوبة منه.
  • لوم الذات: في بعض الأحيان قد يوجه الطفل لنفسه اللوم حول سبب وفاة أحد أفراد أسرته. فقد يظن أن ذلك حدث بسبب شيء فعله أو لم يفعله.
  • القلق المدرسي: لا يشعر الطفل بالقدرة على الالتحاق بالمدرسة بل قد يرغب الطفل فقط في البقاء في أمان المنزل. ويرجع ذلك إلى الخوف من الانفصال عن الوالدين والمنزل أو بسبب شعوره بالضعف بين زملائه في المدرسة والمعلمين.
  • الإصابة بالاكتئاب: لا يبدو أن الطفل قادر على الاستمتاع بأي شيء، ويمكنه الجلوس والتحديق في لا شيء لساعات.

الأعراض السلوكية

بالإضافة إلى ما سبق، يمكن ملاحظة التغيرات الكبيرة في سلوكيات الطفل. حيث قد يلاحظ:

  • التراجع النموي: أو الانحدار حيث يمكن للطفل أن يبدأ في استخدام لغة طفولية مرة أخرى أو يتبول بشكل لاإرادي.
  • فرط الحساسية العاطفية: تصبح مشاعر الطفل أكثر تطرفاً، حيث يمكن أن لأصغر المواقف أن تكون كارثية بالنسبة للطفل. فمثل رؤية طفل آخر يتعرض للتوبي، يمكن أن تجعل الطفل يبكي أو يشعر بالخوف.
  • نوبات الغضب: لن يستجيب الطفل عند الشعور بالحزن بدون سبب مع الأوامر بالشكل الصحيح. بل قد يصرخ أو حتى يلحق الضرر بالأشياء ويؤذي من يلقي عليه الأوامر.
  • الشعور باللامبالاة: لا يظهر الطفل أي اهتمام بالأشخاص أو الهوايات أو الأنشطة الاجتماعية التي شارك فيها من قبل.
  • الحاجة إلى الاهتمام: من الأمور الملاحظة أيضاً أن يحاول الطفل القيام بأشياء مختلفة لجذب انتباه والديه أو المعلمين ومن حوله. على سبيل المثال قد يقوم بمقاطعة المعلمين أثناء الحصة الصفية، أو الاتصال بوالديه عدة مرات دون سبب.
  • الخوف من البقاء بمفرده: إن كان الطفل كبيراً لدرجة يمكنه البقاء لوحده في المنزل فغالباً ما يبدي رفضه للأمر. على الرغم من حدوث ذلك قبل تعرضه للموقف المحزن.
  • السلوكيات غير المرغوبة: مثل سلوك السرقة، فقد يشعر الطفل بالإثارة عند ارتكاب خطأ ما. وغالباً ما تكون لديه رغبة في أن يتم القبض عليه لكي يحظى الطفل بمزيد من الاهتمام.

في كثير من الأحيان لا بد من الانتباه إلى طريقة تمثيل الطفل للآخرين أو لعبه. حيث يمكن أن يعكس ذلك حقيقة مشاعره بشكل دقيق.

 

اختلاف تفاعل الأطفال مع الشعور بالحزن بدون سبب باختلاف أعمارهم

في معظم الأحيان يعاني الطفل من الحزن أو الصدمة بعد تعرضه لموقف الخسارة والذي يتمثل في هذه الحالة بالموت. لكن الأطفال لا يظهرون دائماً ردود فعل حزن نموذجية لأن حزنهم فريد من نوعه ويرتبط بتطورهم. حيث يبدو الأمر على النحو التالي:

الأطفال في عمر (0 – 3) سنوات

في هذه المرحلة من العمر غالباً ما يتفاعل الطفل مع حزن مقدم الرعاية له، فهو غير مدرك لمفهوم الحزن أو الخسارة في الحقيقة. وفي هذه الأثناء يمكن ملاحظة:

  • عصبية الطفل.
  • تغير نمط النوم.
  • أكثر تشبثًا بمقدم الرعاية مما سبق، ويصبح قلق الانفصال أكثر وضوحاً.
  • عدم الرغبة بتناول الطعام.
  • تدني مستوى النمو.
  • يوجه الكثير عن الأسئلة عن الموقف المحزن (فقد يسأل عن مكان الشخص المتوفى).

الأطفال في عمر (4 – 6) سنوات

على الرغم من أن الطفل في هذه المرحلة أصبح أكثر فهماً للأمور، إلا أنه لا يزال يعبر بطرق طفولية عن حزنه، فهم لا يدرك حقيقة الموت على وجه التحديد. لذلك فإن الأعراض التي يظهرها تكون أكثر ملائمة مع عمره. فمثلاً يتم ملاحظة:

  • التغييرات في أنماط الأكل والنوم.
  • تغيرات في السلوك، فمثلاً يحاول الابتعاد عن الآخرين والانسحاب من الاختلاط بهم.
  • والإصابة بنوبات غضب.
  • والشعور بقلق الانفصال.
  • تراجع مستوى النمو، مثل التبول اللاإرادي لدى طفل تم تدريبه مسبقًا أو قد يبدؤون في مص الإبهام أو استخدام “حديث الطفل”.
  • تمثيل الموت أو المشاعر المتعلقة بذلك من خلال اللعب أو الفن.

في سن المدرسة

يبدأ الطفل الآن في تكوين تصوره الخاص حول الموت، لذلك فقد يصبح أكثر خوفاً منه فقد ينظرون إليه ك “وحش”. لذلك يعاني هذا الطفل من:

  • يشعر الطفل بالقلق من أنه سيموت فيصبح أكثر قلقاً بشأن سلامته.
  • امتلاكه أفكار متكررة حول الموت أو الموت عند الحزن.
  • يشعر بالذنب أو القلق من أنه يتحمل اللوم أو التسبب في الوفاة شخص ما.
  • تغيرات في الشهية أو النوم.
  • مواجهة مشاكل سلوكية مثل نوبات الغضب، أو قد يتصرف بتحدي.
  • مواجهة صعوبة في التركيز في المدرسة أو قد يحاول تجنب الذهاب إلى المدرسة.
  • يقوم بقمع عواطفه.
  • الشكوى من أعراض جسدية مثل الصداع أو آلام المعدة.

غالباً ما يتعين على الطفل الصغير الذي يعاني من الخسارة أن يعيد معالجة حزنه في مرحلة جديدة من النمو.

 

كلمة من عرب ثيرابي

قد تظن أن الطفل لا يحزن، إلا أنه يعاني من جميع المشاعر التي يعاني منها الكبار لكنه يعبر عن ذلك بطرق مختلفة. في حال أبدى طفلك رغبته بالانضمام إلى الشخص المتوفى إن كان حزنه ناتج عن ذلك، فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي ينصحون بإعارته المزيد من الانتباه. فقد يكون ذلك دليلاً على تحول الحالة النفسية إلى اكتئاب.