ما ستجده في هذا المقال:
يعد الاكتئاب اضطرابًا مزاجيًا يؤثر على نسبة كبيرة من الناس. وتشمل الأعراض الحزن المستمر أو فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، وقد يؤدي إلى أفكار انتحارية. وقد يرتبط الاكتئاب بحدوث بعض التغيرات في الدماغ، فكيف يكون تأثير الاكتئاب على الدماغ؟
ما هو تأثير الاكتئاب على الدماغ؟
تشمل أبرز التغيرات التي تحدث للدماغ والتي تكون ناجمة عن الاكتئاب ما يأتي:
انكماش الدماغ
تشير دراسة إلى أن حجم مناطق معينة من الدماغ يمكن أن يتناقص عند الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب. وأظهرت الدراسات أن الأجزاء التالية من الدماغ يمكن أن تتأثر:
- الحصين: الذي يدعم الذاكرة أو التعلم.
- المهاد: ينقل المهاد المعلومات من القشرة الدماغية (الطبقة الخارجية للدماغ) إلى جذع الدماغ.
- اللوزة: تنظم العاطفة والذاكرة.
- القشرة الجبهية: تتحكم القشرة الجبهية في الوظائف الإدراكية.
يرتبط مقدار انكماش هذه المناطق بحدة ومدة نوبة الاكتئاب.
وجدت دراسة أن الخلل القشري اللوزي الجبهي قد يسبب أعراضًا عند كل المصابين بالاكتئاب تقريبًا؛ انعدام التلذذ، أو فقدان الاهتمام بالأنشطة أو خلل في طريقة إدراك المشاعر أو فقدان التنظيم العاطفي المناسب.
حجم اللوزة الدماغية
ترتبط اللوزة الدماغية ارتباطًا مباشرًا بالعواطف، وهي أيضًا مسؤولة عن استجابة الجسم للقتال أو الهروب للتهديدات المتصورة. وتشير مراجعة إلى أن حدوث الاكتئاب والقلق معًا يمكن أن يزيد من حجم اللوزة الدماغية.
التهاب الدماغ
من أبرز ما يمكن ذكره ما يأتي:
- يرتبط التهاب الدماغ أثناء الاكتئاب بطول الفترة التي يعاني فيها الشخص من الاكتئاب.
- نتيجة لذلك، من المرجح أن يكون التهاب الدماغ الكبير ذا صلة بالاضطراب الاكتئابي المستمر، وهو شكل مزمن من الاكتئاب.
- وجدت دراسة أن الأشخاص الذين لم يتم علاجهم من اضطراب الاكتئاب الرئيسي لأكثر من 10 سنوات كان مؤشر التهاب الدماغ أعلى عندهم.
- يعزى ذلك لأن التهاب الدماغ يمكن أن يسبب موت خلايا الدماغ ويؤدي إلى مضاعفات.
- تشمل هذه المضاعفات الانكماش أو انخفاض المرونة العصبية أو انخفاض عمل الناقلات العصبية.
أظهر الباحثون إمكانية إعادة ضبط دوائر الدماغ عند مرضى الاكتئاب المقاوم للعلاج عن طريق زرع جهاز تحفيز عصبي في الدماغ
الاختلافات الهيكلية
يستخدم الجهاز العصبي المركزي الناقلات العصبية لنقل الرسائل بين الخلايا العصبية والخلايا الأخرى داخل الجسم. وقد حدد العلماء ارتباط العديد منها بالاكتئاب:
- أشارت أبحاث إلى أن الذين يعانون من القلق والاكتئاب تكون مستويات بعض الناقلات العصبية، مثل: السيروتونين أو الدوبامين عندهم منخفضة.
- قد يكون عدم التوازن بين الناقلات العصبية مسؤولاً عن انخفاض حجم الدماغ الذي يحدث في حالة الاكتئاب.
- قد يلعب النشاط الزائد أو القليل جدًا في دائرة معينة دورًا في ظهور الاكتئاب أو أعراض الصحة النفسية الأخرى.
انخفاض الأكسجين
قد يرتبط الاكتئاب بانخفاض الأكسجين في الجسم. وقد يكون هذا الانخفاض ناتجًا عن التغيرات في التنفس الناجمة عن الاكتئاب. قد يحدث انخفاض الأكسجين في حالات مثل انقطاع التنفس أثناء النوم الناجم عن الاكتئاب.
بعد أن تعرفنا على أبرز تأثيرات الاكتئاب على الدماغ نطرح سؤالًا آخر. وهو هل يمكن أن يحدث تلف في الدماغ نتيجة الاكتئاب؟
قد يهمك: اختبار اكتئاب مجاني مُقدم من عرب ثيرابي
هل يمكن أن يؤدي الاكتئاب غير المعالج إلى تلف الدماغ؟
- يمكن أن يسبب اضطراب الاكتئاب الشديد (MDD) تغييرات في كيفية تواصل الدماغ مع الجهاز العصبي، وكذلك الأجزاء المادية من الدماغ.
