ما ستجده في هذا المقال:
تؤثر اضطرابات القلق ونوبات الهلع على أداء الأنشطة اليومية في حياة أي شخص، حتى عندما تكون المواقف غير خطيرة ولا يجب الخوف منها، وغالبًا ما تبدأ في الظهور خلال مرحلة الطفولة أو المراهقة، وتستمر حتى يكبر الشخص.
ما العلاقة بين اضطرابات القلق ونوبات الهلع؟
من الطبيعي أن يعاني الشخص من القلق في حياته بين الحين والآخر، ولكن اضطرابات القلق تجعل الشخص يشعر بالخوف المفرط والمستمر من مواقف يومية لا تكون خطيرة في أغلب الأحيان. وعندما يشتد القلق أو الخوف عند الشخص قد يصاب في نوبة هلع.
ما هي نوبة الهلع؟
نوبة الهلع هي شعور مفاجئ وسريع بالخوف من موقف عادي لا يسبب أي تهديد، ويترتب عليها ردة فعل جسدية مثل التعرق أو صعوبة في التنفس، وتسارع ضربات القلب.
أسباب اضطرابات القلق ونوبات الهلع
من أبرز الأسباب والعوامل التي تسبب نوبات الهلع والقلق:
العوامل الطبية
في بعض الأحيان يصاب الشخص في اضطرابات القلق أو نوبات الهلع بسبب حالة طبية مثل:
- أمراض القلب.
- السكري.
- مرض الغدة الدرقية مثل فرط نشاط الغدة الدرقية.
- اضطرابات الجهاز التنفسي مثل الربو، والانسداد الرئوي المزمن.
- استخدام المخدرات والكحول، أو التوقف عن استخدامها.
- القولون العصبي أو الأوجاع المزمنة.
- الأورام.
العامل الوراثي
تزداد احتمالية الإصابة في اضطرابات القلق ونوبات الهلع إذا كان هناك شخص آخر في العائلة مصاب بها؛ حيث أنها وراثية أو تنتقل بالعائلات.
الاضطرابات النفسية
بعض الاضطرابات النفسية تعرّض الشخص للإصابة في نوبات الهلع، وذلك مثل الاكتئاب أو اضطرابات القلق تحديدًا.
عوامل الخطر
هناك بعض الأمور التي تزيد من احتمالية الإصابة في نوبات الهلع والقلق، ذلك مثل:
صدمات الطفولة
عند تعرض الأطفال للكثير من الصدمات والأذى أو الإساءة تزيد احتمالية إصابتهم في اضطرابات القلق التي تسبب نوبات الهلع في مرحلة ما من حياتهم.
الضغط العصبي
مواجهة الضغط العصبي بسبب الإصابة في أحد الأمراض التي ليس لها علاج أو خطيرة يُمكن أن يسبب القلق حول المستقبل، وإمكانية العلاج، وغيرها.
التراكمات
يتعرض الشخص في حياته للكثير من الضغوطات والمواقف الصعبة، وتراكمها وكثرتها قد تسبب القلق المفرط، وذلك مثل وفاة أحد المقربين، وضغوطات العمل أو القلق حول الأحوال المادية.
الفرق بين اضطرابات القلق ونوبات الهلع
على الرغم من التشابه الكبير بين القلق ونوبات الهلع، ولكن يوجد اختلافات عديدة بينهما، ومنها:
نوبات الهلع
تتميز نوبة الهلع بأنها خوف مفاجئ يتزايد مع مرور الوقت، ويرافقه مجموعة من الأعراض الجسدية والعقلية، وعادةً ما تصل ذروتها خلال دقائق أو ساعات، وتتميز في الأمور التالية:
- تكون مفاجئة.
- تستمر لدقائق.
- يشعر الشخص في الاهتزاز أو الارتجاف.
- ألم في الصدر.
- هبات من الحرارة الساخنة.
- الشعور بالانفصال عن الواقع.
اضطرابات القلق
نوبات القلق أو القلق هي استجابة عاطفية طبيعية في جسم الإنسان، و “نوبة القلق” على الرغم من أعراضها الشديدة ولكن ليست تشخيصًا معترفًا به، ولا تكون مشكلة إلا عندما تستمر الأعراض الشديدة في الظهور، وعندها تُصبح اضطراب قلق، وتتميز في الأمور التالية:
- تبدأ تدريجيًا.
- تستمر لأشهر.
- يشعر الشخص بالأرق أو الإعياء.
- الإصابة في شد عضلي.
- العصبية أو النرفزة.
علامات اضطرابات القلق ونوبات الهلع
الأعراض والعلامات التي تدل على الإصابة في اضطرابات القلق ونوبات الهلع والتمييز بينها:
أعراض نوبة الهلع
من أبرز الأعراض التي تدل على الإصابة في نوبة الهلع:
- الاغتراب عن الواقع أو الشعور بعدم الواقعية.
