Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
التنظيم العاطفي

التنظيم العاطفي ومهاراته

نمر جميعنا بمواقف حياتية تجعل منا متقلبين المزاج بشكل حاد، حيث أن الشخص قد يتحكم بعواطفه في بعض الأحيان، لكن ما يلبث أن يتعرض لموقف حالي أو لمحفزات لمواقف سابق مما يعرضه لانتكاسة جديدة، إلا أن تعلم أساليب التنظيم العاطفي تطفي على الشخص المزيد من الهدوء والثبات النفسي.

 

ما هو التنظيم العاطفي؟

التنظيم العاطفي (Emotional Regulation) هو قدرة الشخص على التحكم بحالته العاطفية وإدارة الموقف بشكل أفضل، وغالباً تكون هذه المهارة مكتسبة بحيث يتمكن الشخص من التعبير عما يشعر به بشكل أفضل دون الانفعال أو قمع عواطفه، ويمتاز الأشخاص المتمتعين بالذكاء العاطفي بالمزيد من التنظيم العاطفي.(المرجع 1)

أهمية التنظيم العاطفي

كأشخاص مسؤولين لا بد من السيطرة على ردود أفعالنا التي نقوم بها، وإلا كانت نتائج ذلك وخيمة، حيث أن القدرة على تنظيم العواطف تعمل على:(المرجع 1) (المرجع 2)

     

      • التمهل قبل التفوه أو القيام بسلوكيات يمكن أن نشعر بالندم أو نلوم أنفسنا عليها.

      • المحافظة على العلاقات الاجتماعية والشخصية، حيث يساعد التنظيم العاطفي على التقليل من الدخول في نوبات من الغضب.

      • الحد من الشعور بالحزن الشديد، مما يزيد من الرفاهية النفسية للشخص.

      • التعامل مع الأمور أو الدخول في تجارب حياتية جديدة.

      • القدرة على التعامل مع المشكلات النفسية، حيث أن عدم القدرة على التنظيم العاطفي يدل غالباً على مواجهة الشخص لمشكلة نفسية.

      • التمكن من استغلال المزيد من الفرص.

      • الشعور بالمزيد من العافية النفسية والتقليل من المشاعر السلبية غير الضرورية.

      • القدرة على ممارسة الاستماع النشط لاحتياجات الآخرين.(المرجع 4)

      • زيادة قدرة الشخص على التعبير عن احتياجاته بطرق أكثر فاعلية.(المرجع 4)

    ما هي أكثر المشاعر صعوبة في التعامل معها؟

    يعتبر الغضب والاستياء والشعور بخيبة الأمل من المشاعر المتوقع تجربتها في الكثير من المواقف، حيث يتعلم الشخص التعامل معها مع مرور الوقت، إلا أنه في بعض الحالات قد يجد الشخص صعوبة فائقة في التنظيم العاطفي لهذه المشاعر خاصة في:(المرجع 2)

       

        • الإصابة بالاكتئاب.

      سبب صعوبة التنظيم العاطفي

      تلعب مجموعة من العوامل على شعور الشخص بصعوبة تنظيمه لعواطفه، الأمر الذي يتركه ينفعل على أبسط المواقف التي يمر بها، ومن ضمن هذه العوامل:(المرجع 2) (المرجع 4)

      المعتقدات الشخصية حول المشاعر السلبية

      كل منا له معتقداتها الخاصة عن المواقف التي يتعرض لها، إلا أن حديث الشخص الذاتي قد يمنعه من التعامل مع عواطفه بالشخص الصحيح، حيث يقوم بما يلي: 

         

          • اقناع الشخص ذاته أن هذه المشاعر هي سيئة ومزعجة في حقيقتها.

          • النظر إلى المشاعر على أنها أصعب من أن يستطيع الشخص التعامل معها بالطريقة الصحيحة.

        عدم امتلاك المهارات اللازمة

        غالباً ما يتمكن الشخص من إدراة عواطفه بسهولة في حال امتلاكه للمهارات اللازمة لذلك، وإلا كان يتخبط ما بين تقلبات مزاجية تسببها المواقف الحياتية المتنوعة.

        المواقف الحياتية

        تثير بعض المواقف مشاعر سلبية بشكل قوي، لكن من خلال تجنب الكثير من المواقف يتمكن الشخص من القيام بالتنظيم العاطفي.

        عدم وضوح الرؤية

        في كثير من الأحيان تسبب المواقف الضبابية والتي تحمل الكثير من الاحتمالات والظروف المتغيرة الكثير عدم سيطرة على العواطف.

        التجارب السابقة

        إن تعرض الشخص للكثير من التجارب السلبية السابقة أو الصدمات الطفولة مثل الإساءة والإهمال قد تكون حاجزاً أمام الشخص لإدارة عواطفه بشكل أفضل.

