Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
هل الحزن ينقص الوزن

هل الحزن ينقص الوزن؟ اكتشف حقيقة الأمر

على الرغم من اختلاف الأشخاص في طريقة تفاعلهم مع الشعور بالحزن، إلا أنه يبقى للحزن التأثير الجسدية والنفسي على حد سواء. ويظهر ذلك جلياً من خلال القدرة على تناول الطعام أو فقدان الشهية. ففي حين أن الحزن قد ينقص الشخص المزيد من الوزن، قد يكون تأثيره على شخص آخر العكس تماماً.

 

هل الحزن ينقص الوزن فعلاً؟

لا يؤثر الحزن على الحالة النفسية فقط، حيث أن تأثيره يمتد إلى الحالة الجسدية أيضاً لا سيما الجهاز الهضمي. أظهرت الدراسات أن الحزن القصير الأمد غالباً ينقص الوزن لدى الشخص. بينما الحزن الطويل الأمد يزيد من الشهية بشكل ملحوظ.

لكن تبقى العلاقة أو الارتباط غير مفهوم على وجه التحديد، ويقوم العلماء بتفسير ذلك من خلال افتراضات أو توقعات.

اعرف المزيد: ما أسباب الحزن المفاجئ بعد تناول الطعام؟

 

ارتباط الحزن وفقدان الوزن

يعتبر الحزن شكل من أشكال الضغط النفسي الحاد الذي يؤثر بشكل مباشر على الجسم بشكل كامل. ويرتبط الأمر ببعضه من خلال التغيرات الحاصلة على مستويات الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الشهية. حيث أن الحزن والضغط النفسي يقلل من تدفق الدم إلى الجهاز الهضمي ومن ثم الدخول في استجابة القتال أو الهرب التي من شأنها تزويد أجهزة الجسم الضرورية بالدم لاتخاذ التدابير المهمة.

من خلال معرفة كيفية تأثير الحزن على شهية الشخص وقدرته على تناول الطعام يمكنه معالجة الأمر بشكل فعًال.

 

كيف ينقص الحزن وزن الشخص؟

بالإضافة إلى فقدان الشهية والتي تعد سبباً أساسياً يمكن أن ينقص وزن الشخص في حال مروره بفترة من الحزن، إلا أن هناك بعض الأسباب الأخرى التي تساهم في ذلك. فمثلاً:

  • فقدان الاهتمام بالنشاطات والهوايات المفضلة، حيث لا يعود الشخص مهتماً بدخول المطبخ وإعداد وجبة طعام له.
  • عدم امتلاك الطاقة للقيام بإعداد وجبة الطعام، حينها قد يفضل الشخص البقاء في جوعه بدلاً من شعوره بالتعب حيال ذلك.
  • صعوبة التركيز ونسيان تناول الطعام، فغالباً ما يدور في دماغك الكثير من الأفكار السلبية حول الموقف المحزن. مما يمنعك من تذكر الأشياء الأساسية في حياتك مثل تناول الطعام.
  • الافتقار إلى الدافع، حيث يؤدي الإرهاق النفسي والجسدي الناتج عن الشعور بالحزن إلى فقدان الشخص لدافعيته وتحفيزه للقيام بأبسط الأمور أو أكثر الأمور أهمية في الحياة اليومية والتي من ضمنها تناول الطعام.

خلال الحزن قد لا يشعر الشخص بالجوع نهائياً وقد يستمر على ذلك لعدة أيام متواصلة.

لكن هل يستمر الشخص فاقداً شهيته طوال فترة حزنه أم الأمر متقلب؟ تابع القراءة للتعرف على ذلك.

 

تغيرات الشهية خلال مراحل الحزن

على الرغم أن مراحل الحزن الخمسة المعروفة هي الإنكار، والغضب، والمساومة، والاكتئاب، والقبول. إلا أن الأمر قد يتبع أطراً مختلفة. حيث قد يمر الشخص خلال حزنه بالخدر ثم اللهفة ثم الفوضى ثم إعادة التنظيم. وكل من هذه المراحل تتبعها أنماط مختلفة للشهية يمكن توضيحها على النحو التالي:

