Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
تأثير مشاهدة أخبار الحروب على الصحة النفسية

تأثير مشاهدة أخبار الحروب على الصحة النفسية (دراسة ونتائج)

منذ قديم الأزل والحروب تؤثر سلبًا على الصحة النفسية لحياة الأشخاص وعلى المجتمعات. على سبيل المثال قطاع غزة يواجه عدوانًا مزمنًا وصراعات مستمرة منذ عقود، والتي تأثيرها يظهر بشكل مباشر على السكّان، والمحيطين به أيضًا. حتى أن تأثير مشاهدة أخبار الحروب قد يصلك وأنت في بلد أخرى في أمان إلى حدٍ ما، وله تأثيرات سلبية على صحتك النفسية.

39% من المشاركين بالدراسة توقفوا عن مشاهدة الأخبار لتقليل تأثيرها على صحتهم النفسية

عنوان الدراسة: تأثير مشاهدة أخبار الحروب على الصحة النفسية

قام عرب ثيرابي بإجراء دراسة استطلاعية على شريحة من الأشخاص في العالم العربي من فئات عمرية مختلفة لمعرفة كيف أثرت مشاهدة أخبار العدوان على غزة على صحتهم النفسية. أو إذا كان لها أي تأثير على صحة أطفالهم النفسية. 

تتضمن الدراسة معرفة مصادر مشاهدة الأخبار، والتأثير المباشر لمشاهدة الأخبار على الصحة النفسية للبالغين والأطفال. بالإضافة لمعرفة فعالية بعض الاستراتيجيات والطرق في تقليل التأثُّر بمشاهدة أخبار الحروب المؤلمة. وكيف أثرت مشاهد الحرب المؤلمة والصادمة على الصحة النفسية للمتابعين.

68% من المشاركين بالدراسة واجهوا مشاكل بأنماط النوم والأكل كلما شاهدوا أخبار الحرب

تأثير مشاهدة أخبار الحروب على الصحة النفسية

عند مشاهد أخبار الحروب حتى ولو كنت بعيدًا عنها فأنت حتمًا ستتأثر بالمشاهد التي تشاهدها أو الأخبار التي تسمعها. والتي غالبًا ما تكون مشبعة بالعنف أو الأذى والألم الجسدي والنفسي.

ومن أبرز الآثار التي قد تواجهها عند مشاهدة أخبار الحروب: 

  • الإصابة بالاضطرابات النفسية مثل اضطرابات القلق، أو الاكتئاب، أو حتى الصدمة النفسية الثانوية.
  • مواجهة مشاكل واضطرابات في النوم مثل الأرق والحرمان من النوم، أو الإفراط في النوم.
  • مواجهة أعراض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) مثل الخوف المفرط أو القلق الشديد. 
  • الشعور بالخوف والذعر من تبعات ما يتم مشاهدته أو من العيش بنفس الأحداث والظروف.
  • الإحساس بالذنب الشديد بسبب محدودية القدرة على المساعدة أو تقديم العون. 

92% من الأشخاص يشعرون بالاكتئاب واليأس عند مشاهدة الأخبار أو مشاهدة مقاطع الفيديو المختلفة

مستويات القلق والتوتر والاكتئاب

حتى لو لم تكن قريبًا من موقع الحرب، أو لم يكن لديك أشخاص يخوضون تلك الحرب فهناك مخاطر كبيرة لزيادة شعورك بالقلق والتوتر من كل الأخبار التي تشاهدها، ومن المخاطر التي ستترتب عليك.

91% من الأشخاص المشاركين في دراسة عرب ثيرابي ازداد لديهم الشعور  بالقلق والتوتر بعد مشاهدة أخبار الحروب في الدول المجاورة. 

بينما أفاد 92% من الأشخاص أنهم يعانون من أعراض الاكتئاب واليأس، ولم يعد لديهم شغف أو رغبة في فعل أي شيء بالحياة.