        مهارات التنظيم العاطفي

        ليتمكن الشخص من إتقان التنظيم العاطفي بالشكل الصحيح والتوقف برهة من الزمن ما بين الموقف وردة الفعل المحتملة، لا بد من امتلاكه لمجموعة من المهارات التي تساعده في ذلك، ومن ضمن هذه المهارات:

        الوعي الذاتي

        كخطوة أولى في إدارة الشخص لمشاعره عند التعرض لموقف محفز لا بد من زيادة وعيه الذاتي، فمن خلال ذلك يستطيع التعرف على مشاعره بشكل أفضل دون التهور والانجرار نحو الانفعال المبالغ به، حيث يساعده ذلك في:(المرجع 1) (المرجع 3)

           

            • إدراك حقيقة مشاعره في اللحظة الحالية.

            • التقليل من الانخراط بردود الفعل غير المناسبة من خلال التفكير بمدى الحاجة لردود الأفعال المحتملة.

          ممارسة اليقظة الذهنية

          من خلال اتقان اليقظة الذهنية يصبح الشخص أكثر قدرة في التحكم بالأعراض الجسدية التي تنتج بسبب المرور بموقف محفز، مما ينعكس إيجاباً على تحكمه بعواطفه.(المرجع 1) (المرجع 3)

          التقييم المعرفي

          ويتم التقييم المعرفي عن طريق إعادة التفكير بالموقف وتغيير طريقة النظر إلى الأمور الحالية، الأمر الذي يحفز قبول المواقف وزيادة المرونة النفسية لدى الشخص، ويمكن تطبيق ذلك من خلال:(المرجع 2) (المرجع 3)

             

              • استبدال الأفكار.

              • عكس الأدوار الظرفية.

            التكيف الفعًال

            تساعد أساليب التكيف على اندماج الشخص بشكل أكثر فاعلية مع المواقف الطارئ بسرعة كبيرة، بحيث يتمكن الشخص من التفاعل مع المستجدات دون إظهار المزيد من العاطفة.(المرجع 3)

            تهدئة الجهاز العصبي

            من أفضل الطرق التي يمكن اتباعها عند التعرض للمواقف المحفزة هي تهدئة الجهاز العصبي لدى الشخص للتقليل من ردود الفعل غير المرغوبة، حيث يمكن القيام بما يلي:(المرجع 4)

               

                • الاستحمام بالماء البارد.

                • الإمساك بمكعب من الثلج.

                • التحرك وعدم البقاء على الوضعية ذاتها.

                • الاستماع إلى الموسيقى.

              اضطرابات نفسية مرتبطة بخلل التنظيم العاطفي

              بناءً على الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، فإن خلل التنظيم العاطفي يرتبط بمجموعة من الاضطرابات النفسية، منها:(المرجع 4)

                 

                  • اضطرابات القلق.

                  • اضطراب ثنائي القطب.

                  • اضطراب الشخصية الحدية.

                  • الاكتئاب.

                  • الشخصية النرجسية.

                  • اضطراب ما بعد الصدمة.

                علامات على خلل التنظيم العاطفي

                عندما يفتقر شخص تنظيمه لعواطفه فإن ذلك يظهر من خلال:(المرجع 5)

                   

                    • ردود الفعل المبالغ بها عند التعرض للموقف المحفز.

                    • الدخول في نوبات من الانفعال بسرعة كبيرة ولا يمكن السيطرة عليها.

                    • استمرار الشعور بالمشاعر السلبية لفترة زمنية طويلة.

                    • حدوث الكثير من التقلبات المزاجية للشخص.

                  كبت المشاعر والتنظيم العاطفي

                  على الرغم من أن كبت الشخص لمشاعره وعدم إظهارها أو التعبير عنها يعد أسلوباً فعالاً للتنظيم العاطفي، إلا أنه لا يُعد من الأساليب الصحية في ذلك، حيث أنه يعمل على التقليل من المشاعر الإيجابية وزيادة السلبية مع مرور الوقت، الأمر الذي يؤدي إلى الشعور بالمزيد من الألم والمشكلات النفسية عند تراكم الكثير من المشاعر السلبية.(المرجع 5)

                  نصيحة عرب ثيرابي

                  قد يكون تعلم مهارات التنظيم العاطفي من الأمور الصعبة على الشخص، فقد يحتاج إلى المساعدة من بعض المختصين لتعلم كيفية التعرف على ردود الأفعال غير المرغوبة وطرق للتعامل معها بشكل أكثر فاعلية، لذلك ننصح في عرب ثيرابي التواصل مع مختص نفسي يمكنه المساعدة في ذلك من خلال:

                     

                      • علاج القبول والالتزام (ACT).

                      • العلاج السلوكي المعرفي (CBT).