Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
عقدة الشعور بالذنب: أسبابها وكيفية التعامل معها

عقدة الشعور بالذنب: أسبابها وكيفية التعامل معها

تمر مرحلة في حياة كل منا تكون مليئة في الشعور بالذنب، وقد يكون ذلك بسبب ارتكاب خطأ ما، أو المرور في مشكلة ما، ولكن في الكثير من الأحيان تكون بلا سبب منطقي أو مبرر لها.

 

عقدة الشعور بالذنب 

عقدة الذنب تشير إلى الاعتقاد المستمر بأنك قد ارتكبت شيئًا خاطئًا أو أنك ستفعل شيئًا خاطئًا، مع الشعور الدائم بالذنب. يمكن أن تؤدي عقدة الذنب أيضًا إلى الشعور بالخزي والشعور بالقلق، في حين أن عقدة الذنب قد تكون نتيجة لضرر حقيقي قد تكون تسببت فيه؛ إلا أنه يمكن أن تركز على شعورك بالذنب المتخيل أو المتصور.

هناك أشكال عديدة من الذنب يمكن أن تساهم في الإصابة بعقدة الذنب، وتشمل:

  • الذنب الطبيعي: والذي تشعر به إذا ارتكبت خطأً وشعرت بالسوء لما فعلته، عندها يكون الذنب رد فعل طبيعي لارتكاب الأخطاء.
  • شعور الذنب غير المُسيطر عليه: في بعض الأحيان يشعر الناس بالذنب حيال أشياء لم تكن تحت سيطرتهم أو لم يكن يمكنهم التحكم به.
  • الذنب على الأفكار: كل شخص لديه أفكار سلبية أو غير مناسبة من وقت لآخر، ولكن في بعض الأحيان يشعر الناس بالذنب لوجود مثل هذه الأفكار.
  • الذنب الوجودي: يمكن أن يكون هذا النوع من الذنب معقدًا وغالبًا ما يتمحور حول أشياء مثل الإحساس بالذنب بسبب الظلم أو الإحساس بالذنب لعدم العيش وفقًا لمبادئ الفرد.

في حين أن الشعور بالذنب هو عاطفة طبيعية، إلا أنّ عقدة الذنب تشير إلى الاعتقاد المستمر بأنك فعلت شيئًا خاطئًا أو الخوف المستمر من أنك ستفعل شيئًا خاطئًا

 

علامات عقدة الشعور بالذنب

قد يكون لديك عقدة الذنب إذا كنت تشعر دائمًا بالذنب، أو كان شعورك بالذنب يتدخل في حياتك اليومية، وتتضمن علاماته:

  • القلق المتكرر.
  • مواجهة صعوبة في النوم أو الإصابة بالأرق.
  • البكاء المستمر.
  • التركيز على الماضي أكثر من الحاضر.
  • شد عضلي.
  • اضطرابات في المعدة.
  • مشاعر الندم القوية
  • لوم نفسك على أشياء ليست خطأك.
  • الاعتذار باستمرار.
  • ضعف التركيز. 
  • الانسحاب الاجتماعي.
اعرف المزيد عن الانسحاب الاجتماعي وعلاقته بالشعور بالذنب

 

أسباب عقدة الشعور بالذنب 

يُعتقد أن الشخص يشعر بالذنب أو يصاب بعقدة الذنب للأسباب التالية:

حالات الصحة النفسية

الشُعور المفرط بالذنب هو أحد أعراض العديد من حالات الصحة النفسية مثل اضطراب الوسواس القهري (OCD). أو الاكتئاب، أو اضطرابات القلق.

صدمة الطفولة

عندما يتم التعامل مع الأطفال بشكل متكرر كما لو أنهم ارتكبوا شيئًا خاطئًا يخلق ذلك عندهم شعورًا بالمسؤولية عن الأحداث السلبية. ومع مرور الوقت يمكن أن يؤدي ذلك أحيانًا إلى الإساس بالذنب الشديد، والذي قد يؤدي إلى زيادة الاكتئاب أو الأفكار الانتحارية، وغالبًا ما تستمر هذه المشاعر حتى مرحلة البلوغ، إذا لم يعرف كيفية التعامل مع الصدمة.

المعتقدات الدينية

يمكِن أن يكون الإحساس بالذنب نتيجة ثانوية للتعاليم أو التقاليد الدينية؛ على سبيل المثال قد يشعر شخص ما بالذنب عندما يفشل في اتباع مبادئ الدين الذي نشأ فيه.

قَد يكون من الصعب على الناس انتهاك معايير الثقافة التي نشأوا فيها، حتى إذا طوروا قيمًا مختلفة وهم ناضجين

الدوائر الاجتماعية

من الطبيعي أن تقلق بشأن ما يعتقده الآخرون، ولكن عندما تشعر أنه يتم الحكم عليه دائمًا من المحيطين بك قد يؤدي ذلك إلى الإحساس بالذنب بشكل متكرر. 

