Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الحزن والاكتئاب

تعرف على الفرق بين الحزن والاكتئاب

على الرغم من الخلط الكبير بين الحزن والاكتئاب، ولكن هما حالتان مختلفتان عن بعضهما، حيث أن الحزن قد يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب. كما أنه خلال الاكتئاب قد يشعر الشخص بالحزن، وللتمكن من الحصول على العلاج عند الحاجة، لا بد من معرفة الفرق بينهما.

 

الفرق بين الحزن والاكتئاب

يمكن التعرف على الفروق بين الحزن والاكتئاب من خلال المقارنة بين صفات كل منهما، حيث يتضح الأمر كالتالي:

طبيعة الحالة

يختلف وصف طبيعة كل من الحالتين، ففي الوقت الذي يكون فيه الاكتئاب مرحلة من مراحل الحزن، فإن الحزن يشكل عارض من أعراض الاكتئاب، ويمكن تعريف كل منهما كما يلي:

    • الحزن: هو استجابة طبيعية من الشخص عند تعرضه لموقف مؤلم، سواء كان بخسارة أو مرض أو حادث، وفيه تتنوع أشكال الاستجابة ما بين الجسدية والسلوكية والعاطفية والروحية.
    • الاكتئاب: ويطلق عليه الاكتئاب الحاد أو السريري، هو اضطراب نفسي مزاجي، يحتاج إلى تشخيص متخصص.

    تركيز التفكير

    لدى كل منهما أمور مختلفة يركزان عليها، ففي الوقت الذي يوجه الشخص الحزين جل تفكيره على الخروج من الموقف وإيجاد حل مناسب، فإن المكتئب يركز على مشاعره الشخصية مثل انعدام القيمة أو الشك الذاتي.

    الفرق الرئيسي بين الحزن والاكتئاب هو أن الحزن يرتبط بحدث معين. ولكن الاكتئاب لا يوجد دائمًا حدث معين له.

    الحاجة إلى فعل شيء

    تختلف ردة الفعل في كلا الحالتين وما يتبعها من الحاجة إلى القيام بأمر ما، حيث أنه:

      • عند حصول الخسارة في حالة الحزن، فإن الشخص يشعر بالشوق أو الحنين للمفقود، والحاجة إلى استرجاع الذكريات.
      • في الاكتئاب، فإن الشخص ليس بحاجة لشيء أو يفضل عدم رؤية أحد.

      يحزن كل شخص بشكل مختلف، ولا توجد طريقة صحيحة أو خاطئة للقيام بذلك.

      الفترة الزمنية للحالة

      يعد الوقت من النقاط المهمة الواجب التركيز عليها عند المقارنة بينهما، حيث أنه:

        • غالباً ما يتحسن الحزن مع مرور الوقت، ولكن قد يشعر الشخص بالانتكاسات عند التعرض للمحفزات، أما الاكتئاب فهي حالة مستمرة ولا يتحسن مع مرور الوقت دون تدخل.
        • عندما يشعر الشخص بالحزن، فإن الخروج مع الأصدقاء أو الحصول على وقت من المتعة يمكن أن يحسن من حالته المزاجية، أما الاكتئاب فإنه لن يخرج من الأساس أو يقوم بالنشاطات الممتعة له، ولكن الأمر قد يختلف في حالة الاكتئاب المبتسم.

        الحاجة إلى العلاج

        يختفي الحزن مع مرور الوقت دون الحاجة إلى الدعم أو العلاج إلا في حال استمراره، أما الاكتئاب فإن أعراضه تزيد سوءاً مع مرور الوقت في حال لم يلجأ الشخص إلى العلاج النفسي المناسب.

        التأثير على الحياة

        يؤثر الاكتئاب على النشاطات اليومية للشخص بشكل كامل، فلا يستطيع القيام بالمهام الموكلة إليه، أما في حزن الشخص فقد يستمر بممارسة ما يقع على عاتقه من نشاطات.