- مع ذلك، فإن وصف هذه التغييرات بأنها “تلف في الدماغ” قد يكون غير دقيق.
- وأشارت دراسات إلى أن التفاعلات المتغيرة بين مناطق مختلفة من الدماغ قد تساهم في الإصابة بالاضطراب الاكتئابي الرئيسي أو تسببه.
- يعتقد باحثون آخرون أن التوتر والقلق المزمنين، والذي قد يكون شائعًا مع الاكتئاب، قد يؤدي إلى تلف الروابط بين الناقلات العصبية.
- قد يؤدي هذا الضرر أو التلف إلى التأثير على كفاءة الدماغ في التواصل.
التغيرات في بنية الدماغ ووظيفته ليست الآثار الوحيدة للاكتئاب غير المعالج، وإنما يمكن أن يسبب الألم المزمن أو التعب.
يمكن أن يحدث الاكتئاب الذي يؤثر على الدماغ بسبب العوامل البيئية أو النفسية أو الوراثية أو البيولوجية. ولكن هل هذه التأثيرات تعد تأثيرات دائمة؟
هل تأثير الاكتئاب على الدماغ دائم؟
تشير الأبحاث إلى أن بعض التغيرات الجسدية في الدماغ الناجمة عن الاكتئاب يمكن علاجها:
- قد تساعد العلاجات مثل؛ مضادات الاكتئاب أو العلاج المعرفي السلوكي في تقليل الالتهاب الناجم عن الاكتئاب.
- قد تساعد أيضًا الدماغ على تكوين اتصالات متشابكة جديدة تأثرت بالاكتئاب.
- أشارت دراسة إلى أن العلاج بجرعات منخفضة من الكيتامين حسّن بعض جوانب الأداء المعرفي العصبي.
يمكن أن تساعد التمارين الرياضية أيضًا في تحسين بنية الحصين عند الأشخاص المصابين بالاكتئاب، وفقًا لدراسة أجريت عام 2020.
كيف يمكن علاج الاكتئاب قبل أن يؤثر على الدماغ؟
يمكن علاج الاكتئاب بطرق مختلفة تشمل ما يأتي:
الأدوية
قد تشمل الأدوية المضادة للاكتئاب ما يلي:
- مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs).
- مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين (SNRIs).
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.
- مثبطات إعادة امتصاص النورإبينفرين-الدوبامين (NDRIs).
- مضادات الاكتئاب رباعية الحلقات.
العلاج النفسي
يمكن أن يساعدك العلاج النفسي في علاج الاكتئاب من خلال مساعدتك على:
- تحديد جوانب حياتك أو عمليات التفكير التي تسبب التوتر.
- فهم الطرق التي تعالج فيها مشاعرك.
- تعلم كيفية التفكير بشكل أكثر مرونة خلال أحداث الحياة المجهدة.
- وضع استراتيجيات أفضل لإدارة الضغوطات بشكل أفضل.
- يمكن استخدام العلاج المعرفي أو الجماعي، وخاصة الأساليب التي تتضمن تقنيات اليقظة الذهنية لتخفيف التوتر.
يمكن أن تساعد التمارين الرياضية أو الحركة المنتظمة في علاج الأعراض النفسية وتغيرات الدماغ بسبب الاكتئاب.
علاجات أخرى
إذا لم يستجب الشخص للأدوية أو العلاج النفسي، فقد يفكر الأطباء أيضًا في علاجات تحفيز الدماغ، والتي تستخدم الكهرباء لتنشيط مناطق معينة في الدماغ.
قد يشمل ذلك التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة، وهي تقنية غير جراحية تستخدم نبضات مغناطيسية لتحفيز أجزاء من الدماغ. ومع ذلك فإن هذه العلاجات تعد الملاذ الأخير كخيار علاج للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب.
نصيحة عرب ثيرابي
يمكن أن تساعدك خطوات الرعاية الذاتية في تحسين أعراض الاكتئاب. يذكر لك عرب ثيرابي أبرز هذه الخطوات:
- النوم بشكل متواصل ما بين 8 إلى 10 ساعات كل ليلة.
- تناول الأطعمة المغذية، مثل الحبوب الكاملة أو الفواكه أو الخضروات.
- معالجة القضايا الصحية أو النفسية الأخرى.
- ممارسة اليقظة الذهنية أو التأمل.
- القيام بالأشياء التي تستمتع بها.
- قضاء الوقت في الطبيعة.
