Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الصمت

ماذا يعني الصمت في علم النفس؟

في الوقت الذي يعج به العالم من حولنا بالضوضاء، فإن الاستمتاع بلحظات من الصمت تثير في النفس بعض الهدوء، إلا أن للصمت عدة أنواع مختلفة، قد يكون منها الجيدة ومنها السيئة، مما يترتب عليه بعض الفوائد والسلبيات.

 

ماذا يعني الصمت في علم النفس

في الوقت الذي يُعد الكلام طريقة التواصل الأساسية، فإن الصمت له دور لا يمكن التقليل من شأنه في التواصل فهو يعكس معاني كثيرة.

قد يكون ذو دلالة إيجابية أو سلبية أو محايدة في بعض الأحيان، ولكن بشكل عام يتم تفسير الصمت على أنه:

    • الشعور بالراحة أثناء حديث الطرف الآخر.
    • إظهار التقدير والاحترام للمتحدث.
    • محاولة التفكير في الكلام والأفكار المطروحة.
    • إشارة على الموافقة على ما يتم التحدث عنه.
    • محاولة الشخص الابتعاد عن إحراج الطرف الآخر من خلال طرح الأسئلة أو المخالفة بالآراء.
    • عدم قدرة الشخص أو امتلاك المعرفة لتوجيه رد مناسب.
    • إظهار عدم فهم ما يتم التحدث عنه.
    • الشعور بعدم الراحة.
    • تعمد جعل الطرف الآخر يشعر بعدم الراحة أو الإحراج (نوع من أنواع العقاب).
    • الشعور بالوحدة أو العزلة.
    • الرغبة بالانسحاب العاطفي.
    • إظهار الرفض.

     

    فوائد الصمت

    على الرغم من النظرة السوداوية للصمت في أغلب الأحيان، إلا أن القليل من الصمت له الكثير من الفوائد، منها ما هو نفسي وبعضها صحي، ومنها:

    الفوائد الجسدية

    يعود الامتناع عن الكلام بالكثير من النتائج الجيدة على الصحة الجسدية للشخص، حيث يعمل على:

      • خفض ضغط الدم المرتفع.
      • تقوية وتعزيز جهاز المناعة في الجسم.
      • تقليل مستويات كوليسترول الدم المرتفعة.
      • إعادة التوازن الهرمونات المختلفة.
      • التقليل من الأرق.

      الفوائد النفسية

      لا شك أن تأثير الصمت على النفس يكون كبيراً، حيث يساعد على:

        • زيادة تركيز الشخص وإبداعه.
        • تعزيز اليقظة والوعي الذاتي لدى الشخص.
        • تعميق الأثر الروحاني والقيمي.
        • تهدئة الأفكار المتصارعة في الدماغ.
        • تحفيز نمو الدماغ.
        • التقليل من التوتر.
        • يعتبر الصمت وسيلة لنقل المشاعر القوية كما هي.
        • تمكن الشخص من معرفة مشاعره ومعالجتها.

        التقليل من الإرهاق النفسي وإضاعة الوقت، فمن خلال لغة جسد الطرف الآخر ومعرفة أنه لن يستمع أو يقدر الكلام.

         

        لماذا يعتبر الصمت في العلاقات إساءة؟

        يستخدم الصمت بأساليب كثيرة، فقد تسبب بعض الأساليب للشخص المقابل آثاراً نفسية وعاطفية وسلوكية، لذلك يعتبر الصمت إساءة للأشخاص في حالة:

          • محاولة السيطرة على الشخص المقابل: يحاول الشخص عند امتناعه عن الكلام أن يؤثر على سلوك الطرف المقابل، فيدفعه إلى اتخاذ بعض الإجراءات ما كان ليقوم بها في موقف آخر، مثل الاعتذار على أشياء لم يفعلها في محاولة لإصلاح العلاقة.
          • التلاعب بالعواطف: قد يشعر الشخص بالابتزاز العاطفي أو الصدمة العاطفية عند مقابلته للسكوت من قبل شخص يهتم لأمره، أو يعاني من الخجل بسبب الشعور بالرفض، مما يتركه يجرب مشاعر قاسية.
          • تقليل احترام الذات: غالباً ما يهتم الشخص لآراء الأشخاص المقربين، لذلك فإن النبذ أو الصمت الذي يعاني منه الطرف الآخر قد يدخله في حلقة مفرغة من التقليل من احترام الذات والشعور بعدم الاستحقاق.
          • الاكتئاب: عند تعرض الشخص للمواقف المتكررة من الصمت، قد يؤدي ذلك إلى رغبته بالابتعاد والعزلة، وبالتالي زيادة احتمالية الإصابة بالاكتئاب
          • الإحباط: عندما يكون الطرف المقابل بحاجة إلى سماع بعض التأكيدات والتطمينات اللفظية، فإن مواجهة الأمر بالصمت يدعو إلى الإحباط وتدمير العلاقات.

