Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
كيف يفكر مريض الفصام؟

كيف يفكر مريض الفصام؟

قد يكون مرض الفصام من أكثر الاضطرابات النفسية التي يساء فهمها أو يظن الناس أن المصاب بها عنيف أو عنده انقسام في الشخصية، ولكن معرفة الطريقة التي يفكر مريض الفصام بها قد تُساعد على توضيح مرض الفصام بشكل أفضل.

 

كيف يفكر مريض الفصام؟

تختلف الطريقة التي يفكر مريض الفصام بها بين المصابين بناءً على شدة المرض، أو الوعي به، أو الالتزام في العلاج الخاص به، وذلك مثل:

عدم الإدراك 

قد يعاني البعض مع مرض فصام الشخصية بسبب عدم الإدراك بالإصابة بالمرض، أو ما يُسمى في فقدان الوعي؛ كأن يفكر مريض الفصام بأنه لا يعاني من أي مشكلة أو اضطراب.

متلازمة الدخيل

تعتبر من أكثر الآثار المخيفة للفصام، وهي الوهم بأن الطرف الآخر في أي علاقة هو شخص دخيل أو شخص آخر، ويعتقد أنها تحصل بسبب عدم التطابق بين تصورات الشخص للعالم الخارجي وقدرته الداخلية.

الأوهام

أن يكون لدى الشخص وهم يعني أن يكون مهووسًا بـ فكرة، مع الإيمان المطلق بأن هذه الفكرة صحيحة، مثل:

    • أفكار حول الشريك أو مدير العمل يسعى لاستغلال مريض الفصام أو القضاء على المريض.
    • اقتناع مريض الفصام بشكل تام بأنه شخص مشهور أو مهم مثل نابليون.
    • الاعتقاد التام بوجود “قوّة كبرى” أو كائنات فضائية تتحكم بالشخص وأفكاره.
    • الإيمان الكامل في امتلاك قوة خارقة مثل القدرة على الطيران.
    • الاعتِقاد أن الأفكار الخاصة مكشوفة للآخرين أو تنتقل لهم.
    • أحيانًا يفكر مريض الفصام بأنه هناك أشخاص آخرين يزرعون الأفكار في رأسه، أو يسرقون منه الأفكار.

    الهلاوس

    يفكر مريض الفصام أو يرى أو يسمع أشياء غير حقيقية وهي الهلاوس بأنواعها المختلفة، والتي تعد من أعراض الذهان؛ ولكن مريض الفصام يكون مقتنع ومؤمن بأنها جميعها أمور حقيقية دون الإدراك بأنها مجرد هلاوس أو أفكار في عقله.

    تميل النساء إلى الإصابة بالفصام في 20 أو 30 من عمرهن. بينما يميل الرجال إلى الإصابة به في أواخر سن المراهقة وحتى أوائل 20.

    تشوّه الإدراك

    يعَاني مريض الفصام أحيانًا من تشوّهات في الإدراك تجعل من الصعب عليه التمييز بين الأفكار أو الهلاوس والواقع، مثل:

      • يسمع مريض الفصام أشخاص يقولون أشياء أو ينتقدونه أو يوجهون له إهانة، إلا أنها في الواقع لم تحصل.
      • الانتباه لوجه شخص ما، وملاحة أن أسنانه بيضاء جدًا، ثم رؤية الفم والأسنان يكبران حتى يملآن الغرفة كاملة.
      • يواجِه مريض الفصام الهلوسات البصرية باستمرار؛ حيث يرى الأطفال الصغار أو الحيوانات تلاحقه أو تتبعه.

      التفكْير غير المنظم

      ينتقل مريض الفصام من موضوع لآخر باستمرار؛ حيث أن أفكاره غير منتظمة، ولكن أحيانًا يظهر ذلك على هيئة الردود التي ليس لها أي صلة أو علاقة بالموضوع المطروح.

       

      قدْ يفكر مريض الفصام بأن كل ما يحدث من حوله هو المقصود به أو موجه له، مثل الاعتقاد بأنه اللوحة الإعلانية أو النشرات الإخبارية موجهة له شخصيًا

       

      لماذا الطريقة التي يفكر مريض الفصام بها مشوهّة؟

      الشخص المصاب بالفصام يكون لديه تشوهات طفيفة في وظائف الدماغ أو في وظائف الاتصال داخل الدماغ، مما يؤدي لعدم تطابق ما بين العالم الخارجي والتفكير الداخلي لمريض الفصام.

       

      كيف تبدو أفكار مريض الفصام؟

      قام بعض الأشخاص بمشاركة قصصهم حول الأفكار الفصامية التي تهاجمهم بين الحين والآخر، ومنها:

      “ظننت أني كائن شيطاني”

      تقول كولينز أنها قبل أن تبدأ العلاج كثيرًا ما هاجمتها أفكار بأنها كائن شيطاني:

      ” تصبح الغرفة مظلمة ومن ثم يتشوه الناس ويصبحون كأنهم كائنات شيطانية، ولو نظرت في المرآة سأجد نفسي كائنًا شيطانيًا أيضًا، لقد ظننت أنني أبشع شخص في العالم”.

