Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
علاج التعرض ومنع الاستجابة (ERP)

علاج التعرض ومنع الاستجابة (ERP) وفعاليته

يعتبر علاج التعرض ومنع الاستجابة من أكثر العلاجات فعاليّة في علاج الوسواس القهري (OCD)؛ بحيث يساعد على التخلص من القلق المرتبط بالوسواس، كما يقلل من أعراض الوسواس القهري الأخرى.

 

علاج التعرض ومنع الاستجابة (ERP)

هو علاج سلوكي يعرض الأشخاص تدريجيًا لمواقف مصممة لإثارة هواجس الشخص في بيئة آمنة، والمميز بهذا العلاج أنه لا يزيل المواقف والأفكار المؤلمة تمامًا. ولكن يساعد المريض على التأقلم معها، والتعامل معها بشكل أفضل، ومع مرور الوقت قد يتمكن المريض من التخلص من الأفكار القهرية أو الهواجس.

 

آلية عمل علاج التعرض ومنع الاستجابة

يعمل علاج التعرض ومَنع الاستجابة على مساعدة الشخص في مواجهة مخاوفه، ومن ثم تشجيعه من خلال التدريب والتمرين على مواجهتها والتعامل معها، على سبيل المثال لو كان هناك شخص يخاف من التقاط فضلات الكلب قد يتم علاجه بالطريقة التالية:

    • أول جزء من العلاج قد يتضمن تمشية الكلب؛ بحيث يشجع المعالج الشخص على التخلص من أي فضلات للكلب. 
    • ومن بعد ذلك يكون على الشخص أن يرافق صديقًا، ومشاهدته وهو يلتقط فضلات الكلب.
    • في اليوم التالي قد يطلب منه أن يسلّم على صديقه بعد أن يكون قد تخلص من فضلات الكلب.
    • الآن يجب على الشخص أن يساعد صديقه في التخلص من فضلات الكلب ووضع الكيس في صندوق الفضلات.
    • بعدها يكون عليه أن يفعل ذلك دون أو يغسل يديه أو يعقم نفسه.
    • أخيرًا يكون عليه أن يلتقط فضلات الكلب بنفسه ويتخلص منها بالطريقة المناسبة.
    • تكرار التدريب أكثر من مرحلة، وعدم التوقف بعد مرة واحدة؛ لضمان الحصول على نتائج جيدة من العلاج.
    • يحتاج العلاج بالتعرض ومنع الاستجابَة بعض الوقت حتى يتمكن الشخص من السيطرة على أفكاره ومخاوفه.
    • قد يشارك الشخص في بعض الجلسات الطويلة أو في جلسات أسبوعية مدتها ساعة، ولكن في كلتا الحالتين قد يحتاج إلى 8-9 أسابيع من العلاج حتى تتحسن الأعراض.

    يعد علاج التعرّض ومنع الاستجابة أحد أكثر أشكال العلاج موثوقية وسرعة. ويمكن تحقيق تقدم ملموس بعد جلسة واحدة فقط.

     

    استخدامات علاج التعرض ومنع الاستجابة

    يستخدم هذا العلاج بشكل حصري تقريبًا في علاج الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري، تشمل العديد من العلامات الشائعة لاضطراب الوسواس القهري ما يلي:

      • الخوف الشديد من التلوث بالأوساخ، أو الجراثيم، أو مسببات الأمراض المحتملة.
      • الخوف من  فقدان السيطرة على النفس، وإيذاء النفس أو الآخرين، ويكون الخوف كبيرًا وشديدًا.
      • الأفكار الوسواسية التي تهاجم العقل في أغلب الأوقات مما يؤدي إلى مشاكل في  النوم والروتين اليومي.
      • الخَوف العام من فقدان أو عدم امتلاك أشياء معينة قد تكون مطلوبة.

      أهمية علاج التعرض ومنع الاستجابة

      تكمُن أهمية العلاج بأن تجعل الشخص قادرًا على عيش حياته بشكل طبيعي وتجاهُل جميع الأفكار الوسواسية أو القهرية، أو حتى القلق. وغالبًا ما تحدث الأمور التالية عند بدء العلاج:

        • بالبداية سوف تشعر بزيادة بالقلق أو عدم الثقة، مع زيادة الأفكار الوسواسية.
        • سوف تلاحظ أنها مشاعر وأفكار مزعجة، ولكن لا يمكنها أن تسبب لك الأذى؛ لأنها مجرد أفكار وبإمكانك التحكم بها.
        • عندما تتوقف عن محاربة ومقاومة هذه الهواجس أو الأفكار سوف تجد الأفكار المزعجة بدأت بالتلاشي في النهاية.
        • يبدأ القلق بالانخفاض كلما استمررت في العلاج، حتى تصل إلى مرحلة “التعود” على هذه الأفكار.
        • مع مرور الوقت سوف تجد أن مخاوفك أقل عرضة للتحقيق، وسوف تبدأ حالتك العامة بالتحسن.

