Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الإدمان وأنواعه

تعرف على الإدمان وأنواعه

بسبب بعض الضغوطات الحياتية، قد يلجأ الشخص إلى أساليب خاطئة للتمكن من التأقلم معها، ومن ضمن هذه أساليب إدمَان، حيث تتعدد الأمور التي قد يلجأ إليها الشخص في إدمانه، لذلك نتناول في هذه المقالة موضوع الإدمان وأنواعه المختلفة. ومن ثم سنتحدث حول كيفية التخلص منها والتغلب عليها.

 

أنواع الإدمان 

هو عدم قدرة الشخص على التوقف عن استخدام مادة أو ممارسة سلوك. حيث تعتبر هذه التصرفات قهرية، وإن كان ينتج عن ذلك أذى نفسي أو جسدي، ويمكن تقسيم إدمان المواد إلى إدمان المواد الكيميائي(Physical Addictions) وإدمان سلوكي (Behavioral Addictions).

 

إدمان المواد الكيميائية

وهو إدمان  المواد التي يتم استخدامها أو تناولها، ويعد هذا النوع أكثر شهرة من النوع الآخر، ويتضمن المواد التالية:

    • الكحول.
    • المواد الأفيونية، بما في ذلك المواد المسكنة للألم مثل المورفين.
    • الحشيش.
    • الفينسيكليدين (مادة مخدرة تستخدم في العمليات الجراحية).
    • التدخين بجميع أنواعه.
    • الكوكايين أو الميثامفيتامين (منشطات يتم بيعها بشكل غير قانوني أو بوصفة طبية).
    • الأمفيتامينات (منشطات يتم بيعها بشكل غير قانوني أو بوصفة طبية).
    • المواد المستنشقة، مثل البنزين أو الصمغ أو الوقود.

     

    إدمان سلوكي

    وهو إدمان القيام ببعض السلوكيات، ولكن الجدل قائم حول النقطة التي يتحول فيها السلوك من عادة إلى إدمان، وما هي السلوكيات التي يتم اعتبارها إدماناً، ومن ضمن هذه السلوكيات:

      • القمار (Gambling Addiction).
      • ألعاب الإنترنت.
      • التسوق.
      • الرياضة.
      • إدمان الأكل.
      • مشاهدة التلفاز.
      • مواقع التواصل الاجتماعي.
      • ممارسة الجنس.
      • المواد الإباحية.
      • استخدام الهاتف الذكي أو الكمبيوتر.
      • إدمان العمل.
      • البحث عن الألم.
      • إيذاء النفس.
      • إدمان السرقة.
      • الهوس الديني.
      • إدمان المخاطر.
      • إدمان عمليات التجميل.

      لا يُظهر إدمان السلوكيات نفس الأعراض الجسدية التي تصاحب إدمان المخدرات والكحول أو تعاطي المخدرات.

       

      علامات الإدمان

      يمكن الفصل بين الممارسات المتكررة أو الممتعة وبين إِدمَانها ببعض العلامات، منها:

        • التغيير في الأولوية: فعندما يصبح القيام بالأمر في الأولوية قبل العمل أو الدراسة أو العلاقات الاجتماعية، يمكن القول أنه أصبح إدمَاناً.
        • عدم التحكم بالنفس: عند العودة للقيام بالأمر ذاته على الرغم من معرفة العواقب أو الآثار المترتبة عليه.
        • تخطي الحدود: الرغبة المستمرة في زيادة الكمية أو الوقت الذي يتم قضائه في ممارسة السلوك المحدد.
        • زيادة المخاطر: عند تخطي الحدود يتم في الوقت ذاته زيادة المخاطر المترتبة على الأمر.
        • أعراض الانسحاب: يشعر الشخص ببعض الأعراض النفسية والجسدية في حالة عدم التمكن من القيام بالأمر.
        • السرقة أو البيع: للتمكن من مواصلة الأمور المتعلقة  مادة ما إن كانت بحاجة إلى دعم مالي، قد يلجأ الشخص إلى السرقة أو بيع الممتلكات.
        • التقلبات المزاجية: مثل الاكتئاب والغضب وممارسة العنف في حال عدم التمكن من تناول المادة المدمن عليها.
        • تغييرات في وضع الشخص المدمن: من ضمنها تغييرات في الوزن ونمط الأكل ونمط النوم.

         

        كيف تصبح مُدمن؟

        يتم تطوير وضع بعض العادات وتحولها إلى إدمان من خلال استراتيجية محددة بالخطوات التالية:

        نظام المكافآت

        عند القيام بأمر معين يؤدي إلى الشعور بالمتعة، فإن الدماغ يطلق كميات أكبر من هرمون الدوبامين (Dopamine)، الذي يقوم بالربط بين الشعور بالسعادة أو القيام بالأمر الممتع، مما يحفز الدماغ إلى تكرار الأمر مرات عدة.

