Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
مرض فصام الشخصية: التحديات وطرق العلاج والتعايش معه

مرض فصام الشخصية: التحديات وطرق العلاج والتعايش معه

من أكثر الأمراض النفسية صعوبة هو مرض فصام الشخصية، حيث أن صعوبة المرض تكون على كل من المريض والمقربين منه على حد سواء، وفيما يلي أهم المعلومات الواجب معرفتها عن في حال تم تشخيص أحد قريب بمرض فصام الشخصية.

 

ما هو مرض فصام الشخصية

فصام الشخصية (Schizophrenia) هو مرض عقلي مزمن وخطير، يؤثر في طريقة تفكير المريض وشعوره أو تصرفه، مما يؤدي إلى تفسيره للأمور بشكل غير طبيعي، ويتميز هذا المرض باختلاف نوع الأعراض وشدتها من فترة إلى أخرى.

 

مدى انتشار مرض فصام الشخصية

يعتبر من الأمراض النفسية غير الشائعة، ولكن من أكثرها شدة واستمرارية. وعادة ما تظهر أعراضه في مرحلة الشباب، حيث أنها تبدأ عند الرجال في بداية العشرينيات، أما عند النساء فهي في أواخر العشرينات. ونادراً ما نراها في مرحلة الطفولة أو عند من تجاوز عمره 45 عام.

غالبًا ما يعاني الرجال من الأعراض الأولية في أواخر سن المراهقة أو أوائل العشرينات من عمرهم.

 

أسباب مرض فصام الشخصية

إلى الآن لم يتم معرفة سبب فصام الشخصية على وجه التحديد، ولكن العلماء يظنون أن للعوامل الوراثية الكيميائية أو البيئية التالية الأثر الكبير في الإصابة:

  •  أثبتت بعض الدراسات أن الخلل الحاصل في بعض المواد الكيميائية الموجودة في الدماغ واختلاف في حجم بعض المناطق الدماغية في المرحلة ما قبل الولادة يساهم في تطور مرض الفصام. 
  • تناول بعض العقاقير بطريقة خاطئة ومبالغة.
  • التعرض لموقف أو حادث قوي في الحياة قد يؤدي إلى ظهور المرض.

 

أعراض مرض فصام الشخصية

على الرغم من اختلاف أعراض مرض فصام الشخصية من شخص إلى آخر، ولكن تبقى في نفس إطار التفكير والسلوك والعاطفة، حيث تشمل الأعراض بشكل عام على:

التوهم 

من الأعراض المنتشرة عند أغلب المرضى، حيث يتوهم المصاب بعض المعتقدات الخاطئة والتي لا تستند إلى الواقع، مثل توهم الأذى من الغير أو توهم محبة شخص آخر للمصاب أو حتى امتلاك قدرات استثنائية.

الهلوسة

وهي سماع أصوات أو رؤية أشياء غير موجودة على أرض الواقع. وعلى الرغم من أن الهلوسات قد تشمل شتى حواس مريض الفصام ولكن الهلوسات السمعية هي الأكثر انتشاراً بين المرضى.

الذهان

وهو عدم قدرة العقل على فهم المعلومات، ويفقد فيه المريض الاتصال بالواقع، ولا يستطيع التمييز بين ما هو حقيقي وما هو غير ذلك.

يعاني بعض الأشخاص من نوبة ذهانية واحدة فقط، بينما يعاني البعض الآخر من عدة نوبات خلال حياتهم ولكنهم يعيشون حياة طبيعية نسبيًا.

التفكير المشوش

ويمكن الاستدلال عليه من خلال:

  • الكلام غير المنظم.
  • ضعف التواصل بطريقة فعالة مع المريض.
  • الإجابة على الأسئلة المطروحة بشكل غير مترابط.
  • عدم القدرة على تجميع الكلمات لتكوين جمل مفهومة، فيكون الكلام غير قابل للفهم نهائياً.

السلوكيات الحركية غير المنظمة

فغالباً لا يستطيع مريض الفصام التركيز على الأهداف، لذلك يتعذر عليه القيام بالمهام الموكلة، كما يمكن ملاحظة مقاومته للتعليمات أو حركته المفرطة. أو العكس تماماً بحيث لا يبدي أية استجابة على المواقف، أو اتخاذ ردود الفعل غير المناسبة والغريبة لمواقف معينة.

أعراض سلبية متنوعة

مثل عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية والافتقار إلى العواطف، وعدم القيام بالأنشطة اليومية المتنوعة أو الانعزال الاجتماعي.

أعراض خاصة بالمراهقين

تتشابه أعراض مرض الفصام لدى المراهقين مع تلك الخاصة بالبالغين، ولكن يمكن إضافة انخفاض المستوى الدراسي، ومشكلات في النوم، والهيجان أو المزاجية العامة، والافتقار إلى الحافز.

 

علاج مرض فصام الشخصية

في الواقع لا يوجد علاج محدد لمرض فصام الشخصية، ولكن الكشف المبكر يؤدي إلى التحكم بالحالة بشكل أفضل. واتباع خطة علاجية متكاملة تعمل على تحسين حدة الأعراض أو التقليل من تكرارها، وتشمل الخطة العلاجية على:

العلاج النفسي

يعتمد العلاج النفسي المعتمد على العلاج المعرفي السلوكي أو العلاج النفسي الداعم، حيث تنعكس بشكل إيجابي على تقليل التوتر وتحسن من العلاقات الاجتماعي.

