Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
اضطرابات ثنائي القطب والذكاء: ما العلاقة؟

اضطرابات ثنائي القطب والذكاء: ما العلاقة؟

أشارت بعض الدراسات على الرغم من محدوديتها إلى وجود علاقة بين اضطرابات ثنائي القطب والذكاء أو الإبداع فوق المتوسط. ويُعتقد أن بعض الفنانين الأكثر موهبة في التاريخ كانوا يعانون من اضطراب ثنائي القطب.

وقد شكك بعض الباحثين في وجود هذه العلاقة إلا أن هناك أبحاثاً متزايدة أضفت بعض المصداقية على وجودها. ومن المحتمل وجود علاقة بين الذكاء وثنائي القطب إلا أنها ليست مؤكدة بشكل قطعي. ولكن أولاً يجب أن نتعرف على اضطرابات ثنائي القطب.

 

ما هي اضطرابات ثنائي القطب؟

من أبرز المعلومات عن ثنائي القطب ما يأتي:

  • يعد ثنائي القطب من الحالات الصحية العقلية التي تسبب تقلبات مزاجية حادة تشمل نوبات عاطفية (الهوس أو الهوس الخفيف) ونوبات الاكتئاب.
  • يشعر المريض بالبهجة أو الطاقة أو الانفعال غير الطبيعي في الهوس أو الهوس الخفيف. ويشعر بالحزن أو اليأس أو فقدان المتعة في الاكتئاب.
  • يمكن أن تؤثر هذه التقلبات المزاجية على النوم أو الطاقة أو السلوك أو النشاط أو التفكير والتركيز.
  • يمكن أن تحدث هذه النوبات عدة مرات في السنة أو قد تكون نادرة الحدوث.
  • يمكن أن لا يعاني بعض المصابين من أي أعراض عاطفية بين النوبات ويمكن أن يعاني منها البعض الآخر.
  • يعد ثنائي القطب من الأمراض المزمنة والمستمرة مدى الحياة.
  • يمكن علاج أو التحكم في تقلبات المزاج أو الأعراض الأخرى باستخدام علاجات مختلفة مثل الأدوية أو العلاج النفسي.

تشير الدراسات إلى أن الاضطراب ثنائي القطب أكثر شيوعًا بعشر مرات بين العاملين في المجالات الفنية منه بين عامة السكان.

تختلف أنواع اضطرابات ثنائي القطب والاضطرابات المتصلة بها. وهذه الأنواع المختلفة تنتج عنها أعراض مختلفة قد تكون شديدة أو خفيفة. فما هي أبرز أنواع ثنائي القطبين؟

 

ما هي أنواع اضطرابات ثنائي القطب؟

يمكن ذكر أبرز الأنواع كما يأتي:

  • اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول: يتعرض المصاب بهذا النوع إلى نوبة هوس واحدة على الأقل وقد يسبقها أو يتبعها نوبات هوس خفيف أو نوبات اكتئاب شديدة وقد يؤدي إلى الذهان.
  • اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني: يتعرض المريض بثنائي القطب من النوع الثاني إلى نوبة اكتئاب كبرى واحدة على الأقل ونوبة هوس خفيف واحدة على الأقل.
  • دوروية المزاج (اضطراب المزاج الدوري): تظهر في اضطراب المزاج الدوري أعراض أخف من أعراض الهوس الخفيف والاكتئاب وتستمر لمدة عامين على الأقل.
  • أنواع أخرى: تشمل بعض الاضطرابات ذات الصلة والناجمة عن بعض الأدوية أو الحالات الطبية المختلفة مثل السكتة الدماغية أو التصلب المتعدد.

أشارت بعض الأبحاث إلى أن الأشخاص الأعلى ذكاء يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب ثنائي القطب. ومن ناحية أخرى لا يوجد دليل مؤكد يشير إلى أن ثنائي القطب يؤثر على الذكاء. فما العلاقة بينهما؟

 

هل هناك علاقة بين اضطرابات ثنائي القطب والذكاء؟

من أبرز المعلومات يمكن أن نذكر ما يأتي:

  • لا يؤثر الاضطراب ثنائي القطب بشكل عام تأثيراً سلبياً على الذكاء.
  • يمكن أن يؤثر ثنائي القطب على الإدراك الذي يشمل الوظائف المعرفية مثل الانتباه أو التعلم اللفظي أو الذاكرة إذا كان شديداً.
  • قد تتفاقم هذه التأثيرات إذا لم يتم علاج ثنائي القطب بشكل فعال وقد تؤثر على الشخص ووظائفه اليومية.
  • قد تؤدي نوبات الهوس والاكتئاب إلى حدوث ضعف في الوظائف الإدراكية أو صعوبة في التركيز أو صعوبة في تذكر شيء ما.
  • يمكن أن تؤثر نوبات الهوس عند مريض ثنائي القطب على المهارات الحركية النفسية أو التفكير أو الذاكرة العاملة وفي بعض الأحيان قد تؤدي إلى الذهان.

