يعتبر التلاعب من أشكال الإساءة العاطفية، فغالباً ما يقوم بهذا الأمر الأشخاص الذين يعانون من بعض الاضطرابات النفسية، بحيث يهدف إلى تحقيق المزيد من المكاسب الشخصية من خلال الألاعيب السيئة التي يمارسها على الضحية، فما الطرق المتبعة في التلاعب العاطفي، وكيف يمكن حماية النفس منها؟
طرق التلاعب العاطفي
غالباً ما يتبع الشخص المتلاعب عاطفياً تكتيكات محكمة للإيقاع بالضحية والحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب، مما يترك الضحية تعاني من المشاعر السلبية، ومن هذه الطرق المتبعة:
الإضاءة الغازية Gaslighting
من أكثر الأساليب المزعجة التي يمكن للمتلاعب القيام بها، حيث يُشكك الضحية في نفسها على جميع الأصعدة ومدى إدراكها للواقع المحيط، مما يترك الضحية في النهاية واثقة بما يقوله المتلاعب دون أي شك من خلال:(المرجع 1) (المرجع 2)
-
- قلة ثقة الضحية بنفسها، وبالتالي زيادة ثقتها به.
-
- اقتناعها بأنها مصابة بالجنون، مما يقلل من اعتمادها على طريقة تفكيرها.
-
- عدم تذكرها للأمور، أو شكها بالأمر بشكل مستمر.
المبالغة في التواصل العاطفي Intense Emotional Connection
من خلال التقرب العاطفي المبالغ به، والذي غالباً ما يكون سريع، مما يجعل الضحية تثق بصدق المشاعر فتقلل من حذرها ويتم استغلالها بسهولة.(المرجع 3)
التثليث Triangulation
ويقصد بالتثليث هنا هو التحكم لشخص ثالث عند الاختلاف بالآراء، إلا أن المتلاعب لن يترك الأمور للصدفة، حيث أنه يخطط بشكل مسبق للأمر، اومن وسائله في ذلك:(المرجع 1) (المرجع 4)
-
- اللجوء إلى شخص ثالث إما متفق معه بشكل مسبق، أو أنه على دراية أنه يوافقه الرأي.
-
- تضليل المعلومات المعطاة للحكم بحيث تتناسب مع رأي المتلاعب، مما يضمن تناسق الآراء.
-
- محاصرة الضحية بالإتفاق الاجتماعي بأنها على خطأ، مما يتركها أكثر عزلة وبالتالي يزيد اعتمادها على المتلاعب.
العزلة الاجتماعية Social Isolation
يحاول الشخص في أساليب التلاعب المتبعة أن يبعد الضحية قدر الإمكان عن الحياة الاجتماعية، حيث أن اللقاءات الدائمة من الأصدقاء والمقربين تسهل اكتشاف العلاقة السمّية بين الطرفين، وبالتالي عدم تحقيق الأهداف المنشودة.(المرجع 4)
التركيز على المخاوف Person’s Insecurities
إن المعرفة الدقيقة لمخاوف الضحية الداخلية يساعد الشخص في تحقيق التلاعب العاطفي الذي يسعى إليه، حيث يستخدمها كنقاط ضعف دائماً ما يذكر الضحية بها.(المرجع 3)
الإسقاط Projection
في محاولة للدفاع النفسي، يتبع المتلاعب في تلاعبه العاطفي أسلوب إلقاء التهم والسلوكيات التي يتميز بها على الضحية، للتقليل من المشاعر التي يمكن أن يشعر بها أو كيف يبدو.(المرجع 1)
عدم الحيادية Impartiality
من طرق التلاعب العاطفي المشهورة هي عدم الحيادية، حيث أن المتلاعب دائماً ما يقلل من شأن عيوبه، وفي المقابل يضخم من عيوب الضحية.(المرجع 2)
التقليل من قيمة المخاوف Downplaying Concerns
عندما تبدأ الضحية بإظهار مخاوفها من علامات التلاعب العاطفي، فإن المتلاعب دائماً ما يقلل من شأن هذه المخاوف.(المرجع 4)
تعدّي الحدود Boundary Violations
لن يتمكن المتلاعب من تحقيق أهدافه دون معرفة حدود الضحية التي يمكنه تجاوزها، ففي كل مرة يتجاوز حد معين، يبقي عينيه مفتوحة لمعرفة ما يمكن الوصول إليه.(المرجع 4)
التعميمات Generalizations
من موقف واحد يمكن للشخص المتلاعب أن يقدم التعميمات الخاطئة التي تهدف إلى تحقيق الكثير من الأهداف، فمن خلالها تشك الضحية بجميع أقوالها وأفعالها، ومن هذه التعميمات:(المرجع 1) (المرجع 5)
-
- جميع النساء تركز على أنفسهن أكثر من التركيز على الشركاء، وبالتالي الحكم عليهن جميعاً بالأنانية.
-
- جميع النساء عاطفيات، حيث أنهن يغضبن بسهولة، أو لا يمكن إرضائهن.