        الرغبة الشديدة وتجاوز الحد

        غالباً ما تتحول الرغبة في تجربة الأمر ذاته إلى رغبة شديدة، خاصة مع توفر الظروف المماثلة للمرة السابقة، مما يدفع الدماغ لإفراز كميات أكبر من الدوبامين، وعندها يتوقف عن الإفراز، مما يستدعي الجسم إلى القيام بالأمر بشكل مكثف لإنتاج كمية الدوبامين اللازمة.

        الابتعاد عن النشاطات الأخرى

        لتلبية إنتاج الكمية اللازمة من الدوبامين، يبتعد الشخص عن النشاطات الأخرى والتي لا تشكل متعة لديه، وينخرط في القيام بالأمر ذاته فقط.

        فقدان السيطرة

        عندما يفقد الشخص سيطرته على القيام بالأمر الممتع، عندها تتأثر حياته بشكل كامل بطريقة سلبية، مما يهدد عمله أو دراسته أو علاقاته الاجتماعية.

         

        العلاج من إدمان على المواد الكيميائية

        غالباً ما يكون التخلص من إدمان المواد الكيميائية في غاية الصعوبة في حال حاول الشخص القيام بذلك دون مساعدة أو إشراف. لذلك يمكن اللجوء إلى الرعاية الطبية بحيث يقوم الطبيب بمساعدة الشخص في اجتياز عملية الانسحاب دون التعرض للآثار القوية، حيث يمكن أن يتضمن العلاج:

        الإقامة في المستشفى

        يتم خلال هذه الإقامة تقديم برامج تأهيلية لمساعدة المريض أو دعمه في علاجه، بحيث يكون الشخص تحت الرقابة الطبية لبضعة أسابيع، وفي الحالات الشديدة قد تستمر من أشهر إلى سنة.

        العلاج النفسي

        يساعد الأخصائي النفسي المريض من التوصل إلى الأسباب الكامنة خلف إدمان هذه المادة، بالإضافة إلى تعليمه طرق للتعامل مع الضغوط الحياتية في حال كان يلجأ إلى هذه المواد للتخفيف من توتره أو التخلص من العوامل الأساسية للإدمان.

        لا يهم نوعه حقًا بقدر ما يهم المشكلة الأساسية التي تجعل الشخص يطارد هذا الشعور الممتع بينما يتحمل عواقب سلبية.

        العلاج الدوائي

        تعمل بعض الأدوية في زيادة فرصة التعافي، بحيث أنها:

          • تمنع حدوث الانتكاسات التي يمكن للشخص أن يتعرض لها أثناء فترة علاجه.
          • تقليل الرغبة في الحصول على المادة المخدرة في المواقف المختلفة، أو عند التعرض للمحفزات.
          • تقليل الأعراض الناتجة عن انسحاب المادة المخدرة، والتي تختلف في شدتها من شخص إلى آخر والاعتماد على ما هو مدمن عليه.

          مجموعات الدعم

          تقدم هذه المجموعات دعماً لمساعدة الشخص على العلاج الذاتي، من خلال برامج يشترك بها أشخاص مجهولين ولكن يعانون من المشكلة ذاته، بحيث يقدموا توجيهاً ناتج عن خبرتهم في محاولة الشفاء.

           

          العلاج من إدمان السلوكيات

          تدخل الكثير من العوامل في تحفيز إدمان السلوكيات لدى الشخص، لذلك لا بد من خطة علاجية محكمة للتخلص من هذه السلوكيات، والتي تتضمن:

          العلاج النفسي

          ويعتمد غالباً على العلاج المعرفي السلوكي لما له من نتائج متقدمة في حالات إدمان السلوكيات المتنوعة، حيث يعمل من خلال:

            • الانتباه للأفكار أو العواطف التي تسبب الضيق للشخص.
            • تعلم كيفية التحكم بهذه الأفكار أو العواطف.
            • تعلم وسائل تأقلم جديدة.
            • تقليل الحاجة إلى ممارسة السلوكيات التابعة للإدمان.

            علاجات أخرى

            يمكن اللجوء إلى مجموعات الدعم، بالإضافة إلى استراتيجيات الرعاية الذاتية، كما أن بعض العلاجات الدوائية مثل مضادات الاكتئاب (SSRI) تعمل على تقليل الأعراض الناتجة عن التحكم بالسلوكيات.

             

            كلمة من عرب ثيرابي

            غالباً ما تكون الانتكاسات جزءاً من مرحلة الشفاء لذلك لا تجعلها سبباً في إحباطك أن تقليل عزيمتك العلاجية، حيث يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي إمكانية استغلال هذه الانتكاسات من خلال:

            • التعلم من الأخطاء.
            • القدرة على تحديد المحفزات.
            • تصحيح المسار العلاجي.

            تذكر جيداً أن الحصول على العلاج النفسي يقلل بشكل ملحوظ من احتمالية التعرض للانتكاسات خلال الرحلة العلاجية، فلا تتردد في الحصول عليه.