Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الاضطرابات السلوكية

الاضطرابات السلوكية: ما هي وكيف يمكن تمييزها؟

قد يخلط البعض بين الاضطرابات السلوكية التي قد يعاني منها الطفل وبين السلوكيات غير المقبولة التي يمارسها بين الحين والآخر، ولكن هذه الاضطرابات تشكل خطراً حقيقياً على الطفل وبيئته، لذلك لا بد من علاجه في وقت مبكر.

 

ما هي الاضطرابات السلوكية

الاضطرابات السلوكية (Behavioral disorders) هي السلوكيات العدوانية والضارة التي يظهرها أو يطورها الطفل أو المراهق. والمتميزة بالتحدي والعداء والتخريب تجاه البيئة المحيطة، وبالتالي التسبب بالمشكلات المتنوعة للشخص ذاته ولمن حوله.

 

أعراض الاضطرابات السلوكية

يتميز الطفل أو المراهق الذي يعاني من الاضطرابات السلوكية من قيامه بالكثير من السلوكيات غير المقبولة اجتماعياً، والتي المتمثلة بما يلي:

    • ممارسة الجنس في وقت مبكر بالنسبة لعمره.
    • الدخول في نوبات شديدة ومتكررة من الغضب الشديد.
    • تتصف سلوكياته بالعدائية أو الحقد.
    • يكذب بشكل مستمر.
    • تحدي علني لوالديه أو الأشخاص ذوي السلطة.
    • الاعتداء على ممتلكات الآخرين أو إتلافها.
    • ممارسة السلوكيات الخطيرة.
    • الهروب المتكرر من المدرسة.
    • السرقة.
    • التدخين أو تناول الكحول أو المخدرات.
    • لوم الآخرين.
    • الابتعاد عن الحياة والعلاقات الاجتماعية.
    • إهمال النظافة الشخصية أو المظهر العام.
    • سهولة الانفعال والغضب.
    • القيام بالأعمال العدوانية والعنيفة تجاه الجميع، مثل التنمر أو المشاجرات القتالية أو إيذاء الحيوانات الأليفة.

     

    عوامل الخطر للإصابة بالاضطرابات السلوكية

    على الرغم من احتمالية إصابة أي طفل بإحدى الاضطرابات السلوكية، إلا أن مجموعة من العوامل قد يكون لها دور أساسي في ظهور هذه السلوكيات، ومن هذه العوامل:

    كيميائية الدماغ وبنيته

    تعتبر بعض المناطق في الدماغ مسؤولة بشكل مباشر عن الانتباه والحركة أو القدرات الذهنية لدى الطفل، مما قد يولد لديه زيادة في الحركة وقلة في الانتباه، بالإضافة إلى أن انخفاض مستوى هرمون السيروتونين وارتفاع الكورتيزول قد يزيد من العدوانية لديه، كل ذلك يساعد في زيادة احتمالية القيام بالسلوكيات غير المرغوبة.

    الحمل ومضاعفاته

    إن عدم توفر الظروف المناسبة أثناء الحمل له تأثير كبير في إصابة الطفل بإحدى أنواع الاضطرابات السلوكية، ومن الظروف غير الملائمة:

      • سوء التغذية أثناء الحمل، مما يؤدي إلى ولادة طفل قليل الوزن أو قبل أوانه.
      • التعرض للسموم أثناء الحمل، مثل التدخين.
      • تعاطي المخدرات.

      التعرض للتبغ أو المخدرات غير المشروعة أثناء نمو الجنين يزيد من مخاطر المشاكل السلوكية عند الأطفال.

      الوراثة

      تظهر الاضطرابات السلوكية في العائلة الواحدة، مما يعكس احتمالية أن يكون للجينات الأثر الواضح في انتشار بعض أنواع من الاضطرابات.

      جنس الطفل

      غالباً ما يتم تشخيص الأطفال الذكور بالاضطرابات السلوكية أكثر من الإناث، وقد يعود ذلك للقدرات الجسدية أو البيئية. حيث يقوم الطفل الذكر بأفعال تخريبية، بينما تقوم الأنثى بالتنمر أو الأقوال المسيئة.

      الصدمة النفسية

      تؤدي الصدمة النفسية المبكرة في حياة الطفل إلى تبني بعض السلوكيات العنيفة والعدوانية، سواء كانت بإهمال الوالدين أو التعرض للعنف الجسدي، فجميع المشاعر المتكونة تؤثر بطريقة سلبية على الطفل.

      الإعاقات الذهنية

      تزيد احتمالية إصابة الطفل باضطراب السلوك الضِعف في حال كان يعاني من إعاقة ذهنية أو عقلية، كما أن صعوبات التعلم لها الدور الكبير في ذلك.

      السمات الشخصية

      تظهر بعض السمات الشخصية المميزة للطفل في سن مبكرة، حيث يمكن ملاحظة أن طفل ما يتصف بالعدوانية أو المزاجية ويصعب التعامل معه، مما يزيد الفرصة للإصابة بالاضطرابات السلوكية.

      يعتقد أن حوالي 5% من الأطفال في سن 10 سنوات لديهم مشاكل سلوكية.

