ما ستجده في هذا المقال:
بعض الأطباء والأخصائيين يرى أن تأثير الرياضة على الصحة النفسية كافيًا لدرجة الاكتفاء بها للتخلص من اضطرابات أو مشاكل الصحة النفسية قبل اللجوء للأدوية.
ما هو تأثير الرياضة على الصحة النفسية؟
التمارين الرياضية تعتبر من طرق تحسين المزاج المثبتة علميًا؛ حيث يقلل من أعراض الاكتئاب أو القلق. وتعمل التمارين الرياضية على رفع مستويات الإندورفين، وهي مادة كيميائية في الجسم تعزز الشعور بالرضا، وينتجها الدماغ والحبل الشوكي.
والتي بدورها تساعد على إنتاج مشاعر السعادة أو النشوة، وتزيد من شعورك بشكل أفضل. ومِن تأثير الرياضة على المزاج هو أنه يحسن من الرفاهية النفسية، وذلك من خلال:
- التمرين يقلل من هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، ويزيد من الإندورفين وهو هرمون السعادة.
- النشاط البدني يبعدك عن الأفكار أو العواطف السلبية.
- يمكِن للنشاط البدني أن يبعد عقلك عن مشاكلك، أو يعيد توجيهها إلى شكل أكثر إيجابية.
- تساعِدك التمارين الرياضية على إنقاص الوزن وتناغم جسمك والحفاظ على توهج صحي وابتسامة.
- يمكِن أن تكون التمارين مصدرًا جيدًا للدعم الاجتماعي.
- تَحسين الصحة الجسدية، والذي بدوره يحسن الصحة النفسية.
- الوقاية من الإصابة بالإجهاد، أو التوتر، أو القلق.
اعرف المزيد: ما هي أفضل تمارين للتخلص من الاكتئاب؟
كيف يكون تأثير الرياضة على الصحة النفسية؟
من أبرز الآثار الإيجابية والفعالة للتمارين الرياضية على الصحة النفسية:
تقليل التوتر
يمكن أن تساعد التمارين الرياضية على التخلص من الإجهاد، وتقليل الشعور بالتوتر أو القلق. وذلك من خلال تحفيز إنتاج هرمون النورإيبينفرين الذي يحسن الإدراك و المزاج، ويقلل الشعور بالتوتر.
زيادة تقدير الذات والثقة بالنفس
التمارين الرياضية تزيد من احترام الذات وتعزز من الثقة بالنفس نظرًا لأنها تساعدك في الحصول على جسد ممشوق وحياة صحية بشكل أفضل. وتقدير الذات مع زيادة ثقتك بنفسك يساعدك على التمتع بصحة نفسية جيدة، والتي بدورها تجعلك أكثر إقبالًا للحياة.
تحسين أنماط النوم
من تأثير الرياضة هو أنه يحسن من أنماط نومك؛ حيث يزيد النشاط البدني من درجة حرارة الجسم، وقد تهدئ العقل. كما تساعد التمارين أيضا على تنظيم الساعة البيولوجية، وهو المنبه المدمج في الجسم والذي يتحكم في الوقت الذي تشعر فيه بالتعب وعندما تشعر باليقظة.
رفع المزاج
عادةً بمجرد أن تمارس التمارين الرياضية تشعر بتحسن وبأنك أفضل؛ جسديًا ونفسيًا، ومعظم الأشخاص يشعرون بذلك بعد 5 دقائق. وبإمكانك أن تجرب ذلك بنفسك.
إذا شعرت بالضيق أو الحزن اذهب للجري أو المشي، أو ممارسة أي تمارين رياضي آخر
الوقاية من القلق
عندما تشعر بالقلق غالبًا ما تظهر عليك رد فعل تتضمن التعرض، والدوخة، وتسارع ضربات القلب، وغيرها الكثير. ولكن التمارين الرياضية أثبتت فعاليتها في التقليل من جميع هذه الأعراض، وفي التقليل من الشعور بالقلق أيضًا.
تحسين الذاكرة
نفس الإندورفين الذي يجعلك تشعر بتحسن يساعدك أيضًا على التركيز والشعور بالذكاء وحدّة العقل. كما تحفز التمارين نمو خلايا الدماغ الجديدة وتساعد على منع التدهور المرتبط بالعمر.
زيادة الطاقة
تساعد التمارين الرياضية على زيادة معدل ضربات القلب، وعند ممارستها عدة مرات في الأسبوع يصبح تأثير الرياضة أكبر. بحيث تمنحك المزيد من النشاط والطاقة، لذا لا تتردد، وابدأ بممارسة التمارين ودمجها ضمن أنشطتك اليومية.
مرونة أكبر
عند مواجهة التحديات النفسية أو العاطفية في الحياة يمكن أن تساعدك التمارين الرياضية على بناء المرونة النفسية للتعامل معها بطريقة صحية. بدلًا من اللجوء إلى الكحول، أو المخدرات، أو سلوكيات التأقلم السلبية الأخرى.