          يمكن من خلال موقع عرب ثيرابي الحصول على الدعم النفسي للتقليل من التأثيرات النفسية للصمت

           

          مضار الصمت على الطرف المقابل

          أظهرت الدراسات الحديثة أن تعرض الشخص للسكوت بشكل متكرر، يؤدي إلى شعوره بألم جسدي حقيقي. بالإضافة إلى الألم النفسي الناتج عما يترتب عليه من مشاعر سيئة لدى الشخص، كما قد يعاني من تغييرات في الوزن ونمط النوم وضغط الدم.

          أثبتت إحدى الدراسات أن المعاملة الصامتة تحفز القشرة الحزامية الأمامية. وهي نفس المنطقة في الدماغ التي تسجل الألم.

           

          كيفية الوصول إلى الصمت المفيد

          عندما يحتاج الشخص إلى التواجد في أماكن مفعمة بالهدوء بين الحين والآخر، والرغبة بالصمت للحصول على السلام الداخلي دون الإضرار بالآخرين، فقد تساعد الاستراتيجيات التالية في الوصول إلى ذلك:

            • استغلال المواقف الملائمة، مثل قيادة السيارة في رحلة طويلة بشكل منفرد ودون الاستماع إلى الموسيقى أو الراديو.
            • القيام بالأمور اليومية بشكل هادئ، مثل تحضير وجبة الطعام دون تشغيل مقطع فيديو في تلك الأثناء.
            • بدء النشاط اليومي بشكل مبكر، قبل استيقاظ البقية والخوض بالضجيج اليومي.
            • القيام بهذه التجارب لمدة قصيرة في البداية، لكي يستطيع الشخص التأقلم مع المواقف بشكل أفضل.

             

            أيهما أفضل الصمت أم الحديث

            في كثير من الأحيان يعتبر الصمت أفضل، ففي الوقت الذي قد تزيد بعض العبارات الموقف حدة أو سوء، يكون السكوت أسلم. كما يمكن استخدام الصمت كطريقة للتعبير عن أنفس والتمكن من الحصول على الفرصة.

             

            هل يؤثر الصمت على العلاقات بين الأشخاص؟

            يسلك الكثيرون الصمت في أوقات النزاعات، على الرغم من أن التواصل هو الحل الأمثل للتقريب من وجهات النظر المتنافرة. ولكن الأسلوب المتبع يؤثر سلبياً على العلاقة، حيث يعمل على:

              • قلة الثقة: حيث إن الألم الذي يشعر به الطرف الآخر يساهم في كسر الثقة بين الشخصين، فيظن الشخص المتضرر أنه سيعاني من الأمر ذاته في مواقف لاحقة.
              • الشعور بالاستياء: بسبب قيام الطرف الآخر ببعض الإجراءات غير المقبولة لذاته، فقد يشعر بالاستياء من العلاقة، ومع تراكم هذا الاستياء قد تأخذ العلاقة مناحي أخرى.
              • التأثير على الحياة الزوجية: في حال كان أحد الشريكين يتبع الصمت في العلاقة، فإن تأثير الأمر يكون حتمياً على العلاقة الجنسية، وبالتالي التأثير على العلاقة العاطفية بين الزوجين.

               

              السكوت الإيجابي في العلاقة بين الشريكين

              يشكل الصمت في العلاقة الزوجية عاملاً مساعداُ في التخفيف من حدة الانفعالات عند الغضب إن اتبع بأسلوب صحيح، حيث إن عدم التصعيد من الطرف الآخر يساعد في تهدئة الأجواء، والراحة من التواصل اللفظي بين الأزواج، ويكون من المناسب أن يتبعه استماع إيجابي أيضاً، والذي يتميز بما يلي:

                • محاولة إعطاء المتحدث التركيز الكاملة، والابتعاد عن جميع المشتتات، بالإضافة إلى التقليل من لغة الجسد قدر الإمكان.
                • عدم التحدث قبل انتهاء المتحدث لجميع ما يود التحدث عنه.
                • القيام بتلخيص الكلام، وطلب توضيح للنقاط غير المفهومة.
                • الاكتفاء إلى هذا الحد في اللحظة الحالية والانتظار إلى أن يعم الهدوء المكان، وتأجيل أي مناقشات أو إبداء لوجهات النظر إلى ذلك الوقت.