ما ستجده في هذا المقال:
علاج حل المشكلات عبارة عن نهج إيجابي يستخدم أساليب وتقنيات حل المشكلات لتحسين قدرة الفرد على التعامل مع تجارب الحياة المجهدة أو المسببة للقلق، ولذلك يعتبر فعالًا في علاج الكثير من الاضطرابات النفسية.[مرجع1]
علاج حل المشكلات (PST)
الهدف من علاج حل المشكلات (PST) هو تعزيز قدرة الفرد على التعامل مع تجارب الحياة المجهدة وتعزيز الكفاءة السلوكية بشكل عام،
ويقوم على مبدأ أن الكثير مما يُنظر إليه على أنه اضطراب أو مشاكل نفسية عبارة عن عواقب لسلوكيات التأقلم غير الفعالة أو غير القادرة على التكيف.
ويهدف هذا العلاج إلى مساعدة الأفراد على تبني وجهة نظر متفائلة وواقعية للتكيف، ومن ثم فهم دور العواطف بشكل أكثر فاعلية، وتطوير خطة عمل بشكل إبداعي تهدف إلى تقليل الضغط النفسي وتعزيز الرفاهية.[مرجع1]
فعاليّة علاج حل المشكلات
تم تطوير هذا النوع من العلاج بالأساس لمساعدة الأشخاص على مكافحة التوتر من خلال حل المشكلات بشكل فعال،
ومن ثم تم تكييفه لمعالجة الاكتئاب السريري، ولا زالت الأبحاث جارية حول فعاليته للاكتئاب.
ولكن يبدو أنه فعالًا كعلاج قصير للاكتئاب؛ حيث يظهر التحسن في أقل من 6-8 جلسات مع معالج أو أخصائي رعاية صحية آخر،
مما يجعله خيارًا جيدًا لشخص غير قادر على الالتزام بعلاج أطول للاكتئاب.[مرجع2]
يُعتقد العلاج من خلال حل المشكلات يساعد في علاج الاكتئاب عند كبار السن، أو مقدمي الرعاية، أو أصحاب الأمراض الخطيرة مثل السرطان
تقنيات علاج حل المشكلات
هناك العديد من التقنيات التي تستخدم في هذا النوع من العلاج، وأبرزها:[مرجع2]
التوجه الإيجابي لحل المشكلات
يعتمد على النظر للأمور بتفاؤل، وتعزيز الكفاءة الذاتية، مع قبول فكرة أن المشكلات جزء طبيعي من الحياة،
ويتضمن تعليمك مهارات حل المشكلات لمساعدتك على التغلب عليها، ومن هذه المهارات:
- معرفة كيفية تحديد المشكلة.
- تحديد المشكلة بطريقة مفيدة.
- محاولة فهم المشكلة بشكل أعمق أو من جوانب مختلفة.
- تحديد الأهداف المتعلقة بالمشكلة.
- إيجاد حلول بديلة وخلاقة للمشكلة.
- اختيار أفضل مسار للعمل على حل المشكلة.
- تنفيذ الاختيار الذي قمت به.
- تقييم النتيجة لتحديد الخطوات التالية.
الحل التخطيطي للمشكلات
تتضمن اتباع سلسلة من الخطوات لإصلاح المشكلات بطريقة صحية وبناءة، وذلك على النحو الآتي:
- تعريف المشكلة وصياغتها: بالبداية عليك تحديد مشكلة الحياة الواقعية التي تحتاج إلى حل، وصياغتها بطريقة تسمح لك بإيجاد حلول محتملة.
- إيجاد حلول بديلة: الوصول إلى حلول محتملة مختلفة للمشكلة المطروحة، بهدف تبادل الأفكار حول خيارات معالجة ضغوط الحياة بطريقة إبداعية بطرق مختلفة.
- استراتيجيات صنع القرار: حيث يتم مناقشة الاستراتيجيات المختلفة لاتخاذ القرارات، وتحديد العقبات التي قد تعترض طريق حل المشكلة.
- تنفيذ الحل والتحقق منه: تتضمن هذه المرحلة تنفيذ الحل المختار، ومن ثم التحقق من فعاليته في معالجة المشكلة.
أدوات ومهارات علاج حل المشكلات
يتطلب العلاج من خلال حل المشكلات استخدام الأدوات أو المهارات التالية:[مرجع3]
التعاون
كما هو الحال مع أي علاج نفسي آخر يجب خلق بيئة تعاونية وعلاقة قوية بين المعالج والعميل، وذلك من خلال:
- نقل شعور حقيقي بالالتزام تجاه العميل مع اللطف بواسطة المُعالج.
- استخدام مهارات الاستماع النشط.
- تقديم الدعم الكافي للمريض أو العميل حتى يستمر بالعلاج.