أظهرت الدراسات أنه على الرغم من هذه التأثيرات المعرفية؛ فإن الذكاء عند الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب لا يتأثر.

ذكرنا في الفقرة السابقة أن ثنائي القطبين يمكن أن يؤثر على الوظائف الإدراكية بينما لا يؤثر على الذكاء وهذا يعني وجود فرق بين الاثنين. فكيف يمكن التفريق بين الإدراك والذكاء؟

 

 

ما الفرق بين الإدراك والذكاء؟

يمكن التفريق بينهما كما يأتي:

الإدراك

من أبرز المعلومات:

  • يعرف الإدراك بأنه العملية العقلية الفعلية التي تمكن الإنسان من اكتساب المعرفة وفهمها.
  • يتضمن الإدراك الذاكرة قصيرة المدى والتركيز ومهارات المعالجة الصوتية والمرئية التي تسمح للإنسان بالتعلم والاستيعاب.
  • يمكن العمل على المهارات المعرفية وتحسينها.

الذكاء

من أبرز المعلومات:

  • يشير الذكاء إلى قدرة الشخص على قدرة الشخص على التعلم من تجاربه، أو حله للمشكلات، أو استخدام المعرفة للتكيف مع المواقف الجديدة.
  • يسمح للذكاء بتطبيق المفاهيم التي تعلمها خلال مراحل دراسته ومعرفته في حياته.
  • يتطور الذكاء خلال مرحلة الطفولة ولا يتغير بشكل كبير على مدى الحياة.
  • أشار بعض إلى وجود 3 أنواع من الذكاء، وهي الذكاء التحليلي (حل المشكلات) أو الذكاء العملي أو الذكاء الإبداعي (القدرة على توليد أفكار جديدة).

بعد أن تعرفنا على الفرق بين الإدراك والذكاء وتأثير ثنائي القطب على كل منهما يمكننا أن نطرح سؤالاً آخر وهو هل المصابون باضطراب ثنائي القطب أكثر ذكاء؟ تابع معنا لتعرف الإجابة.

 

هل المصابون باضطرابات ثنائي القطب أكثر ذكاء؟

نذكر فيما يأتي بعض الدراسات التي أشارت إلى هذا الموضوع:

  • إن الغالبية العظمى من المصابين بثنائي القطب ليسوا من المبدعين أو الأذكياء ومع ذلك تشير الدراسات إلى أن الأذكياء قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بثنائي القطب.
  • وجدت دراسة أن الطلاب المتفوقين كانوا أكثر عرضة بأربع مرات تقريبًا من أقرانهم للإصابة بثنائي القطب في مرحلة البلوغ خاصة عند الذكور.
  • وقد وجدت الدراسة السابقة نفسها أن بعض الطلاب الحاصلين على أدنى الدرجات الأكاديمية أظهروا أيضًا فرصًا متزايدة للإصابة بهذه الحالة.
  • خلص الباحثون إلى أن الذكاء المرتفع أو الاستثنائي مرتبط بالفعل بانتشار الاضطراب ثنائي القطب بعد النظر في جميع العوامل المساهمة.
  • يمكن لبعض الجينات التي تسبب ثنائي القطب والجينات التي تسبب الذكاء المرتفع أن تكون متوافقة.
  • يرتبط ثنائي القطب بنوع محدد من الذكاء وهو الذكاء اللفظي (اللغوي) ويرتبط هذا النوع بالإبداع والتفكير المجرد والفهم من خلال الكلمات المنطوقة والمكتوبة.
  • أشارت دراسة أن ارتفاع معدل الذكاء في مرحلة الطفولة – وخاصة في الجوانب اللفظية – يزيد من فرص الإصابة بثنائي القطب في وقت لاحق من الحياة.
  • ينتشر ثنائي القطب والذكاء الاستثنائي في العائلات؛ حيث توجد عائلة يكون بعض أفرادها أذكياء جداً ثم بعد ذلك قد يعانون من ثنائي القطب.

إذا شخصت بثنائي القطب فضع في اعتبارك أنه يمكن أن يعالج حتى لا يؤثر على الحياة اليومية.

 

نصيحة عرب ثيرابي

إذا كان طفلك ذكي بشكل استثنائي فلا يمنعك خطر الإصابة بثنائي القطب من تقدير مواهبه والاحتفال بها. ولكن يوصى بما يلي:

  • كن على دراية بأعراض ثنائي القطب.
  • راقب طفلك أثناء نموه في مرحلة المراهقة والبلوغ المبكر خاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي من الاضطراب ثنائي القطب.
  • يمكنك مراجعة الأطباء إذا لاحظت أي أعراض أخرى. ويمكنك الاستعانة بالأطباء في عرب ثيرابي للتشخيص ثم العلاج.