        الفرق بين علاج التعرض ومنع الاستجابة والعلاج النفسي

        العِلاج النفسي التقليدي يحاول تحسين نفسيتك من خلال مساعدتك على اكتساب منظور جديد لمشكلتك، ويكون فعالاً بشكل كبير في بعض الاضطرابات، ولكن في علاج الوسواس القهري أثبت العِلاج بالتعرض ومَنع الاستجابة فعاليته بشكل أفضل من العلاج النفسي.

         

         

        تقنيات علاج التعرض ومنع الاستجابة

        التقنيات الأكثر شيوعًا لعلاج التعرّض ومنع الاستجابة هما:

        التعوّد 

        تقنية التعود عبارة عن تعويد الشخص على تقليل التفكير أو الشعور بالقلق دون الانخراط في أي سلوكيات أو علاجات للتخلص من القلق. بحيث يساعد ذلك الشخص على التوقف عن القلق بشكل طبيعي دون إكراه، والذي بدوره يقلل من احتمالية تفاقم مشاكل القلق.

        التعلّم بالأمان

        تعتمد هذه التقنية على مساعدة الشخص في تعلّم السلوكيات الآمنة والشعور بالأمان بطريقة تضمن كبح أو السيطرة على مشاعر الخوف. بالإضافة إلى تعلم أنه من الآمن تجربة المشاعر غير المريحة حتى لو كانت مشاعر الخوف بسبب الوسواس القهري.

         

        أمثلة على علاج التعرض ومنع الاستجابة 

        شارَك بعض الأشخاص قصتهم حول تجربة علاج التعرض ومنع الاستجابة، وذلك مثل:

        مارغو والخوف من التلوث 

        عانت مارغو من مخاوف التلوث بسبب الوسواس القهري؛ حيث كانت خائفة من نشر العدوى لأحبائها أو التسبب بمرضهم. قبل أن تأخذ العلاج كانت مارغو تقضي 4 ساعات أو أكثر يوميًا في التنظيف والتعقيم، ولكن بعد العلاج بالتعرض ومَنع الاستجابة قل خوفها من التلوث بشكل ملحوظ. وشاركت معنا الأمور التي أصبحت قادرة على فعلها بعد العلاج، ومنها:

          • استخدام دورة المياه العامة والعودة إلى المنزل، ومن ثم الجلوس على الأريكة مع مقاومة تغيير الملابس.
          • تجربة مستحضرات التجميل في متجر التجميل، ومن ثم عناق انتبها عندما تصل إلى المنزل.
          • اللعب مع حيوان أليف، ومن ثم تناول وجبة خفيفة.
          • لمس مقبض الباب العام، واستخدام أزرار المصعد.
          • استخدم القلم الجماعي في عيادة الطبيب.

          ستان والخوف من إلحاق الأذى بالآخرين

          عاش ستان مع الوسواس القهري منذ 15 عامًا، وأمضى سنوات في معاقبة نفسه عاطفيًا ونفسيًا؛ لاعتقاده أنه كان شخصًا سيئًا أو مؤذيًا للآخرين، وبعد علاج التعرض ومنع الاستجابة أصبح قادرًا على:

            • النوم على الرغم من وجود سكين منضدة المطبخ.
            • استخدَام سكين اللحم في مطعم أثناء التواجد مع العائلة.
            • القيادة في موقف سيارات بمركز تجاري حيث يسير الناس، أو القيادة بجوار ممر الدراجات.
            • وضع سكين الجيب في السترة والتجول في المركز التجاري.
            • استِخدام مقص بالحجم الكامل لقص رقاقات الثلج الورقية.
            • القيادة على الطريق السريع في المساء أو خلال النهار.
            • كتابة نص عن أسوأ مخاوفه، ومن ثم قراءته خمس مرات في اليوم.

            كلمة من عرب ثيرابي

            اعتماداً على حالة الشخص، يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أنه يمكن اللجوء إلى هذا الأسلوب العلاجي أو استخدام أحد العلاجات البديلة التالية:

            • التدريب على عكس العادة (HRT):

            يجمع هذا العلاج بين مهارات الاسترخاء، والدعم الاجتماعي، والتعزيز الإيجابي، والتدريب على التوعية لبناء استجابة جديدة تتنافس مع الاستجابة القهرية.

            • العلاج المعرفي:

            يهدف العلاج المعرفي إلى مساعدة الشخص على فهم دور وجذر أعراض الوسواس القهري، مما يساعد في تقليل الأعراض غير المرغوب بها.