ما ستجده في هذا المقال:
يحدث تبدد الشخصية عندما تشعر بشكل دائم أو متكرر بأنك تراقب نفسك من خارج جسمك أو تشعر بأن ما حولك ليس حقيقياً، ولكن هل يعتبر تبدد الشخصية خطير أم أنه من الاضطرابات التي يمكنك التعايش معها؟
ما هو تبدد الشخصية؟
هو حالة ذهنية تشعر بها بالانفصال عن محيطك أو الأمور المحيطة بك، والتي تجعلك تشعر بأن الأمور من حول غير واقعية، ولكن تكون على إدراك كافي بأنها أمور غير واقعية أو غير طبيعية، ويبقى السؤال هنا هل تبدد الشخصية خطير؟
هل تبدد الشخصية خطيراً؟
لا، لا يعتبر تبدد الشخصية خطير أبدًا، ولكنه قد يكون مزعجًا جدًا للأشخاص الذين يختبرونه أو يمرون به؛ حيث إن الشخص يشعر بنفسه خارج جسده، وبعيدًا كل البعد عن واقعه أو ما حوله.
الكثير من الناس يمرون بتجربة الغربة عن الواقع أو تبدد الشخصية في فترة ما من حياتهم بشكل عابر.
لماذا لا يعتبر تبدد الشخصية خطيرًا؟
بشكل عام لا يعد تبدد الشخصية خطيرًا لأنه يمكنك إدراك أن شعورك بالانفصال غير حقيقي، مما يسهل عليك التعامل معه، وأبرز أعراض تبدد الشخصية:
-
- الشُعور كأنك تراقب جسدك وأفكارك أو مشاعرك من الخارج، أو قد تشعر كأنك تطفو في الهواء فوق نفسك.
- تشعُر بنفسك كأنك إنسان آلي، وفقدت القدرة على التحكم في كلامك أو حركاتك.
- قَد يكون شعورك بأن جسمك أو ساقيك وذراعيك تبدو أضخم أو أصغر مما هي عليه، أو أن رأسك يغلفه القطن.
- التخدّر العاطفي أو البدني لجميع حواسك، أو تفاعلك مع العالم من حولك.
- فقد العاطفية من الذكريات أو عدم شعورك بأنها ذكرياتك الخاصة.
- الاغتراب عن البيئة المحيطة؛ مثل أن تشعر بأنك في فيلم أو حلم.
- الانفصال العاطفي عن الآخرين في حياتك كما لو أن هناك جداراً زجاجياً أو شفافاً يفصلك عنهم.
- تشوّش البيئة المحيطة بك أو عدم وضوحها، أو انعدام الألوان بها، أو الشعور كأنها ثنائية الأبعاد أو زائفة.
- فرط الوعي بالبيئة المحيطة بك أو وضوحها بالنسبة لك.
- التشوش في إدراك الزمن أو في تقدير مسافة الأحجام أو شكلها؛ حيث إنك قد تشعر بأن الأحداث التي جرت مؤخرًا كأنها منذ زمن بعيد.
على الرغم من استمرار نوبة الاغتراب عن الواقع أو تبدد الشخصية لعدة ساعات أو أيام، أو أسابيع، وفي بعض الأحيان لشهور، فقد تتحسن الحالة مع اتباع العلاج الصحيح لها، لذلك لا يعتبر تبدد الشخصية خطير.
متى يعتبر تبدد الشخصية خطير؟
يمكِنك اعتبار تبدد الشخصية خطير عندَما يبدأ بالتأثير على حياتك الخاصة أو العملية يجب عليك مراجعة الطبيب للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين، وذلك في حال ظهور الأعراض التالية:
-
- الإزعاج أو التدمير النفسي بسبب مشاعر الاغتراب عن الواقع.
- الأعراض لا تختفي أو تستمر في الظهور والعودة مرارًا وتكرارًا.
- تتداخل الأعراض مع العمل، أو العلاقات الشخصية، أو الأنشطة اليومية في حياتك.
- مواجهة صعوبة في التركيز على المهام، أو في تذكر الأمور.
- معارضة العمل أو الأنشطة اليومية الأخرى.
- مشكلات في العلاقات، أو مع العائلة أو الأصدقاء.
- القلق أو الاكتئاب، أو الشعور باليأس.
ما هي أسباب الإصابة في تبدد الشخصية؟
هناك عدة أسباب خلف مواجهة تبدد الشخصية أو المعاناة من نوبات تبدد الشخصية، ومن أبرز أسبابها:
-
- الضغوط الخارجية.
- الأمراض المعدية أو الخطيرة منها.
- أسباب وراثية أو جينية.
- المواد المخدرة أو التي لها تأثير على كيمياء الدماغ مثل الماريجوانا، أو المواد المهلوسة، أو المنشطات.
