ما ستجده في هذا المقال:
يعد مرض الذهان النفسي من الاضطرابات النفسية التي تؤثر على من أفكار المريض وسلوكياته وعلاقاته بالآخرين. لذلك فإن الحصول على أكبر قدر من المعلومات المتعلقة به يساعد التعرف عليه والوقاية منه والاستمتاع بالعافية النفسية طوال الحياة.
فما هو المرض وما هي علاماته المبكرة التي تدل على وجود مشكلة لا بد من حلها قبل تفاقمها، بالإضافة إلى الأسباب الكامنة وراء الإصابة به، هذا ما نتناوله في السطور التالية.
ما هو مرض الذهان النفسي؟
مرض الذهان النفسي (Psychosis) هو اضطراب نفسي عصبي يؤثر في طريقة معالجة الدماغ للمعلومات، حيث أنه يسبب فقدان اتصال الشخص بالواقع، الأمر الذي ينتج عنه حدوث الهلاوس وامتلاك الكثير من الأوهام.
تشير الدراسات أن مرض الذهان النفسي يصيب (15 – 100) شخص من كل 100 ألف شخص سنوياً.
أعراض مرض الذهان النفسي
من الملاحظ أن مرض الذهان النفسي لا يبدأ بشكل مفاجئ، بل غالباً ما يوجد الكثير من العلامات والأعراض التي تحذر من وجد أمر غير طبيعي لدى الشخص. ومن أعراض هذا المرض:
أعراض تحذيرية قبل الذهان
يمكن للشخص أن يلاحظ بعض التغيرات البسيطة في طريقة تفكيره وفهمه للعالم المحيط به، كما يمكن للأشخاص من حوله ملاحظة ذلك. ومن الأمور التي تثير بعض الشكوك في هذه المرحلة:
- انخفاض الأداء الوظيفي أو الأكاديمي.
- مواجهة صعوبة في التفكير بشكل واضح أو حتى التركيز.
- إبداء بعض الشكوك أو عدم الارتياح حول الآخرين.
- قلة الاهتمام بالرعاية الذاتية أو أمور النظافة الشخصية.
- قضاء وقت أكثر من المعتاد بشكل منفرد.
- إظهار مشاعر أقوى مما تتطلبه المواقف.
- عدم امتلاك العواطف نهائياً.
العلامات المبكرة لمرض الذهان النفسي
تشتد الأعراض والعلامات التي تظهر على المريض مع تقدم الوقت، حيث يمكن ملاحظة:
- سماعه أو رؤيته أو تذوقه لأشياء غير موجودة على أرض الواقع.
- الاقتناع ببعض الأفكار غير المنطقية على الرغم من يقوله الآخرين.
- الابتعاد عن بقية أفراد العائلة والأصدقاء.
- توقف الاعتناء بالنفس بشكل كامل.
- عدم القدرة على التفكير بوضوح والانتباه إلى الأمور المختلفة.
أعراض نوبة الذهان
بالإضافة إلى ما سبق، فإن الشخص يعاني بشكل واضح الآن من نوبات ذهان كاملة، تتضمن:
حدوث الهلاوس التي لا يمكن لأحد غير المريض ملاحظتها عند التعبير عنها. وقد تتضمن:
- الهلاوس البصرية: وهي رؤية أشخاص أو أشياء غير موجودة، أو رؤية الأشياء بشكل خاطئ.
- الهلاوس السمعية: سماع أصوات في الوقت الذي لا يتحدث به أحد.
- الهلاوس التذوقية: الشعور بوجود طعم في فمك في الوقت الذي لا تأكل فيه شيء.
- الهلاوس الشمية: وهي أن تشم روائح لا يشمها أحد آخر.
- الهلاوس اللمسية: الشعور بأحاسيس أو مشاعر لا يمكن تفسيرها.
توارد الأوهام، بحيث يعتقد مريض الذهان النفسي ببعض المعتقدات التي تتلائم مع أفكاره والتي يراها الآخرين غريبة، مثل امتلاك قوى خارجية أو وجود بعض الرسائل المخفية أو الشعور بالأهمية البالغة. وعندها يظهر الشخص:
- فقدان الأفكار بشكل مفاجئ أثناء الحديث أو القيام ببعض الأعمال.
- التحدث بشكل سريع.
- الاستمرار بالحديث.
في معظم الأحيان لا يدرك الشخص المصاب بمرض الذهان النفسي أن لديه مشكلة، حيث يظن أن هلاوسه وأوهامه حقيقية.
لا تحدث النوبات الذهانية بين ليلة وضحاها، بل أن هناك الكثير من الأعراض والعلامات التي قد تشير أن هناك خطب ما يجب التعامل معه. لذلك تعرف على مراحل المرض.
مراحل مرض الذهان النفسي
غالباً ما يوجد ثلاث مراحل لمرض الذهان، وتختلف فيها النوبات من حيث المدة والهيئة. وهذه المرحلة هي:
البادئة
وفيها تكون التغيرات طفيفة على كل من الأفكار والحالة المزاجية وتحدث بشكل تدريجي، وقد تشتمل هذه التغيرات على:
- مشكلات في النوم.
- الشعور بالحزن والقلق.
- فقدان الشخص تركيزه وحافزه للقيام بالمهام.
- تجنب التواجد بين الأصدقاء والمقربين.
- امتلاك شكوك وأفكار غريبة.
الحادة
في هذه المرحلة يعاني الشخص المصاب بمرض الذهان النفسي من أعراض كاملة للذهان، وغالباً يستطيع الأشخاص المحيطين به ملاحظة الأعراض التالية:
- شعور الشخص بالارتباك.
- تجربته للهلاوس.
- امتلاكه الكثير من الأوهام.
- حدوث تغيرات سلوكية وشخصية.
النقاهة
بعد مرور أعراض النوبة، فإن الشخص يعود إلى روتينه اليومي المعتاد في حال كان ملتزماً بخطة علاجية متكاملة تضمن له استقرار حالته.
يمكن لأسباب كثيرة أن تؤدي في النهاية إلى الإصابة بمرض الذهان النفسي، تابع القراءة لتتعرف عليها وتحمي نفسك.
أسباب حدوث مرض الذهان النفسي
على الرغم من الاشتباه بالجينات كسبب مهم للإصابة بمرض الذهان النفسي، إلا أن هناك الكثير من الحالات التي لا ترتبط بالجينات. بل يوجد الكثير من الأسباب التي تحفز الإصابة أو تلعب دور أساسي في الأمر. ومن ضمن هذه الأسباب:
المشكلات النفسية
يعتبر كل من مرض الفصام واضطراب ثنائي القطب أسباب أولية للإصابة، إلا أن التعرض للتوتر الشديد والقلق يساهم في تطور الحالة أيضاً بالإضافة إلى الاكتئاب.
يسبب حرمان النوم الشديد الإصابة بنوبات من الذهان.
المواقف الحياتية الصادمة
قد تولد المواقف الحياتية الصادمة مثل وفاة أحد الوالدين أو التعرض للاعتداء الجنسي أو التواجد في مناطق الحروب إلى تطور نوبات ذهانية لدى الشخص. كما يلعب نوع الصدمة والعمر دوراً في ذلك.
غالباً ما يصيب مرض الذهان النفسي الأشخاص في سن الشباب (من سن المراهقة إلى نهاية العشرينات) وقد يصيب كبار السن، لكنه نادراً ما يصيب الأطفال.
حالات طبية وراء الإصابة بمرض الذهان النفسي
يعتبر كل من الصراع ومشكلات الغدة الدرقية من الأسباب المعروفة لحدوث نوبات ذهانية. إلا أنه يوجد العديد من الحالات الطبية الأخرى التي ينتج عنها هذه النوبات. ومنها:
- ألزهايمر.
- الإصابات الدماغية.
- وجود أورام دماغية.
- مرض شلل الرعاش أو (الباركنسون).
- الخرف.
- مرض الإيدز.
- مرض الذئبة.
- مرض التصلب المتعدد.
- انخفاض سكر الدم.
- مرض الزهري.
- الملاريا.
تعاطي المخدرات
ترتبط جميع أصناف المخدرات بتثبيط الجهاز العصبي، وبالتالي التأثير بشكل مباشر على نشاط الدماغ ومدى تميزه ما بين ما هو حقيقي وما ليس كذلك. سواء استخدمت الماريجوانا أو الكوكايين والأمفيتامين فإن لاه جميعها تأثير قوي في حدوث نوبات ذهانية أولية.
الأدوية النفسية
تعمل بعض الأدوية النفسية خاصة مضادات الذهان على تغيير كيفية استجابة الدماغ لهرمون الدوبامين، وبالتالي فإن التوقف المفاجئ عنها يساهم في حدوث نوبات ذهانية. ومن ضمن هذه الأدوية أريبيبرازول (Aripiprazole).
تناول الكحول
في حال كان الشخص يصل إلى حالة الخمور عند تناول الكحول، فإن احتمالية حدوث نوبات ذهانية له تكون كبيرة. لكن يمكن علاجها عن طريقة الأدوية المضادة للذهان أو من خلال الحل الأسلم وهو التوقف عن تناول الكحول.
نصيحة عرب ثيرابي
يعد الابتعاد عن كل من المخدرات والكحول، والحصول على القدر الكافي من النوم ومحاولة التقليل من القلق والتوتر الذي يشعر به الشخص من الأمور المهمة، إلا أن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي ينصحون ينصحون بارتداء معدات السلامة الخاصة بالرأس عند ممارسة النشاطات التي تنطوي على مخاطر الإصابات. بالإضافة إلى عدم تجاهل الالتهابات خاصة ما يتعلق منها بالعين أو الأذن حيث يمكن أن تنتشر إلى الدماغ مسببة بذلك الإصابة بمرض الذهان النفسي.
