Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الذكريات المكبوتة

الذكريات المكبوتة وكيفية حدوثها

في كثير من الأحيان ترتسم ابتسامة خفيفة على الوجه عند تذكر بعض المواقف أو عند مرور بعض الذكريات السعيدة، إلا أن بعض الذكريات قد تكون مؤلمة لدرجة يحاول الدماغ نسيانها وتركها مكبوتة دون أن تسترجع، فما هي هذه الذكريات وكيف يتم التعامل معها بالطريقة الصحيحة للتقليل من المشاعر السلبية التي قد تسببها؟

ما هي الذكريات المكبوتة؟

الذكريات المكبوتة (Repressed Memories) أو فقدان الذاكرة الفصامي (Dissociative Amnesia) هي آلية دفاعية يتم فيها طمس الذكريات المتعلقة بالمواقف الصعبة والمؤلمة فيحاول الدماغ حجبها عن الشخص للتقليل من المشاعر السلبية التي يعاني منها، وتعتبر هذه العملية تلقائية غير واعية ولا يمكن للشخص السيطرة أو التحكم بها.

اعرف المزيد: أعراض المشاعر المكبوتة

سبب الجدل حول هذا النوع من الذكريات

على الرغم من اعتماد العلاج النفسي التحليلي على هذا النوع من الذكريات، إلا أن الكثير من الجدل لا يزال يقلل من شأن الذكريات المكبوتة، ومن ضمن نقاط الجدل هذه:

  • لا يوجد مكان في الدماغ يتم وضع الذكريات فيه ويغلق عليها، أي لا يمكن من خلال المسح الدماغي اكتشافها وقياسها.
  • لا يمكن إثبات هذه الذكريات إلا إذا اتفق عليها عدة أشخاص، فقد يخدع الدماغ صاحبه من خلال تكوين ذكريات وهمية.
  • تعكس معتقدات الشخص والبيئة الحياتية التي عايشها على الذكريات المكبوتة، فقد يفسرها كل شخص بناءً على أسس شخصية بحتة.
  • تحتاج دراستها إلى تعريض الشخص إلى مواقف مؤلمة للتعامل مع مواقف مشابهة مع مواقف الذكريات، وهو أمر غير مقبول أخلاقياً.

قد يتم إخبار الشخص من قبل الآخرين ببعض الذكريات المزيفة، مما يتركه أكثر تضرراً وتلاعباً من قبلهم.

  •  

أعراض وجود ذكريات مكبوتة لدى الشخص

عند امتلاك الشخص بعض الذكريات المكبوتة فغالباً ما يلاحظ مجموعة من الأعراض لديه، من ضمنها:

  • فقدان الذاكرة المتعلقة بالأمر المحدد أو عدم التمكن من معرفة أمر محدد يتحدث الآخرين عنه.
  • تدني احترام الشخص لذاته.
  • اللجوء إلى تعاطي المخدرات أو الكحول.
  • زيادة الأمراض الجسدية، أو وجود بعض الأدلة الجسدية.
  • مواجهة بعض المشكلات الشخصية.
  • قد يعاني الشخص من بعض المشكلات النفسية مثل الاكتئاب أو القلق.
  • الشعور بعدم الأمان اتجاه أحد الأفراد بشكل لا واعي.
  •  

سبب الاهتمام بالذكريات المكبوتة

بغض النظر عن نقاط الجدل حول هذه الذكريات، إلا أنها تلاقي أهمية واهتماماً متزايد ويعود ذلك إلى:

  • شعور الشخص بالراحة والسعادة فور اكتشافها ومعالجة المشاعر المتعلقة بها.
  • اعتبارها أمر مهم بالنسبة للشخص في مرحلة حدوثها وإن كانت غير حقيقية أو أنها لا تعكس الواقع بشكل صحيح، على الرغم من تأثيرها عليه في ذلك الوقت.

  •  

المواقف المسببة للذكريات المكبوتة

في معظم الأحيان تكون المواقف والتجارب المؤلمة في مرحلة الطفولة هي السبب الحقيقي في تكوين هذا النوع من الذكريات، فقد تشتمل هذه المواقف على:

    • الاعتداء الجسدي على الطفل.
    • الاعتداء الجنسي.
    • إساءة المعاملة العاطفية.
    • الإهمال الجسدي والعاطفي.
    • معاناة أحد أفراد العائلة من مرض نفسي.
    • انفصال أو طلاق الوالدين.
    • إدمان أحد أفراد العائلة على المخدرات أو الكحول.
    • مشاهدة مواقف العنف اتجاه الأم.
    • حضور المحاكم أو القضايا القانونية أو التواجد أثناء حبس أحد أفراد العائلة.
    • المشكلات الصحية.
    • التعرض للمواقف الحزينة بشكل شديد.  

