ما ستجده في هذا المقال:
الحزن من المشاعر الطبيعية التي يمر بها الجميع بلا استثناء بين الحين والآخر، إلا أن سبب هذا الحزن غالباً ما يكون واضحاً مما يسمح بالتعامل مع مصدر الحزن بالطريقة المناسبة للحد من المشاعر السلبية في هذه الأثناء. لكن في أحيان أخرى قد يكون هذا الحزن بدون سبب محدد مما يحد من قدرة الشخص على التعامل مع مشاعره.
تعرف على السبب المحتمل وراء شعورك بالحزن مجهول المصدر في المرات القادمة لتستطيع مساعدة نفسك بالشكل المناسب.
ما هو سبب الحزن بدون سبب؟
على الرغم من أن تذكر بعض الذكريات المؤلمة قد تشعر الشخص بالحزن، كما أن تساقط الأمطار قد يكون سبباً حقيقياً في شعور الشخص بالحزن دون أن يدرك ذلك. بالإضافة إلى ذلك هناك المزيد من الأسباب المحتملة للشعور بالحزن دون إدراك الشخص لذلك. ومنها:
اكتئاب ثنائي القطب
إذا كان الشخص مصاباً باضطراب ثنائي القطب فمن الطبيعي أن تتناوب لديه مشاعر الحزن والسعادة. حيث أن نوبات الاكتئاب التي يعاني منها الشخص تتبعها في الكثير من الأحيان نوبات أخرى الهوس يجرب خلالها مشاعر السعادة والنشوة.
عادة ما تحدث التغيرات في المزاج في حالة اضطراب ثنائي القطب بسرعة، حيث تستمر نوبات الاكتئاب والهوس لمدة أسبوع أو أكثر.
الاضطرابات العاطفية الموسمية
هناك مواسم معينة تثير في النفس الحزن لدى البعض. فمثلاً في فصلي الشتاء والخريف يمكن أن يشعر البعض بالحزن القوي والمستمر فيما يعرف بالاضطراب الموسمي العاطفي (SAD). لكن ليس بالضرورة ارتباط هذه المواسم بالحالة النفسية، حيث أن الصحة البدنية والأمراض المرافقة لها خلال هذه الفترة قد ينعكس على شكل حزن دون معرفة الشخص لسبب ذلك.
اعرف المزيد: الاكتئاب الموسمي | الاضطراب العاطفي الموسمي
التغيرات الهرمونية
ترافق عملية الحيض لدى النساء تغييرات هرمونية تسبب تقلبات مزاجية حادة ما ينتج عنها الشعور بالحزن دون وجود أي سبب ظاهري للأمر. لذلك فإن الحزن هو أحد الأعراض الشائعة لمتلازمة ما قبل الحيض واكتئاب ما قبل الحيض.
حوالي 48 % من النساء في سن الإنجاب يعانين من أعراض متلازمة ما قبل الحيض والتي قد تختلف في شدتها من امرأة لأخرى.
تناول الأدوية
من الآثار الجانبية لبعض الأدوية الدخول في نوبة من الحزن غير مفهومة السبب، وبعضها الآخر يعمل التوقف عنها بأعراض انسحابية مزعجة منها الشعور بالحزن. فمثلاً أدوية منع الحمل الهرمونية التي تستخدمها النساء تسبب للعديد منهن أعراض اكتئابية بما في ذلك الحزن.
الاكتئاب سبب حقيقي للحزن بدون سبب
يعتبر الاكتئاب من أكثر أنواع الأمراض النفسية شيوعاً عالمياً، ومن أعراضه الأساسية الشعور بالحزن. لكن لا يعني ذلك أن الشخص المكتئب سيبقى حزين طوال الوقت، حيث أن الكثير من أنواع الاكتئاب يدخل الشخص في نوبات من الاكتئاب التي قد تستمر لبضعة أسابيع أو أكثر. بمجرد انتهاء النوبة، قد لا يشعر الشخص بالحزن أو لديه أي أعراض أخرى.
ومع ذلك فإن الاكتئاب المستمر يشعر الشخص بأعراض الاكتئاب بشكل مستمر لسنوات دون وجود فترات من الراحة خلالها.
كيف أعرف أني أعاني من الحزن بدون سبب؟
إن كنت فعلاً تشعر بالحزن، فغالباً ستعاني من مجموعة من الأعراض التي تؤثر على سير يومك بالشكل الطبيعي. ومن ضمن هذه الأعراض:
الأعراض العاطفية للحزن
بسبب الحزن فإن مجموعة من المشاعر تصبح أكثر وضوحاً. ومن هذه المشاعر:
- الشعور بالقلق.
- شعور الشخص بالصدمة حول ما يدور حوله.
