Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الشعور بالخوف

الشعور بالخوف | ما بين مواجهته أو تجنبه

تتغير الأشياء التي نخاف منها مع تقدمنا بالعمر، وبدلاً من تجنب التعرض لهذه المخاوف كما كنا نفعل في صغرنا، نبدأ في مواجهة مخاوفنا دون محاولة التخلص. لذلك إن كنت تسعى لمواجهة الشعور بالخوف الذي ينتابك في الكثير من المواقف نقدم لك في السطور التالية أفضل الطرق الصحية لذلك.

 

كيفية مواجهة الشعور بالخوف بفاعلية

عندما نتمكن من مواجهة شعورنا بالخوف فإننا نتمكن في هذه الأثناء من التخلص من الأعراض المرافقة للخوف، ونضمن القيام بالأمور على أكمل وجه. ولتحقيق ذلك يفضل اتباع النصائح التالية:

التوقف عن الحكم على النفس

عندما يبدأ الشخص بالشعور بالخوف تجاه أمر محدد فهو غالباً ما يصدر أحكاماً سلبية عن نفسه ومدى قدرته على التغلب على الأمر. مما يؤثر بشكل كبير على قدراته وثقته بنفسه، وبالتالي التمكن من تجاوز الأمر وانجازه بالشكل الملائم. بدلاً من ذلك قيم الموقف من جديد وحدد المعلومات التي تمتلكها وما يمكنك فعله حيال الموضوع.

التنفس ببطء وعمق

عند أخذ نفس عميق عند الشعور بالخوف فأنت تعمل على تنشيط الجهاز العصبي السمبتاوي، وبالتالي القدرة على التفكير بوضوح ومواجهة المخاوف بشكل أفضل.

لن يساعد التنفس السريع من إدخال الكمية اللازمة من الاوكسجين، وبالتالي لن تتمكن من الشعور بالاسترخاء والهدوء المطلوب.

إدراك العواطف

كن على دراية بعواطفك باستمرار، وما أن تشعر بالخوف يجب أن تحدد مصدر هذا الخوف وتفكر به ملياً. فقد تكتشف مع التفكير أنه لا يستدعي كل هذا الخوف أو تحدد طريقة أفضل للمواجهة.

الحديث الإيجابي مع النفس

بدلاً من توجيه الانتقادات أو إحباط النفس حول قدرة الشخص على إتمام المهام أو التمكن من تجاوز الأمر، يجب توجيه المزيد من العبارات الذاتية التي تحفز الشخص وتزيد ثقته بنفسه.

جمع المزيد من المعلومات

يجب عليك جمع المزيد من المعلومات حول مخاوفك ما أن تحدد موضوع هذا الخوف، فقد يكون خوفك لا يتناسب مع حقيقة الأمر، أو قد تكون المعلومات المتوفرة لا تعكس حقيقة الأمر بشكل فعلي.

الابتعاد عن المثالية

لا يمكن أن يبقى الشخص مثالياً في جميع جوانب حياته، فحتماً هناك انتكاسات متعددة، فكما تتضمن الحياة أياماً سعيدة هناك بعض الأيام غير المرغوبة كذلك.

التحدث عن المخاوف

سواء كان صديقاً أو أحد أفراد العائلة أو مستشاراً نفسياً، فإن التحدث عن المخاوف تجعل الشخص أكثر احتمالية لمواجهتها دون الشعور بالمزيد من الخوف.

فور مواجهة أحد المواقف المقلقة أو المخيفة بنجاح، يجب على الشخص أن يكافئ نفسه بشيء مفضل لديه. سواء كان ذلك بالخضوع لجلسة تدليك أو قراءة كتاب مفضل أو تناول وجبة لذيذة.

