Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
إيذاء النفس

إيذاء النفس: كسر الدوامة السلبية وإيقاف سلوكيات التدمير الذاتي

قد يقوم الشخص بقشر جرح بيده أو يضرب رأسه في بعض المواقف كطريقة للتعامل مع الأمور  الصعبة التي لا يستطيع التعامل مع عواطفه أثنائها، إلا أن بعض السلوكيات قد تتعدّى ذلك، حيث يلاحظ إيذاء النفس بشكل صريح وواضح من خلال سلوكيات متعمدة، فما أسباب ذلك وكيف يمكن علاج هذا النوع من الإيذاء؟

 

ما هو إيذاء النفس؟

إيذاء النفس أو اضطراب إيذاء النفس غير الانتحاري، وهو قيام الشخص بالتسبب بالأذى لنفسه بشكل متعمد ومقصود باستخدام بعض الأساليب دون التسبب بالموت، وذلك في محاولة للتعبير عن الضيق الذي يشعر به أو التمكن من التعامل معه.

 

أسباب إيذاء النفس

عند قيام الشخص بإيذاء ذاته فهو يحاول أن ينتهج نمطاً أو يحاول إرسال رسالة، كما يمكن أن تتغير الأسباب الكامنة وراء إيذاء النفس مع مرور الوقت، ومن هذه الأسباب نذكر:

المساعدة في التأقلم

يشعر الشخص من خلال إيذاء النفس بالرضا الذاتي، بالإضافة إلى قدرته على تحمل الألم وبالتالي التمكن من:

    • التخفيف من المشاعر السلبية التي تنتابه.
    • التعبير عن الشعور بالضيق والتمكن من التعامل معه.
    • التمكن من الشعور بالسيطرة.
    • التقليل من الشعور بالتوتر المفرط.
    • التعامل مع الأفكار التطفلية.

    كنوع من أنواع العقاب الذاتي، فإن الشخص عندما يقوم بإيذاء ذاته فهو يوجه عواطفه اتجاه نفسه، مما يساعده في تفريغ الغضب الذي يشعر به على ذاته

    توصيل رسالة للآخرين

    قد يلجأ الشخص إلى إيذاء نفسه عندما يحتاج إلى التواصل مع الآخرين وإعلامهم بأنه يحتاج إلى المساعدة.

     

    محفزات إيذاء النفس

    تساهم الكثير من الأمور والمواقف الحياتية المتراكمة في جعل الشخص يقوم بإيذاء ذاته، ومن ضمن هذه المحفزات: 

    العلاقات الاجتماعية والصدمات

    عادة ما تسبب العوامل الاجتماعية مشكلات حادة لدى الشخص الذي يقوم بإيذاء نفسه، ومن هذه العوامل:

      • المشكلات العائلية.
      • مشكلات الدراسة والأداء الأكاديمي.
      • صعوبات العمل.
      • التعرض للتنمر.
      • المشكلات المتعلقة بالشؤون المالية.
      • تعاطي الكحول أو المخدرات.
      • الارتباك حول الشؤون الجنسية، أو مشكلات الهوية الجنسية.
      • الاعتداء الجنسي أو الجسدي.

      الاضطراب العاطفي

      يؤدي الضيق والتوتر الناتج عن المواقف المؤلمة أو الحادة إلى الشعور بالمزيد من المشاعر السلبية، والتي بدورها تحفز الشخص على القيام بالسلوكيات الإيذائية، ومن هذه المشاعر:

        • قلة احترام الذات.
        • الشعور بالخجل أو الندم.
        • التعرض للقلق أو التوتر المستمرين.
        • الشعور بالوحدة.
        • المرور بمراحل من الحزن.
        • الشعور بالخدر أو الفراغ.
        • الشعور بعدم الارتباط بالبيئة المحيطة. 

        المحفزات النفسية

        قد يتعلق الأمر ببعض الحالات العقلية أو الاضطرابات النفسية، حيث أنه في هذه الحالات قد يؤذي الشخص نفسه دون القدرة على المقاومة أو بتوجيه داخلي، ومن هذه الحالات:

          • سماع بعض الهلوسات التي تحفز على إيذاء النفس.
          • توارد الأفكار المتطفلة والملحة حول هذه السلوكيات.
          • المشكلات النفسية المتنوعة التي يرافقها السلوكيات الانفعالية أو عدم التحكم بالعاطفة، مثل الاكتئاب أو اضطراب الشخصية الحدية أو اضطراب ثنائي القطب أو اضطرابات الأكل أو تعاطي المخدرات والكحول أو اضطراب ما بعد الصدمة أو اضطراب الوسواس القهري.

