ما ستجده في هذا المقال:
يمضي الإنسان نحو شيخوخته منذ ولادته، ففي كل يوم يقترب أكثر وأكثر، وهو أمر طبيعي، ولكن هذا التقدم يشكل خوف وقلق مستمرين لدى البعض، فعندما يخشى الشخص من الآثار المترتبة على الشيخوخة يكون عنها يعاني من فوبيا تقدم العمر.
ما هي فوبيا تقدم العمر
فوبيا تقدم العمر أو فوبيا الشيخوخة (Gerascophobic) هي خوف الشخص المبالغ به والمستمر من التقدم بالعمر وتأثير ذلك على جميع جوانب الجسد، فيصبح الشخص مهوساً بجماله أو بإخفاء عيوبه.
أسباب فوبيا تقدم العمر
تتنوع الأسباب التي يمكن أن يكون لها تأثير على هذه الفوبيا، حيث يمكن إجمالها بما يلي:
-
- العمل الوراثي: سواء كان بإصابة أحد أفراد العائلة بهذا النوع من أنواع الفوبيا أو بأحد أنواع اضطرابات القلق الأخرى، فإن هذا يزيد من احتمالية إصابة شخص آخر.
- العامل البيئي: وما يتم الترويج له من المظهر الشبابي المستمر، حيث تلعب وسائل الإعلام المحرك الأساسي لهذه القضايا.
- السمات الشخصية: وتتمثل بقلة ثقة الشخص بذاته أو الإحساس بالنقص المستمر، ومحاولة إكمال هذا النقص بالمظهر الخارجي.
- الاضطرابات النفسية الأخرى: قد تزيد إصابة الشخص باضطراب نفسي آخر من احتمالية تطور هذه الفوبيا لديه.
- التجارب السابقة: التي يمكن أن يراها أو يعيشها الشخص، والتي يمكن أن يتأقلم معها في نهاية الأمر، وتصبح أمر طبيعي.
قد يكون شعور غير مريح لأنه يعني أنك لم تعد مسيطرًا.
أعراض فوبيا تقدم العمر
يمكن أن تظهر أعراض نفسية أو سلوكية على الأشخاص المصابين بفوبيا تقدم العمر، ومن هذه الأعراض:
الأعراض النفسية
يمكن أن تتضح هذه الأعراض من خلال:
-
- الخوف من ظهور أعراض تقدم العمر على مظهر الجسد، مثل التجاعيد أو الشيب والترهلات.
- الخوف من الأمراض المرافقة للتقدم بالعمر.
- عدم قدر الشخص على الشعور بالاسترخاء.
- تداخل الأحاسيس أو تشابكها.
الأعراض السلوكية
أما الأعراض السلوكية لفوبيا الشيخوخة فهي:
-
- تكوين العلاقات الاجتماعية مع الأشخاص الأصغر سناً.
- محاولة إخفاء علامات التقدم بالسن من خلال القيام بالإجراءات التجميلية.
- تبني الأفكار أو السلوكيات الشبابية باسمرار.
- ارتداء الملابس الشبابية غير المناسبة للعمر البيولوجي للشخص.
- استخدام المستحضرات التجميلية التي تخفي آثار الشيخوخة.
الأعراض الجسدية
لا تختلف الأعراض السلوكية عن أعراض نوبات الهلع، حيث يمكن أن يصاب الشخص بنوبة عند تعرضه للتفكير بأمر شيخوخته، ومن هذه الأعراض:
-
- الشعور بخفقان بالقلب.
- الدوخة والدوار.
- الشعور بآلام أو أوجاع متنوعة.
- ضيق في التنفس.
- التعرق المفرط.
- الإحساس بجفاف أو لزوجة بالفم.
أشكال الخوف في فوبيا تقدم العمر
تظهر معالم الخوف من الشيخوخة بأشكال كثيرة، لذلك لا بد أن يحول الشخص هذه المخاوف إلى تخطيط للمستقبل بدلاً من الانغماس في القلق، حيث تظهر معالم الخوف بأحد الأشكال التالية أو بمجموعة منها:
الخوف من الأمراض
إن الإصابة بالأمراض وعدم القدرة على القيام بالأمور الشخصية من الأمور الطبيعية والمحتمل الإصابة بها، ولكن يمكن التقليل من احتمالية حصولها باتباع بعض النصائح مثل:
-
- ممارسة التمارين الصحية بشكل منتظم.
- تناول طعام متوازن وصحي.
- الابتعاد عن التدخين أو الكحول.
- عمل التحاليل الطبية بشكل دوري.
الخوف من الزهايمر
على الرغم من تراجع نسبة الإصابة بالزهايمر والخرف في السنوات الأخيرة، ولكن يبقى من الأمور التي تخيف الكثير من الأشخاص مع تقدمهم بالعمر، وباتباع بعض الخطوات المبكرة يمكن حماية الدماغ من الأضرار الناتجة عن التقدم بالعمر، حيث يمكن القيام بما يلي:
-
- تعلم لغة جديدة في وقت مبكر.