ومشاعر القلق والتوتر أو الاكتئاب هذه بدورها تؤدي لتراجع رفاهيتك النفسية والعاطفية، وقد تؤثر سلبًا على صحتك الجسدية أيضًا وتسبب لك أعراض مثل الصداع، أو توتر العضلات، أو ألم المعدة.

الأشخاص في غزة والقدس ومناطق الحرب المستمرة يكافحون للتعافي من الاضطرابات النفسية؛ بسبب التعرض المزمن للعنف، والصدمات، والفقد، والفقر

عقدة الذنب

عادةً يكون الشعور بالذنب استجابةً لفعل شيء ما أو عدم القيام به، ولكن من الممكن أن تشعر بالذنب تجاه أحداث لم تكن متورطًا فيها! الكثير من الأشخاص وقعوا ضحية الشعور بالذنب بسبب ما لا يمكنهم فعله عند مشاهدة هذه الأخبار المؤلمة؛ حيث يشعرون بالذنب لكونهم بخير بينما غيرهم في معاناة حتى لو لم يكن لهم يدًا في ما يحصل. 

مشاعر الذنب المفرطة ترتبط سلبيًا في الصحة النفسية للأشخاص؛ حيث أنها تؤدي للقلق، والاكتئاب، والندم، ومشاكل النوم، وجلد الذات. وتزيد من مخاطر تفاقم أي مشاكل نفسية أخرى قد يكون الشخص مصابًا بها، وقد تدفع الشخص لارتكاب سلوكيات أو أفعال خاطئة لتقليل شعوره بالذنب.

في دراسة عرب ثيرابي أعرَب ما نسبته 65% من الأشخاص أنهم يشعرون بالذنب بسبب الحرب والعدوان الذي يقع على غزة الآن، وعبروا عن شعورهم بالمسؤولية لما يحصل للأطفال والسكّان هناك مع إدراكهم التام بأن ليس لديهم يد فيما يحصل. 

5% فقط من الأشخاص المشاركين بالدراسة طلبوا الدعم النفسي والعلاج النفسي

تأثير مشاهدة أخبار الحروب على الأطفال 

الأطفال هم الفئة الأكثر تأثرًا وتأثيرًا بمشاهدة أخبار الحروب أو بمشاهدة أحداث الحروب نفسها ما لم يتم حماية صحتهم النفسية جيدًا! 

حيث أن الأطفال يصابون بالصدمات النفسية بسهولة أكبر مقارنةً بالبالغين، حسب دراسة عرب ثيرابي فإن 46% من الأهالي أبلغوا عن ظهور أعراض تراجع الصحة النفسية والقلق عند الأطفال عند مشاهدتهم أخبار الحروب بالبلدان المحيطة بهم. 

وجدت أحد الأبحاث أن 95% من الأطفال في قطاع غزة ظهرت عليهم أعراض القلق والاكتئاب والصدمات

كما أن مشاهدة أخبار عنيفة أو تحمل الكثير من الألم قد تؤثر سلبًا على سلوكيات الطفل بشكل فوري أو في مراحل لاحقة في حياته. والكثير منهم معرض لخطر الإصابة في اضطراب ما بعد الصدمة أو الاكتئاب ومشاهدة الكوابيس. وحتى أن بعض الأطفال قد يشعر بالخوف الشديد بسبب كل ما يشاهده من عنف، وقد يؤدي ذلك للتراجع السلوكي ومشاكل مثل التبول اللاإرادي أو العنف تجاه الأقران. 

دور وسائل التواصل الاجتماعي

سابقًا كان هناك مصادر محدودة لمشاهدة الأخبار؛ مثل القنوات الإخبارية أو الجرائد، مما جعل المشاهد التي يتم عرضها ونقلها محدودة ضمن شروط ومعايير معينة. ولكن في وقتنا الحالي أصبح كل شخص صحفيًا ينقل واقع ما يراه عبر وسائل التواصل الاجتماعي

وعلى الرغم من أن ذلك يعكس صورة “واقعية” أكثر عن ما يحصل في الحروب، ولكن تأثيره النفسي يكون أكبر! حيث غالبًا ما تكون المشاهد مؤلمة نفسيًا لكل من يشاهدها.