العلاج الدوائي

يمكن للطبيب أن يصف بعض الأدوية للتخفيف من أعراض الفصام، مثل:

  • الأدوية المضادة للذهان التي تعمل على تقليل الأعراض في مرحلة اشتداد الحالة، كما أنها تقلل من تكرارها.
  • في حال عدم فاعلية هذه الأدوية يوصف للمريض دواء كلوزابين مع مراعاة الالتزام ببعض الفحوصات المخبرية الدورية لما له من أعراض جانبية.

يحتاج المصابون بالفُصام إلى علاج مدى الحياة. ويمكن للعلاج المبكر أن يساعد في السيطرة على الأعراض.

 

مضاعفات مرض فصام الشخصية

في حال عدم اتباع خطة علاجية محكمة لعلاج المرض، فقد تحدث الكثير من المضاعفات الخطيرة التي تؤثر على جميع مجالات، ومن هذه المضاعفات:

  • قد يلجأ المريض إلى التفكير بالانتحار أو محاولته جديًا.
  • الإصابة باضطرابات القلق أو الوسواس القهري.
  • الإصابة بالاكتئاب.
  • اللجوء إلى تعاطي المخدرات أو إدمان الكحول.
  • عدم القدرة على الإنجاز أو الذهاب إلى العمل مما ينعكس على الوضع المالي.
  • الانعزال الاجتماعي.
  • التعرض لمشكلات صحية متنوعة.
  • الوقوع كضحية استغلال.
  • الإدمان على الأدوية أو المهدئات دون استشارة طبية.

 

عوامل الخطر لمرض فصام الشخصية

لاحظ العلماء وجود بعض العوامل التي قد تساهم في تطور مرض الفصام لدى الأشخاص، ومن هذه العوامل:

  • التاريخ العائلي لمرض الفصام، حيث تزداد احتمالية إصابة الشخص بالفصام في حال أُثبتت إصابة أحد أفراد العائلة.
  • مضاعفات الحمل والولادة مثل سوء التغذية أو التعرض للسموم أو الفيروسات، والتي تؤثر جميعها على نمو الدماغ.
  • تناول بعض الأدوية ذات الطابع النفسي أو العقلي خلال فترة المراهقة.
  • قد تساعد ضغوط الحياة في سرعة ظهور أعراض مرض الفصام.
  • يعمل تعاطي المخدرات ومنها الماريجوانا على حدوث بعض التغيرات في الدماغ، فكلما كان الاستخدام أكثر كلما كانت التغيرات أكثر مما يزيد من احتمالية الإصابة بفصام الشخصية.

تميل النساء إلى إظهار العلامات الأولى للمرض في العشرينات وأوائل الثلاثينيات من العمر.

 

الفرق بين مرض فصام الشخصية ومرض اضطراب الهوية الانفصامية

قد تبدو بعض الأعرض متشابهة بشكل كبير، إلا أنهما مرضين مختلفين، حيث أن:

  • مرض انفصام الشخصية ليس من أعراضه تعدد الشخصيات
  •  مرض اضطراب الهوية الانفصامية (Dissociative Identity Disorder) يتميز بوجود شخصيتين واضحتين للشخص، وكلا الشخصيتين يتحكمان بالمريض بشكل متناوب.

 

الوقاية من مرض فصام الشخصية

بسبب المعرفة القليلة المتوفرة عن أسباب فصام الشخصية، فلا يمكن معرفة طريقة محددة للوقاية منه، ولكن من خلال الانتظام على الخطة العلاجية الإصابة بانتكاسات.

 

التعايش مع مرض فصام الشخصية

يمكن إدارة مرض فصام الشخصية بشكل يسمح التعايش معه أو التقليل من أعراضه، ويكون ذلك من خلال:

  • التعرف على العلامات أو الدلالات التي تسبق النوبة الحادة للمرض، والعمل على تجنب ما يحفزها.
  • الاستمرار بتناول الأدوية المخصصة بالشكل الموصوف بها.
  • التحدث مع الآخرين عن المرض للحصول على الدعم اللازم، وأخذ الاحتياطات الممكنة.
  • الاشتراك في برامج إعادة التأهيل.
  •  الحصول على الدعم الأسري، حيث يشكل أمراً أساسياً وضرورياً عند الحاجة للمساعدة عند الإصابة بالانتكاسات.

 

كلمة من عرب ثيرابي

على الرغم من أن مرض الفصام يعد مرضاً صعباً على كل من المريض بحد ذاته والمحيطين به، ولكن يمكن مساعدته بعدة طرق. حيث يفضل الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي تقديم الدعم من خلال:

  • سؤاله عن نوع المساعدة التي يحتاجها.
  • التركيز على مشاعره عند الحديث معه.
  • متابعة الأعراض وما يظهره المريض عن كثب.
  • التعرف بشكل أكبر عن المرض.
  • وضع الخطط المستقبلية لحالات الطوارئ أو الأوقات الصعبة المحتملة.
  • زيادة الاعتناء بالنفس مما يساعد في الاستمرار بمساعدته.