      “أشعر كأن قدماي تتساقطان على الأرض”

      هو ما قالته كولينز أيضًا عن أفكار الفصام التي كانت تعاني منها قبل العلاج:

      ” إذا حاولت السير عبر الغرفة سأشعر كأن قدمي تسقطان على الأرض”، وهو تعبيرًا عن تراجع الإدراك لديها، كما قالت:

      “لم أستطع التحدث لسنوات، كان الأمر كأن صوتي تم ابتلاعه في أعماقي أو كأنني حوصرت في صندوق أسود في رأسي ولم أستطع الخروج منه على الرغم من رغبتي في ذلك.”

      “ما كنت أشعر به يُشبه مشاهدة فيلم في منطقة حرب”

      يقول ديكسون أنه لم يرى هلاوس أو رؤى بسبب الفصام، إلا أنه كان يشعر في حالة من الهدوء في دماغه لدرجة أنه لا يستطيع التركيز:

      ” ما كنت أشعر به يشبه مشاهدة فيلم في منطقة حرب، والقنابل تنفجر، وفوضى مطلقة، سمعت الكثير من النقرات والدوي، واعتبرت هذا أمرًا مفروغًا منه، الجميع يعرف كيف يتعامل معه لكن أنا لم أستطع.”

      “سأكون قادرًا على العودة بالزمن” 

      أمرًا آخر قد قاله ديكسون عن أفكار الفصام:

      ” في أسوأ عام لي أتذكر الذهاب في نزهة على الأقدام والتفكير لو توقفت عن المشي هنا، ثم وقفت ساكنًا، واستدرت لأمشي في الاتجاه الآخر سأكون قادرًا على العودة بالزمن للوراء”.

       

      كيفية التعامل مع أفكار مريض الفصام

      الطريقة التي يفكر مريض الفصام بها لها تأثير كبير على حياة المريض والأشخاص المحيطين به، ولكن هناك عدد من الطرق التي تساعد في التعامل معها، ومنها:

      الحصول على العلاج

      يتطلب علاج الفصام وقتًا طويلًا، وقد يُصبح جزءًا من روتين حياة المريض، ولكن من المهم الحصول على العلاج؛ للتقليل من أعراض الفصام أو الأفكار الفصامية غير المعقولة.

      تشير الدراسات إلى أن معدلات عدم الالتزام  بالعلاج تصل إلى 26% – 68% بين المرضى الذين يتلقون الأدوية المضادة للذهان عن طريق الفم

       

      السيطرة على التوتر 

      مستويات التوتر العالية تزيد من الطريقة المختلفة التي يفكر مريض الفصام بها، ولكن يُمكن السيطرة عليها أو تقليلها عبر:

        • المحافظة على التواصل الاجتماعي مع الأصدقاء أو العائلة أو المقربين.
        • الانضمام أو التطوع في مجموعات دعم الفصام.
        • الالتحاق في فصل لتعلم أمور جديدة، أو الانضمام إلى نادي أو تجمّع مع أشخاص لديهم اهتمامات مشتركة.
        • محاولة اتباع أو ممارسة تقنيات الاسترخاء بانتظام مثل اليوجا، أو التنفس العميق، أو التأمل.

        ممارسة التمارين الرياضية

        أحَد طرق التغلب على الطريقة التي يفكر مريض الفصام بها هي ممارسة التمارين الرياضية، وذلك حسب الآتي:

          • لعب 30 دقيقة من التمارين الرياضية في معظم الأيام.
          • أو لعب 3 جلسات، كل جلسة 10 دقائق.
          • تجربة التمارين الإيقاعية التي تحرك اليدين والقدمين مثل المشي، أو الجري، أو السباحة، أو الرقص.

           

          النوم جيدًا؛ حيث أنه عندما يتناول مريض الفصام الدواء سوف يحتاج للمزيد من النوم، غالبًا أكثر من 8 ساعات.

          تجنب التدخين أو الكحول أو المخدرات

          لأنها قد تتعارض مع فعاليّة بعض أدوية الفصام، مما يؤدي إلى تفاقم الأعراض.

          تناول وجبات مغذية

          لتجنب تفاقم أفكار أو أعراض الفصام بسبب تغير مستويات السكر في الدم يجب الحرص على تناول وجبات مغذية بانتظام، وبشكل خاص التي تحتوي على أحماض أوميغا 3 الدهنية مثل الأسماك الدهنية، أو الجوز، أو بذور الكتان.

           

          كلمة من عرب ثيرابي

          لأن الفصام يعتبر من الحالات المزمنة والتي تستدعي التأقلم مع الأعراض وتعلم أنجح الطرق للحد من شدتها، فإن اللجوء إلى العلاج النفسي يعد في غاية الأهمية، حيث يرى الأخصائيون في عرب ثيرابي أنه يساعد في:

          • تعلم كيفية التعامل مع الأفكار والسلوكيات.
          • القدرة على التمييز ما بين الحقيقي وغير الحقيقي.
          • إدارة الحياة اليومية بشكل أفضل.
          • تعلم المزيد عن المرض والآثار الناتجة عنه.