    •  

    آلية حدوث الذكريات المكبوتة

    قد يخفي الدماغ الذكريات المؤلمة أو المرتبطة بالأحداث الكبيرة في حياة الشخص خاصة في المراحل المبكرة من عمره، ومن آليات حدوث ذلك:

    الانفصال

    عند التعرض للصدمات الكبيرة غالباً ما يفصل الشخص نفسه عن الأحداث خاصة إن كان صغيراً في السن، فلا يستطيع تذكر الأمر بسبب تغييرها أو طمسها، فعلى الرغم من امتلاك الذكريات المتعلقة بها، إلا أنها تبقى خفية عن الشخص إلى أن يتعلم كيفية التعامل من الشعور بالضيق أو يتقدم بالعمر.

    قد يهمك: الانفصال عن الواقع

    الإنكار

    يساعد إنكار الأمر على عدم تسجيله في العقل الواعي لدى الشخص، ولكن تأثير الأمر يبقى موجوداً حيث أن التعرض لبعض الموقف من شأنه أن يشعر الشخص الضيق.

    النسيان

    يظهر نسيان الشخص للذكريات غير المرغوبة أو المؤلمة من خلال تحفيز بعض المواقف فيما بعد، بغض النظر عن تقصد تجاهلها أو نسيانها حقاً.

    التقليل من شأن الموقف

    بسبب قلة الخبرة، يمكن للشخص التقليل من شأن المواقف المؤلمة التي يمر بها، ولكن مع مروره بالتفاصيل الحياتية يمكن أن يغير نظرته إلى الأمر ويعطي الذكريات حجماً ومعنى جديد مسببة بذلك الشعور بالضيق.


    أهمية استرجاع الذكريات المكبوتة

    لا تعتبر عملية الوصول إلى الذكريات المكبوتة أو المنسية سهلة، ولكن تمكن الشخص من معرفتها يساعده في فهم أكبر لمشاعره وسلوكياته الغريبة. فهو غالباً ما يحاول إيجاد التبريرات والأعذار المتعلقة بهذه المشاعر والسلوكيات في حال عدم تمكنه من اكتشاف الذكريات التي تناساها الدماغ.


    كيفية علاج هذا النوع من الذكريات

    يساعد اللجوء إلى العلاج المخصص لهذه الذكريات في التخفيف من الشعور بالأعراض غير المبررة التي قد يعاني منها الشخص، حيث يمكن أن يتضمن العلاج ما يلي:

    • التنويم المغناطيسي Hypnosis.
    • الصور الموجهة Guided Imagery.
    • تقنيات الإنحدار العمري Age regression techniques.
    • العلاج الجسدي Somatic transformation therapy.
    • العلاج النفسي الحسي Sensorimotor psychotherapy.
    • البرمجة اللغوية العصبية Neurolinguistic programming.
    • علاج أنظمة الأسرة الداخلية Internal family systems therapy. 

    وعلى الرغم من الفائدة الناتجة عن أساليب العلاج السابقة، ولكن الأمر قد ينطوي على بعض المخاطرة بسبب الذكريات الكاذبة، بالإضافة إلى تذكر بعض المواقف التي يتورط بها بعض أفراد الأسرة والذين يبدون على عكس ذلك في الوقت الحالي.


    طريقة تعامل الشخص مع ذكرياته المكبوتة

    في حال عدم قدرة الشخص على استعادة موقف مؤلم أو عدم تذكر ما يتحدث به الآخرين من أحداث صادمة، يمكن لبعض الاستراتيجيات أن تساعد في تقليل مما يشعر به الشخص، حيث يمكنه ذلك من خلال:

    • معرفة كيفية عمل الذاكرة، حيث أن عدم التمكن من تذكر موقف معين لا يعني التعرض لصدمة سابقة، كما أن محاولة التذكر قد تعيد بناء ذكرى الموقف بشكل مختلف في كل محاولة.
    • التعامل مع الأعراض النفسية والجسدية التي يعاني منها الشخص بالوقت الحاضر (اليقظة الذهنية)، وترك المواقف السابقة إلى مرحلة تالية من التعامل.

    •  

    نصيحة عرب ثيرابي

    في كثير من الأحيان تُبقي هذه الذكريات الشخص داخل حلقة مفرغة، فلا يستطيع نسيانها ولا يتمكن من تذكرها بالشكل الصحيح، لذلك ننصح في عرب ثيرابي البحث عن المعالج النفسي المؤهل بحيث يساعد الشخص على تجاوز الأمر بطريقة سليمة وآمنة.