Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
التفكير بالانتحار

كيف تساعد شخصًا يفكر بالانتحار؟

قد تكون مساعدة شخصاً مقرباً يفكر بالانتحار من أصعب المواقف، لكنها أمور لا يمكن التغاضي عنها فور المعرفة بها، فهي قد تشكل تهديدًا حقيقيًا لحياة هذا الشخص، لذلك كيف يمكن تقديم المساعدة في هذه الأثناء، وكيف يمكن الاستدلال على الأفكار الانتحارية لدى الشخص؟

 

كيف تساعد شخصاً يفكر بالانتحار؟

تلعب الكثير من الأسباب دوراً هاماً في زيادة احتمالية تفكير الشخص بالانتحار، والتي في بعض الأحيان قد ينتج عنها محاولات جدية، لذلك فإن مساعدة شخصاً عزيزاً يفكر بالانتحار ما هو إلا بمثابة ولادة جديدة له، حيث يمكن أن تساعد الاستراتيجيات التالية في حمايته من أفكاره:

الحديث مع الشخص

يعتبر الحديث عن الانتحار ليس من الأمور الأمور المحببة إلى النفس، ولكن عند الاعتقاد أن شخصاً قريباً يفكر بالانتحار، فغالباً ما يساعد الحديث معه في التقليل من هذه الأفكار. بالإضافة إلى شعوره بتلقيه اهتماماً خاصاً، مما يزيد من ثقته بنفسه من جديد، حيث يمكن أن يشتمل الحديث على:

    • التحدث بوضوح ومباشرة عن الرغبة بالانتحار، حيث يمكن السؤال بدايةً هل يشعر الشخص بأنه على ما يرام، ثم الخوض بالحديث.
    • الاستماع والإنصات التام، فلا بد من السماح لمشاعر الشخص بالظهور أو تقبل هذه المشاعر.
    • عدم إصدار أي أحكام متعلقة بصحة سلوك الانتحار أو عدمه، أو التقليل من قيمة المشاعر التي يمتلكها الشخص.
    • يجب عدم إبداء أي شعور بالصدمة اتجاه الأمر، بل إظهار مدى الاهتمام والاستعداد على تقديم المساعدة.
    • عدم إظهار الرغبة بطلب المساعدة المتخصصة، ولكن في الوقت ذاته لا نقدم الوعود بالحفاظ على الأمر سراً.
    • يجب عدم الحديث عن النظرة الإشراقية في الحياة، ولكن يكفي تقديم البدائل المتاحة للشعور بشكل أفضل.
    • الابتعاد عن العبارات أو الكلمات التي تتحدث عن النتائج السلبية للانتحار.

    يمكنك أن تقول شيئًا مثل: “لا أستطيع أن أتخيل مدى الألم الذي يحدث لك، ولكنني أود أن أحاول أن أفهم.

    الاستعداد للأسوأ

    قد يتعدّى الأمر مجرد أفكار أو بعض التعابير الواضحة، بل قد يتجاوزها الأمر إلى التطبيق، لذلك لا بد من الاستعداد للأمر بشكل جدي من خلال:

      • عدم ترك الشخص بمفرده نهائياً.
      • إزالة أي أدوات أو مواد يمكن أن تشكل تهديداً على الحياة.

      اللجوء إلى تشتيت الأفكار

      قد تساعد بعض أساليب الإلهاء على تشتيت أفكار الانتحار التي تراود الشخص أو التقليل منها قدر الإمكان، حيث يمكن أن تكون الأساليب التالية ذات فائدة كبيرة:

        • وضع الكتب أو المجلات المسلية أمام الشخص.
        • مشاهدة التلفاز مع هذا الشخص.
        • مصاحبة الشخص ذو الأفكار الانتحارية في نزهة على الأقدام.
        • تشغيل الموسيقى الجميلة.

        تكوين شبكة دعم

        لا يمكن ترك شخص يفكر بالانتحار وحيداً نهائياً، ولكن هذا الأمر يعد مستحيلاً في حال كان حوله شخصاً مراقباً واحداً. لذلك لا بد من تكوين شبكة دعم اجتماعية تتقاسم المسؤولية في حماية أو مراقبة هذا الشخص.

        تشجيع الحصول على العلاج

        بما أن الشخص يفكر بالانتحار فهو غالباً ما يعاني من مشكلة نفسية بحاجة إلى علاج حتمي، أو أنه يتناول بعض الأدوية التي تحفز هذه الأفكار لديه، لذلك يجب تشجيعه على الحصول على العلاج المناسب، ويمكن أن يساعد في الأمر:

          • مرافقة الشخص لتلقي العلاج.
          • المساعدة في البحث عن أفضل الطرق العلاجية.
          • اقتراح تقديم المساعدة، مثل البقاء مع الأطفال في حال وجودهم أو تحديد بعض المواعيد العلاجية.

