دليلك الشامل حول التلاعب العاطفي

دليلك الشامل حول التلاعب العاطفي

التلاعب العاطفي عبارة عن أساليب وطرق يستخدمها المُتلاعب حتى يتمكن من التحكم في الآخرين حتى يحصل على ما يريده، وقد يفعل ذلك بصورة واضحة أو مخفية.[مرجع5]

 

التلاعب العاطفي

يحدث التلاعب العاطفي عندما يسعى الشخص لفرض سلطته أو سيطرته على شخص آخر باستخدام طرق وأساليب غير شريفة واستغلالية، وهي من العلامات الكبيرة على أن هذه العلاقة غير صحية.[مرجع1]

 

استراتيجيات التلاعب العاطفي

يظهر التلاعب العاطفي بطرق وأساليب متنوعة، ولكن أشهر استراتيجياته:

العدوان السلبي

في هذه الحالة لا يُعبر المُتلاعب عن أي مشاكل أو مشاعر سلبية تجاه شخص ما، بل يجد طرق غير مباشرة للتعبير عن هذه المشاعر، ومن أساليب العدوان السلبي المستخدمة:[مرجع1]

  • الكآبة أو السخرية.
  • الأخطاء المتعمدة.
  • المماطلة.
  • الشكوى من الاستهانة أو الغش.
  • الاستياء.
  • المعارضة السرية.

التنمر

المُتلاعب لا يلجأ لاستخدام العنف الجسدي أبدًا؛ بل يعتمد على أساليب التنمر المختلفة، وذلك على النحو الآتي:[مرجع1]

  • التنمر العاطفي: عن طريق النقد المستمر، والأصوات المرتفعة، والتهديدات.
  • التنمر الاجتماعي: حيث يقوم المُتلاعب بنشر الشائعات، أو الاستبعاد المعتمد.
  • التنمر الفكري: وهو حين يحاول الشخص المُتلاعب المطالبة بشخص خبير لحل أي مشكلة، مما يجعل الشخص الآخر يشعر أنه غير ملائم ولا يُمكن الاعتماد عليه.
  • التنمر البيروقراطي: الذي يتعمد على اتباع روتين من الإجراءات والأعمال الورقية لإرباك الشخص الآخر وتخريب أهدافه.

تشويه الحقائق

من استراتيجيات التلاعب العاطفي التي يستخدمها المُتلاعب هي تشويه الحقائق أو الأهمية النسبية لها؛ حيث يقوم المُتلاعب بالتظاهر بالجهل بأمر ما، أو شك الغرس الذاتي في شخص آخر حول حقوقه، ودوافعه، وقدراته.[مرجع1]

الشعور بالذنب والتعاطف

يتعمد المُتلاعب أن يجد نقطة ضعف الشخص الآخر التي تزيد من شعوره بالذنب أو التعاطف المبالغ به، ومن ثم يستغلها من خلال لعب دور الضحية حتى يحصل على مبتغاه.[مرجع1]

الانسحاب

يقوم المُتلاعب باستخدام أي أسلوب من أساليب الانسحاب مثل المعاملة الصامتة حتى يُحقق عدم توازن في العلاقة مع الشخص الآخر، وعندها يخلق رغبة في الشخص الآخر للتقرب منه، والموافقة على مطالبه.[مرجع1]

المقارنة

من أساليب التلاعب العاطفي الأكثر شيوعًا هي إجراء مقارنة بين الشخص وشخص آخر لأجل استفزازه، والذي بدوره يخلق شعورًا بعدم الأمان، وبأن جميع الأشخاص الآخرين على استعداد لفعل الكثير من أجله، وبذلك يضغط على عاطفة الشخص الآخرين للحصول على ما يرغب به.[مرجع1]

التلاعب بالظروف

هذه الاستراتيجية شائعة في عالم الأعمال؛ حيث يختار المُتلاعب أن يتم اللقاء في مكان أو وقت يجعله بموقع قوة، وبهذه الطريقة قد يتمكن من الضغط على الشخص الآخر لاتخاذ قرار غير مدروس.[مرجع1]

انتبه إلى ما تشعر به بعد قضاء الوقت مع شخص يتلاعب بك. قد تشعر بالارتباك أو خيبة الأمل في نفسك، أو عدم الكفاءة، أو أنك لا تستطيع أن تثق بنفسك.

المبالغة بالحب

أحيانًا يقوم المُتلاعب العاطفي بربط الأشخاص الآخرين به من خلال الضعف المصطنع، أو العلاقة المتسارعة، والإكثار من الثناء والمودة، والذي يُعرف باسم “تفجير الحب”، وغالبًا ما يُستخدم هذا الأسلوب في الطوائف.[مرجع1]

 

أنواع التلاعب العاطفي 

يأتي التلاعب العاطفي بأشكال عديدة ومتنوعة، ومن أكثر أنواع التلاعب العاطفي شيوعًا:[مرجع2]

  • السيطرة القسرية: وهي السيطرة على جدول الشخص الآخر، أو أمواله، أو اتصالاته، وتحمل مسؤوليتها.
  • الابتزاز العاطفي: من خلال التهديد في كشف بعض المعلومات، أو التخلي عن الشخص الآخر ما لم يلتزم بذلك.
  • الإنكار: إنكار معرفة الشخص الآخر، أو التقليل من معرفته، ومشاعره.
  • العزلة: محاولة تقييد الشخص من الوصول والتواصل مع دائرة معارفه أو مجتمعه.
  • الكذب: والذي يكون على هيئة التغاضي عن أجزاء من الحقيقة، أو اختلاق معلومات كاذبة.
  • العلاج الصامت: وهو تجاهل محاولات الشخص الآخر للتواصل مع المُتلاعب.
  • التشهير: الذي يتم عن طريق التحدث بشكل سيء عن الشخص الآخر من خلف ظهره.
  • التثليث: وهو السماح لشخص ثالث بالتدخل، وإقناع الطرف الثاني بفعل شيء ما.
  • تعزيز الشعور بالخوف: يقوم المُتلاعب بتوجيه الاتهامات للشخص الآخر، أو قولها على هيئة نكت.

