Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الجنون

هل الصدمة النفسية تسبب الجنون؟

تؤثر الصدمة النفسية على الحالة النفسية والاجتماعية والجسدية للشخص، حيث يبقى يعاني من تبعيات الموقف الصادم لفترة زمنية ليست بالقليلة، لكن هل يمكن أن يصل الأمر إلى الإصابة بالجنون، هذا ما سنتعرف عليه في الأسطر التالية.

 

ما هو الجنون؟

يعرّف الجنون على أنه أي حالة نفسية حادة أو شديدة، لا يستطيع الشخص فيها التفريق بين الحقيقة والخيال، كما أنه يعاني من نوبات من الذهان، لذلك لا يمكنه إدارة شؤونه الخاصة بنفسه.

في الوقت الذي يتسع فيه نطاق الاضطراب النفسي ليشمل جميع مستويات الشدة، فإن الجنون يختص بالحالات الشديدة فقط.

 

هل الصدمة النفسية تسبب الجنون؟

يمكن للصدمة النفسية أن تؤدي إلى الإصابة بعدة اضطرابات نفسية، ومن أشهرها اضطراب ما بعد الصدمة، والذي يتميز ببعض الأعراض الذهانية مثل الهلاوس والأوهام، مما يزيد خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية التالية:

وبالتالي، فإن تعرض الشخص للصدمة النفسية يولّد لديه الحافز وعامل الخطر للإصابة بالاضطرابات السابقة (الجنون)، فعلى الرغم من عدم معرفة طريقة التأثير.

يُعتقد أن الصدمة النفسية تؤثر على نمو الدماغ خاصة عند تعرض الأطفال لها، حيث تزيد احتمالية ظهور الأعراض الذهانية عندهم بمقدار 50 مرة.

 

كيف تسبب الصدمة النفسية الجنون؟

يتعدّى الأمر عند التعرض للصدمة النفسية مشاعر وسلوكيات الشخص الظاهرة للجميع، حيث إن ما يحدث يكون نتيجة التغييرات الحاصلة في الدماغ مسببة بذلك الجنون أو الاضطرابات الذهانية، ومن هذه التغييرات:

    • التغير في الكيمياء الدماغية، بالإضافة إلى البنية الهيكلية له.
    • الاستجابة المفرطة للمواقف المحفزة، وعدم القدرة على إدارة العواطف أو التحكم بها بالشكل السليم.
    • فقدان القدرة على التعلم أو تذكر.
    • التفكير بطريقة غير سوية. 
    • الإدمان على الكحول أو المخدرات.
    • محاولة إيذاء النفس للتغلب على الذكريات والعواطف الصعبة.
    • التعامل مع المواقف بطريقة غير منطقية، حيث أن الدماغ يتعامل مع ذكريات الموقف وليس الموقف الحالي.

     

    ما هي الاضطرابات النفسية المرتبطة بالصدمة النفسية؟

    تختلف المواقف التي قد تسبب الصدمة النفسية من شخص لآخر، كما تختلف طريقة التفاعل معها والنتائج المترتبة عليه، حيث قد يصيب الشخص أحد الاضطرابات التالية كنتيجة للصدمة:

    اضطراب التوتر الحاد (ASD)

    وهو اضطراب يتشابه مع اضطراب ما بعد الصدمة، إلا أنه يحدث مباشرة بعد التعرض للصدمة النفسية، ويمكن تجنب تحوله إلى اضطراب ما بعد الصدمة من خلال الدعم النفسي والأسري والخضوع للعلاج الفوري.

    اضطرابات التكيف Adjustment Disorders

    وهي تكوين ردود فعل تلقائية بعد التعرض لموقف الصدمة النفسية، بحيث تتصف هذه الردود على أنها غير صحية أو مسيئة، ويمكن تقسيمها إلى قسمين:

      • الردود العاطفية، مثل المزاج المكتئب أو العصبية المفرطة.
      • الردود السلوكية، مثل إساءة التعامل مع الآخرين أو انتهاك حقوقهم.

      اضطراب التعلق التفاعلي RAD

      وهي اضطراب في الاستجابة العاطفية للمواقف، حيث إن الشخص يصدر استجابة غير متوافقة أو غير متوقع مع المواقف، ويمتاز بأنه:

        • لا يشعر بالندم تجاه سلوكياته المسيئة.
        • عدم إظهار أي نوع من الاستجابة تجاه المحفزات السلبية أو الإيجابية (تبلد المشاعر).
        • عدم الشعور بالحاجة إلى العلاج النفسي.

        اضطراب المشاركة الاجتماعية غير المقيّد DSED

        يتّصف الشخص المصاب بهذا الاضطراب على أنه منفتح اجتماعي بشكل لافت للنظر، حيث إنه يندمج مع الغرباء ويتفاعل معهم بشكل مبالغ به. كما يسعى إلى تكوين العلاقات الاجتماعية المفرطة.

         

        كيفية علاج الجنون الناتج عن الصدمة النفسية؟

        يتركز علاج الجنون الناتج عن الصدمة النفسية على عدة نواحي للتمكن من الحصول على النتيجة المرجوة، حيث غالباً ما يشتمل على:

          • علاج اضطراب ما بعد الصدمة، ويُعد أمراً ضرورياً في هذه الحالة.
          • علاج الاضطرابات الذهانية من خلال العلاج النفسي.
          • استخدام عدة أدوية نفسية للسيطرة على الأعراض المرافقة للحالة، منها أدوية الذهان، أدوية الاكتئاب، ومثبتات الحالة المزاجية.
          • في كثير من الحالات، يفضل الحصول على الرعاية النفسية داخل المنشآت العلاجية، للتمكن من التحكم بالأعراض بشكل صحيح وإعطاء الجرعات الدوائية المناسبة.

           

          كلمة من عرب ثيرابي

          يمكن للتعامل الصحيح مع الصدمة النفسية أن يوفر عناء الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة والتقليل من الإصابة بالجنون، حيث يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن التعامل الصحيح مع الصدمة يكون على النحو التالي:

            • الحصول على الدعم النفسي والاجتماعي من الأشخاص المقربين.
            • محاولة عدم تجنب المشاعر، حيث يمكن أن تتسبب أساليب التجنب في زيادة التوتر والتقليل من فرصة التعافي.
            • الرعاية الذاتية، من خلال الحصول على قدر وفير من الراحة، واتباع تقنيات الاسترخاء، وتناول وجبات طعام صحية، وممارسة التمارين الرياضية.
            • الحصول على العلاج النفسي المناسب.
            • التحلي بالصبر، فغالباً لن يكون الأمر بسيطاً أو سريعاً، لذلك لا بد من إعطاء النفس المزيد من الوقت لتخطي الموقف الصادم.