ما ستجده في هذا المقال:
في حالات صغيرة أو خفيفة يمكن علاج فصام الشخصية مع أنه مصنف من الأمراض غير القابلة للشفاء؛ حيث أن الأدوية والعلاج النفسي يقلل من أعراضه وآثاره، ولكن يبقى الشخص معرّض للانتكاس بين الحين والآخر.
تشخيص فصام الشخصية
قبل البدء في علاج فصام الشخصية يجب الحصول على تشخيص من طبيب نفسي، واستبعاد ظهور الأعراض بسبب تعاطي المخدرات، أو الأدوية. أو الحالات الطبية التي قد تسبب الأعراض، ويتم تشخيص الفصام بناءً على:
الفحص البدني
يتم إجراء فحص بدني لاستبعاد الإصابة في أي مشكلات صحية أو جسدية قد تكون السبب في ظهور الأعراض، وللتحقق من كافة الأعراض والتعقيدات المرتبطة بالمرض.
الفحوصات والاختبارات
يقوم الطبيب بإجراء مجموعة من الفحوصات أو الاختبارات لاستبعاد أي حالات لها أعراض مشابهة لأعراض فصام الشخصية، وذلك مثل:
- فحوصات الكحول أو الأدوية.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT).
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
- اختبارات الدم، والبول، والسائل النخاعي.
- اختبار نشاط الدماغ (EEG).
التقييم النفسي
يعتمد تشخيص الفصام على إجراء تقييم نفسي على يد طبيب نفسي أو أخصائي صحة نفسية من خلال الآتي:
- مراقبة السلوك الخارجي.
- سؤال المريض عن أفكاره أو مزاجه.
- التأكد من أي هلاوس أو أوهام.
- سؤال المريض عن تعاطي المخدرات، واحتمال اللجوء للعنف.
- البحث عن أي أفكار انتحارية.
- مناقشة التاريخ الشخصي وتاريخ العائلة في الأمراض أو الاضطرابات النفسية.
معايير التشخيص
تقييم الأعراض بناءً على معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، والتي تنص على:
- ظهور ما لا يقل عن 2-5 من الأعراض الرئيسية؛ الأوهام، والهلوسة، والكلام غير المنظم، والحركات غير المنظمة أو الأعراض السلبية.
- استمرار ظهور الأعراض لمدة لا تقل عن شهر واحد.
- استمرار آثار الأعراض لمدة 6 أشهر على الأقل.
- عدم القدرة على الأداء الجيد في المدرسة أو العمل.
- التعرض لخلل اجتماعي أو مهني بسبب أعراض الفصام.
علاج فصام الشخصية بالأدوية
تعتبر الأدوية من أهم العلاجات لفصام الشخصية؛ حيث تساعد في السيطرة على الأعراض، وتستخدم الأدوية التالية في علاج فصام الشخصية:
الجيل الأول من مضادات الذهان
على الرغم من أن سعرها أقل مقارنة بغيرها ولكن تمتلك آثار جانبية عصبية شديدة، وقد تسبب اضطرابات حركية، ومنها:
- كلوربرومازين (Chlorpromazine).
- فلوفينازين (Fluphenazine).
- هالوبيريدول (Haloperidol).
- بيرفينازين (Perphenazine).
الجيل الثاني من مضادات الذهان
تتميز مضادات الذهان من الجيل الثاني بأنها تسبب آثار جانبية أقل خطورة من مضادات الذهان من الجيل الأول، ومنها:
- أريبيبرازول (Aripiprazole).
- بريكسبيبرازول (Brexpiprazole).
- كاريبرازين (Cariprazine).
- كلوزابين (Clozapine).
- إيلوبيريدون (Iloperidone).
- لوراسيدون (Lurasidone).
مضادات الذهان القابلة للحقن
بعض أنواع مضادات الذهان تتم بالحقن في العضل أو تحت الجلد، وتُعطى كل 2-4 أسابيع حسب الدواء الموصوف لعلاج فصام الشخصية، ومنها:
- أريبيبرازول (Aripiprazole).
- ديكانوات فلوفينازين (Fluphenazine decanoate).
- هالوبيريدول ديكانوات (Haloperidol decanoate).
- باليبيريدون (Paliperidone).
- ريسبيريدون (Risperidone).
الفصام ليس قابلاً للشفاء، لكنه غالبًا ما يكون قابلاً للعلاج.
الدخول إلى المستشفى
في حالات فصام الشخصية الشديدة قد يضطر الشخص للدخول إلى المستشفى؛ لضمان السلامة الشخصية، والحصول على التغذية المناسبة أو الرعاية اللازمة. وفي حال لم يرغب الشخص في دخول المستشفى بإمكانه الاستعانة في أحد فرق العلاج المنزلي أو فريق حل الأزمات (CRT)، التي تقدم العلاج والرعاية اللازمة في المنزل.
العلاجات النفسية لفصام الشخصية
يوجد أنواع عديدة من العلاج النفسي فعّالة في علاج فصام الشخصية، ومنها:
علاج نفسي فردي
ويكون عبارة عن جلسات علاج نفسي بين المريض والمعالج أو الطبيب النفسي. ويقوم في تعليم المريض كيفية التعامل مع أفكاره وسلوكياته، ومعرفة المزيد عن المرض، وكيفية تمييز الأمور الحقيقية والواقعية.
العلاج المعرفي السلوكي (CBT)
يساعد العلاج المعرفي السلوكي في علاج فصام الشخصية من خلال تدريب المريض على تغيير تفكيره وسلوكياته، وكيفية التعامل مع الأصوات أو الهلوسة. وعند الجمع بين الجلسات العلاجية والأدوية يمكن معرفة أسباب النوبات الذهانية، وكيفية تقليلها أو السيطرة عليها.