التربية النفسية
جزء لا يتجزأ من علاج حل المشكلات ويستخدم طوال فترة العلاج، والهدف منها تزويد العميل بالأساس المنطقي لعِلاج حَل المشكلات،
بما في ذلك شرح لكل خطوة متضمنة في خطة العلاج، مع تثقيفه حول أعراض الصحة النفسية، وتعليم استراتيجيات موجهة نحو الحلول ومهارات الاتصال.
التدريب
في التدريب يتم تحفيز المريض أو العميل على طرح الأسئلة، وخوض النقاشات وتقديم الاقتراحات،
مما يحفز الشخص إلى تبادل الأفكار أو التفكير في البدائل، أو قد يسأل عن الأوقات التي تم فيها استخدام مهارة معينة لحل مشكلة خلال موقف صعب.
يمكن أن يؤدي الفشل في حل المشكلات المجهدة في الحياة بشكل مناسب إلى حدوث مشكلات نفسية وسلوكية كبيرة
النمذجة
النمذجة هي مساعدة الشخص على تعلّم مهارات حل المشكلات والتعامل معها من خلال الملاحظة،
ويمكن أن تشمل الرسوم التوضيحية أو الشروحات الكتابية واللفظية لحل المشكلات التي يستخدمها الطبيب أو المعالج،
من خلال النمذجة يمكن للعميل تعلم مهارات فعالة في حل المشكلات من خلال تمارين لعب الأدوار، أو عروض الأفلام القصيرة،
ومن ثم يقوم العمل بتقليد المهارات التي تعلمها وتطبيقها على المشاكل التي يواجهها في حياته.
التعزيز الإيجابي
تتمثل مهمة المعالج في التعزيز الإيجابي في تقديم الدعم والتشجيع لجهود الشخص في محاولة تطبيق مهارات حل المشكلات المختلفة،
والهدف منها هو أن يستمر الشخص في استخدام سلوكيات أكثر تكيفًا حتى لو لم يفهمها بشكل صحيح في البداية،
وبعد ذلك يقدم المعالج التقييم أو المراجعة لها حتى يتمكن العميل من اكتشاف العوائق التي واجهته، وإيجاد حلول بديلة من خلال الموازنة بين الإيجابيات والسلبيات لمواصلة العمل نحو هدف محدد.
استخدام التشبيهات والاستعارات
قد يكون استخدام التشبيهات والاستعارات مفيدًا لتوفير رؤية أوضح أو أسهل للفهم بالنسبة للشخص،
على سبيل المثال قد يستخدم المعالج مهارات أو نقاط مرجعية مثل الطهي، أو القيادة، أو الرياضة لشرح عملية حل المشكلات وإيجاد الحلول.
فوائد علاج حل المشكلات
يساعد هذا النوع من العلاج في حل الكثير من المشكلات، وله العديد من الفوائد كذلك، وأبرزها:[مرجع4]
- زيادة قدرتك على التعرف على مسببات التوتر أو ما يجعلك تشعر بمشاعر سلبية مثل الحزن أو الغضب.
- التأكد من قدرتك على التعامل مع أي مشاكل قد تطرأ.
- تعزيز قدرتك على التعامل مع قضايا أو مشاكل الحياة المختلفة.
- امتلاك مجموعة أدوات من الحلول لمعالجة المشكلات التي تتعامل معها.
- زيادة ثقتك بنفسك وبقدرتك على حل المشكلات المختلفة.
- أن تكون قادرًا على التعرف على المحفزات أو مسببات المشاكل التي تؤثر على حياتك.
- تعزيز قدرتك على التعامل مع مشاعرك مهما كانت بمجرد أن تشعر بها.
- تقليل سلوكيات التجنب أو الابتعاد.
- خلق الشجاعة للتعرف على مشاكل الحياة غير القابلة للحل.
- رفع قدرتك على إصدار أحكام سليمة.
- تعلّم الصبر، وإدراك أنه ليس لكل المشاكل حل سريع.
من يستفيد من علاج حل المشكلات؟
العديد من الأشخاص ممن يعانون من مشاكل أو حالات صحة نفسية يمكنهم الاستفادة منه، وغالبًا ما يوصى به للحالات التالية:[مرجع4]
- الحالات المتعلقة بالقلق، أو المشكلات النفسية أو مشاكل العلاقات.
- التعامل مع ضغوط الحياة اليومية.
- الحزن على وفاة أحد أفراد الأسرة، أو الطلاق، أو التعامل مع أحداث الحياة الصادمة بشكل عام.
- حَل المشاكل المالية.
- المعاناة من قضايا إيذاء النفس.
- القلق أو اضطرابات القلق بسبب المرض أو ضغوطات الحياة.
نصيحة عرب ثيرابي
من المهم للغاية أن تتعلم كيفية حل المشكلات؛ حيث أن المشكلات جزء لا يمكن نكرانه في الحياة، ولا يمكن تجنبه أو الابتعاد عنه. ولذلك تواصل مع أحد أطباء عرب ثيرابي أو المتخصصين في تعليم مهارات حل المشكلات حتى تتمكن من الوصول إلى الراحة وصحة نفسية مستقرة وجيدة.