  • الخدر العاطفي: ويحدث بعض التعرض للموقف المحزن بوقت قصير، وغالباً ما يستمر الوضع كذلك لبضع ساعات أو أيام. وخلال هذه الفترة قد لا يتناول الشخص الطعام أو قد يأكل القليل فقط.
  • اللهفة: تبدأ المشاعر السلبية بالتفاقم هنا. إلا أن النشاطات التي اعتاد الشخص على القيام بها تبقى كما هي. حيث أن نظامه الغذائي لا يتأثر وغالباً يكون كالمعتاد في هذا الوقت لكن بلامبالاة . وما تلبث حالة الشخص بالتدهور مع تزايد الحزن لديه ويفقد شهيته تدريجياً وينقص المزيد من الوزن مع مرور الوقت.
  • الفوضى: ينتاب الشخص في هذه المرحلة من الحزن مشاعر متناقضة، حيث يشعر بعدم تنظيم عاطفته وشعوره باليأس تجاه الموقف المحزن..
  • إعادة التنظيم: بعد المرور فيما سبق بشكل كامل، يبدأ الشخص بإعادة التنظيم لحياته ومشاعره من جديد. وتعاود شهيته مستوياتها الطبيعية، ويستعيد الشخص ما فقده من وزنه ويتعلم خلال هذه المرحلة كيفية التعامل بشكل فعّال مع المواقف المحزنة في المرات القادمة.

إن كان حزن الشخص طارئ وسريع فلن يمر بجميع هذه المراحل. فقد لا يتجاوز الأمر أياماً قليلة ليعود لوضعه الطبيعي.

إن كنت قد فقدت السيطرة على نظامك الغذائي فلا تقلق، هناك الكثير مما يمكنك فعله لاستعادة تحكمك بوزنك.

 

التحكم بفقدان الوزن خلال الحزن

لا بد من التخلص من الحزن لتتمكن من استعادة وزنك. كما يمكن الحد من فقدان الوزن خلال حزنك من خلال اتباعك لبعض الاستراتيجيات البسيطة. منها:

  • جعل الوجبات صغيرة، حيث أن إجبار النفس على تناول وجبة كبيرة خلال فقدان الشهية لن يساعد في الأمر بل يمكن أن يزيد رفض الطعام. لذلك قسم وجباتك الأساسية لعدة وجبات صغيرة يمكنك تناولها بسهولة.
  • حاول أن تجعل عملية تجهيز الطعام عملية بسيطة قدر الإمكان. فغالباً لن ترغب قضاء المزيد من الوقت خلال حزنك، لذلك تعد الوجبات المجهزة بشكل مسبق أو المجمدة الموجودة في ثلاجتك خياراً جيداً في هذه الأثناء.
  • حاول قدر الإمكان على الالتزام بروتين طعام محدد، حيث تتناول وجباتك الغذائية في الوقت ذاته يومياً. الأمر الذي يساعدك على الالتزام والتقليل من نسيان تناول الطعام المحتمل.
  • اجعل لقيماتك ذات فائدة أكبر وذلك من خلال استبدال الطعام غير المفيد أو غير المغذي بآخر يمكنه أن يزيدك بعض السعرات الحرارية بدلاً من تلك التي فقدتها.
  • تثبيت المنبه للتذكير بتناول بعض الطعام كل (3 – 4) ساعات. لا تحتاج في هذه الحالة إلى تناول وجبة كاملة بل يكفي تناول طعام مغذي يزودك بالطاقة والسعرات في حال كان الحزن الذي تعانيه ينقص وزنك.
  • الحصول على الدعم من قبل الأشخاص المقربين، ففي حال كنت لا تمتلك الطاقة أو الحافز لإعداد وجبتك الغذائية يمكنك طلب ذلك من أحد الأشخاص المقربين.
  • يمكن تناول الأدوية أو المكملات التي من شأنها أن تزيد من الشهية، لكن في البداية قم باستشارة طبيب تغذية متخصص.

في حالات الحزن الشديدة التي ينقص فيها الوزن بشكل كبير، قد يكون من الأفضل الحصول على التغذية الوريدية، مما يساعد على إمداد الشخص بالطاقة اللازمة.

 

كلمة من عرب ثيرابي

لا بأس بالحزن من حين لآخر، فهو من المشاعر الطبيعية التي يعاني منها الجميع، كما أن تأثيراتها القصيرة الأمد تعتبر اعتيادية. لكن في حال لاحظت أن حزنك يمنعك من تناول الطعام لعدة أيام متواصلة وبدأ ذلك يظهر على حالتك الصحية والنفسية، فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي يحذرون من احتمالية وجود مشكلة نفسية أكبر من الحزن يجب التعامل معها. مثل: