Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
التلاعب

التلاعب العاطفي: اعرف كيف يتم التلاعب بعواطفك!

يعتبر التلاعب من أشكال الإساءة العاطفية، فغالباً ما يقوم بهذا الأمر الأشخاص الذين يعانون من بعض الاضطرابات النفسية، بحيث يهدف إلى تحقيق المزيد من المكاسب الشخصية من خلال الألاعيب السيئة التي يمارسها على الضحية، فما الطرق المتبعة في التلاعب العاطفي، وكيف يمكن حماية النفس منها؟

 

طرق التلاعب العاطفي

غالباً ما يتبع الشخص المتلاعب عاطفياً تكتيكات محكمة للإيقاع بالضحية والحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب. مما يترك الضحية تعاني من المشاعر السلبية، ومن هذه الطرق المتبعة:

الإضاءة الغازية Gaslighting

من أكثر الأساليب المزعجة التي يمكن للمتلاعب القيام بها، حيث يُشكك الضحية في نفسها على جميع الأصعدة ومدى إدراكها للواقع المحيط. مما يترك الضحية في النهاية واثقة بما يقوله المتلاعب دون أي شك من خلال:

    • قلة ثقة الضحية بنفسها، ومن ثم زيادة ثقتها به.
    • اقتناعها بأنها مصابة بالجنون، مما يقلل من اعتمادها على طريقة تفكيرها.
    • عدم تذكرها للأمور، أو شكها بالأمر بشكل مستمر.

    المبالغة في التواصل العاطفي Intense Emotional Connection

    من خلال التقرب العاطفي المبالغ به، والذي غالباً ما يكون سريع، مما يجعل الضحية تثق بصدق المشاعر فتقلل من حذرها ويتم استغلالها بسهولة.

    التثليث Triangulation

    ويقصد بالتثليث هنا هو التحكم لشخص ثالث عند الاختلاف بالآراء، ولكن المتلاعب لن يترك الأمور للصدفة، حيث أنه يخطط بشكل مسبق للأمر. ومن وسائله في ذلك:

      • اللجوء إلى شخص ثالث إما متفق معه بشكل مسبق، أو أنه على دراية أنه يوافقه الرأي.
      • تضليل المعلومات المعطاة للحكم بحيث تتناسب مع رأي المتلاعب، مما يضمن تناسق الآراء.
      • محاصرة الضحية بالاتفاق الاجتماعي بأنها على خطأ، مما يتركها أكثر عزلة وبالتالي يزيد اعتمادها على المتلاعب.

      التركيز على المخاوف Person’s Insecurities

      إن المعرفة الدقيقة لمخاوف الضحية الداخلية يساعد الشخص في تحقيق التلاعب العاطفي الذي يسعى إليه، حيث يستخدمها كنقاط ضعف دائماً ما يذكر الضحية بها.

      الإسقاط Projection

      في محاولة للدفاع النفسي، يتبع المتلاعب في تلاعبه العاطفي أسلوب إلقاء التهم أو السلوكيات التي يتميز بها على الضحية. للتقليل من المشاعر التي يمكن أن يشعر بها أو كيف يبدو.

      من طرق التلاعب العاطفي المشهورة هي عدم الحيادية أو الانحياز، حيث أن المتلاعب دائماً ما يقلل من شأن عيوبه، وفي المقابل يضخم من عيوب الضحية

      التقليل من قيمة المخاوف Downplaying Concerns

      عندما تبدأ الضحية بإظهار مخاوفها من علامات التلاعب العاطفي، فإن المتلاعب دائماً ما يقلل من شأن هذه المخاوف أو يستخف بها.

      العزلة الاجتماعية Social Isolation

      يحاول الشخص في أساليب التلاعب المتبعة أن يبعد الضحية قدر الإمكان عن الحياة الاجتماعية، حيث أن اللقاءات الدائمة من الأصدقاء أو المقربين تسهل اكتشاف العلاقة السمّية بين الطرفين. ومن ثم ينتهي الأمر بعدم تحقيق الأهداف المنشودة.

      تعدّي الحدود Boundary Violations

      لن يتمكن المتلاعب من تحقيق أهدافه دون معرفة حدود الضحية التي يمكنه تجاوزها، ففي كل مرة يتجاوز حد معين، يبقي عينيه مفتوحة لمعرفة ما يمكن الوصول إليه.

      يعد الحفاظ على حدودك من أجل السلامة الجسدية والعاطفية أمرًا في غاية الأهمية، وكذلك تشجيع الشخص الآخر على طلب المساعدة المهنية إذا هدد بإيذاء نفسه.

      التعميمات Generalizations

      من موقف واحد يمكن للشخص المتلاعب أن يقدم التعميمات الخاطئة التي تهدف إلى تحقيق الكثير من الأهداف. فمن خلالها تشك الضحية بجميع أقوالها أو أفعالها، ومن هذه التعميمات:

        • جميع النساء تركز على أنفسهن أكثر من التركيز على الشركاء، وبالتالي الحكم عليهن جميعاً بالأنانية.
        • جميع النساء عاطفيات، حيث أنهن يغضبن بسهولة، أو لا يمكن إرضائهن.
        • جميع الرجال لا يرغبون بإنفاق المزيد من النقود، وبالتالي إصدار حكم بالبخل عليهم.

