ما ستجده في هذا المقال:
تختلف شدة الوسواس القهري من شخص إلى آخر مثل الحالات النفسية الأخرى. وتتراوح عادة من خفيف إلى متوسط إلى شديد اعتمادًا على شدة الوساوس والأفعال القهرية. فكيف يمكن أن نفهم الوسواس القهري الشديد؟
فهم الوسواس القهري الشديد
يشير الوسواس القهري الشديد عادةً إلى الحالات التي تكون فيها الأعراض أكثر شدة وإزعاجًا وتعطيلًا للحياة اليومية مقارنة بالأشكال الخفيفة من الاضطراب نفسه:
- تكون الوساوس والأفعال القهرية أكثر وضوحًا وكثافة وهذا يؤدي إلى مزيد من الضيق والقلق.
- قد تكون ومستمرة ويصعب السيطرة عليها وهذا يؤثر بشكل كبير على الأفكار أو العواطف أو السلوكيات.
- يمكن أن يضعف الاضطراب القهري الشديد قدرة الفرد على العمل، أو العلاقات، أو الأنشطة اليومية بشكل كبير.
- تستهلك الهواجس والأفعال القهرية الكثير من الوقت والطاقة، مما يؤثر على القدرة على القيام بالمهام اليومية.
- يمكن أن تسبب الهواجس والأفعال القهرية معاناة عاطفية كبيرة، مما يؤثر على الرفاهية العامة للشخص وأدائه الاجتماعي.
- قد يكون علاج الاضطراب القهري الشديد أكثر صعوبة من علاج الأشكال الخفيفة من الاضطراب.
قد يتطلب هذا الاضطراب علاجًا أكثر كثافة، مثل العلاجات المتخصصة أو مجموعة من العلاجات والأدوية النفسية، لإدارة الأعراض بشكل فعال.
تتشابه أعراض الوسواس القهري الشديد مع أعراض الوسواس القهري بشكل عام، ولكن كما ذكرنا فإنها تكون أكثر حدة. فما هي أبرز هذه الأعراض؟
أعراض الوسواس القهري الشديد
تشمل أبرز الأعراض ما يأتي:
أعراض الهوس
تكون الأفكار الوسواسية محددة بموضوع محدد، مثل الخوف من الجراثيم، أو الحاجة إلى التناسق، أو الأفكار المتطفلة حول إيذاء النفس أو الآخرين. وتشمل العلامات:
- عدم الرغبة في لمس الأشياء التي لمسها الآخرون.
- القلق عندما لا يتم وضع الأشياء بطريقة معينة.
- الشك بشأن أمور محددة مثل إغلاق الأبواب أو إطفاء الأضواء وما إلى ذلك.
- صور غير مرغوب فيها ومتطفلة لموضوع محظور.
- أفكار متكررة عن القيام بأشياء لا تريد فعلها حقًا.
الوسواس القهري هو اضطراب مزمن في 60 إلى 70 بالمئة من الحالات.
أعراض الإكراه
يمكن أن تنبع الأفعال القهرية أيضًا من موضوع ما، مثل العد أو الغسيل أو الحاجة المستمرة للطمأنينة. تشمل العلامات:
- الإفراط في غسل اليدين حتى لو كانت نظيفة بالفعل.
- ترتيب الأشياء بطريقة محددة حتى عندما لا يكون ذلك ضروريًا أو يجب عليك القيام بشيء آخر.
- التحقق بشكل متكرر من الأبواب، أو الموقد، أو أشياء أخرى للتأكد من أنها مطفأة حتى لو أثر ذلك على الخروج من المنزل.
- العد أو تكرار كلمة أو عبارة بصمت على الرغم من أنك تريد التوقف.
كان الوسواس القهري واحدًا من أكثر 10 أمراض منهكة في أنحاء العالم، وتعد اضطرابات القلق بشكل عام من بين أكثر 10 أمراض متعبة.
أعراض أخرى
يمكن أن تستغرق الوساوس القهرية والأفعال الكثير من الوقت بحيث لا يستطيع الشخص القيام بوظائفه، مثل:
- عدم القدرة على الذهاب إلى المدرسة أو العمل في الوقت المحدد.
- عدم القدرة على الحضور أو الاستمتاع بالأنشطة الاجتماعية.
- اضطراب العلاقات.
- وجود مشكلات صحية تتعلق بالوسواس القهري؛ فمثلًا الشعور بالذنب عند الإصابة بالتهاب الجلد بسبب غسل اليدين المفرط.
- التفكير أو محاولة إيذاء النفس أو الانتحار.