          تقديم الدعم العملي

          يمكن لبعض الأمور البسيطة أن تكون ذات فائدة عظيمة وتحمي من يفكر بالانتحار بشكل فعّال، حيث يمكن تجربة:

            • البحث معاً فيما يمكن أن يكون ذو فائدة أو ما يمكن إجراءه.
            • محاولة تدوين بعض الملاحظات المتعلقة بمشاعر الشخص، حيث يمكن استخدامها فيما بعد لتتبع حالته أو إخبار الطبيب النفسي المتخصص بها.
            • سؤال الشخص بشكل مستمر عما يمكن القيام به حيالهم لتقديم الدعم اللازم.

            التعرف على علامات الأفكار الانتحارية

            على الرغم من أن هذه الأفكار قد تكون واضحة في بعض المواقف، ولكن الشخص قد يخفيها في المواقف الأخرى لأسباب كثيرة منها للتمكن من تنفيذها دون مقاطعة. لذلك يجب التركيز أو الانتباه جيداً لامتلاك الشخص هذه الأفكار، حيث قد تشكل الدلالات التالية علامات للخطر:

              • التفكير بشكل مستمر بالأمور المتعلقة بالموت وإن لم يظهر الرغبة بالانتحار، أو القراءة عن الأمر أو الكتابة على حسابات التواصل الاجتماعي.
              • الترتيب للأمور المتعلقة بالموت، كما لو أن الشخص ينهي الأمور العالقة لديه.
              • القيام بوداع الآخرين.
              • الانسحاب من الحياة الاجتماعية أو من الأشخاص المقربين.
              • شعور الشخص باليأس أو الإحباط الذي لا يتحسن.
              • امتلاك بعض الأدوات التي تساعد على الانتحار، مثل امتلاك مسدساً أو حبلاً.
              • عدم قيام الشخص بحل أي من المشكلات التي تواجهه، كما لو أنه غير معني بها.
              • الشعور بانعدام القيمة أو الذنب أو الخجل.
              • التغييرات المزاجية، مثل اكتئاب الشخص أو الغضب المبالغ.
              • اضطراب نمط النوم، مثل النوم أكثر من المعتاد أو عدم النوم بالشكل اللازم.

              أحيانًا قد يكون من الصعب اكتشاف العلامات التي تشير إلى وجود خطأ ما. مثل البهجة المزيفة أو قد يمزحون بشأن مشاعرهم.

              تقييم الوضع بشكل دقيق

              بعد التأكد من امتلاك الشخص للأفكار الانتحارية يأتي دور تقييم الوضع أو معرفة مدى الخطورة المترتبة على الأفكار، فمن ضمن الأمور الواجب إيجاد إجابات لها:

                • ما مدى عمق الأفكار لدى الشخص، وهل هي أفكار ملحة لا تفارقه أم لا؟
                • هل يمتلك الشخص خطة مرتبة للتطبيق؟
                • هل تم تحديد المكان أو الزمان للانتحار؟
                • ما مدى فاعلية الوسيلة المتوفرة للتطبيق، وما مدى خطورتها؟
                • هل حاول الشخص الانتحار من قبل؟

                تشير بعض الدراسات إلى أنه أحيانًا يكون هناك رابط بين تناول مضادات الاكتئاب والبنزوديازيبينات أو الانسحاب منها ووجود أفكار انتحارية.

                البقاء على تواصل مع الشخص

                قد يظهر هذا الشخص عدم الرغبة بالتواصل مع أي أحد يريد مساعدته أو يبدي الرفض التام للأمر، لذلك يجب عدم الخضوع لرغباته والبقاء على تواصل بشكل حذر معه للتمكن من مراقبته وملاحظة سلوكياته، أو يمكن طلب المساعدة من طرف آخر مقرب لهذا الشخص.

                الحصول على المساعدة الفورية

                عند الانتباه بشكل متأخر للأمر، أو عند ملاحظة تسارع في الأفكار أو القيام بالسلوكيات الخطيرة. لا بد من اتخاذ بعض الإجراءات الحاسمة على هذا الصعيد والاتصال بالجهات المختصة للحصول على التعليمات الواجب اتباعه إلى أن يصلوا في الوقت المناسب، حيث غالباً ما تتوفر خطوط ساخنة في جميع البلدان للحالات المشابهة.

                 

                نصيحة عرب ثيرابي

                عند محاولتك لإثناء شخص عزيز عن الإقدام على الانتحار قد تسلك بعض السلوكيات غير الموفقة. حيث يوضح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي بعض السلوكيات التي يفضل الابتعاد عنها في هذه الأثناء. ومن ضمنها:

                  • محاولة إيجاد الحلول للمشكلات التي يعاني منها الشخص.
                  • محاولة بعث السرور والتفاؤل لديه.
                  • تغيير موضوع الحديث.
                  • تقديم النصائح.
                  • طرح الأسئلة غير المتعلقة بموضوع الانتحار.
                  • التقليل من قيمة المشاعر التي يمتلكها أو إظهار عدم التفهم.

                  بدلاً من السلوكيات السابق حاول الحصول على الدعم النفسي المتخصص على أيدي أمهر الأخصائيين والأطباء النفسيين. لا تتردد في التواصل مع أطباء عرب ثيرابي فور الشعور بأن أحد المقربين في خطر. فنحن هنا لمساعدتك في حمايته على مدار الساعة.