اعرف المزيد: مهارات التأقلم للتخلص من الطاقة السلبية
ما تأثير الرياضة على الاضطرابات النفسية؟
إليك أكثر الاضطرابات والمشاكل النفسية التي يمكن أن تساعد التمارين الرياضية في تجاوزها:
- القلق والتوتر: تقلل التمارين من الحساسية لرد فعل الجسم تجاه القلق، كما تقلل من الأعراض المصاحبة لها.
- اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD): قد تحسن التمارين على تعزيز المهارات الحركية والوظيفة للأطفال المصابين بالاضطراب.
- اضطراب الهلع: يمكن أن تساهم التمارين الرياضية في التخلص من التوتر المكبوت وتقليل مشاعر الخوف والقلق، والذي بدوره يقلل من تكرار نوبات الهلع.
- اضِطراب ما بعد الصدمة (PTSD): قد تساعد التمارين في تقليل أعراض الاضطراب مثل الاكتئاب والقلق، أو مشاكل النوم، أو مشاكل القلب والأوعية الدموية.
ثبت أن التمارين بجميع أشكالها تقلل من شدة الاكتئاب، وقد تكون فعالة مثل أنواع العلاج الأخرى
مَا التمارين الرياضية اللازمة لتحسين النفسية؟
جميع أشكال النشاط البدني فعالّة في تحسين النفسية، ولكن إليك أفضلها:
يوغا
يمكن أن تتراوح اليوغا من التمارين اللطيفة إلى الصعبة، وتتضمن وضعيات جسدية مختلفة، مع تمارين التنفس، وفترات من التأمل. وتعتبر اليوغا هي وسيلة منخفضة المخاطر لشفاء الجسم والعقل، ويمكن أن تساعد على:
- تَقليل الإثارة الجسدية.
- انخِفاض معدل ضربات القلب أو انخِفاض ضغط الدم.
- تحسين التنفس.
- تقلِيل الاستجابة للتوتر.
- تقلِيل الاكتئاب والقلق.
- زيَادة الطاقة أو مشاعر الرفاهية.
تاي تشي
هو فن قتالي صيني قديم يجمع بين التأمل والتنفس الإيقاعي في سلسلة بطيئة من حركات الجسم والوضعيات أو الأشكال، والتي تساعد على:
- التقليل من التوتر، والتقليل من القلق.
- التَقليل ضغط الدم.
- رفع المزاج المكتئب، وزيادة احترام الذات.
التمارين الهوائية
تشير الدراسات والأبحاث إلى أن التمارين الهوائية المنتظمة مثل الجري، أو ركوب الدراجات، أو السباحة ترتبط بصحة نفسية أفضل.
وبشكل خاص في تحسين الاكتئاب، واضطراب الهلع، واضطراب الوسواس القهري (OCD)، والرهاب الاجتماعي.
كيفية الاستفادة من تأثير الرياضة على الصحة النفسية
إليكّ أهم النصائح حول ممارسة التمارين الرياضية بطريقة فعالة على الصحة النفسية:
- لست بحاجة إلى تخصيص ساعات من يومك المزدحم للتدريب في صالة الألعاب الرياضية؛ يكفي 30 دقيقة فقط من التمارين المعتدلة خمس مرات في الأسبوع.
- قسّم التمارين الرياضية إلى جلستين من التمارين مدة كل منهما 15 دقيقة، أو حتى ثلاث جلسات تمرين مدة كل منها 10 دقائق إذا كان ذلك أسهل.
- مارِس التمارين الرياضية بانتظام حتى لم يكن لديك وقت كبير لها، القليل من التمارين أفضل من عدمها.
- ابدأ في ممارسة التمارين الرياضية لمدة 10-20 دقيقة في اليوم، ومن ثم زد مدتها تدريجيًا.
- كن معتدلًا ولا تبالغ في الوقت أو الجهد الذي تبذله في ممارسة التمارين الرياضية؛ حتى لا يكون الأمر متعبًا للغاية بالنسبة لك.
- الأفضل أن تستشير الطبيب قبل أن تبدأ بممارسة التمارين الرياضية، وأن تعرف منه ما أفضل ما عليك فعله.
- تذكّر دائمًا أن التمارين الرياضية تساعدك في تقليل الشعور بالتعب أو الإرهاق الجسدي.
نصيحة عرب ثيرابي
نحن نوصي بقوة أن تدمج التمارين الرياضية ضمن روتينك اليومي إلى جانب العلاج النفسي، قد يكون مرهقًا قليلًا. ولكن مع ذلك لا تتوقف أبدًا عن ممارسة التمارين الرياضية ولو كان المشي لمدة 10 دقائق حول المنزل، أو الرقص.
إذا كنت تواجه أي تحديات نفسية وبحاجة للدعم النفسي لا تتردد في التواصل مع أطباء عرب ثيرابي للحصول على الدعم النفسي اللازم لراحتك.
