Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
العلاج بالكهرباء

متى يكون العلاج بالكهرباء ضرورياً؟

غالباً ما يكون الحل الأمثل للأمراض النفسية المتعددة هو العلاج النفسي والدوائي، حيث تعتبر الخطة العلاجية في هذه الحالة متكاملة. إلا أن بعض الحالات لا يناسبها هذا النوع من العلاج فيلجأ المعالجين إلى العلاج بالكهرباء.

وعلى الرغم من المحاذير الكثيرة حول الأمر، إلا أنه يعتبر علاجاً مناسباً للكثير من الحالات. تعرف على هذه الحالات وكيف يتم العلاج من خلال قراءة السطور التالية.

 

متى يكون العلاج بالكهرباء خياراً لا بد منه؟

في بعض الحالات لا يبدو أن الأنواع الأخرى من العلاج ذات فاعلية، أو قد تكون الأدوية ضارة أو لا يمكن تحملها، عندها يتم اختيار هذا النوع من العلاج. حيث غالباً ما يتم اللجوء إليه عند:

  • فترة الحمل، حيث أن تناول الأدوية النفسية قد يكون ضاراً للجنين ولا يمكن ترك الأم دون علاج.
  • إصابة كبار السن بالاضطرابات النفسية التي تحتاج إلى دواء، لكنهم غير قادرين على تحمل الآثار الجانبية الصعبة للأدوية النفسية.
  • تفضيل المريض النفسي البالغ العلاج بالصدمة الكهربائية عن تناول الأدوية.
  • إثبات مدى نجاحه وفاعليته في مرات سابقة لدى المريض النفسي.

لكن ما هي الحالات التي يرى المعالجون أنه لا بد من اللجوء إلى هذا النوع من العلاج؟ 

 

حالات يتم علاجها من خلال العلاج بالكهرباء

يوفر العلاج الكهربائي نتائج إيجابية سريعة للأشخاص الذين يعانون من أعراض شديدة وحالات نفسية صعبة. ومن ضمن هذه الحالات:

الإصابة الاكتئاب 

في بعض الحالات قد يكون الدواء بلا فائدة أو يعاني المريض من حالات خاصة، فمثلاً يكون هذا النوع من العلاج فعّال إذا:

  • كان يصاحب حالة الاكتئاب الشعور بالانفصال عن الواقع (الذهان).
  • امتلاك رغبة بالانتحار.
  • رفض المريض لتناول الطعام.
  • كانت الحالة مقاومة للعلاج، بحيث لا تتحسن الحالة مع الأدوية أو العلاجات الأخرى.

الهوس الشديد

يمتاز اضطراب ثنائي القطب بحدوث نوبات من الهوس، حيث يصبح الشخص خلالها أكثر نشاطاً ونشوة. بالإضافة إلى ملاحظة مجموعة من الأعراض غير المرغوبة، مثل:

  •  ضعف اتخاذ القرار.
  • القيام بالسلوكيات المندفعة أو المحفوفة بالمخاطرة.
  • تعاطي المخدرات.
  • الذهان.

الجامود

على الرغم من احتمالية حدوثها بسبب مرض عضوي، إلا أن حالة مرتبطة بشكل كبير بمرض الفصام وبعض الاضطرابات النفسية الأخرى. وتتميز بنقص حركة المريض، أو تحركه بشكل سريع أو غريب، وفي بعض الأحيان لا يتكلم مع الآخرين.

حالات من الخرف

يمكن علاج الانفعال والعدوانية في الأشخاص المصابين بالخرف من خلال العلاج بالكهرباء، حيث أن هذه الحالات غالباً ما يكون من الصعب علاجها وتؤثر بشكل سلبي على نوعية الحياة.

بالنسبة لبعض المرضى، قد تكون مخاطر العلاج بالصدمات الكهربائية أقل من مخاطر العلاج المستمر بالأدوية. كما يمكن أن تكون نتائج هذا العلاج أسرع من نتائج من الأدوية.