 

تأثير عقدة الشعور بالذنب 

عُقدة الذنب أو الإحساس المستمر بالذنب غالبًا ما يكون له تأثير سلبي كبير على صحتك النفسية ورفاهيتك، ومن هذه الآثار:

  • فرط التفكير في المواقف القديمة في عقلك، والبحث عن أي أخطاء سابقة محتملة، ومن ثم كراهية الذات.
  • زيادة مخاطر الإصابة في الاضطرابات النفسية مثل القلق أو الاكتئاب، أو الشعور باليأس أو العزلة.
  • زيادة الأفكار السلبية، وفقدان الثقة بالنفس، والذي بدوره يؤثر على شعورك بالقيمة الذاتية أو تقدير نفسك.
  • تطوّر واستمرار الأفكار أو مشاعر الذنب يمكن أن يخلق أفكار انتحارية أو إيذاء النفس.
  • عدم القدرة على بناء علاقات صحية أو سليمة مع الآخرين.
  • لوم الذات أو الانتقاد المفرط للنفس.
  • تفضيل العزلة أو الانسحاب الاجتماعي خوفًا من إلحاق الضرر بالآخرين.
  • قلّة التعاطف مع النفس.

 

علاج عقدة الشعور بالذنب 

على الرغم من أنه ليس مصنفًا من ضمن الاضطرابات النفسية ولكن يوجد أكثر من علاج يمكن أن يساعد في التخلص من عقدة الذنب، ومنها:

  • العلاج المعرفي السلوكي (CBT): يساعدك على تغيير الأفكار السلبية إلى أفكار أكثر واقعية، ومن ثم تحسين مشاعرك واستجابتك السلوكية.
  • العلاج المعرفي السلوكي الذي يركز على الصدمات (TF-CBT): الذي يساعدك في التعامل مع أي صدمات سابقة هي السبب في شعورك بالذنب.
  • استشارات الحزن: يمكن أن تساعدك على التعامل مع مشاعر الذنب التي تنشأ بسبب الحزن أو فقدان شخص ما.
  • العِلاج التجريبي: قد يمزج العلاج التجريبي بين مفاهيم الفن والرقص والموسيقى واللعب لفهم المشاعر بشكل أفضل. 
  • الأدوية: قد تساعدك في إدارة أعراض بعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب أو القلق إلى جانب العلاج النفسي.
اعرف كيف ترفع استحقاقك الذاتي وقيمتك الشخصية

 

كيفية التعامل مع عقدة الشعور بالذنب 

إليك بعض الأمور التي يمكنك فعلها للتعامل مع عقدة الذنب:

المشاركة في التأمل الذاتي

الانخراط في التفكير أو التأمل الذاتي يمكن أن يكون مفيدًا؛ حيث يساعدك على تحديد الأسباب أو أنماط التفكير التي تجعلك تشعر بالذنب، على سبيل المثال يمكنك فعل الآتي:

  • كتابة أفكارك ومشاعرك باستمرار وانتظام، والأفضل أن تكتبها على الورق.
  • تتبع الأنماط أو المحفزات التي تقودك إلى الشعور بالذنب.
  • تجنُب أو إعادة تأطير هذه المحفزات أو الأنماط في المستقبل.

ممارسة التعاطف مع الذات

معاملة نفسك باللطف والرحمة أداة قوية في مكافحة الأفكار القاسية أو السلبية التي تصاحب عقدة بالذنب، ولممارسة التعاطف مع الذات حاول معاملة نفسك كما تعامل صديقًا مقربًا؛ أي عندما تشعر بالاندفاع لإلقاء اللوم على نفسك أو توبيخها لارتكاب خطأ فكّر في كيفية التحدث إلى صديق جاء إليك بنفس القلق. 

يمكِن أن يعزز التعاطف مع الذات الرفاهية؛ لأنه يساعدك على الشعور بالرعاية والتواصل والهدوء العاطفي 

الحديث الذاتي الإيجابي

الطريقة التي تتحدث بها مع نفسك سواء في عقلك أو بصوت عالٍ لها تأثير كبير على شعورك تجاه نفسك ودورك في المجتمع. لذا قد يساعدك الحديث الذاتي الإيجابي على التعاطف مع نفسك، وتقليل التشوهات المعرفية، مما قد يؤدي بك إلى تقليل لوم الذات والعقاب الذاتي بمرور الوقت. 

 

نصيحة عرب ثيرابي 

يستغرق تغيير الطريقة التي تنظر بها إلى نفسك وقتًا، والتخلص من مشاعر الذنب قد يحتاج منك بعض الجهد؛ لذلك ينصحك أخصائي عرب ثيرابي في محاولة فعل الآتي:

  • تحدث إلى شخص مقرب منك أو إلى معالج نفسي عن مشاعرك وأفكارك.
  • فكّر بالموقف من جهات أخرى، أو بطرق أخرى تكون أكثر واقعية.
  • أحِط نفسك بمجموعة من الأشخاص الإيجابيين والداعمين؛ حتى تكون رحلتك في التخلص من عقدة الذنب أسهل.
  • ذكِّر نفسك كثيرًا بقيمتك الذاتية، وأخبر نفسك أنك قادر وقوي وتستحق الأشياء الجيدة.
  • مارِس تمارين الاسترخاء وتقنيات التنفس المختلفة لمساعدتك على التصالح مع نفسك ومع أفكارك.