        الأسباب

        يرتبط الحزن بالمواقف المؤلمة أو الخسارة بشكل مباشر، أما عندما يكتئب الشخص فقد يرتبط الأمر ببعض المواقف، ولكن له بعض العوامل المحددة، مثل:

        الانتحار

        تزيد احتمالية توارد الأفكار المتعلقة بالانتحار عند الإصابة بالاكتئاب، وهذا الأمر لا يحصل عند حزن الشخص، حيث أن الأمور تتحسن ولا تسوء.

         

        التشابه بين الحزن والاكتئاب

        على الرغم من الاختلافات السابقة، ولكن يوجد بعض التشابه بينهما، مما يخلط الأمر على البعض، ومن ضمن الأمور المتشابه:

          • الحزن الشديد.
          • فقدان الوزن.
          • فقدان الشهية للطعام.
          • عدم التمكن من النوم أو الإصابة بالأرق.

          أظهرت الدراسات أن التوتر الشديد المرتبط بالحزن يمكن أن يؤدي للإصابة بالاكتئاب.

           

          الحزن المعقد

          في معظم الأحيان يختفي الحزن الذي يشعر به الشخص خلال بضعة أشهر، أما في حالة عدم اختفائه، فقد يعاني الشخص من الحزن المعقد، والذي تتشابه أعراضه مع الاكتئاب إلى حد كبير، وغالباً ما يحدث بسبب فقدان أحد المقربين، ومن أعراضه:

            • الشعور بالألم الشديد والمرارة عند تذكر بالشخص المتوفى.
            • الشعور العام بالخدر.
            • التركيز على تذكر المواقف المتعلقة بالشخص المتوفى.
            • فقدان الدافعية للقيام بالأنشطة.
            • قلة الثقة بالأصدقاء أو المحيطين به.
            • عدم القدرة على الاستمتاع بجوانب الحياة المختلفة.
            • زيادة احتمالية التفكير بالانتحار، لذلك يجب عدم التردد في الحصول على الدعم النفسي اللازم قبل الوصول إلى هذه الحالة.

             

            علاج الحزن والاكتئاب

            باختلاف الحالة من شخص إلى آخر، يمكن علاج الشخص من خلال خطة علاجية مناسبة تتضمن:

            العلاج النفسي

            يساعد العلاج النفسي الشخص في التعرف على أسباب أحزانه والطرق المثلى للتعامل معها، بالإضافة إلى امتلاك مهارات التأقلم، حيث يتبع في أغلب الحالات العلاجات التالية:

              • العلاج المعرفي السلوكي الخاص بالحزن.
              • العلاج التفاعلي لعلاج الاكتئاب.

              العلاج الدوائي

              تعتبر مضادات الاكتئاب هي العلاج الدوائي المناسب في هذه الحالة، فقد يختار الطبيب النفسي إحدى الأدوية التالية:

                • مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية.
                • مثبطات امتصاص النوربينفرين الانتقائية.
                • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.

                الدعم الاجتماعي

                يساعد الدعم الاجتماعي والمشاركة في جلسات الدعم النفسي على تحسين أعراض التي يعاني منها المريض في كلا الحالتين، خاصة تلك التي ينتمي إليها أشخاص يعانون من الحالة  أو الموقف ذاته.

                 

                كلمة من عرب ثيرابي

                يمكن أن يساعد المقربين بالشخص الحزين في التقليل من حزنه من خلال تقديم الدعم النفسي له، حيث يقترح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي على المقربين القيام بما يلي:

                • التحدث مع الشخص الحزين والاستماع له.
                • احترام الطريقة التي يظهر بها الشخص حزنه.
                • تقبل التقلبات المزاجية التي يمر بها.
                • تجنب تقديم النصائح في حال عدم طلبها.
                • عدم تقديم التفسيرات غير الحقيقية أو الوهمية لموضوع الحزن.
                • تقديم المساعد في تنفيذ المهام.
                • البقاء على تواصل مع الشخص الحزين.