Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
العافية النفسية

العافية النفسية | طريقك نحو تحقيق السعادة الداخلية

تُعدّ العافية النفسية من الأمور المهمة لتحسين قدرة الشخص للشعور بالحياة اليومية بشكل أفضل، بالإضافة إلى الوصول إلى الكثير من الأهداف المرجوة، ولكن كيف يمكن للشخص تحقيق أعلى مستويات من العافية النفسية وما هي الأساليب المتبعة في ذلك؟

 

ما هي العافية النفسية؟

تعرف العافية النفسية أو الرفاهية النفسية (Psychological Well-Being) على أنها شعور الشخص  بالإيجابية تجاه نفسه. بحيث يشعر بالرضا الذاتي بشأن حياته الخاصة وطريقة رؤيته لها أو تعامله مع المواقف المختلفة، بالإضافة إلى التفاؤل المستقبلي بالأيام القادمة.

 

الفرق بين العافية النفسية والصحة النفسية

على الرغم من الخلط الكبير بين العافية النفسية والصحة النفسية، ولكن بينهما اختلاف كبير. حيث تُعد الصحة النفسية ركيزة من ركائز التمتع بالعافية النفسية، ففي حال عدم التمتع بها فإن الشخص لا تكتمل لديه العافية النفسية بالشكل المرجو.

العافية النفسية لا تعني أنك لن تواجه أبدًا مشاعر أو مواقف تجدها صعبة، ولكنها تعني أنك ستكون قادرًا على التعامل معها.

 

مكونات العافية النفسية

تتكون هذه العافية من مكونين اثنين يرتبطان مع بعضهما بشكل وثيق، فلا تتحقق هذه العافية دون توفر كلا المكونين، وهما:

    • المشاعر الإيجابية: ويطلق عليها الرفاهية الذاتية، بحيث تتواجد جميع الأسباب التي يمكن أن تشعر الشخص بالمزيد من السعادة.
    • الشعور بالرضا: وذلك من خلال الشعور بأن ما يقوم به الشخص في حياته اليومية ذو فائدة أو قيمة، مما يعطي لحياته معنى.

     

    مستويات العافية النفسية

    يوجد للعافية النفسية مستويين رئيسيين، يندرج تحت كل منهما بعض السمات التي تميزهما، وهذه الأنواع هي:

    اللذة Hedonic

    للوصول إلى اللذة المتعلقة بالعافية النفسية، لا بد أن يجتمع المكونات الأساسية السابقة الذكر لهذه العافية، وهي المشاعر الإيجابية والشعور بالرضا.

    الرخاء Eudaimonic

    أما هذا النوع من العافية فهو يحتاج إلى المزيد من السمات للتمكن من الوصول إليه، ومن هذه السمات:

      • القبول الذاتي Self-Acceptance: وهي تعكس مدى رضا الشخص عن صفاته الشخصية أو ما تم الوصول إليه في حياته اليومية.
      • الإتقان البيئي Environmental Mastery: وهي قدرة الشخص على الاستفادة من الفرص المتاحة، والتفاعل مع الأنشطة المحيطة به أو التأقلم مع العوامل الخارجية.
      • العلاقات الإيجابية مع الآخرين Positive Relations: بحيث يكون التواصل معهم يضمن التعاطف والحميمية والمودة، لا يكون التواصل فقط للتقليل من الملل والتسلية.
      • التطور الشخصي Personal Growth: سواء كان ذلك على الصعيد النفسي أو المهني والحياتي، والمشاركة في التجارب الحياتية الجديدة بانتظام.
      • الهدف من الحياة Purpose in Life: لا يمكن السير عبر الحياة دون تحديد الأهداف الشخصية للفرد، حيث أن السعي لتحقيقها يزيد من الرخاء.
      • الشعور بالاستقلالية Autonomy: كلما زاد شعور الشخص باستقلاليته وعدم تبعيته في آرائه أو سلوكيات للآخرين، كلما زاد شعوره بالعافية النفسية. 

      إن تجربة مشاعر إيجابية أكثر بثلاث مرات مقارنة بالمشاعر السلبية تزيد من مرونتك النفسية.

       

      أهمية العافية النفسية

      تؤثر العافية أو الرفاهية على حياة الشخص اليومية بشكل مباشر، حيث أن التمتع بمستويات عالية من العافية النفسية تضمن للشخص أن يكون نسخة أفضل من نفسه، وبالتالي يعود عليه الأمر بالفوائد المتنوعة، منها:

        • التعامل بشكل أفضل مع الضغوط أو المشكلات الحياتية.
        • التمكن من تحقيق الأهداف الشخصية.
        • فوائد الصحة الجسدية، حيث أنها تقلل من الكثير من الأمراض الخطيرة، مثل أمراض القلب أو السكتة الدماغية.
        • تحسين أنماط النوم، والتقليل من الاضطرابات المتعلقة بها.
        • زيادة الإنتاجية في الحياة العملية.
        • التمكن من تكوين المزيد من العلاقات الاجتماعية الصحية.
        • زيادة المرونة النفسية لدى الشخص.
        • احتمالية زيادة عمر الشخص، حيث أثبتت الدراسات أن الشعور بالرضا والسعادة يزيد من عمر الشخص بما يعادل 7 سنوات ونصف.
        • انعكاس الإيجابية بالمشاعر على الأشخاص المحيطين، وكما يقال فإن السعادة تعدي.
        • التقليل من التدهور العقلي مع التقدم بالعمر.
        • رفع المناعة الجسدية للشخص.

