Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الشخصية الإدمانية

الشخصية الإدمانية: سلوكياتها وسماتها

نرى في الآونة الأخيرة الكثير من أنواع الإدمان التي يمكن أن تنتمي إليها الشخصية الإدمانية، وعلى الرغم من معرفة الشخص للعواقب السيئة المترتبة على ذلك، فهو غير قادر على الإقلاع عن المادة أو السلوك القهري الذي يمارسه.

 

ما هي الشخصية الإدمانية؟

الشخصية الإدمانية (Addictive Personality) هي الشخصية التي لديها ميل طبيعي لتطوير الإدمان، حيث أنه لا بد من تجربة الأمر ليصبح شخصًا إدماناً مع مرور الوقت، ومع ذلك فهي لا تعتبر تشخيصاً نفسياً منفصلاً.

 

عوامل تحفيز الإدمان لدى الشخص

على الرغم من أنه لا يوجد شخصية معينة أكثر عرضة للإدمان من شخصية أخرى، ولكن يوجد الكثير من العوامل التي تحفز الإدمان لدى الشخص، ومن هذه العوامل:

العامل الوراثي

أثبتت الدراسات أن وجود أحد أفراد العائلة المقربين كونه مدمناً، فإن احتمالية أن يصبح الشخص مدمناً تزداد، حيث أن الجينات مسؤولة عن نصف احتمالية الإدمان.

السمات الشخصية

كون الشخص محباً للإثارة فقد يسعى بشكل دائم إلى رفع مستويات مستويات الدوبامين لديه، كما أن الاندفاع أو التهور من صفات المدمن.

الحالة النفسية والعاطفية

تؤثر الحالة النفسية التي يمر بها الشخص على مدى قابليته للإدمان، حيث أنه قد يلجأ إلى الكحول في سبيل تقليل مما يعانيه من اضطرابات نفسية، منها:

    • الاكتئاب.
    • اضطراب ثنائي القطب.
    • اضطراب الهلع أو نوبات الهلع.
    • مرض الفصام.
    • اضطراب ما بعد الصدمة.
    • اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.
    • الصدمات النفسية.
    • اضطراب نقص الانتباه.

    في حال توفر موضوع الإدمان أمام الشخص أو اعتبار السلوكيات الإدمانية أمراً طبيعياً، فقد ينساق الشخص إلى الإدمان دون شعور منه

    البيئة المحيطة

    تلعب البيئة المحيطة بالشخص دوراً أساسياً في تحول الشخص إلى مدمن، حيث أن الأصدقاء ومستوى التعلم وظروف النشأة أو الضغوط النفسية، كلها عوامل تساهم في الأمر.

    التجربة المبكرة

    في حال قام الشخص بتجربة موضوع الإدمان في عمر مبكر، فإن هذا يؤثر على طريقة نمو الدماغ، وبالتالي زيادة احتمالية الإدمان للمادة خلال حياته.

     

    سلوكيات الشخصية الإدمانية

    باختلاف السلوكيات أو المواد التي يمكن للشخص الإدمان عليها. ولكن الدماغ يعمل بالشكل ذاته عند وصول الشخص إلى مرحلة الإدمان، ومن السلوكيات المتبعة في هذه المرحلة:

    الهوس

    تصل الشخصية الإدمانية إلى درجة الهوس بموضوع الإدمان، بحيث يصبح الأمر مسيطراً على تفكير الشخص أو سلوكياته بطريقة غير إرادية.

    عدم الاكتفاء

    عند وصول الشخص لمرحلة الإدمان، فإنه لن يتمكن من الشعور بالاكتفاء، فهو بحاجة دائمة لزيادة موضوع الإدمان الخاص به، حيث أن دماغه بحاجة إلى المزيد للشعور بالشعور ذاته من السعادة.

    مع تقدم الشخصية الإدمانية بإدمانها، قد تصبح السلوكيات المتبعة أكثر تكلفة للحاجة إلى الزيادة المستمر، مما قد ينتج عنه السرقات أو أعمال العنف

    الكذب

    لا يوجد إدمان دون كذب، حيث أن الشخصية الإدمانية تبدأ بالكذب على نفسها حول إدمانها، ثم تكذب على الآخرين، إلى أن تصبح تتلاعب بالآخرين في سبيل المحافظة على الإدمان.

    التكتم والسرية

    غالباً لا تفصح هذه الشخصية أسرارها أو الأمور المتعلقة بإدمانها، فهي تحاول إخفاء جميع أمورها الخاصة عن الجميع.

    لا يمكن للشخصية الإدمانية الإقلاع عن السلوكيات القهرية على الرغم من المعرفة الحتمية بمدى خطورة الأمر.

    الهروب من الواقع

    يحاول الشخص الهروب من الواقع أو المشكلات التي تواجهه بأساليب التأقلم غير الصحية، وغالباً ما يكون بممارسة موضوع الإدمان.

    الانخراط بالسلوك

    عند وجود أي وقت فراغ لدى الشخصية الإدمانية، فهي تتوجه بشكل مباشر لممارسة سلوكياتها التي تزيد الشعور بالمتعة.