حسب الدراسة التي أجرتها عرب ثيرابي فإن 92% من الأشخاص الذين شاهدوا الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي شعروا بالاكتئاب والذنب مقارنة بـ 40% ممن شاهدوا الأخبار عبر القنوات الإخبارية أو الجرائد

تقليل التأثير النفسي لمشاهدة أخبار الحروب

مشاهدة أخبار الحروب باستمرار قد يؤدي لاضطرابات نفسية ومشاكل نفسية مزمنة، والوقاية منها وتقليل هذا التأثير أكثر سهولة من مواجهتها والتعافي منها. بحسب ما ورد من الأشخاص المشاركين في الدراسة فإن أكثر الطرق والاستراتيجيات الفعالة: 

  • الحصول على المساعدة المهنية والدعم النفسي المتخصص من طبيب أو معالج نفسي.
  • أخذ استراحة قصيرة من مشاهدة الأخبار، أو تخصيص أوقات محددة لمشاهدتها يوميًا.
  • كتم أو إيقاف تشغيل إشعارات الأخبار على الهاتف الذكي، أو إلغاء متابعة حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي تقوم بنشر الأخبار. 
  • محاولة معرفة الأخبار من الأصدقاء أو العائلة بدلًا من متابعتها بشكل مباشر. 
  • الحصول على الدعم النفسي والاجتماعي من الأصدقاء أو العائلة، أو مجموعات الدعم. 
  • التطوع ومحاولة تقديم المساعدة والدعم حسب قدرة كل شخص، مثل نشر المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي. 
  • المشاركة في مسيرات سلمية منظمة، أو الانضمام إلى المناقشات ذات الصلة.
  • الرعاية الذاتية أو الاهتمام بالنفس مثل النوم جيدًا وتناول الطعام الصحي.
  • ممارسة النشاط البدني والتمارين الرياضية مثل المشي أو السباحة أو الرقص.
  • قضاء وقت ممتع مع الأصدقاء والعائلة والأحباء للشعور بالتضامن أو الدعم الاجتماعي.
  • ممارسة تمارين الاسترخاء بين الحين والآخر مثل التنفس العميق أو تأمل اليقظة.

20% من الأشخاص جربوا التوقف عن مشاهدة الأخبار ولاحظوا تحسنًا كبيرًا في صحتهم النفسية، بينما 57% كانوا بحاجة لتجربة أمور إضافية ليشعروا بالتحسن

أهم نتائج الدراسة 

  • 92% من الإناث شعروا بالقلق والتوتر عند مشاهدة الأخبار مقارنةً بـ 89% من الرجال.
  • 46% من الأهالي لاحظوا تراجع الصحة النفسية عند أطفالهم عند مشاهدة أخبار الحرب.
  • 17% من الأشخاص الذين شاركوا بالدراسة فكروا بطلب الدعم النفسي لتحسين صحتهم النفسية والعامة.
  • 70% من الإناث المشاركات بالدراسة واجهوا اضطرابات في النوم والأكل مقابل 60% من الرجال واجهوا نفس المشاكل عند مشاهدة الأخبار.
  • 59% من المشاركين شعروا بالذنب والمسؤولية حول ما يحصل يوميًا، و 53% شعروا بالاكتئاب واليأس يوميًا.
  • 96% من الأشخاص الذين شاهدوا الأخبار عبر القنوات الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي ازدادت عندهم مشاعر القلق والتوتر.
  • 20% من الأشخاص حققوا استفادة كبير من التوقف عن مشاهدة الأخبار والتحدث مع الأصدقاء والعائلة.