Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
تأثير الضغط النفسي

ما هو تأثير الضغط النفسي على الجهاز العصبي؟

يتأثر كل جهاز من أجهزة الجسم بشكل مختلف بما يتعرض له الجسم من ضغط نفسي، ولكن هذا التأثير يختلف عند الحديث عن الجهاز العصبي، حيث أنه يتحكم بجميع الوظائف اللاإرادية في الجسم، ولكن كيف يبدو هذا التأثير وكيف يمكن التحكم به؟

 

تفاعل الجهاز العصبي مع الضغط النفسي 

يظهر تأثير الضغط النفسي على الجهاز العصبي عند تعرض الشخص للتوتر أو موقف مهدد له. مما ينتج عنه ردة فعل تلقائية لهذا الجهاز تسمى استجابة القتال أو الهروب، ويمكن أن يحصل ذلك بطريقتين:

    الضغط النفسي الحاد

    ويحدث عندما يتعرض الشخص للموقف المحفز، فيستجيب الجهاز العصبي من خلال:

    • إفراز المزيد من هرمونات التوتر أو الخوف خلال الموقف.
    • ما أن ينتهي الموقف حتى تعود هذه الهرمونات إلى مستوياتها الطبيعية.

    الضغط النفسي المزمن

    في هذه الحالة لا يحتاج الجسم إلى موقف محفز، حيث أن التوتر أو الإجهاد النفسي المستمر يعمل على:

    • زيادة هذه الهرمونات في الجسم بشكل مستمر.
    • التأثير على بقية أعضاء وأجهزة الجسم.
    وفقًا لجمعية علم النفس الأمريكية أفاد 24% من البالغين أنهم يعانون من ضغوط نفسية شديدة.

     

    ما هو تأثير الضغط النفسي على الجهاز العصبي؟

    غالباً ما يظهر التأثير السلبي للضغط النفسي على الجهاز العصبي أثناء التعرض للإجهاد والتوتر المستمرين، مما ينتج عنه:

    ضعف الذاكرة

    أثبتت الدراسات أن تعرض الشخص للضغط النفسي باستمرار يؤدي إلى عدم القدرة على تذكر الأشياء المهمة، حيث لوحظ:

    • أن الدماغ في هذه الحالة يكون في حالة تأهب للمواقف المقلقة أكثر من استعداده لتذكر الأشياء.
    • يمكن للضغط النفسي البسيط أو قصير الأمد أن يعمل على ضعف الذاكرة المؤقتة للشخص، فنجد أنفسنا ننسى المعلومات البسيطة.
    •  

    اختلال بنية الدماغ

    يعمل الضغط النفسي المستمر على تغيير بنية الدماغ لدى الشخص، وقد تكون هذه التغييرات دائمة، بحيث يحدث عدم توازن في المكونات الأساسية المكونة للدماغ، فهو يتكون بشكل أساسي من:

    • المادة الرمادية: وتساعد في حل المشكلات أو اتخاذ القرارات، وفي المواقف المقلقة ينخفض إنتاج المادة الرمادية.
    • المادة البيضاء: وتعمل على ربط مناطق الدماغ معاً لتوصيل المزيد من المعلومات، وخلال التوتر يزيد إنتاج هذه المادة.

    التقليل من أداء الدماغ

    يساهم إفراز كل من الكورتيزول والأدرينالين في التقليل من قدرة الدماغ على العمل بشكل فعال، ومن هذه الوظائف:

    • التواصل الاجتماعي: حيث يقل اختلاط الشخص بالآخرين بشكل ملحوظ أو تجنب التفاعل معهم.
    • الذاكرة والتعلم: تقل قدرة الدماغ على التذكر والتعلم بشكل جيد بسبب التأثير على منطقة قشرة الفص الجبهي.

    التعرض للاضطرابات والأمراض النفسية

    يصبح الشخص أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية بسبب تغيير بنية الدماغ، ويتضح هذا من خلال:

    • وجود الكثير من المادة البيضاء في مناطق معينة في الدماغ، ينتج عنه تعارض في توقيت الاتصالات وتوازنها.
    • تغيير توازن وظيفة الخصين في الدماغ المسؤولة عن الذاكرة، سواء كانت المعلومات المتعلقة بالذاكرة المكانية أو تقوية الذاكرة أو نقل المعلومات.
    • يرتبط التوتر والإجهاد المزمن بارتفاع احتمالية إصابة الشخص باضطرابات القلق المتنوعة والاكتئاب على حد سواء، حيث أن المشاعر السلبية المرتبطة بالضغط النفسي تؤثر على النفسية.
    • أثبتت الدراسات أن التوتر الشديد والمزمن يطور من أعراض مرض ألزهايمر لدى الشخص، والعكس صحيح، حيث أن قلة التوتر يقلل من تفاقم الحالة والأعراض.