       

      أمثلة على الاضطرابات السلوكية

      يوجد أنواع كثيرة من الاضطرابات السلوكية التي تتشابه في معلمها الأساسي وهو العدوانية، ولكن لكل منها تفاصيله الخاصة، ومن الأمثلة على الاضطرابات السلوكية:

      اضطراب التحدي المعارض ODD

      هو نمط سلوكي يتمثل بالتمرد الدائم على الأشخاص الذين يشكلون مركزاً ذو سلطة على الطفل (سواء الوالدين أو الإدارة المدرسية)، وتتصف السلوكيات فيه على النحو التالي:

        • في مرحلة الطفولة: يقول الطفل بالجدال المفرط للقرارات، وبالتالي رفض الامتثال للأوامر والقوانين، بالإضافة إلى القيام بأعمال مزعجة للآخرين عن قصد، كما أنه يعاني من قلة تقديره لذاته.
        • عند البلوغ: في الحالات غير المعالجة يشعر الشخص بالغضب الدائم تجاه العالم، والشعور بعدم الفهم، الحقد على السلطة، لوم الآخرين، تقديم الدفاعات والتبريرات عند قيامه بالمعارضة.

        اضطراب السلوك Conduct disorder

        وهي حالة أكثر خطورة من التحدي المعارض، حيث أن سلوكيات الطفل تميل إلى الإجرامية في اضطراب السلوك، فيقوم بالسلوكيات التالية:

          • أعمال البلطجة أو القتال.
          • حمل الأسلحة، بالإضافة إلى استخدامها في بعض المرات.
          • السرقة.
          • الهروب المتكرر من المنزل.
          • الهروب من المدرسة.

          الإدمان السلوكي Behavioral addiction

          يمكن للطفل الإدمان على بعض السلوكيات، والتي قد تنمو معه ولا يستطيع مفارقتها، ومن هذه الادمانات:

          اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ADHD

          يعد اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة من أكثر الاضطرابات السلوكية انتشار بين الناس، والذي يعاني منه الكثيرين لسنوات عديدة قبل أن يتم تشخيص حالتهم، ومن خصائص هذا الاضطراب:

            • عدم الانتباه: بحيث يصعب على الطفل التركيز وإكمال المهام الموكلة إليه، مما يسبب التنقل من مهمة إلى أخرى قبل الانتهاء منها.
            • الاندفاعية: بشكل متهور يمكن أن يعرّض نفسه للحوادث، كما يقوم بالتحدث خلال تحدث الآخرين.
            • فرط النشاط: يقوم بالتململ بشكل مستمر، فلا يستطيع الهدوء نهائياً.

             

            علاج الاضطرابات السلوكية عند الأطفال

            ينصح بعلاج الطفل عند إصابته بإحدى أنواع الاضطرابات السلوكية بسن مبكر، لضمان الحصول على النتيجة المرجوة، ويمكن أن تتضمن الخطة العلاجية ما يلي:

              • العلاج الأسري: وفيه يتم مشاركة جميع أفراد الأسرة للتمكن من تعلم مهارات التواصل وحل المشكلات.
              • العلاج المعرفي السلوكي: ومن خلاله يتمكن الطفل من معرفة سلوكياته المدمرة، والقيام بتغيرها لأخرى أكثر إيجابية وفائدة.
              • التدريب الاجتماعي: لتعليم الطفل المهارات الاجتماعية المختلفة والتي يفتقر إليها، وكيفية مشاركته للأطفال الآخرين دون الاعتداء عليهم.
              • إدارة الغضب: من خلال مهارات التأقلم المتناسبة مع عمر الطفل، يمكن أن يتعلم كيفية إدارة غضبه أو مشاعره السلبية.
              • الأدوية: بالاعتماد على نوع الاضطراب وما يعانيه الطفل، يقوم الطبيب النفسي المسؤول بوصف العلاجات الدوائية المتناسبة مع الحالة.

               

              مضاعفات الاضطرابات السلوكية 

              يمكن للاضطراب السلوكية غير المعالجة أن ينتج عنها مضاعفات خطيرة يصعب حلها مستقبلاً، فقد يصاب الشخص بمجموعة من المشكلات أو الاضطرابات التالية:

                • اضطراب ثنائي القطب.
                • الاكتئاب بأنواعه المختلفة، مثل الاكتئاب الحاد أو المزمن.
                • اضطرابات الشخصية، مثل اضطراب الشخصية الحدية.
                • إدمان الكحول أو المخدرات.
                • العزلة الاجتماعية.
                • التفكير بالانتحار.
                • الأمراض الجنسية.
                • المشكلات القانونية.
                • الفشل في الدراسة.
                • الصعوبات في العمل في حال الاستمرار فيه.
                • تعريض الشخص نفسه للمخاطر الجسدية، مثل السواقة بشكل متهور أو المشاركة بالألعاب والتحديات الخطيرة.
                • القيام بالأعمال العنيفة.

                عادةً ما يتصرف المراهقون بسلوك غير مرغوب بسبب التوتر أو التغيرات في ديناميكية المدرسة أو الأسرة.

                 

                نصيحة عرب ثيرابي

                يمكن للوالدين المساعدة بشكل كبير في تحسين سلوكيات الطفل عندما يعاني من اضطراب سلوكي، حيث ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي القيام بما يلي:

                • السماح للطفل باتخاذ بعض القرارات البسيطة مثل اختيار لون القميص المفضل.
                • تجنب انتقاد أو معاقبة السلوكيات التي يحاول الطفل تحسينها.
                • وضع نظام واضح للمكافآت والعقوبات.
                • محاولة المشاركة في أنشطة الطفل المفضلة.
                • تقليل التوتر في المنزل.
                • مكافأة السلوك الجيد.

                علمًا أن العلاج النفسي عبر الإنترنت يعتبر حلاً جيداً في حال كان الطفل يعاني من اضطراب سلوكي.