          •  

          •  

          علامات إيذاء الشخص نفسه

          يحاول هذا الشخص إخفاء العلامات الدالة على إيذائه لنفسه بجميع الطرق، فقد يؤذي نفسه في الأماكن المخفية من الجسم، إلا أن بعض الإشارات قد تساعد في اكتشاف الأمر، ومن هذه الإشارات:

            • وجود بعض الجروح أو الكدمات أو الحروق غير المبررة في أماكن مختلفة من الجسم، مثل المعصم أو الصدر أو الفخذ.
            • ملاحظة أن هذا الشخص يحاول تغطية جميع أجزاء جسمه بغض النظر عن الحالة الجوية.
            • غالباً ما يعاني هذا الشخص من أعراض الاكتئاب الشائعة، مثل الحالة المزاجية السيئة أو قلة الدافع أو البكاء.
            • تغير الأنماط الغذائية، وفقدان أو اكتساب المزيد من الوزن.
            • لوم الشخص لذاته في جميع المشكلات التي تحصل.
            • ملاحظة علامات لنتف الشعر.
            • تعاطي المخدرات أو الكحول.

            •  

            علاج إيذاء النفس

            في البداية لا بد من الحصول على العلاج الفوري للمشكلة الصحية المترتبة على إيذاء الشخص ذاته، ومن ثم اللجوء إلى خطة علاج نفسية محددة للتمكن من الوقوف على الأسباب الكامنة وراء الأمر والعمل على التقليل من هذه السلوكيات، حيث تشتمل الخطة العلاجية على:

            العلاج النفسي

            يوجد العديد من أساليب العلاج النفسي الفعّالة في هذه الحالة، وما على الأخصائي النفسي إلا الاختيار من بينها ما يتناسب مع حالة الشخص، ومن ضمن هذه الأساليب العلاجية:

              • السلوكي المعرفي CBT.
              • العلاج المعرفي القائم على اليقظة MBCT.
              • السلوكي الجدلي DBT.
              • العلاج القائم على العقلية MBT.
              • العلاج التفاعلي.

              ويمكن تطبيق هذه الأساليب العلاجية من خلال الجلسات العلاجية في العيادات المختصة أو من خلال إقامة الشخص بالمستشفى للسيطرة على سلوكيات الإيذاء قدر الإمكان.

              العلاج الدوائي

              في بعض الحالات يتم وصف بعض الأدوية النفسية للتقليل من سلوكيات الإيذاء، ومن هذه الأدوية مضادات الاكتئاب ومضادات القلق.

               

               

              الفرق بين إيذاء النفس والانتحار

              في حالة الانتحار فإن الشخص يحاول إنهاء حياته بشكل حقيقي، أما أذى النفس فإن الشخص لا يسعى إلى ذلك، بل هو يرغب بالتأقلم بشكل أفضل مع المواقف من خلال هذه السلوكيات:

              تم ملاحظة أن الشخص الذي يؤذي نفسه أكثر عرضة للانتحار من الأشخاص الطبيعيين، لذلك لا بد من إعطاء الأمر أهمية كبيرة.

              استراتيجيات للتعامل مع إيذاء النفس

              يمكن من خلال اتباع بعض الاستراتيجيات أن يشتت الشخص نفسه عن السلوكيات الضارة التي يقوم بها، حيث يمكنه تجربة:

                • مسك مكعبات من الثلج في اليدين للشعور بالألم والامتناع عن السلوك الضار.
                • وضع مطاطة على المعصم وشدها عند الحاجة للقيام بإيذاء الذات.
                • ممارسة التمارين الرياضية التي تقلل من القلق والتوتر.
                • ممارسة تقنيات الاسترخاء المتنوعة.
                • التركيز على أمر بعيد عن الأفكار السلبية التي تؤدي إلى إيذاء الذات.
                • التحدث مع شخص يمكن الوثوق به.

                 

                نصيحة عرب ثيرابي

                بسبب المشاعر الناتجة عن هذه السلوكيات، فلا بد من التعامل مع الشخص الذي يقوم بإيذاء نفسه بحذر، حيث ننصح في عرب ثيرابي التحدث مع هذا الشخص على النحو التالي:

                  • عدم طلب إظهار الجروح أو مواضع الأذى.
                  • إظهار مدى القلق بشأن الشعور الذي ينتاب هذا الشخص.
                  • معرفة مدى توارد الأفكار الانتحارية لدى الشخص.
                  • عدم جعل الشخص يشعر بالخزي أو الخجل مما قام به.