 

التغلب على الشعور بالخوف اللحظي

لا تجعل الموقف المخيف الحالي يسيطر عليك، استعيد التحكم بالموقف من جديد من خلال اتباع التعليمات التالية:

  • لا يمكن التفكير بعقلانية خلال التعرض للخوف، لذلك خذ وقتاً مستقطعاً فوري وقم بتهدئة نفسك من خلال المشي أو إعداد كوب من الشاي أو حتى الاستحمام إن أمكن ذلك.
  • عند البدء في ملاحظة أعراض الخوف الجسدية فلا تحاربها أو تعمل على تشتيت انتباهك للتخلص منها. بل واجه الأمر من خلال التنفس بشكل عميق، مما يساعد في التعود على الخوف والشعور به أمراً طبيعي مع مرور الوقت.
  • مواجهة الخوف من خلال التعرض له بشكل مستمر وهو ما يوازي العلاج بالتعرض في العلاج النفسي. لكن انتبه إلى التعرض بشكل تدريجي.
  • تخيل الأسوأ، فمن خلال ذلك يبدأ الشعور بالخوف بالانخفاض التدريجي لأن نتيجة الأمر أصبحت أكثر توقعاً.
  • تخيل مكاناً جميلاً وهادئاً، أو عد بالذاكرة إلى موقف مقرب إلى القلب. ففي هذه الحالة تساعد هذه المشاعر الإيجابية في تهدئة النفس والشعور بالمزيد من الأمان.

 

استراتيجية لمواجهة الشعور بالخوف

يعتبر المضي قدماً تجاه مواجهة الشعور بالخوف أمر لا بد منه. لكن استعجال ذلك واتخاذ خطوات كبيرة أو التقدم قبل الاستعداد المناسب يأتي بنتائج عكسية في أغلب الأحيان. لذلك انتبه إلى:

  • اتخاذ خطوات بسيطة أو صغيرة في كل مرة.
  • لا بأس ببعض الانتكاسات أو الشعور بالقلق أو الخوف في بعض الأحيان.
  • يمكن التدرب على مواجهة الخوف تدريجياً أو دون وجود موقف حقيقي كنوع من الاستعداد.
  • لمواجهة الشعور بالخوف اللحظي أو عند تجربة سيء جديد يثير القلق، فمن الطبيعي أن تشعر كذلك لكن انتبه ولا تدع ذلك يوقفك.

 

أيهما أفضل مواجهة الشعور بالخوف أو تجنبه؟

على الرغم من أن تجنب المواقف المخيفة يمكن يكون ذو نتائج إيجابية على المدى القصير أو بشكل لحظي. إلا أنها تبعث رسائل إلى اللوزة الدماغية (مركز الخوف في الدماغ) مفادها عدم القدرة على التعامل مع الأمر. مما يزيد من التوتر والقلق في كل مرة يتعرض فيها الشخص لمواقف مشابهة.

على العكس من ذلك، فإن مواجهة المواقف المخيفة ولو كان بشكل تدريجي وعلى الرغم من أنها مربكة في الوقت الحاضر. إلا أنها مفيدة على المدى الطويل، حيث تعمل على تعويد اللوزة الدماغية على هذه المخاوف. كما أنها تعمل على تقليل القلق مع مرور الوقت.

وفقا لدراسة أجريت على الحيوانات ونشرت في مجلة ساينس، يجب على الدماغ أن يتعرض بشكل متكرر للخوف من أجل التغلب عليه. 

 

هل يعد مواجهة الشعور بالخوف أمراً مهماً؟

لا يتوجب مواجهة جميع المخاوف التي نواجهها، حيث أن بعضها لا يؤثر على حياتنا اليومية أو لا يحد من قدرتنا على القيام بالنشاطات المختلفة. لذلك يتعين على الشخص مواجهة مخاوفه في حال كانت تؤثر سلباً على حياته وقم بإجراء حوار داخلي لتقييم ما إذا كنت بحاجة إلى ذلك أم لا. قيم حاجاتك من خلال:

  • فكر في إيجابيات وسلبيات عدم مواجهة خوفك.
  • حدد إيجابيات وسلبيات معالجة المخاوف بشكل مباشر.
  • كتابة ما يمكن تحقيقه أو كيف يمكن أن تختلف الحياة الشخصية إذا تم التغلب على الخوف.
  • اقرأ القوائم لاتخاذ قرار أكثر وضوحاً بشأن ما يجب فعله بعد ذلك.

 

نصيحة عرب ثيرابي

قد يشكل الشعور بالخوف بشكل مستمر الكثير من المشكلات الجسدية والنفسية. حيث أن التعرض الدائم للخوف يزيد من الضغط النفسي الذي يحد من إمكانية الشخص من مواكبة حياته اليومية بالشكل الفعال. لذلك ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي باللجوء إلى العلاج النفسي خاصة العلاج بالتعرض. وبالذي يمكن الشخص من مواجهة مخاوفه دون التأثير عليه مع مرور الوقت.