ما ستجده في هذا المقال:
لا تقل أهمية المغنيسيوم عن أهمية كل من الكالسيوم والحديد في الجسم. حيث أنه يساهم في إتمام ما نسبته 80% من وظائف الجسم بما في ذلك الطاقة. ولا يقتصر الأمر على الصحة الجسدية، بل أن لنقص المغنيسيوم الكثير من التأثيرات النفسية ويسبب الشعور بالخوف والقلق والتوتر.
تعرف معنا على كيفية حدوث هذه التأثيرات النفسية لنقص المغنيسيوم، والمزيد من المعلومات المتعلقة بالأمر.
هل نقص المغنيسيوم يسبب الخوف والقلق؟
بلا شك أن المستويات الطبيعية من المغنيسيوم يدعم صحة الشخص العامة ومدى شعوره بالرفاهية. إلا أن الدراسات إلى الآن لم تستطيع توضيح العلاقة الدقيقة بين نقص المغنيسيوم والخوف، أو إذا كان يسبب ذلك. لكن الأمر المؤكد أنه يقلل من أعراض القلق والخوف والتوتر.
وذلك من خلال:
- يعمل المغنيسيوم على زيادة التحكم في النواقل الكيميائية في الدماغ، مما يؤدي إلى تأثير مهدئ على الجسم.
- قد يساعد المغنيسيوم في مستويات الكورتيزول ومن ثم إدارة نظام الاستجابة للضغط النفسي. انخفاض مستويات المغنيسيوم في الجسم يمكن أن يزيد من التوتر.
- من أعراض الخوف والقلق تشنج العضلات. ومن المعروف أن للمغنيسيوم دور أساسي في وظيفة العضلات ويساعد الأنسجة العضلية على الاسترخاء. يمكن أن يؤدي نقص المغنيسيوم إلى زيادة ضعف العضلات أو تشنجاتها.
- يرتبط المغنيسيوم بتنظيم عمل الناقل العصبي GABA المهم للنوم. فما أن تقل مستوياته حتى يعاني الشخص من اضطراب نمط النوم لديه، والشعور بالمزيد من التعب والقلق أو يصبح أكثر عرضة للخوف.
العلاقة بين الخوف والقلق ونقص المغنيسيوم
نعتمد بشكل مباشر على طعامنا في الحصول على المغنيسيوم اللازم للتمتع بالعافية الجسدية والنفسية. لكن إذا لم نحصل على ما يكفي من المغنيسيوم، فإننا نكون أكثر عرضة للمستويات العالية من التوتر والقلق والخوف.
كما أن المستويات المرتفعة من التوتر تؤدي إلى فقدان المزيد من المغنيسيوم من خلال الكلى والتبول. يمكن للتناول المفرط من الكافيين والكحول تسريع معدل التخلص من المغنيسيوم. يمكن أن يؤدي فقدان الكثير من المغنيسيوم إلى مستويات أعلى من التوتر والقلق، وبالتالي استمرار الدورة.
بالرغم من أن نقص المغنيسيوم قد يسبب الشعور بالتوتر، إلا أن المستويات المرتفعة من الإرهاق النفسي أو البدني يمكن أن تقلل من المغنيسيوم أيضاً.
هل علاج نقص المغنيسيوم يسبب الشعور بالخوف؟
مع الآثار الجانبية المعروفة للأدوية النفسية المستخدمة في علاج القلق والخوف الناتج عنه، فإن الكثير من الأشخاص يلجأون إلى تناول المكملات الغذائية والعلاجات الطبيعية بدلاً منها.
حيث أظهرت مجموعة من الدراسات أن تناول المغنيسيوم كان فعّالاً في علاج الخوف والقلق الخفيف.
هناك العديد من مكملات المغنيسيوم، ولكل منها معدلات امتصاص مختلفة ومستويات متنوعة من الفاعلية لعلاج القلق والخوف. أكثر هذه الأشكال شيوعاً ما يلي:
- أكسيد المغنيسيوم: شكل شائع من المغنيسيوم لا يحتاج إلى وصفة طبية لتناوله. إلا أن معدل امتصاصه منخفض.
- سترات المغنيسيوم: يعتبر هذا الشكل من مكملات المغنيسيوم عالي الامتصاص. ومن فوائده أنه يساعد في علاج الإمساك.
- جليسينات المغنيسيوم: والمعروف بتأثيراته المهدئة على الدماغ، لذلك فغالباً ما يوصى به للمساعدة في أعراض القلق.
- المغنيسيوم ل-ثريونات: يعتبر هذا المكمل الغذائي من المكملات المعززة لصحة الدماغ. فهو يعمل عن طريق زيادة تركيزات المغنيسيوم في خلايا الدماغ.