- تبدد الشخصية أو الشعور بالانفصال عن النفس.
- الخوف من فقدان السيطرة أو الجنون.
- الخوف من الموت.
- القشعريرة.
- الشعور بالاختناق، والخدر، أو الوخز (التنميل).
- الغثيان وآلام أو اضطراب في البطن.
- الدواء أو عدم الثبات، أو الإغماء.
أعراض اضطراب القلق
من أبرز الأعراض التي تدل على الإصابة في اضطراب القلق:
- صعوبة في التركيز.
- اضطراب النوم أو الأرق.
- الإعياء.
- زيادة الاستجابة المفاجأة.
- ارتفاع معدل ضربات القلب.
علاج اضطرابات القلق ونوبات الهلع
يُمكن علاج نوبات الهلع واضطرابات القلق بأحد الطرق التالية:
العلاج النفسي
علاج نفسي أو العلاج بالكلام من أفضل الطرق التي تساعد في حل مشاكل القلق وأو وبات الهلع، ويوصى بالعلاجات التالية:
- العلاج المعرفي السلوكي: الذي يركز على أفكار ومعتقدات الشخص، وسلوكياته، ويعلّمه مهارات التأقلم للتعامل مع المشاكل المختلفة.
- الاسترخاء التطبيقي: يتضمن طرق إرخاء العضلات في المواقف التي تجعل الشخص يشعر بالقلق.
الأدوية
في الحالات الشديدة قد يقوم الطبيب بوصف الأدوية للمرض للتعامل مع القلق ونوبات الهلع، وذلك مثل:
- مضادات الاكتئاب.
- بريجابالين.
- حاصرات بيتا.
- البنزوديازيبين.
تأثير القلق ونوبات الهلع
الشعور بالقلق لأوقات طويلة ومستمرة خلال الحياة ينتج عنها أمور أخرى غير نوبات الهلع، ومنها:
- الاكتئاب أو اضطرابات الصحة النفسية.
- الميل لاستخدام المواد المخدرة أو الكحول.
- مواجهة صعوبة في النوم أو الأرق.
- مشاكل هضمية.
- الألم المزمن، والصداع.
- الميل للعزلة الاجتماعية.
- مواجهة مشاكل في التعامل مع الآخرين.
- انخفاض نوعية الأحيان.
- الأفكار الانتحارية أو سلوكيات الانتحار.
- القلق التوقعي.
- الرهاب بأنواعه المختلفة، وبشكلٍ خاص رهاب الخلاء.
كيفية التغلب على اضطرابات القلق ونوبات الهلع
قد يكون القلق ونوبات الهلع مؤلمة ومرعبة ولكن يُمكن التغلب عليها بالطرق التالية:
التدوين
بمجرد أن يشعر الشخص بالقلق أو أنه بدأ يعاني من نوبة هلع يفضل أن يقوم بكتابة الأعراض التي هاجمته، والأفكار والمشاعر التي يواجهها؛ يساعد ذلك في معرفة نمط القلق.
التنفس من البطن
من أعراض القلق ونوبة الهلع هو الشعور بضيق التنفس، وهو ما يزيد من شدة النوبة أو القلق، وللتخلص من ذلك ينصح في التنفس من البطن، وأخذ أنفاس عميقة وبطيئة حتى الشعور بالهدوء.
إرخاء العضلات
أثناء نوبة الهلع أو القلق أجزاء كثير من الجسم تنقبض، ولا تكون العضلات مرتاحةً أبدًا، ولذلك ينصح في محاولة إرخاء العضلات والاسترخاء، وفي حال كانت عضلات الجسم مشدودة يُمكن البدء في أصابع القدمين، أو الكتفين، أو أي جزء من الجسم يحقق استجابة.
التحدث مع النفس بصوت مسموع
قد يشعر الشخص أنه على وشك الإغماء بسبب انخفاض ضغط الدم عندما تهاجمه نوبة هلع أو قلق. ولكن ضغط الدم لا ينخفض بسبب نوبة الهلع، وهنا يأتي دور التحدث إلى النفس بصوت مسموع لتذكير النفس وطمأنتها بالأمور الحقيقية والواقعية، والأمور التي يفرضها العقل بسبب الخوف.
كلمة من عرب ثيرابي
نادرًا ما تكون نوبات الهلع والقلق بسبب مشكلة جسدية من الأساس، إلا أنها تجعل الشخص يشعر بذلك، ولكن في جميع الأحوال عند استمرار نوبات الهلع والقلق، أو تكرار التعرض لها في مواقف مختلفة وأوقات متنوعة يفضل الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي الحصول على المساعد من طبيب مختص للتأكد من عدم وجود أمراض تسببها، والتحدث إلى مُعالج نفسي.