-
- جميع الرجال لا يرغبون بإنفاق المزيد من النقود، وبالتالي إصدار حكم بالبخل عليهم.
الشعور بعدم الرضا Dissatisfied
للتمكن من التلاعب العاطفي، يحاول الشخص المتلاعب إظهار عدم الرضا من الطرف المقابل، لذلك يعمل على:(المرجع 3) (المرجع 5)
-
- تغيير المعايير التي يعتمد عليها للشعور بالرضا الذاتي، مما يزيد من حيرة الطرف الآخر بكيفية الإرضاء.
-
- زيادة الخدمات المقدمة من الطرف الآخر، بحيث يضمن الحصول على المكاسب المرجوة.
لعب دور الضحية Playing The Victim
على الرغم من أنه في بعض الأحيان يكون هنالك ضحية، إلا أن التركيز بشكل دائم على أن يكون الشخص المتلاعب هو الضحية يعتبر أمراً لا بد من الوقف عليه.(المرجع 2)
الصمت Silent Treatment
قد يحصل الكثير من فترات الصمت في العلاقات العاطفية، إلا أن استخدام هذا الأسلوب للتمكن من التلاعب بالطرف الآخر يعمل على إرهاقه وشعوره بالألم النفسي.(المرجع 3)
الكذب المستمر Lying
لن يقول الشخص المتلاعب الحقيقة أبداً وإن تم الإمساك به متلبساً بالأمر، فهو دائماً ما يجد لنفسه المبررات والأكاذيب اللازمة.(المرجع 3)
الإطراء Flattery
يختلف الإطراء عن المجاملة، حيث أن الشخص خلال التلاعب العاطفي يقوم بالإطراء على الطرف المقابل بشكل مبالغ فيه للحصول على المكاسب المتوقعة.(المرجع 6)
تجنيد الآخرين Recruiting Others
في محاولة للتقليل من السلوكيات السيئة التي يقوم بها الشخص خلال التلاعب العاطفي، فهو يحاول استخدام الآخرين في إقناع الضحية بمدى التضحية التي قام بها المتلاعب.(المرجع 3)
الرفض Being Dismissive
دائماً ما يقابل المتلاعب المشاركات الاجتماعية التي تقدمها الضحية بنوع من الاستخفاف أو التعليقات المهينة أمام الآخرين.(المرجع 1)
التنمر Bullying
غالباً ما يستخدم المتلاعب نقاط الضعف وانعدام الأمن التي تشعر بها الضحية للتنمر خلال التلاعب العاطفي، وما أن يتم معاتبته بذلك يقول بأنه غير قاصد لذلك وإنما كان يمزح فقط.(المرجع 7)
النكت العدوانية Aggressive Jokes
قد تشك الضحية بنفسها أنها لا تملك روح الفكاهة أو لا يمكنها فهم النكت بطريقة صحيحة، حيث أن المتلاعب كثيراً ما يطرح النكت العدوانية بشأن الضحية دون الاهتمام بمشاعرها.(المرجع 5)
حملات التشهير Smear Campaigns
في الأوقات التي لا يتمكن المتلاعب من تمرير شعور الذنب إلى الضحية، فإنه يلجأ إلى العلاقات الاجتماعية لعكس دور الضحية واتهام الطرف المقابل بالعلاقة السامة.(المرجع 5)
طرق الحماية من التلاعب العاطفي
للتلاعب العاطفي الكثير من النتائج السلبية والضغط النفسي على الضحية، وللتمكن من حماية النفس من هذه الأمور يمكن اتباع بعض الأساليب المفيدة والفعالة، ومن هذه الأساليب:(المرجع 2) (المرجع 6)
-
- التحدث مع أحد المقربين أو الأصدقاء، واستشارته بشأن الأمور التي يحاول المتلاعب تشكيك الضحية بها، مما يُعطي منظوراً واقعياً.
-
- قضاء المزيد من الوقت مع الأصدقاء والمقربين، والمحافظة على العلاقات معهم لضمان الحصول على الاستشارة عند الحاجة.
-
- محاولة الاستمتاع بالأنشطة غير المرتبطة بالشخص المتلاعب، أو الابتعاد عنه وإعطاء الذات المساحة الكافية.
-
- العمل على زيادة ثقة الشخص بنفسه، والتقليل من الارتباط العاطفي بالشخص المتلاعب.
-
- في حال ملاحظة قلة مقدار الحب بعد الإغراق به، لا بد من الوقف والتفكير بالأمر جيداً، بحيث أن الأمر لا يمكن أن يكون صدفة.
-
- ممارسة اليقظة قدر الإمكان، للتمكن من البقاء على دراية بالأمور التي يحاول المتلاعب التشكيك الضحية بها.(المرجع 7)
-
- عند لعب المتلاعب دور الضحية باستمرار، يجب طلب الدلائل والإثباتات على مدى السوء الذي قمت به اتجاهه.(المرجع 7)