Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
علاج القولون الهضمي

تعرف على العلاجات النفسية الفعّالة في علاج القولون الهضمي

عندما يعاني الشخص من القولون الهضمي يبقى دائم البحث عن أفضل علاج يمكنه التقليل من حدة الأعراض لديه. لكن قد يغفل عن العلاجات النفسية الفعّالة لحالته والتي غالباً ما تكون لها نتائج إيجابية لاستقرار الأعراض أو التعامل معها بالشكل الصحيح.

تعرف معنا على كيف يمكن للعلاجات النفسية أن تساعدك في السيطرة على أعراضك، وما هي أفضل هذه العلاجات.

 

سبب الربط بين علاج القولون الهضمي والعلاجات النفسية

يعتبر التعرض المستمر للإرهاق النفسي الناتج عن المواقف الحياتية المزعجة مثل فقدان الوظيفة أو الدخول في جدال لا فائدة منه سبباً أساسياً في تفاقم الأعراض الجسدية التي يعاني منها الشخص المصاب بمشكلات القولون. 

من هنا جاء الربط بين العلاجات النفسية القائمة على الحد من نسبة التوتر وبين التمكن من علاج أوجاع القولون الهضمي المقللة من جودة الحياة لدى الشخص. 

اعرف المزيد: هل يفيد علاج مشاكل القولون العصبي بالعلاجات النفسية؟

كما أن هناك الكثير من الحالات النفسية الأخرى المرتبط بالقولون الهضمي، ومنها: 

  • الاكتئاب: على الرغم من أن القولون الهضمي لن يسبب الاكتئاب، إلا أن تدني مستوى جودة الحياة لدى الشخص غالباً ما تفاقم أعراض الاكتئاب لديه. كما أن من أعراض الاكتئاب اضطراب نمط الأكل بالإضافة إلى الحساسية المفرطة للأوجاع. 
  • الصدمة النفسية: أظهرت الدراسات أن ما نسبته 50% من الأشخاص الذين يعانون من القولون الهضمي قد تعرضوا لصدمة نفسية.

غالباً ما تكون الاستجابة للتوتر لدى الأشخاص المصابين بالقولون العصبي أكثر وضوحاً. ولذلك فهم أكثر عرضة لتجربة الأعراض المزعجة سواء النفسية أو الجسدية المرافقة للحالة. 

 

أفضل العلاجات النفسية لعلاج القولون الهضمي

لا شك أن كل من مشكلات القولون الهضمي والتوتر ترتبط بشكل وثيق، حيث أن التعرض المستمر للمواقف الحياتية المرهقة يساهم بشكل مباشر في ظهور الأعراض لدى الشخص. كما أن التفكير في ظهور الأعراض غالباً ما يسبب للشخص القلق المسبق بشأن ما يمكن تناوله، مما يدخله في دوامة نفسية وجسدية لا يمكنه الخروج منها. 

لذلك فإن العلاجات النفسية عادة ما تكون مناسبة لهذه الحالة:

العلاج المعرفي السلوكي الذي يركز على القناة الهضمية (GI-CBT)

يعد العلاج المعرفي السلوكي (CBT) من العلاجات المفيدة لعلاج القولون الهضمي. حيث أنه يعمل على:

  • تعديل طريقة تفكيرك وشعورك وتصرفاتك وردود أفعالك. 
  • تطوير مهارات التأقلم لدى المريض وتمكينه من فهم العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر على الأعراض بشكل أفضل.

كما يوجد هناك نوع من هذا العلاج يركز على القولون الهضمي (GI-CBT)، حيث يساعد المعالج المريض على:

  • تحديد طريقة تفكير المريض وتصرفاته المتعلقة بأعراض القولون لديه. مثل تجنب بعض الأطعمة أو البيئات التي يشعر أنها تسبب له الأعراض أو تؤدي إلى تفاقم القولون. قد تؤدي ردود الفعل الطبيعية هذه إلى العزلة والشعور بالضيق وتقييد الطعام. 
  • ضبط ردود الفعل التي يبديها المريض وتحسين ثقته في قدرته على إدارة المواقف الصعبة أو غير المريحة.
  • تعلم المريض تقنيات الاسترخاء لمساعدته على تقليل التوتر والانزعاج.

من خلال تقنيات الاسترخاء المتنوعة يتمكن المريض التحكم في كيفية استجابة جهازه العصبي لأفكاره ومشاعره وسلوكياته.

العلاج بالتنويم المغناطيسي الموجه للأمعاء (GDH)

من أشكال التنويم المغناطيسي علاج التنويم المغناطيسي الموجه للأمعاء لعلاج حالات القولون الهضمي ومشاكله. حيث أظهرت الدراسات أن فوائد هذا العلاج يمكن ملاحظته للحالات الخفيفة أو الشديدة من القولون الهضمي. 

