Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
هل الحزن يؤثر على القلب

هل الحزن يؤثر على القلب؟ اكتشف الارتباط بينهما

في حال كنت تقدم الرعاية الصحية والاعتناء بأحد الأشخاص المقربين المريض قبل وفاته أو جاءت الوفاة لشخص عزيز بشكل مفاجئ، فإن الحزن الشديد الذي قد تعاني منه في هذه الأثناء لا يؤثر على صحتك النفسية فقط بل له تبعيات جسدية قد تطول صحة القلب.

فهل حقاً الحزن ينعكس على صحة القلب؟ وكيف يظهر هذا التأثير؟ اكتشف الارتباط وحاول التخلص من حزنك للحد من تأثيراته السلبية. 

 

هل يؤثر الحزن على القلب في حالة فقدان شخص عزيز؟

أظهرت الدراسات المستفيضة في الأمر أن فقدان أحد المقربين والحزن الشديد عليه وطريقة الاستجابة العاطفية في تلك الأثناء، كل ذلك يؤثر على القلب بشكل مباشر. حيث أن ضغط الدم خاصة الانقباضي يرتفع بما يزيد عن 20 ملم زئبقي. ويصبح أكثر عرضة للإصابة بمشكلات في القلب، بالإضافة إلى متلازمة القلب المكسور.

أثبتت البحوث أن الشخص يزيد لديه خطر الموت في حال حزن لفقدان أحد الأشخاص العزيزين عليه.

اعرف المزيد: فوبيا الفقد (رهاب فقدان الأشخاص)

 

تفسير كيفية تأثير الحزن على صحة القلب

مهما حاولت أن المضي قدماً والقبول بالواقع الجديد فإن الحزن الشديد على فقدان أحد الأعزاء قد يكون وقعه أكبر من ذلك. فقد تعاني من الاكتئاب خلال التعامل مع الشعور بالصدمة في وقت مبكر من الموقف، الأمر الذي يمنعك من الخروج من حزنك بدل يدخلك في دوامة لا نهاية لها. ويمكن تفسير تأثير ذلك على القلب على النحو التالي:

  • غالباً عندما تشعر بالحزن الشديد فأنت لن تفكر بأسلوب الحياة الصحي. فقد تفقد الاهتمام بالتمارين الرياضية ويزيد تناولك من الأطعمة الجاهزة والبقاء مستيقظاً منخرطاً بالتفكير بمشاعر الاشتياق والخسارة. تؤثر الخيارات غير الصحية هذه على الصحة البدنية للشخص بشكل مباشر مما تعرضه للمزيد من الخطر.
  • ما أن تبدأ بالشعور بالحزن حتى تحدث تغيرات فسيولوجية كبيرة في الجسم. بما في ذلك ارتفاع مستويات الجلوكوز وهرمونات التوتر والكورتيزول.
  • من الممكن أن تصاب بنوبة قلبية نتيجة لاستجابة الحزن الشديدة. يزيد الحزن من ضغط الدم ومعدل ضربات القلب بشكل مشابه لما يحدث خلال نوبة الهلع. يمكن لهذه التأثيرات أن تضيّق الأوعية الدموية والتسبب في نوبة قلبية. كما يمكن أن يؤدي التوتر والقلق المرافقين للحزن أيضاً إلى الرجفان الأذيني أو ما يسمى بعدم انتظام ضربات القلب.

يمكن أن يؤدي الحزن إلى تغييرات تؤثر على صحتك لأسباب تتجاوز مجرد القيام بعادات صحية سيئة. 

 

متلازمة القلب المكسور

تعتبر متلازمة القلب المكسور حالة مؤقتة تنتج عن التعرض للمواقف الحياتية الصعبة (مثل وفاة أحد المقربين) وما تحمله من إجهاد عاطفي وجسدي الشديد. حيث تكون نتيجة رد فعل القلب تجاه زيادة هرمونات التوتر. ويشعر الشخص في هذه المتلازمة بألم مفاجئ في الصدر وضيق التنفس أو يشتبه في إصابته بنوبة قلبية، حتى أنه قد يتوجه إلى المستشفى للتأكد من الأمر.

ويحدث خلال هذه المتلازمة اضطراب مؤقت في وظيفة الضخ الطبيعية للقلب في منطقة واحدة. بينما يعمل باقي القلب ضمن الحدود الطبيعية أو مع انقباضات أكثر شدة. ومع ذلك فإن الحالة قابلة للتعافي بشكل تلقائي خلال أيام أو أسابيع، لكن إن يشعر الشخص بالتحسن يمكن أن تؤدي إلى مشاكل أكثر خطورة والوفاة.