    انخفاض عدد الخلايا العصبية

    أظهرت الأبحاث أن الخلايا العصبية في الدماغ تتأثر بالضغط النفسي المزمن الذي يتعرض له الشخص، من خلال إنتاج خلايا عصبية ذات عمر قليل، فغالباً ما تموت الخلايا العصبية الجديدة خلال أسبوع في هذه الأثناء.

    انكماش حجم الدماغ

    في الوقت الذي يميل به الدماغ إلى البقاء بالحجم ذاته، فإن تجربة الشخص الضغط النفسي المستمر يؤدي إلى انكماش بعض مناطقه المسؤولة عن:

    • العواطف.
    • الذاكرة.
    • التمثيل الغذائي.

     

    كيف يرتبط كل من الجسد والمزاج والسلوك أثناء تحفيز الجهاز العصبي؟

    في المواقف المسببة للضغط النفسي يعمل الجهاز العصبي على التأثير في الكثير من وظائف الجسم، مما ينتج عنه مجموعة من الأعراض الجسدية التي تصب بشكل مباشر في مزاج الشخص وسلوكياته، ومن ضمن هذه الارتباطات:

    • الصداع: عند الإصابة بالصداع المرتبط بالضغط النفسي يزيد شعور الشخص بالقلق، مما ينتج عنه اضطرابات في الأكل.
    • شد العضلات: يسبب الألم الناتج عن شد العضلات المتنوعة في الجسم إلى الشعور بالانفعال والتهيج بسرعة والدخول في نوبات غضب.
    • ألم في الصدر: مما يؤدي إلى قلة الدافعية والتركيز لدى الشخص وبالتالي اللجوء إلى طرق غير صحية للتأقلم.
    • التعب: عندما يزيد شعور الشخص بالتعب والإرهاق الجسدي والنفسي يزيد تدخينه بشكل ملفت.
    • قلة الرغبة الجنسية: مما يدفع الشخص إلى الشعور بمزيد من الغضب والانفعال، وبالتالي زيادة المشكلات الأسرية أو العزلة الاجتماعية.
    • اضطرابات المعدة: مما يتسبب بالتعاسة أو الاكتئاب وقلة الرغبة في القيام بالممارسة البدنية والنشاطات اليومية.

     

    هل يمكن أن يحسن الضغط النفسي من أداء الجهاز العصبي؟

    على الرغم من جميع السلبيات السابقة، ولكن له بعض النتائج الإيجابية بشكل ملفت للانتباه، حيث أن التوتر المعتدل يعمل على:

    • تنفيذ الأشخاص لمهامهم بشكل أفضل تحت الضغط، ويعود ذلك إلى هذا التوتر يعمل على تحسين الاتصال بين الخلايا العصبية معاً، وبالتالي زيادة الذاكرة والإنتاجية في آن واحد.
    • التعود على التوتر، مما ينتج عنه التعامل بشكل أفضل مع المواقف المقلقة.

    التوتر ليس كله سيئًا لعقلك، في الواقع يمكن للتوتر المعتدل أن يحسن أداء الدماغ عن طريق تقوية الاتصال بين الخلايا العصبية في الدماغ.

     

    كيف يمكن التقليل من تأثير الضغط النفسي على الجهاز العصبي؟

    بعد معرفة الآثار السلبية الناتجة عن الضغط النفسي المزمن، لا بد من اتخاذ الإجراءات المناسبة للتقليل من هذه الآثار والحفاظ على الصحة النفسية والعقلية، لذلك يمكن تجربة الخطوات التالية:

    • ممارسة تمارين الاسترخاء بشكل منتظم، بالإضافة إلى أن بعض الإجراءات مثل التنفس العميق يمكنه أن يقلل من التوتر بشكل فوري.
    • زيادة اليقظة اللحظية من خلال التركيز على الحواس والبيئة المحيطة بالوقت الحالي للموقف، والتقليل من التفكير بالأحداث المستقبلية المتوقعة، أو الندم على دور الشخص بالأمر.
    • إعادة التفكير بالموقف المقلق بطريقة أخرى، قد يكون الأمر صعباً، إلا أن التدرب المستمر على ذلك يساعد في نجاحه.
    • ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، مما يقلل من حدة التوتر.
    • زيادة التعاطف مع النفس بالتركيز على النقاط الإيجابية بالشخص وتجاهل ما يمكن أن يزيد من حدة الموقف.

     

    كلمة من عرب ثيرابي

    يمكن التقليل من الضغط النفسي الذي يعاني منه الشخص من خلال اللجوء إلى العلاج النفسي، حيث غالباً ما يقوم الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي باتباع الأساليب العلاجية التالية:

    • العلاج المعرفي السلوكي (CBT).
    • العلاج المعرفي القائم على اليقظة الذهنية (MBCT).
    • الحد من التوتر القائم على اليقظة الذهنية (MBSR).