ومن النتائج الإيجابية لعلاج التنويم المغناطيسي في هذه الحالة:

  • القدرة على التحكم بأعراض القولون من خلال معالجة الاتصال الذي يحدث بين الدماغ والأمعاء. 
  • تعليم المريض كيفية استرخاء جسمه، والتفكير بشكل مختلف في الأحاسيس التي يمر بها. مما يعمل على تنظيم عمل العقل والأمعاء بشكل أفضل. 

ما يصل إلى 80% من مرضى القولون العصبي لديهم استجابة إيجابية لهذا العلاج، حيث تعتبر هذه النتيجة أفضل من الأدوية التقليدية.

علاج القبول والالتزام (ACT)

يعد علاج القبول والالتزام (ACT) من العلاجات السلوكية المعتمدة على الوعي الذهني. ولأن هذا العلاج تم تطويره لمساعدة المرضى الذين يعانون من حالات نفسية مثل القلق والاكتئاب فهو مناسب لحالات القولون الهضمي لارتباطه بهذه المشكلات النفسية بشكل وثيق. حيث أنه يساعد في:

  • تعزيز المرونة النفسية وبالتالي التعامل مع الأعراض بشكل أفضل.
  • تعلم المهارات اللازمة لتقليل سلوكيات التجنب والقلق المرتبط بمتلازمة القولون العصبي لديهم.

الهدف الأساسي للعلاج بالقبول والالتزام في هذه الحالة هو مساعدة الأشخاص على تعلم طرق مرنة وفعالة للتعايش مع أعراض القولون العصبي.

علاجات قائمة على اليقظة في علاج القولون الهضمي

بسبب ارتباط أعراض القولون العصبي بمستويات التوتر المرتفعة، فإن العلاجات النفسية القائمة على اليقظة الذهنية لها تأثيرات إيجابية كبيرة على الحالة وبدورها تقلل من الضيق الذي تسببه الأعراض. حيث يعمل المعالج مع المريض من خلال:

  • تعليمه مهارات مثل الملاحظة العوامل المحفزة. 
  • تشجيعه على ملاحظة أعراضه دون محاولة تجنبها أو تغييرها.
  • تطوير مهارات التكيف مثل التأمل لتقليل توتر العضلات وشدها.

وغالباً ما يشعر المريض بالتحسن من خلال ملاحظة:

  • تحسين الطريقة التي يفكر بها المريض في أعراضه.
  • يحسن نوعية الحياة ويقلل من شدة الأعراض.
  • التقليل من فرط الحساسية نحو المشاعر الحسية الداخلية. 

ومن ضمن هذه العلاجات علاج التقليل من التوتر القائم على اليقظة الذهنية (MBSR)، وهو مصمم لمساعدة المرضى الذين يعانون من حالات طبية مزمنة. هدفه هو تمكين المرضى من التعامل مع تأثير أعراض المرض على حياتهم اليومية. 

عادة ما يحتاج المريض إلى جلسات فردية أو جماعية مستمرة لمدة 8 أسابيع تصل الجلسة لما يقارب 3 ساعات. 

 

هل الأدوية النفسية مفيدة في علاج القولون الهضمي

من خلال التجارب والدراسات فإن الأدوية المضادات الاكتئاب فعالة بشكل ملحوظ في علاج مشاكل القولون الهضمي. ومن ضمن هذه الأدوية المستخدمة:

  • مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، بما في ذلك بروزاك (Prozac) أو سيبراميل (Cipramil). وغالباً ما تكون ما يتم استخدامها في علاج الحالات التي يعاني فيها المريض من الإمساك.
  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، مثل ديسيبرامين (Desipramine) أو نورتريبتيلين (Nortriptyline). وتستخدم إن كان المريض يعاني من الإسهال كعرض من أعراض القولون العصبي.
قد يهمك: كيف أعرف أن عندي القولون العصبي من أعراضه النفسية؟

 

كلمة من عرب ثيرابي

لا يمكن الفصل بين الصحة الجسدية والصحة النفسية، حيث أن الأمراض المزمنة من شأنها التأثير سلباً على مدى شعورك بالرفاهية النفسية. كما أن الحالة النفسية السيئة عادة ما يكون لها أعراض جسدية بشكل عام (وخاصة أعراض مرتبطة بالجهاز الهضمي).

لذلك فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي غالباً ما ينصحون باللجوء إلى العلاج النفسي في حالة القولون العصبي بالتزامن من الانتباه إلى نمط الحياة.