إذا كنت تعتقد أنك أو أحد أفراد أسرتك تعاني من أعراض نوبة قلبية مثل ألم في الصدر وضيق في التنفس والدوار، فاطلب المساعدة الطارئة على الفور.

 

طرق للتقليل من الحزن والحد من تأثيره على القلب

على الرغم من إمكانية تجاوز الحزن بشكل ذاتي وسهل في بعض المواقف. إلا أن الحالات التي يؤثر بها الحزن على القلب تكون أكثر حدة وألم. لكنك يمكنك التغلب على مشاعرك السلبية والحد من التأثيرات القوية من خلال:

  • تحديد سبب الحزن والعمل على علاجه: ما أن تدرك أبعاد حزنك بالشكل الدقيق، حتى تستطيع التعامل معه بطريقة أفضل. فمثلاً اطلب الاستشارة النفسية أو شارك في مجموعات الدعم أو تواصل مع أصدقاؤك بشكل متكرر.
  • ممارسة الرياضة: سواء كنت نشيطاً قبل حزنك أم لا، فإن الوقت قد حان لذلك. ابدأ تدريجياً في ممارسة التمارين الرياضة ولا تضغط على نفسك. حيث أن للرياضة القدرة على تحسين صحة القلب وبالتالي فهي تقلل من الطريقة التي يؤثر بها الحزن الذي ينتابك في حالتك النفسية والصحية.
  • الرعاية الذاتية: ما أن تبدأ تشعر بأن الإحباط أخذ بالتراجع، يجب أن تمارس أي نشاط من شأنه أن يحقق من الرعاية الذاتية. فمثلاً استمع إلى الموسيقى أو اقرأ كتاباً مفضلاً أو اخضع لجلسة تدليك.
  • اتباع نظام غذائي صحي: إن كنت تسعى وراء صحة القلب وتحسين الحالة المزاجية والتقليل من الحزن فلا بد من الاهتمام بالنظام الغذائي المتوازن الذي يؤثر على جميع تفاصيل الحياة. ابتعد عن الدهون والسكر والصوديوم والسعرات الحرارية. وتناول وجباتك الغذائي دون تفويت أي منها أو أكثر من الخضار والفواكه.
قد يهمك: تفريغ مشاعر الحزن | اشعر بالعافية من جديد

 

علاج فعّال يؤثر على مستوى الحزن والصحة القلب بشكل عام

يعتبر استرخاء العضلات التدريجي تقنية من تقنيات الاسترخاء التي تساعد في التخفيف من الحزن وبالتالي التقليل من التأثير على القلب. حيث يقوم الشخص الحزين بشد مجموعات العضلات الرئيسية في جسمه ثم إرخائها بالكامل. فهذا النوع من التدخل الجسدي يمكن أن يكون مفيداً للأشخاص فيما يتعلق بحزنهم والحد من مستويات التوتر لديهم.

 

الحزن في الحياة اليومية

يعتبر الحزن من المشاعر الحياتية اليومية الطبيعية، ويتفاعل معه كل شخص بطريقته الخاصة وعلى المواقف التي تثير مشاعرنا على وجه التحديد. فقد يكون ذلك للوفاة أو التشخيص الطبي أو انتهاء العلاقة.

الحزن له آثار نفسية وجسدية كبيرة وقابلة للملاحظة والقياس على الجسم. بالإضافة إلى الأعراض النفسية للاكتئاب أو القلق، يمكن أن يسبب الحزن:

  • مشاكل في النوم.
  • ألم في الصدر.
  • مشاكل في الجهاز الهضمي. 
  • في بعض الحالات، يمكن أن يزيد الحزن من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والانتحار.

 

نصيحة عرب ثيرابي

يستطيع الشخص السيطرة على الحالات البسيطة من الحزن بشكل ذاتي. أما الحزن الشديد الذي ينتج عن الشعور بالفقدان أو الخسارة فقد يأخذ المزيد من الوقت أو لا يستطيع الشخص الخروج منه. لذلك قد يكون طلب المساعدة المتخصصة خياراً مفيداً لاسترجاع الحياة اليومية ومواصلة النشاطات.

إن كنت تعاني من الحزن الشديد فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي على أتم الاستعداد لتقديم المساعدة المناسبة للتمكن من الشعور بالعافية النفسية من جديد.