- النوبات.
- الخرَف.
- الفصام.
- نوبات الذعر.
- الاكتئاب.
- اضطرابات انشقاقية أخرى مثل فقدان الذاكرة.
- التعرّض للإساءة العاطفية أو الإهمال في سن مبكرة أو في مرحلة الطفولة.
- الاعتداء الجنسي أو الجسدي.
- مشاهدة العنف المنزلي.
- الوالدان أو الأوصياء المصابون باضطراب عقلي شديد.
- موت غير متوقع لأحد أفراد الأسرة.
- اضطراب ما بعد الصدمة بسبب الحرب أو الصراع.
- الصدمات من حادثة أو كارثة طبيعية.
كيف يبدو الشعور في تبدد الشخصية؟
تبدد الشخصية عبارة عن مجموعة من الأحاسيس الجسدية والعواطف، والأفكار التي تقودك إلى الشعور بالاغتراب عن الواقع، وقد وصف بعض الأشخاص تجربتهم على النحو الآتي:
” أو ما إذا كنت قد تركت جسدي بطريقة ما”
وصفت مريضة شعورها مرة أثناء ركوبها في الكرسي الخلفي للسيارة مع الأصدقاء أنها انفصلت عن المحادثة بشكل مفاجئ، وأصيبت بنوبة هلع وهي تتساءل عما إذا كانت ما بالسيارة، أو أنها تركت جسدها وكانت تراقب السيارة عن الرصيف.
” أنا في وضع غير واقعي ولا أعرف مكاني”
قالت سالي أنها إذا اضطرت للتعامل مع الناس لفترة طويلة فإنها تبدأ بالحصول على رؤية نفقية، وتبدأ أذنها تحترق، ووجهها يسخن؛ وفي لحظة يبدأ العالم بالتراجع وتبقى لوحدها في هذا الموقف ولا تعرف ما تقوله، وتشعر كأنها في وضع غير واقعي ولا تعرف مكانها”.
” أشعر في الواقع أنني لست هناك”
إيلين تشعر بتبدد الشخصية في المواقف التي لا تشعر بها أنها جزء من المجموعة أو تشعر بالعزلة، وقالت عن شعورها:
” أشعُرُ بالعزلة أو بعدم السيطرة، ولا أشعر بأني جزء من الموقف وأميل للشعور بأنني بحاجة إلى السيطرة على جميع المواقف، لذلك عندما أشعر أنني لا أملك السيطرة أشعر بعدم الارتياح، وأشعر في الواقع أنني لست هناك”.
” هل هذا أنا؟ هل أنا نفسي؟ أم أن هذا كله حلم؟”
هذه الكلمات التي وصف بها جون شعوره حول تبدد الشخصية، وأكمل قائلًا أنه شعور غريب؛ حيث يشعر إنه ينظر لنفسه من الخارج؛ وأحيانًا أخرى يشعر بالارتباك فيما إذا كانت الأفكار التي برأسه حقيقية أم لا، وقال:
” إذَا واصلت التركيز على شيء يزعجني أو أشعر بالقلق حول الأشياء التي لا تحدث بالوقت الحاضر أجد نفسي في عالم آخر”.
” كما لو أنني في حلم”
عبرّت إيلين عن ما يحصل معها وقالت إنها حين تكون مع الأصدقاء تتغير رؤيتها للأشياء فجأة، ” ستبدو كل الأشياء في محيطي مسطحة تقريبًا وثنائية الأبعاد، أشعر كأني متفرجة وكأن هناك مساحة محددة بيني وبين محيطي”.
” أنتظر اللحظة التي سأكون فيها جزءًا من العالم مرة أخرى”
سوزان تشعر بالانفصال عن الواقع بنسبة 100%، ووصفت تجربتها بأنها قضت معهم حياتها غير متصلة، وقد طورت شخصية تسمح لها بالتفاعل مع الآخرين على الرغم من أنها تشعر بالعزلة تمامًا، وتنتظر اللحظة التي ستكون بها جزءًا من العالم مرة أخرى.
” كَان من الصعب تصديق أني سأتخلص من هذا الشعور”
قَال أحد الأشخاص أنه كان يشعر بالرعب والذعر بسبب نوبات تبدد الشخصية حتى إنه لم يصدق أنه سيتخلص من هذا الشعور أبدًا؛ ” كانَت الأفكار تدور في رأسي طوال اليوم، وحتى وأنا نائم كنت أراها في أحلامي وكوابيسي“.
كلمة من عرب ثيرابي
إذَا كنت تشعر أنك تواجه أياً من أعراض تبدد الشخصية، أو تظن أن تبدد الشخصية خطيراً على حياتك أو حياة من حولك لا تترد بالتواصل مع أطباء منصة عرب ثيرابي للعلاج النفسي للحصول على استشارة نفسية.