        الشعور بعدم الرضا Dissatisfied 

        للتمكن من التلاعب العاطفي، يحاول الشخص المتلاعب إظهار عدم الرضا من الطرف المقابل، لذلك يعمل على:

          • تغيير المعايير التي يعتمد عليها للشعور بالرضا الذاتي، مما يزيد من حيرة الطرف الآخر بكيفية الإرضاء.
          • زيادة الخدمات المقدمة من الطرف الآخر، بحيث يضمن الحصول على المكاسب المرجوة.

          لعب دور الضحية Playing The Victim

          على الرغم من أنه في بعض الأحيان يكون هنالك ضحية، ولكن التركيز بشكل دائم على أن يكون الشخص المتلاعب هو الضحية يعتبر أمراً لا بد من الوقف عليه.

          الصمت Silent Treatment

          قد يحصل الكثير من فترات الصمت في العلاقات العاطفية، ولكن استخدام هذا الأسلوب للتمكن من التلاعب بالطرف الآخر يعمل على إرهاقه وشعوره بالألم النفسي.

          لن يقول الشخص المتلاعب الحقيقة أبداً وإن تم الإمساك به متلبساً بالأمر، فهو دائماً ما يجد لنفسه المبررات والأكاذيب اللازمة.

          الإطراء Flattery

          يختلف الإطراء عن المجاملة، حيث أن الشخص خلال التلاعب العاطفي يقوم بالإطراء على الطرف المقابل بشكل مبالغ فيه للحصول على المكاسب المتوقعة.

          تجنيد الآخرين Recruiting Others

          في محاولة للتقليل من السلوكيات السيئة التي يقوم بها الشخص خلال التلاعب العاطفي، فهو يحاول استخدام الآخرين في إقناع الضحية بمدى التضحية التي قام بها المتلاعب.

          الرفض Being Dismissive

          دائماً ما يقابل المتلاعب المشاركات الاجتماعية التي تقدمها الضحية بنوع من الاستخفاف أو التعليقات المهينة أمام الآخرين.

          التنمر Bullying 

          غالباً ما يستخدم المتلاعب نقاط الضعف أو انعدام الأمان التي تشعر بها الضحية للتنمر خلال التلاعب العاطفي. وما أن يتم معاتبته بذلك يقول بأنه غير قاصد لذلك وإنما كان يمزح فقط.

          من المحتمل أن الشريك الذي يتلاعب عاطفيًا بك يتعامل مع مشاعر عدم الأمان بشأن نفسه

          النكت العدوانية Aggressive Jokes

          قد تشك الضحية بنفسها أنها لا تملك روح الفكاهة أو لا يمكنها فهم النكت بطريقة صحيحة، حيث أن المتلاعب كثيراً ما يطرح النكت العدوانية بشأن الضحية دون الاهتمام بمشاعرها.

          حملات التشهير Smear Campaigns

          في الأوقات التي لا يتمكن المتلاعب من تمرير شعور الذنب إلى الضحية، فإنه يلجأ إلى العلاقات الاجتماعية لعكس دور الضحية واتهام الطرف المقابل بالعلاقة السامة.

           

          طرق الحماية من التلاعب العاطفي

          للتلاعب العاطفي الكثير من النتائج السلبية أو الضغط النفسي على الضحية. وللتمكن من حماية النفس من هذه الأمور يمكن اتباع بعض الأساليب المفيدة والفعالة، ومن هذه الأساليب:

            • التحدث مع أحد المقربين أو الأصدقاء، واستشارته بشأن الأمور التي يحاول المتلاعب تشكيك الضحية بها، مما يُعطي منظوراً واقعياً.
            • قضاء المزيد من الوقت مع الأصدقاء أو المقربين، والمحافظة على العلاقات معهم لضمان الحصول على الاستشارة عند الحاجة.
            • محاولة الاستمتاع بالأنشطة غير المرتبطة بالشخص المتلاعب، أو الابتعاد عنه وإعطاء الذات المساحة الكافية.
            • العمل على زيادة ثقة الشخص بنفسه، ومن ثم التقليل من الارتباط العاطفي بالشخص المتلاعب.
            • في حال ملاحظة قلة مقدار الحب بعد الإغراق به، لا بد من الوقف والتفكير بالأمر جيداً، بحيث أن الأمر لا يمكن أن يكون صدفة.
            • ممارسة اليقظة قدر الإمكان، للتمكن من البقاء على دراية بالأمور التي يحاول المتلاعب التشكيك الضحية بها.
            • عند لعب المتلاعب دور الضحية باستمرار، يجب طلب الدلائل أو الإثباتات على مدى السوء الذي قمت به اتجاهه.

             

            كلمة من عرب ثيرابي

            يعتبر التلاعب العاطفي من أنواع الإساءة العاطفية التي قد تسبب للشخص الكثير من المشكلات النفسية في حال عدم التعامل معها بالطريقة الصحيحة. وفيما يلي بعض النقاط المهمة التي يقدمها الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي للتعامل في هذه الحالة:

            • عدم التقليل من شأن التلاعب.
            • محاولة الحوار بشكل صادق ومباشر بالأمر مع الطرف المقابل.
            • الحصول على المساعدة المتخصصة للتوصل إلى الأسباب الحقيقية وراء المشكلة.
            • وضع الحدود الشخصية التي لا يسمح تجاوزها.
            • التعامل مع النفس بتعاطف أو رحمة أكبر.