- الشعور بالخدر النفسي.
- محاولة إنكار حالته.
- الشعور بالغضب.
- الشعور بالعجز وعدم السيطرة على الأمور.
- الإحساس بالذنب ولوم النفس.
- الشعور بألم عاطفي شديد.
قد ينتقل بعض الأشخاص بين مجموعة من هذه الأعراض في خلال النوبة الواحدة من الحزن. بينما يشعر آخرون بمجموعة كاملة في الوقت ذاته.
الأعراض الجسدية للحزن
لا يظهر الحزن من خلال الأعراض العاطفية فقط، بل هناك مجموعة من الأعراض الجسدية والتي تشتمل على:
- الشعور بضيق أو ثقل في الصدر أو الحلق.
- الغثيان أو اضطراب أو عدم الراحة في المعدة.
- الشعور بدوخة.
- الصداع.
- الإحساس بضعف أو تشنج بالعضلات.
- الشعور بتعب مستمر.
- ضيق في التنفس.
- تغيرات في الوزن فقد يكسب الشخص أو يخسر بعض الكيلوغرامات.
على الرغم من الأعراض الشائعة للحزن، إلا أن كل شخص له طريقته الخاصة للتفاعل مع الحزن. ففي الوقت الذي يعاني شخص من الأرق، قد يبقى آخر نائم بشكل مفرط.
ماذا أفعل عندما أشعر بالحزن بدون سبب
على الرغم من صعوبة تحديد سبب الشعور بالحزن في بعض الأحيان، خاصة إن كانت هذه المشاعر مرتبطة بتجارب سابقة أو أحداث عاطفية. ومع ذلك يمكنك تجاوز الأمر من خلال التعامل مع مشاعرك بشكل لطيف والتحرك نحو الشفاء الذاتي باتباع الخطوات التالية:
- الاعتراف بالمشاعر: يعتبر الحزن من المشاعر الطبيعية التي يمر بها الجميع. لذلك لا ينبغي عليك إنكارها أو تجاهلها، بل اعترف بها واقبلها دون إصدار أحكام سلبية تجاه نفسك. ولتتمكن من التخفيف من حدتها حاول معرفة نوع الأنشطة أو الإجراءات الروتينية التي قد تساعد في رفع معنوياتك. واستكشف ما يمكن أن يساعدك على زيادة وعيك الذاتي، والوصول إلى جذور مشاعرك.
- ممارسة النشاطات المفضلة: بغض النظر عن النشاط الذي يشعرك بالمتعة، فهو غالباً سيغير حالتك المزاجية ويشتت انتباهك عن ما قد يشعرك بالحزن. فمن أفضل أساليب الرعاية الذاتية اختيار نشاط يمكنك أن تستمتع به مثل قراءة كتاب أو لعب لعبة إلكترونية أو ممارسة هواية أو مشاهدة فيلم أو القيام بجولة مشي.
- التحدث مع أحد المقربين: من خلال تحدثك مع أحد المقربين تصبح الأمور أكثر وضوحاً وفهماً بالنسبة لك، كما أنك غالباً ما ستشعر بالراحة عند تخلصك من عبئ مشاعرك الداخلية. بالإضافة إلى ذلك يمكن للآخرين أن يكونوا مصدراً للأفكار والحلول الجيدة في الكثير من الاحيان.
- كتابة اليوميات: تعتبر الكتابة من أكثر الأمور التي تساعدك في التعبير عما يجول بداخلك، كما أنها تتيح لك المجال لاكتشاف المواقف العابرة والتي قد تكون سبباً حقيقياً في حزنك. بالإضافة إلى أنها تساعدك في تتبع حالتك المزاجية والنفسية وبقائك على إطلاع مستمر بتطور حالتك.
- التحلي بالصبر: كما هو الحال في الجروح الجسدية، تحتاج الجروح العاطفية أيضاً لبعض الوقت للتعافي. لا تستعجل الأمر وكن لطيفاً قدر الإمكان مع نفسك وتعامل مع مشاعرك بأي طريقة تناسبك.
يمكن أن تكون الكتابة علاجية وتوفر متنفساً تشتد الحاجة إليه للتعبير عن المشاعر المرهقة.
كلمة عرب ثيرابي
على الرغم من أن معظم حالات الحزن يستطيع الأشخاص التعامل معها بالشكل المناسب، إلا أن الحالات الشديدة أو العميقة من الحزن قد تعيق قدرة البعض على التخلص من مشاعرهم السلبية.
في هذه الحالة يفضل الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي الحصول على الاستشارة النفسية التي تساعدك في اكتشاف أسباب حزنك وأفضل الطرق المناسبة لك للتعامل مع حالتك.