     

    يعاني الشخص ذو الشخصية الإدمانية من التنقل بين أنواع الإدمان بمجرد أن يقلع عن إحداها

     

    ما هي السمات المميزة للشخصية الإدمانية؟

    كما قلنا سابقاً، فإن السمات الشخصية تلعب دوراً أساسياً في تطوير استعداد الشخص للوصول إلى الإدمان، ومن هذه السمات الشخصية نذكر:

      • الشعور بعدم الأمان.
      • الاندفاع أو التهور الدائم.
      • التهيج أو الإثارة السريعة.
      • التقلبات المزاجية.
      • التمرد الدائم على القوانين أو الأعراف الثقافية المتداولة في البيئة المحيطة.
      • عدم امتلاك مهارات التأقلم.
      • تدني احترام وتقدير الذات.
      • الأنانية.
      • العزلة الاجتماعية أو عدم الانخراط في المواقف الاجتماعية.

      وجدت الدراسات التي نظرت في أدمغة الأشخاص المدمنين أنهم أكثر عرضة لاتخاذ قرارات سريعة دون النظر إلى العواقب طويلة المدى.

       

      الفرق بين الهوس والإدمان

      في كثير من الأحيان، يتم استخدام كلا المصطلحين للتعبير عن الشيء ذاته، ولكن في حقيقة الأمر غير متشابهين، ويظهر الفرق بينهما على النحو التالي:

        • نتيجة السلوك: في حالة الهوس يسعى الشخص إلى الشعور بمزيد من الراحة، أما في الإدمان فهو يرغب بالشعور بالمتعة.
        • الدافع: يقوم الشخص بالسلوكيات القهرية للتقليل من الأفكار الوسواسية الناتجة عن الخوف، أما الإدمان فهو ناتج عن الرغبة.
        • الدراية بالأمر: أثناء ممارسة الشخص لطقوسه الوسواسية فهو على دراية كاملة بالأمر ويعترف بها، أما المدمن فهو دائم الإنكار لإدمانه.

         

        كيفية تقليل خطر حدوث الإدمان

        عند ملاحظة العديد من العوامل المساهمة في تطوير سلوكيات الإدمان لدى الشخص، قد يساعده اللجوء إلى العلاجات النفسية السلوكية والتي يتعلم الشخص من خلالها كيفية إدارة السلوكيات القهرية، بالإضافة إلى اكتساب المزيد من مهارات تنظيم الذات، وبالتالي ضمان تقليل خطر الاستجابة للإدمان.

         

        الوقاية من خطر الإدمان

        غالباً ما تعاني الشخصية الإدمانية من احتمالية الوقوع في إدمان جديد ما أن تقلع عن الإدمان السابق، حيث أنها لا تتمكن من السيطرة على ذاتها عند القيام بأي نشاط ممتع، لذلك لا بد من اتخاذ النقاط التالية على محمل الجد:

          • عدم تناول الطعام للشعور بالراحة عندما يعاني الشخص من المشاعر السلبية، بل اللجوء إلى أساليب صحية لذلك.
          • التقليل من الكحول عند الانخراط مع الآخرين، واستبدال ذلك بممارسة النشاطات المشتركة الأكثر فائدة.
          • متابعة مواقع التواصل الاجتماعي بشكل معتدل من خلال تحديد وقت لهذه الممارسات، للتقليل من احتمالية إدمان الإنترنت.
          • عدم اللجوء إلى التسوق المفرط للشعور بشكل أفضل بالذات.
          • الابتعاد عن الأصدقاء المشجعين على السلوكيات الإدمانية.
          • الابتعاد عن استخدام بعض الأدوية بشكل ذاتي دون وصفة طبية، حيث أن بعضها يزيد من اعتمادية الجسم عليها وبالتالي إدمانها.
          • عدم اقناع النفس بأن الإقلاع عن بعض السلوكيات الممتعة يعتبر أمراً صعباً، بل قد يكون أكثر سهولة مما يتوقعه الشخص، كما يمكن الحصول على الدعم النفسي لذلك من خلال مجموعات الدعم المشتركة بالموضوع ذاته.
          • اتباع نمط حياة أكثر صحية.

           

          كلمة من عرب ثيرابي

          قد يكون أحد الأصدقاء أو أحد أفراد العائلة يعاني من الإدمان، لذلك لا بد من معرفة طريقة التعامل الصحيحة معه في هذه الحالة، حيث يمكن اتباع التعليمات التالية المقدمة من الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي:

          • اكتساب المزيد من المعلومات المتعلقة بالإدمان ومدى تأثيره على العلاقات والأعراض المرافقة له.
          • الاشتراك بمجموعات الدعم التي تقدم الحلول أو الاقتراحات لكيفية التعامل والتأقلم مع الحالة.
          • الحصول على الاستشارة المتخصصة لرعاية النفس وتعلم أساليب التعامل مع الحالة.
          • عدم تقديم الدعم المالي للشخص المدمن، حيث أن ذلك يساعد في ترسيخ قواعد إدمانه أكثر وأكثر.
          • امتلاك توقعات منطقية وواقعية قدر الإمكان.