         

        ما هي أنواع العافية النفسية؟

        بما أن هذه العافية تؤثر على الجوانب الحياتية المتنوعة، فإنها تنقسم إلى عدة أقسام بناءً على الجوانب التي ترتبط بها، وهذه الأقسام هي:

        العافية المجتمعية

        تتحقق من خلال القيام بالأعمال التي تزيد من الشعور بالانتماء للمجتمع أو المساهمة به، بالإضافة إلى:

          • التقليل من الشعور بالوحدة.
          • الحصول على شبكة دعم يمكن اللجوء إليها عند الحاجة.

          العافية العاطفية

          وهي تُمكّن الشخص من الشعور بالمزيد من المشاعر الإيجابية، مما يزيد من قدرته في:

            • تمارين الاسترخاء.
            • إدارة التوتر.
            • القدرة على الصمود مع التحديات الحياتية.
            • تعزيز التعاطف مع الذات.

            العافية الصحية

            وتعتمد على مدى قدرة الجسم على القيام بالتمارين الرياضية أو الممارسات الصحية اليومية بشكل عام.

            العافية الروحية

            وتتمثل بارتباط الشخص بالمعتقدات الدينية أو الروحية، مما تحفزه للعيش بسلام أكبر، وبالتالي الشعور بالتعافي النفسي والوصول إلى الأهداف.

             

            كيف يمكن زيادة العافية النفسية؟

            للحصول على الفوائد السابقة الناتجة عن العافية النفسية، لا بد أن يسعى الشخص لذلك من خلال تطبيق أو ممارسة بعض الأنشطة التي تزيد من هذه العافية والرفاهية لديه، ومن هذه الممارسات:

            تحديد الأهداف

            لشعور الشخص بذاته وتحقيق الإنجازات، لا بد أن يكون له بعض الأهداف سواء كانت طويلة الأجل أو قصيرة، أم كانت أهداف شخصية أو مجتمعية.

            التفكير الإيجابي

            يرتبط التفكير الإيجابي مع الرفاهية (العافية) النفسية بشكل طردي أو متبادل، ولزيادة القدرة على التفكير الإيجابي يمكن للشخص اتباع بعض التمارين، مثل:

              • كتابة التخيلات المستقبلية للأحداث الجميلة المتوقعة أو المواقفة المرجوة.
              • وضع خطة لتحقيق الأهداف، بحيث تبدأ بخطوات بسيطة يمكن التقدم بها بسهولة أو تحقيقها دون الشعور بثقلها.
              • تذكر المواقف الجميلة الماضية، خاصة عند المرور باللحظات المحبطة، فقد تساعد الشخص في الإصرار على تجاوز الموقف الآني.
              • مساعدة الآخرين أو القيام بالأعمال التطوعية، مما يحفز إفراز هرمون الحب المسؤول على الشعور بالرضا.
              • زيادة اليقظة أو الشعور باللحظة الحالية، لما له من الكثير من الفوائد الصحية والنفسية.
              • التعبير عن الامتنان للأشخاص المرتبط بهم، على اختلاف الطريقة التي يمكن فيها القيام بذلك، فهي تساعد الشخص على الشعور بالأشياء الجميلة التي تمتلئ بها حياته.
              تثبت العديد من الدراسات أن العقلية الإيجابية ترتبط بانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

              تعزيز العلاقات الاجتماعية

              على الرغم من إحاطة الشخص نفسه بالكثير من الأشخاص يقلل من الوحدة التي يشعر بها، إلا أن الاهتمام بنوعية تلك العلاقات لها الأثر الكبير في تحقيق ذلك.

              احترام الذات

              لن يتمتع الشخص بالعافية النفسية أو الشعور بالرضا في حال تدنى احترام الذات لديه.

              نمط الحياة الصحي

              يساعد نمط الحياة الصحي في الحصول على الكثير من الفوائد الصحية والنفسية في الوقت ذاته، ومن النقاط الواجب التركيز عليها:

                • تناول الطعام الصحي، وخاصة الأطعمة المعززة للصحة النفسية أو المزاج.
                • التعرض لأشعة الشمس بشكل كافي، مما يضمن الحصول على كمية من فيتامين D المهم للصحة النفسية.
                • الحصول على القدر الكافي من النوم اليومي.
                • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مما يساعد في إعادة التوازن للهرمونات الدماغية.

                 

                نصيحة عرب ثيرابي

                مما سبق يتضح أنه من الضروري الاعتناء بالعافية النفسية، ولكن مع الضغوط الحياتية اليومية قد ينغمر الشخص بمجموعة من المشاعر التي لا يدركها. لكن ينصح الخبراء في عرب ثيرابي الانتباه إلى علامات معينة والتي تدل على أن الشخص يعاني من تراجع في عافيته النفسية. ومن هذه العلامات:

                • النوم المتقطع.
                • الانفعال والتهيج أكثر من المعتاد.
                • عدم القدرة على الشعور بالفرح والسعادة.
                • تقلبات في الشهية أو أنماط الطعام.
                • تفاقم الأعراض الجسدية.
                • فقدان الطاقة.