أسباب وعوامل خطر الوسواس القهري الشديد
من أبرز الأسباب التي يمكن ذكرها ما يأتي:
- يكون الأشخاص الذين لديهم قريب مثل أحد الوالدين أو الأشقاء مصابًا بالوسواس القهري أكثر عرضة للإصابة به.
- تشير بعض الدراسات إلى وجود صلة بين صدمة الطفولة والوسواس القهري.
- تشير بعض الأبحاث إلى وجود علاقة بين الوسواس القهري والبنية والوظيفة غير النمطية في أجزاء معينة من الدماغ.
- تظهر لدى الأطفال أحيانًا أعراض الوسواس القهري بعد الإصابة بالبكتيريا العقدية (PANDAS).
- يمكن أن يرتبط بحالات الصحة العقلية المتزامنة، بما في ذلك اضطرابات القلق والاكتئاب وأعراض وبعض اضطرابات الشخصية.
إن الذين يعانون من الوسواس القهري الشديد قد يكون لديهم احتمالية أكبر للإصابة بالعديد من الاضطرابات النفسية المتزامنة.
يتم تشخيص الاضطراب القهري بناء على عوامل أو اختبارات أو تقييم محدد. يمكنك التعرف أكثر على كيفية التشخيص بمتابعة الفقرة القادمة.
تشخيص الوسواس القهري الشديد
يتم تشخيص معظم الأشخاص في عمر 19 عامًا، على الرغم من أنه يمكن أن يحدث في أي عمر. وقد يشمل التشخيص:
- الفحص البدني للتحقق من وجود مشكلات محتملة أخرى.
- اختبارات الدم مثل فحص الدم (CBC)، أو فحص الغدة الدرقية، أو فحص الكحول والمخدرات.
- تقييم نفسي لمعرفة المزيد عن أنماط التفكير أو السلوك.
تشمل معايير التشخيص المعتمدة ما يأتي:
- وجود الوساوس أو الدوافع القهرية أو كليهما.
- الوساوس والأفعال القهرية تستغرق أكثر من ساعة يوميًا أو تتعارض مع الأنشطة اليومية.
- الأعراض لا علاقة لها بتعاطي المخدرات أو الظروف الصحية البدنية.
- لا تنتج الأعراض عن حالات الصحة النفسية الأخرى.
هناك العديد من الاختبارات لتقييم الوسواس القهري، وأحد هذه المعايير هو مقياس ييل-براون للوسواس القهري.
هناك علاجات فعالة للوسواس القهري لكنها تتطلب الصبر والوقت، وقد يستغرق الأمر عدة أسابيع إلى عدة أشهر لبدء الشعور بالتحسن. ولكن ما هي هذه العلاجات؟
علاج الوسواس القهري الشديد
تشمل العلاجات المختلفة ما يأتي:
ما قد يصفه الأطباء
تشمل الأدوية المستخدمة لعلاج الوسواس القهري مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) أو مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل:
- بروزاك (Prozac) أو لوفوكس (Luvox).
- باكسيل (Paxil) أو زولوفت (Zoloft).
- أنافرانيل (Anafranil).
ما قد يفعله المعالجون
يحدد العلاج النفسي الذي سيتم اتباعه حسب الشخص نفسه:
- يعد العلاج المعرفي السلوكي (CBT) الطريقة الأكثر فعالية لعلاج الوسواس القهري.
- يعد التعرض ومنع الاستجابة أحد أنواع العلاج المعرفي السلوكي الفالعة.
- إذا كنت معرضًا لخطر إيذاء نفسك، أو لديك أفكار وهمية، أو تعاني من الذهان بسبب حالات أخرى، فقد يكون دخول المستشفى مفيدًا.
تظهر الدراسات أن المصابين بالوسواس القهري يخسرون 46 يومًا من العمل سنويًا في المتوسط.
ما قد تفعله أنت
من أبرز ما يمكنك فعله ما يأتي:
- تناول جميع الأدوية حسب التوجيهات، حتى لو كنت تشعر بتحسن.
- يمكن أن يساعدك طبيبك على التوقف التدريجي بأمان إذا أردت إيقاف الأدوية.
- استشر طبيبك قبل تناول أدوية أو مكملات إضافية لأنها يمكن أن تتداخل مع علاج الوسواس القهري.
- ابحث عن طرق لإدارة القلق؛ مثل التمارين البدنية أو التنفس العميق أو التأمل.
نصيحة عرب ثيرابي
إذا كانت أعراض الاضطراب القهري شديدة جدًا، أو إذا كنت أنت أو أي شخص تحبه بحاجة إلى المساعدة، فيمكن لـ عرب ثيرابي أن يساعدك على إيجاد طرق فعالة لتجاوز الاضطراب حتى لا يكون سبباً في نشوء أمراض أخرى.