 

أسباب التلاعب العاطفي 

غالبًا ما يتشكَل هذا الأسلوب عند الأشخاص في مرحلة الطفولة، ولكن الاستمرار به في مراحل النضج له أسباب عديدة، ومنها:

اضطرابات الصحة النفسية

ترتبط بعض اضطرابات الصحة النفسية والاضطرابات العاطفية بسلوكيات المُتلاعب، وذلك على النحو الآتي:[مرجع2]

  • اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (ASPD): وذلك من خلال استخدام شخصية مزيفة للوصول إلى الشخص الآخر.
  • اضطراب الشخصية الحدية (BPD): الذي يظهر على هيئة بذل المجهود لتجنب الهجر.
  • الشخصية الهستيرية (HPD): استخدام المظاهر للحصول على التحقق من الصحة.
  • النرجسية (NPD): الذي يظهر بشكل إلقاء اللوم على الشخص الآخر.
الأشخاص الذين لديهم مشاكل في التعلق والأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من القلق قد يكونون أكثر عرضة لاستخدام التلاعب العاطفي.
مهارات الاتصال الضعيفة

أحيانًا لا يكون الشخص مرتاحًا للتواصل المباشر مع الآخرين، ولذلك يلجأ للتلاعب العاطفي مع الآخرين، وقد يكون نشأ في بيئة منزلية تعتمد أسلوب التلاعب العاطفي في تعاملها.[مرجع3]

تدني احترام الذات

الكثير من المُتلاعبين يواجهون مشاكل في احترام النفس، والخوف من الأحكام التي تُطلق عليهم من الآخرين، ولذلك يقوم الشخص باستخدام التلاعب لتجنب ما سبق، وحتى لا يتم إلقاء اللوم عليه.[مرجع3]

القبول الاجتماعي

يتعلم معظم الأشخاص أنه للحصول على قبول اجتماعي يجب أن يكون الإنسان ودودًا، ومُبهجًا، كما أن ذلك يُفيده في التقدم اجتماعيًا ومهنيًا، ولذلك يستخدم التلاعُب، وبشكلٍ خاص في أعمال التسويق والإعلانات.[مرجع3]

 

علامات التلاعب العاطفي 

من أبرز العلامات التي تدل على التعرّض للتلاعب العاطفي:[مرجع4]

  • الشعور بالذنب والخجل عند عدم تنفيذ المطالب للمُتلاعب.
  • التعرّض للتنمر، والمضايقة، والسخرية من المُتلاعب.
  • الشك بالنفس والقدرات، والاعتقاد الدائم بأنه على خطأ.
  • ملاحظة أن المُتلاعب يُركز على نقاط الضعف أو عدم الأمان عند الشخص، واستغلالها لمصلحته.
  • تلقي التهديدات مقابل التصرف بطريقة معينة.
  • التعرّض للإحراج والابتزاز بشكل متكرر ومتعمد من المُتلاعب.
  • عدم الشعور بالأمان أو الثقة عند التواجد مع الشخص.
  • ميل المُتلاعب للكذب واستجداء العاطفة عند الشخص.
  • تلقي الكثير من الحب، والمدح، والعاطفة المبالغ بها.
  • النقد المستمر من الشخص الآخر على جميع الأفعال التي يقوم بها.
  • الإحساس بقلة الثقة بالنفس، وتدني احترام الذات.

 

التعامل مع التلاعب العاطفي

التلاعب العاطفي شكل من أشكال الإساءة العاطفية التي لا يجب على أي شخص قبولها أو الرضا بها، ويجب عليه التعامل معها بالطرق التالية:[مرجع5]

  • الاعتراف بالتعرض للتلاعُب العاطفي، وعدم تجنب الفكرة أو القول إنه لا بأس بها.
  • التحدث إلى المُتلاعب بوضوح وصدق حول رفض هذه التصرفات وأنها غير مقبولة.
  • الحصول على المساعدة من أحد الأطباء أو المختصين لحل هذه المشكلة.
  • استشارة أحد المختصين في تحديد الطرق الأفضل لحل المشكلة ووضع الحدود.
  • وضع الحديد وتوضيح الأمور غير المقبولة التي لا يُمكن للشخص الآخر فعلها أو التصرف على أساسها.
  • الابتعاد وقطع العلاقة مع المُتلاعب في حال كان يُشكل خطرًا جسديًا على الشخص.
  • تجنب إلقاء اللوم على النفس أو تحميلها الذنب والخطأ لتعرضها للتلاعب.
  • منح المُتلاعب فرصة للتعبير عن نفسه وأفكاره دون التقليل من عمق المشكلة، وجديتها.

 

نصيحة عرب ثيرابي

يشكل التلاعب العاطفي مشكلة حقيقية يواجهها الكثيرين، لذلك فإن التعرف عليها يعتبر من أهم النقاط للتمكن من تجاوز الأمر، إلا أن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي يعتبرون أن وضع الحدود للمتلاعب عاطفياً وإخبار هذا الشخص بإدراك ما يقوم به يعتبر أمر لا يقل أهمية.