ما ستجده في هذا المقال:
تتعدد أنواع الشخصيات التي يمكن التعامل معها، ففي الوقت الذي نجد فيه البعض يتحكم بالآخرين من خلال الشخصية التسلطية، فإن البعض أيضًا يرغب بأن يكون تابعاً لهم ليس أكثر، فما هي هذه الشخصية وكيف يمكن التعرف عليها؟
ما هي الشخصية التسلطية؟
الشخصية التسلطية هي شخصية يتمتع بها الشخص بتفضيل النظام المبني على الحكم بشكل صارم، ويرى أن الطاعة الكاملة للقوانين تعتبر أمراً ضرورياً. وفي حال عدم الالتزام بالقواعد يتم التعامل بشكل قاسي، وغالباً ما تكون الشخصية التسلطية هي شخصية مكتسبة من خلال القواعد والقوانين التي ترعرع عليها الطفل الصغير، لتصبح بعد ذلك نهجاً للشخص البالغ.
ما هي سمات الشخصية التسلطية؟
تنبع سمات هذه الشخصية من مجموعة القواعد والمعتقدات المتعلقة بالسلطة والسيطرة والخضوع والطاعة. لذلك فإن السمات التي يتصف بها تُشعر الآخرين بمزيد من القلق والضغط النفسي، ومن هذه السمات:
الهيمنة
هذا الشخص يتميز بالعدوانية وعدم التسامح مع الاختلافات، سواء كانت هذه الاختلافات في طريقة العمل أو المعتقدات أو أسلوب الحياة، فهو شخص يرغب بالتحكم في جميع الأوقات ويطمح بالسلطة.
السخرية
دائماً ما نرى الشخص المتسلط غير راضي عن البيئة المحيطة، لذلك فهو يلقي المزيد من التعليقات الساخرة في جميع الأمور.
عقدة التفوق
قد يعاني هذا الشخص من الكثير من العقد النفسية، إلا أن أكثرها وصوحاً هي عقدة التفوق دون وجود أي دليل ملموس على ذلك، وهذه العقدة تتضح من خلال:
-
- التمييز بين الأشخاص.
- العنصرية.
- إهانة الآخرين بشدة.
المعتقدات الثابتة
تنظر الشخصية التسلطية إلى الأمور بشكل ثابت دون أن يتزحزح، فإما أن يكون الشخص المقابل خاطئ أو صائب، دون التركيز على التفاصيل للإحاطة بالمنطقة الوسطى من الأمر.
لا يسعهم إلا الالتزام بمجموعة القواعد الصارمة الموجودة في رؤوسهم؛ لا تدع الأمر يصل إليك أبدًا.
العدائية
يمكن للشخص المتسلط أن يكون عدائياً بشكل واضح بسبب الاختلاف في المعتقدات، ومن ثم يصدر أحكاماً ذاتية على الطرف المقابل.
عندما يمتلك الشخص المتسلط أفكار ومعتقدات لا يقوم بتغييرها، ولا يستطيع التأقلم مع الآخرين ولا التغير
الإحباط السريع
بسبب افتقار الشخص المتسلط للتعاطف والذكاء العاطفي مع المواقف فإنه غالباً ما يكون سريع الغضب والإحباط.
التحيز الذاتي
بسبب قناعة الشخصية التسلطية بأفكارها ومعتقداتها، فهي ترفض أي أفكار لا تتناسب مع فكرها.
لا يقبل الرفض جيدًا، وأي شخص يحاول التخلي عنه غالبًا سيحاول التخلص منه.
الكره
دائماً ما يتخذ من الكره نمطاً حياتياً وليس شعوراً، حيث يمكن للشخص المتسلط أن يكره أي شيء في أي وقت كان.
كيفية التعامل مع الشخصية التسلطية
سواء كانت الشخصية التسلطية أحد الوالدين أو المدير في العمل، فإن معرفة الطريقة الصحيحة في التعامل معه يمكن أن توفر الكثير من المواقف الحرجة. بالإضافة إلى تحسين العلاقات قدر الإمكان، ويكون ذلك من خلال:
عدم أخذ الأمور على محمل شخصي
عند توجيه الشخص المتسلط لبعض الانتقادات بشكل لاذع يجب عدم الشعور بالإهانة بل الاستفادة من الملاحظات قدر الإمكان، ويعود ذلك إلى:
-
- لن يعود الشعور بالإهانة أو الحزن بالفائدة على الشخص.
- لا يتفاعل الشخص ذو الشخصية التسلطية بعاطفية مع الآخرين.
الاعتراف بالأخطاء
لن يفيد الشخص عدم الاعتراف بالأخطاء التي يرتكبها، بل لا بد من إظهار مدى التعلم من الأمر والإصرار على عدم تكرارها مرة أخرى.
محاولة إعطاء هذا الشخص المزيد من الشعور بالسيطرة! كلما زاد شعوره بالتحكم والسيطرة كلما كانت سلوكياته أقل حدة
التعرف على الوضع العاطفي
قد يكون سبب انفعال الشخص ذو الشخصية التسلطية عائد إلى الطرف المقابل، بل قد يكون نابع من مشكلات شخصية أو عاطفية.
عدم الانفعال
الرد على الشخصية التسلطية يشكل تحدياً كبير، حيث لا يمكن الرد على الهجوم بهجوم مقابل، لذلك يجب أن تهدأ، ولكن لا تترك الموضوع لفترة طويلة أيضاً.
العمل على مساعدة الشخص
في بعض الأحيان عندما يكون الشخص المتسلط من المقربين، يمكن السعي لتغيير المعتقدات الخاصة ولكن لا بد من الصبر على ذلك.
عناصر الشخصية التسلطية
يجب توفر مجموعة من العناصر أو الشروط لظهور الشخصية التسلطية، بحيث لا يمكن اعتبارها كذلك في حال عدم توفر هذه العناصر. والتي هي:
-
- الولاء والثبات القطعي على المعتقدات التقليدية الخاصة بالأمور الصحيحة والخاطئة.
- تقدير واحترام الخضوع التام للأفكار والقوانين المعترف بها.
- تولد المشاعر العدائية اتجاه الشخص الذي لا يحترم القوانين والمعتقدات.
- النظرة السلبية الخاصة اتجاه الآخرين، حيث يظن أن أغلبهم كاذبين أو سارقين.
- توفر قيادة حازمة لا تظهر أي نوع من التهاون.
- مقاومة التغيير أو الأفكار الإبداعية.
إذا كان لدى الأطفال والد استبدادي صارم للغاية، فسوف يتعلمون قمع الأفكار أو الأفعال والمشاعر.
نصيحة عرب ثيرابي
غالباً ما تعود هذه الشخصية على صاحبها بالعلاقات الجيدة على الرغم من أنها غير حقيقية في مشاعرها، حيث لا يرغب أحد قيام الآخرين بالتسلط عليها، لذلك نقدم في عرب ثيرابي بعض النصائح التي من شأنها التقليل من سيطرة الشخص على المحيطين، ومن ضمن هذه النصائح:
- التحلي بالصبر، حيث أن الامتناع عن توجيها الآخرين وقيادتهم قد يكون أمراً صعباً في هذه الحالة.
- التقليل من الرغبة بالكمال في الأمور جميعها.
- تشجيع الآخرين والتركيز على نقاط القوة لديهم والتقليل من انتقادهم.
- تحسين مهارات التواصل.
- التقليل من الاختلاف في الآراء والعمل على زيادة التوافق قدر الإمكان.