 

ما هي مخاطر العلاج بالكهرباء؟

يعتبر العلاج بالكهرباء من العلاجات الآمنة، إلا أن له بعض الآثار الجانبية غير المرغوبة. منها:

  • الارتباك والتشوش: بعد العلاج مباشرة، قد تعاني من الشعور بالارتباك قد يستمر ما بين بضع دقائق وعدة ساعات. قد لا تعرف أين أنت أو سبب وجودك هناك. وفي حالات نادرة قد يستمر الارتباك لعدة أيام أو أكثر.
  • فقدان الذاكرة: يواجه بعض المرضى مشكلة في تذكر الأحداث التي حدثت قبل العلاج مباشرة أو في الأسابيع أو الشهور التي تسبق العلاج، وفي حالات نادرة الأحداث في السنوات السابقة. قد يعاني المريض من مشكلة في تذكر الأحداث التي تحدث في أسابيع العلاج. لكن عادة ما تتحسن مشاكل الذاكرة هذه في غضون شهرين بعد انتهاء العلاج.
  • الآثار الجانبية الجسدية: خلال أيام العلاج يعاني بعض المرضى من الغثيان أو الصداع وألم في الفكأو آلام بالعضلات. إلا أنه يمكن تجاوز الأمر من خلال الأدوية.
  • المضاعفات الطبية: كأي إجراء طبي آخر وخاصة ما يحتاج إلى تخدير، هناك مخاطر للمضاعفات الطبية. في أثناء العلاج بالصدمة الكهربائية يزيد معدل ضربات القلب وضغط الدم الذي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل خطيرة بالقلب. إذا كنت تعاني مشاكل بالقلب، فقد يصبح العلاج بالصدمة الكهربائية أكثر خطورة.

عادة ما يكون التشويش الناتج عن العلاج بالكهرباء أكثر وضوحاً لدى كبار السن.

 

كيف يمكن التغلب على الآثار الجانبية للعلاج بالكهرباء؟

قد تحتاج إلى بعض الوقت للشعور بالتحسن بعد تلقي العلاج، لكن من خلال اتباع بعض التعليمات يمكن أن يصبح الأمر أكثر سهولة. لذلك حاول:

  • تقبل المساعدة في حال عدم قدرتك على القيام ببعض الأمور مثل الأعمال المنزلية أو الاهتمام بالأطفال.
  • اجعل الأمور التي تحتاجها بالقرب منك.
  • اترك بعض الأطعمة التي يسهل تناولها بجانبك.

 

ما هي طول مدة العلاج بالكهرباء؟

غالباً ما يتم الخضوع لجلستين من العلاج في الأسبوع. حيث قد يستمر العلاج لمدة (3 – 6) أسابيع بواقع (6 – 12) جلسة. على أن يتم الحصول على تقييم للحالة النفسية بعد كل جلسة لمعرفة ما إذا كان بحاجة المريض للمزيد من الجلسات.

 

ماذا يحدث خلال جلسة العلاج بالكهرباء؟

يتم الخضوع للعلاج من خلال عدة إجراءات محددة، حيث يقوم الفريق المختص بتجهيز المريض وجعله يستلقي على السرير، مع التأكد من إزالته لأي نوع من المجوهرات وأطقم الأسنان. ومن ثم:

  • ما أن يصبح المريض مستعداً حتى يتم حقنه بالمخدر.
  • ما أن ينام المريض حتى يتم حقنه بدواء مرخي للعضلات لمنع حدوث تشنج خلال العلاج. كما يتم وضع قناع أكسجين على الوجه.
  • يتم وضع قطبين كهربائيين مبطنين على الصدغين. قد يتم وضع قطب واحد أو اثنين على كل جانب من الرأس. 
  • لا بد من وضع واقي للفم في لمنع المريض من عض لسانه.
  • يولد جهاز العلاج بالكهرباء سلسلة من النبضات الكهربائية القصيرة تستمر لمدة (20 – 50) ثانية.
  • بعد الانتهاء ميتم إزالة الواقي، ومن ثم يوضع المريض على جنبه مع إبقاء اقناع الأكسجين إلى أن يختفي مفعول مرخي العضلات ويبدأ المريض بالتنفس من تلقاء ذاته.

خلال إحداث النوبة، قد يصاب المريض بتصلب قليل بجسمه، كما قد يرافق ذلك بعض الحركات الوخزية في عضلات الوجه واليدين والقدمين. 

 

كلمة من عرب ثيرابي

على الرغم من فاعلية العلاج بالكهرباء للحالات الصعبة، إلا أن ذلك لا يعني أن المريض أنهى الخطة العلاجية. حيث يفضل الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي استمرار الحصول على المساعدة المتخصصة من خلال جلسات العلاج النفسي وإن كانت بعدد أقل، حيث أنها تضمن للمريض الوقاية من عودة الأعراض التي كان يعاني منها مرة أخرى.