- تعلم العزف على آلة موسيقية.
- المواظبة على تعلم الأمور الجديدة بالنسبة للشخص مع تقدمه بالعمر.
- ممارسة التمارين الرياضية التي من شأنها المحافظة على توازن المواد الكيميائية في الدماغ.
القلق بشأن الملل والعزلة
قد يعاني الشخص مع التقدم بالعمر من الملل والوحدة، والتي غالباً ما تكون نتيجة العجز الذي يصاب به، بالإضافة إلى قلة المردود المالي وفقدان المقربين، ولكن الدراسات أثبتت أن الوحدة لا تقل خطورة عن التدخين والسمنة، لذلك يمكن تفاديها من خلال:
-
- تكوين علاقات اجتماعية متينة منذ وقت مبكر، والحفاظ على الأصدقاء أو التواصل معهم.
- المشاركة في الأمور التطوعية بشكل مستمر، والتي تلعب دور على صعيد النظرة الذاتية للشخص بالإضافة إلى تكوين المزيد من العلاقات الاجتماعية من خلالها.
- يمكن التفكير باللجوء إلى بيوت رعاية المسنين للحفاظ على التواصل مع الآخرين في حال عدم وجود أشخاص حول الشخص.
الخوف من الموت من أشكال فوبيا تقدم العمر
إن النهاية الحقيقية للجميع هي الموت، ولكن التفكير المتزايد والقلق من الأمر يجعل الجسم أقل مقاومة للأمراض. وبالتالي الإصابة التقدم إلى الشيخوخة بشكل أسرع، فما على الشخص ولكن يغير طريقة تفكيره ويركز على:
-
- التفكير بماذا يريد الشخص انجازه.
- التفكير بما يرغب الشخص أن يُذكر به بعد موته.
الخوف من نظرة الآخرين
معظم الأشخاص ينظرون إلى كبار السن أنهم من عالم آخر، أو أنهم غير متأقلمين ولا يستطيعون فهم ما يدور حولهم من مستجدات، لذلك قد يخشى الشخص عندما يتقدم بالعمر أن ينظر إليه الآخرين بالطريقة ذاتها.
القلق بشأن المال
يجب التفكير بهذه النقطة بوقت مبكر، حيث أن الكثير من الأشخاص يتوقعون أن رواتبهم التقاعدية تكون كافية لهم عندما يتقدمون في العمر، ولكن المفاجأة تظهر أن هذه المبالغ غير كافية، لذلك لا بد من الإدخال لهذه الأوقات منذ البداية.
أحيانًا يخاف الشخص من إذا ما كان سيندم عندما يكبر أم لا.
الخوف من تغير الشكل
تركز الثقافات الحالية على المظهر الجسدي للشخص أكثر من مظهره العقلي والنفسي، لذلك يتولد لدى الكثير من الأشخاص مخاوف حول الطريقة التي سيظهرون بها مع تقدمهم بالعمر، مما يجعلهم يركزوا على العمليات أو الإجراءات الطبية لذلك.
التحول لعبء من أشكال فوبيا تقدم العمر
يخاف الكثير من الأشخاص تحولهم لعبء عند تقدمهم بالعمر، حيث يفقدون الاستقلالية التي كانوا يتمتعون بها في المراحل المبكرة، ويضطرون للعيش مع أبنائهم أو أقاربهم أو اللجوء إلى دور رعاية المسنين للحصول على الاهتمام والرعاية التي يحتاجون إليها.
قد يقلق الأشخاص بشأن فقدان مظهرهم، وفقدان الاستقلال، والخمول بعد التقاعد.
علاج فوبيا تقدم العمر
في بعض الأحيان قد تتطور الحالة ويصبح الشخص بحاجة إلى علاج حقيقي، حيث يتدرج الأخصائي النفسي في الخطوات، بحيث:
-
- جلسة استشارية خاصة تبلغ مدتها 50 دقيقة، يمكن للأخصائي النفسي معرفة المشكلة التي يعاني منها المريض.
- استخدام العلاج بالتنويم المغناطيسي Hypnotherapy، ويعتمد هذا العلاج على تمكين الشخص من معرفة نقاط القوة الداخلية له، ومواجهة الأسباب الكامنة خلف مخاوفه.
كلمة من عرب ثيرابي
مع التقدم بالعمر غالباً يحتاج الشخص إلى المزيد من الرعاية النفسية والدعم، لذلك فإن أفضل طريقة هي الحصول على الاستشارة النفسية المناسبة والحصول على العلاج الدوائي عند الحاجة. كما يفضل الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي القيام ببعض التغيرات الحياتية للمساهم في تحسين الحالة النفسية، مثل:
- المشاركة في المناسبات الاجتماعية والابتعاد عن العزلة.
- ممارسة التمارين الرياضية المناسبة.
- الحصول على القدر الكافي من النوم.
- تناول الطعام الصحي والمتوازن.