علاج تعزيزي معرفي (CET)
أو ما يُعرف في العلاج المعرفي، ويعمل على تعليم الشخص على:
- كيف يتعرف على المحفزات الاجتماعية.
- تحسين الانتباه أو التركيز.
- تعزيز القدرة على تنظيم الأفكار.
إعادة التأهيل
يعمل علاج فصام الشخصية من خلال إعادة التأهيل على إعادة تدريب الشخص وظيفيًا، ودعم مهارات حل المشكلات، وتعلم طرق إدارة الأموال. نظرًا لأن مرض الفصام يحصل في السنوات التي يبني بها الشخص وظيفته، سوف يدعمه علاج إعادة التأهيل كثيرًا.
الرعاية المتخصصة المنسقة (CSC)
عندما يعاني مريض الفصام من نوبة ذهان لأول مرة ينصح بتلقيه هذا النوع من العلاج؛ لتغيير الاتجاه أو التشخيص للمرض من خلال اكتشافه في مراحل مبكرة. حيث أن علاج فصام الشخصية في المراحل الأولى يكون تأثيره أفضل على المدى الطويل.
العلاج المجتمعي الحازم (ACT)
يهدف العلاج المجتمعي الحازم إلى تقديم خدمات شخصية لمساعدة مرضى الفصام في مواجهة التحديات اليومية في حياتهم. وذلك من خلال متخصصين يساعدون المرضى في التعامل مع المشكلات بشكل استباقي، ومن ثم منع الأزمات.
علاج فصام الشخصية بالصدمات الكهربائية (ECT)
قد يوصي الأطباء في العلاج بالصدمات الكهربائية في الحالات التي لا تتحسن مع الأدوية، أو يواجه بها الشخص خطر إيذاء النفس؛ حيث يساعد العلاج بالصدمات الكهربائية في الحصول على تحسن سريع، ويحدث على النحو التالي:
- يتم تخدير المريض قبل إجراء العلاج؛ حتى ينام ولا يشعر بأي ألم.
- تطبيق تيار كهربائي على فروة الرأس؛ لتحفيز أجزاء معينة من الدماغ.
- حدوث نوبات قصيرة في الدماغ تساعد في تحسين وظائف المخ.
العلاج بالفنون لفصام الشخصية
من الممكن علاج فصام الشخصية بالفنون التي تم تصميمها لتعزيز التعبير الإبداعي؛ حيث يتاح للمرض العمل مع المعالج أو بشكل فردي للتعبير عن المشاعر وتجربة الفصام التي يمر بها، ومن فوائد علاج فصام الشخصية بالفنون:
- التعبير عن المشاعر أو النفس بحرية أكبر.
- توفير تجربة جديدة لمرضى الفصام.
- مساعدة مريض الفصام على تطوير طرق جديدة للتواصل مع الآخرين.
- تخفيف الأعراض السلبية لمرض الفصام.
نصائح مهمة حول علاج فصام الشخصية
من أهم النصائح المفيدة للمساعدة في علاج فصام الشخصية:
- تقبل الإصابة في مرض فصام الشخصية، والتعرف عليه جيدًا.
- البحث في طرق العلاج المختلفة، وتجربة الأنسب منها.
- المحافظة على التواصل مع الطبيب باستمرار، والتحدث معه بصراحة حول كل ما يثير قلق المريض.
- الحرص على وضع أهداف في الحياة، والعمل على تحقيقها.
- لعب الرياضة لمدة 30 دقيقة تقريبًا بانتظام؛ لتهدئة الجهاز العصبي، واكتساب المزيد من الطاقة.
- الحصول على الدعم من الأصدقاء أو أفراد الأسرة المقربين، ومجموعات الدعم.
- التواصل مع الآخرين، والتعرف على أشخاص جدد.
- تعلم مهارات أو هوايات جديدة، والعمل على تنميتها.
- ممارسة تقنيات الاسترخاء المختلفة مثل التنفس العميق أو تمارين اليقظة.
- الحرص على النوم جيدًا خلال الليل، وعدم الإفراط في ساعات النوم.
- الابتعاد عن تناول الكحول والمخدرات.
- الاعتماد على تناول نظام صحي غذائي متوازن.
- التقليل من تناول السكريات أو الكربوهيدرات المكررة.
- الالتزام في خطة العلاج أو تناول الأدوية الموصوفة.
يحتاج معظم الأفراد المصابون بالفصام شكلًا من أشكال الدعم في الحياة اليومية.
كلمة من عرب ثيرابي
على الرغم من أن الفصام من المشكلات النفسية المزمنة، إلا أن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي دائماً ما يركزون على أن الالتزام بالخطة العلاجية المحددة والحصول على الدعم النفسي من المقربين يساعد بشكل كبير في التحكم بالأعراض والتمكن من الاستمرار في الحياة اليومية، حيث يمكن دعم مريض الفصام من خلال:
- مراقبة تناول الدواء للتأكد من عدم تفويت أي جرعة علاجية.
- التشجيع على الجلسات العلاجية التي تعمل بشكل تكميلي مع الأدوية.
- الانتباه بشكل مستمر للأعراض التي قد تدل على الانتكاسات.
- الاستعداد باستمرار للأزمات المحتمل حدوثها وعلامات الخطر.
- العناية بالنفس، حيث أن الاعتناء بمريض الفصام يعتبر أمراً منهكاً جسدياً ونفسياً، ولضمان توفير أنسب رعاية لا بد من الاهتمام بالنفس بشكل أفضل.