- تورات المغنيسيوم: هذا المزيج من المغنيسيوم والحمض الأميني توراين يساعد في دعم صحة القلب والشعور بالرفاهية النفسية.
في الكثير من الحالات، يختار الأشخاص الاستمرار في تناول مكملات المغنيسيوم بعد علاج أعراض القلق والخوف لديهم. حيث أن الجرعات اليومية الموصى بها تساعدهم على إدارة التوتر في حياتهم اليومية.
فغالباً ما يوصى بالحصول على 420 ملغ / يوم من المغنيسيوم للرجال و360 ملغ / يوم للنساء سواء كانت هذه الكمية من المكملات الغذائية أو الطعام. حيث يمكن الحصول على هذا المعدن من خلال تناول الأطعمة التالية:
- الخضروات الورقية الخضراء.
- البقوليات.
- المكسرات أو البذور.
- جميع أصناف الحبوب.
ما مدى سرعة عمل المغنيسيوم للقلق؟
إن كنت تتناول مكملات المغنيسيوم للسيطرة على أعراض القلق والخوف التي تعاني منها، فلا بد من الاستمرار في تناولها ومراقبة التحسن مع مرور الوقت.
حيث أن سرعة فاعلية هذه الحبوب تختلف من شخص إلى آخر، ويعود ذلك إلى اعتماد مدى الفاعلية وسرعتها على عوامل متعددة مثل التمثيل الغذائي وشدة النقص لديك ووزنك.
فقد تلاحظ انخفاضاً في أعراض القلق بما فيها الخوف بسرعة كبيرة، في الوقت الذي قد يستغرق الأمر المزيد من الوقت لدى الآخرين.
بالنسبة للعديد من الأشخاص الذين يتناولون مكملات المغنيسيوم، يبدأ الخوف والقلق بالتراجع خلال أسبوع تقريباً من بدء تناولها.
الأعراض الشائعة لنقص المغنيسيوم
بالإضافة إلى الشعور بالقلق والخوف، فإن الشخص الذي لديه نقص في مستويات المغنيسيوم يعاني من بعض الأعراض. مثل:
- تشنجات أو ألم في العضلات.
- الأرق أو اضطراب نمط النوم.
- حدوث إمساك.
- الشكوى من الصداع باستمرار.
- الشعور بالتعب والإرهاق الجسدية.
على الرغم من أن معظم الأشخاص الذين يتناولون مكملات المغنيسيوم يهدفون إلى التخلص من القلق والخوف أو المساعدة في النوم أو الحد من الصداع. إلا أن لهذا المعدن فوائد أخرى كثيرة، فهو يعمل على:
- حماية الشخص من مرض السكري من النوع الثاني.
- التقليل من احتمالية ارتفاع ضغط الدم.
- الوقاية من أمراض القلب أو الأوعية الدموية.
- الحد من مستويات العصبية.
تم ملاحظة بعض الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص مستويات المغنيسيوم لديهم.
هل لمكملات المغنيسيوم آثار جانبية؟
على الرغم من الفائدة الكبيرة لعلاج نقص المغنيسيوم من خلال المكملات، لكن الإفراط في تناوله يمكن أن يسبب مجموعة من الأعراض المزعجة والتي قد ينتج عنها الشعور بالقلق والخوف بشأن هذه الأعراض.
ومن ضمن هذه الأعراض الجانبية:
- الإسهال.
- الشعور بالغثيان أو القيء في بعض الحالات.
- ألم وتشنجات في البطن.
- الشعور بالخمول أو عدم امتلاك الطاقة.
- الشعور بضعف في العضلات.
- التهيج أو الانفعال السريع.
في حالات نادرة، يمكن أن يؤدي المغنيسيوم إلى عدم انتظام ضربات القلب أو انخفاض ضغط الدم. لا تأخذ أكثر من الكمية اليومية الموصى بها لتجنب الآثار الجانبية الخطيرة.
يؤثر تناول مكملات المغنيسيوم على الطريقة التي يمتص بها الجسم بعض الأدوية والمضادات الحيوية. لذلك تحدث مع طبيبك قبل البدء بتناولها.
كلمة من عرب ثيرابي
على الرغم من أن الانتباه إلى مستويات المعادن والفيتامينات في الجسم يعد أمراً مهماً لضمان التمتع بصحة جسدية ونفسية في آن واحد. إلا أن بعض الحالات النفسية لا يمكن التعامل معها بشكل ذاتي أو من خلال تناول المكملات الغذائية فقط.
في هذه الحالة، يفضل الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي تضمين هذه المكملات ضمن خطة علاجية متكاملة تشتمل على العلاج النفسية المناسب والفعّال والذي يضمن تعلم أفضل الأساليب للتعامل مع المواقف الحياتية.
